رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سألنا نجوم الصحافة: «ضربت كام موضوع؟».. والإجابة مفاجأة

حمدى رزق ومحمد علي
حمدى رزق ومحمد علي ومحمد العزبى

حمدى رزق أغلق السكة.. محمد على إبراهيم ينفعل.. ومحمد العزبى: كان نفسى بس خوفى منعنى

تراودنى تلك الفكرة منذ فترة كبيرة: هل مارس كبار الصحفيين «الضرب الصحفى» أو الفبركة الصحفية فى بداياتهم الصحفية أم كانوا كالملائكة منذ أن بدأوا العمل فى بلاط صاحبة الجلالة؟ فتحت ضغوط مواعيد تسليم الموضوعات ولمزيد من الدخل المادى يلجأ الصحفى للفبركة بحس مغامر.. لذلك حاولنا معرفة المغامرة وكواليسها التى لم يحكها هؤلاء لأحد.
وفى اتصال بنجوم صاحبة الجلالة سألناهم: هل قاموا بفبركة موضوع فى بداياتهم الصحفية؟ رفض الصحفى حمدى رزق السؤال من أساسه، وقام بإنهاء المكالمة سريعا وأغلق الخط، أما الصحفى الكبير محمد على إبراهيم، رئيس تحرير جريدة الجمهورية السابق، فرد بغضب قائلا: «روح يا ابنى اسأل حد غيرى»، أما سيد على فقال منفعلًا: ماينفعش أتسئل سؤال زى ده عيب، أما الكاتب الكبير محمد العزبى فضحك قائلا: كان نفسى يبقى ليا شرف الضرب الصحفى بس أنا للأسف خواف وجبان حتى المواضيع اللى متأكد من أنها صح كنت بخاف أنشرها.

محمد صلاح: نشرت اعتذارًا رسميًا للشاعر لـ«جويدة» بسبب كاتب مبتدئ
محمد صلاح، رئيس مكتب جريدة الحياة اللندنية بالقاهرة، جاوب عن السؤال وقال: كنت أعلم منذ عملى بالجريدة أن مصير أى فبركة لتصريحات مصادر قرار بالفصل، ولذلك لم ألجأ نهائيا لذلك، ولكن كنت شاهدا مثلا على واقعة فبركة مقال رأى لكاتب مبتدئ نشر مقاله بجريدة الحياة، وهاتفنى بعدها الشاعر فاروق جويدة يشتكى من أن ذلك المقال مسروق منه نصًا، ولما قارنت المقالين ببعضهما اكتشفت أن الكاتب الآخر غيّر العنوان والمقدمة فقط، ولكن فعلا المقال مسروق، فاعتذرت لفاروق جويدة ونشرت اعتذارا رسميا له فى الجريدة وتم إنهاء التعاقد مع الكاتب الآخر.

عمر طاهر: سألت الفنانين عن حكاية أول سيجارة معاهم ثم جاوبت بنفسى
يحكى عمر طاهر على صفحته الشخصية على «فيسبوك» أنه منذ سنوات طويلة وفى بدايات عمله الصحفى فى إحدى الجرائد تم تكليفه بعمل تحقيق عن أول سيجارة فى حياة الفنانين، ونظرا لضيق الوقت تخيل هو بشخصية كل فنان ماذا سيكون إحساسه فى شرب أول سيجارة وكتب الكلام على لسانه ذاكرا عددا كبيرا من الفنانين وقتها، ولم يكن فى الجريدة سوى خط هاتف أرضى واحد وكان دائما مشغولا ولسوء الحظ كان هذا اليوم الخط متاحا لدرجة أن جميع الفنانين الذين وردت أسماؤهم بالموضوع هاتفوا رئيس التحرير يتبرأون من أى كلام قيل على لسانهم أو اتصالهم بعمر أصلا مما جعله فى ورطة كبيرة مضحكة أكثر ما هى مأساوية.

حمدى عبدالرحيم: اخترعت علماء فقه وهميين لإرضاء رئيس التحرير
حمدى عبدالرحيم، الصحفى الشهير، يحكى وهو يضحك عن واقعة تعرض لها فى سنة ١٩٩٠ وهى عندما طلب منه رئيس تحرير إحدى الجرائد مهاجمة إحدى الدول الخليجية ولم يجد طريقة يهاجمها بها وقرر عمل سلسلة مقالات يطالب بها تلك الدولة بزكاة الركاز، وهى الزكاة الخاصة بخمس الموارد المعدنية مثل البترول وتذهب للأمة الإسلامية، وتلك الدولة تنتج الملايين من براميل النفط شهريا.. إذن التحدث كان فى مليارات، ولجأت لعلماء الفقه من أجل الكلام عن ذلك الموضوع، وكلما كلمت أحدهم أخمن أننى أهاجم تلك الدولة فيجيب ورا، ولم أجد حلا سوى أن أبحث فى مكتبتى عن الآراء الفقهية التى تؤيد وجهة نظرى ووضعها على لسان علماء فقه اخترعتهم أنا شخصيا من أجل تمرير المقالات.

أكرم القصاص: صحفى أتى لى بتصريح من مصدر مات منذ فترة
أكرم القصاص، الكاتب الصحفى، رئيس التحرير التنفيذى لجريدة اليوم السابع، يقول إنه بالفعل لم يضرب موضوعات، ولكنه خلال مشواره الطويل فى الصحافة زامل الكثير من الصحفيين الذين اشتهروا بالفبركة، ويذكر أثناء عمله كرئيس تحرير بجريدة الموقف العربى أن أحد الصحفيين أتى له بتصريح من مصدر، وعندما سأله «إنت متأكد إنك خدت منه الكلام ده؟» فجاوبه الصحفى: «طبعا يا ريس» ورد عليه أكرم آسفا: «إزاى وهو مات من فترة؟».

مصطفى حمدى: النجم قال لى: اكتب أنت الأسئلة وجاوب
الصحفى مصطفى حمدى، مدير تحرير أخبار اليوم، يقول إنه كان قد اتفق مع نجم من نجوم الصف الأول على إجراء حوار معه وكان على معرفة جيدة جدا بهذا النجم، نظرا لأنه قام من قبل بإجراء حوار معه، وعند الميعاد أجل الفنان الحوار لظروف طارئة وحدد ميعادا آخر ثم أجله أيضا على آخر لحظة، وفى نفس الوقت كنت أتعرض لضغط الوقت لنشر الحوار فقال لى النجم: «أنا بثق فيك جدا إيه رأيك تكتبه أنت؟» فارتكبت للحظة وسألته: «أكتبه إزاى؟» فقال لى: «اكتب أنت الأسئلة وجاوب»، وبالفعل كتبت الأسئلة وتخيلت ردوده من خلال معرفتى به، ونوعت فى الأسئلة بين الفنية والثقافية والفلسفية ثم نشرت الحوار، وكانت المفاجأة أن ذلك الفنان انهالت عليه المكالمات التى تثنى على إجاباته فى الحوار، وأنه نضج جدا وأصبح يمتلك ثقافة عالية ودبلوماسية محمودة فى الحوار، فاتصل بيا الفنان وهو يضحك وسعيد جدا ويطلب منى تكرار التجرية بل يطلب منى أن أساعده فى الردود بعد ذلك عن إجراء أى حوار معه لأى مكان وهذا لم يحدث طبعا.

هشام يحيى: بعد فبركة موضوع.. عبدالله كمال قال لى: «اللى أنت كتبته ده.. جرائم فى حق البشرية»
هشام يحيى، الصحفى المستقل، الذى عمل بعشرات الجرائد والمطبوعات، يحكى واقعة فى بداية عمله الصحفى، حيث كان مكلفا بتغطية فيلم صربى عن البوسنة والهرسك، ولظروف ما لم يذهب لمشاهدة الفيلم وأصبح من بعدها فى ورطة فيما سيكتبه ينقد به الفيلم فى إحدى الجرائد التى كان يكتب فيها، فاضطر لأن يستعين بخياله ويستوحى من اسم الفيلم أحداثه وتخيل السيناريو والأحداث وكتب صفحة كاملة تحكى عن معاناة الأطفال فى البوسنة والهرسك والوحشية التى يتعرضون لها وصمت العالم عما يحدث لهم، ولكن يشاء القدر أن يعرض الفيلم مرة أخرى وقرر مشاهدته هذه المرة فوجد أحداثه تدور أصلا تحت الأرض ولا علاقة له بأى شىء كتبه وعند خروجه من السينما قابل الصحفى عبدالله كمال الذى قال له مازحا «إيه اللى أنت كتبته ده.. انت بترتكب جرائم فى حق البشرية».

محمد الدسوقى رشدى: اعتمدت على نظرية «الشراب المقلوب» من أجل زيادة المرتب
ويشاركه فى اختلاف مفهوم الضرب محمد الدسوقى رشدى، رئيس التحرير التنفيذى بجريدة اليوم السابع، الذى قال بسبب ضعف المرتبات الذى كان حوالى ٣٠ أو ٤٠ جنيها على الموضوع كان يقوم بنظرية قلب الشراب، وهى إعادة نشر المواضيع التى نشرت فى الجريدة فى جرائد أخرى بصياغة أخرى وعنوان مختلف وهى ما تسمى «نظرية الشراب المقلوب» من أجل زيادة المرتب وتغطية تكاليف الموضوع على الأقل لأن مكالمة المصدر وحدها كانت بتعمل مبلغ وكان وقتها دقيقة الموبايل باتنين جنيه لما كانوا اتنين جنيه.

وائل لطفى: مكالمة الرئيس مبارك أنهت الحياة المهنية للصحفى الضريب
وائل لطفى، رئيس تحرير جريدة الصباح الأسبق، يقول: لا أنكر فى بدايات عملنا فعلنا ذلك، وإن اختلف مفهوم الضرب الصحفى عن الآن، فلم تكن الأخبار مفبركة أو مضروبة ولكن أنا مثلا كنت أستعين بأرشيف مجلة روز اليوسف التى كنت أعمل بها وأصوغ منها المعلومات والأخبار فى مواضيع أرسلها للمجلات العربية كأنها مجهود شخصى، نظرا لصعوبة الاتصال وقتها بالمصادر ماديا ولضغط الوقت. ويذكر لطفى واقعة شهيرة حدثت فى مجلة «صباح الخير» عندما حاول أحد الزملاء وقتها أن يثبت نفسه فى المكان فألف موضوعا عن حادثة حدثت فى شرم الشيخ وبها ضحايا مصريون وأجانب، وتصدر العنوان المجلة، والدنيا اتقلبت، ولسوء حظه اتصل الرئيس مبارك برئيس التحرير ليستفسر منه عن الحادثة واكتشف رئيس التحرير أن الحادثة وهمية ولا يوجد لها محاضر فى الشرطة والنيابة، وهنا حول رئيس التحرير الصحفى للنيابة، وانتهت حياته المهنية بطريقة مؤسفة.