رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رغدة السعيد.. التطبيل من القلب


ظهر مصطلح التطبيل من كام سنة بعد الثورة، وكان بمثابة إرهاب فكرى لأى حد بيذكر إيجابيات أو يدافع عن مصر، وبطبيعة الحال من ٢٠١١ أى مصطلح بيطلع بينتشر زى النار فى الهشيم، وده من ضمن حروب الجيل الرابع.
هذا المصطلح وما على شاكلته هدفها التصنيف وتقسيم الشعب: «فلول.. إخوان.. سيساوى.. دولجى»، وهكذا: قسّم وفنط لحد ما يحصل هشاشة فى الشعب وبعضه البعض، ومن ثم تسهيل سقوطه. نجح الإرهاب الفكرى فى التأثير على بعض الشخصيات، خاصة العامة منها، فيما يتعلق بمصطلح «تطبيل»، فتم إرهاب بعضهم فكريًا، ما أدى إلى انسحابه من ساحات التواصل الاجتماعى على الأقل سياسيًا، وبعضهم حارب ويظل يحارب إلى هذه اللحظة، لإبعاد التهمة عنهم.. اللى هى تهمة «التطبيل».
مسمى دخيل، رصاصة تطلق لتكميم الأفواه، ويمكن عشان مجالى ومهنتى فى التحليل وتدريس حروب الجيل الرابع والإرهاب الفكرى، كان لازم أقف ضد التيار.. تيار الاتهام، خاصة أنى كل مرة كنت بركز على إيجابية فى البلد أو أوضح حقيقة شائعة يتم اتهامى بـ«التطبيل»، ودايما كنت برد عليهم وأقول: «أيوه بطبل.. على الأقل بطبل لبلدى وهى تستحق كده».
المشكلة بقى إن فيه طرف «الدبة اللى قتلت صاحبها»، والطرف ده أخطر على البلد من خطر الإرهاب نفسه، لأنه بيضر أكثر ما بيفيد.. الطرف ده هو اللى بيدافع طول الوقت، حتى مش سايب لنفسه مساحة أنه ينتقد أى وضع. لو واحد انتقد البلد فى وسط الإيجابيات اللى بنقولها، بيحصل حرب من طرف «الدبة اللى قتلت صاحبها»، أكتر من المعارضة نفسها، وتبدأ الاتهامات وانشقاقات جديدة بين المؤيدين أنفسهم. اتربينا على أن عدونا إسرائيل، لذلك طبيعى لما سمعت «نتنياهو» بيقول إن بلده فى عيد، وإن مصر هتستورد غاز إسرائيل، انتفضت وقلت إنى طول عمرى برفض التطبيع، وطلبت إن مسئول يطلع فى مؤتمر رسمى يشرح لنا بدل الهرى اللى شغال، وسبت «تويتر»، وبفتح تانى يوم بعد ما لفيت على مواقع التواصل والفضائيات وأتفاجئ بهجوم كالطوفان: تخوين وعدم ثبات على الوطنية واتهامات بشعة وطبعًا ميضرش لو شوية معارضين يدخلوا يزايدوا شوية. هى ناقصة انقسامات؟.. ولا هرى على المواقع وتضييع وقت؟
لذلك كله، قررت أشرح فى المقال نوع التطبيل بتاعى بكل وضوح، ألا وهو: «التطبيل من القلب».. التطبيل من القلب مفيهوش شرط جزائى ولا عقاب ولا حوافز، يعنى أنتقد وأرجع أطبل تانى براحتى.. هو تطبيل بلا أى حواجز، عشوائى، بلا وقت ولا مناسبة ولا أمر مباشر غير من القلب. ربنا خلق لنا عينين لازم نشوف الإيجابيات والسلبيات، لا نشوف الحلو بس ولا الوحش بس.. وإذا كان حب البلد والدفاع عنها سيظل اسمه «تطبيل»، فاسمحولى أقول: «أنا أحبها بشدة وتطبيلى هيفضل من القلب».