رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الدستور» تحاور رؤساء جمهورية الفن فى مصر

جريدة الدستور

تعانى النقابات الفنية الثلاث، وهى المهن التمثيلية والموسيقية والسينمائية، على مدار تاريخها الطويل، وخلال الفترة الحالية، من أزمات عديدة، ومجموعة من الصراعات الداخلية، بما يؤثر فى النهاية على الخدمات المقدمة لأعضائها.
وللتعرف أكثر على تفاصيل هذه الأزمات، وما يدور خلف الكواليس فى النقابات الثلاث، التقت «الدستور» نقباءها، بداية من أشرف زكى، نقيب المهن التمثيلية، مرورًا بمسعد فودة، نقيب المهن السينمائية، وصولًا إلى هانى شاكر، نقيب المهن الموسيقية.
وكشف النقباء الثلاثة عن الأسباب التى دفعت بعضهم إلى تقديم الاستقالة، ثم التراجع عنها، ومقترحاتهم لتطوير العمل النقابى، إضافة إلى السؤال الصعب: «ما إنجازاتكم التى حققتموها خلال الفترة الماضية؟».

أشرف زكى: زمن الطبطبة انتهى.. ومجلس «المهن التمثيلية» لن يتهاون فى حقوقه
انتقد اختزال الأعضاء دور النقابة فى «شغلنى شكرًا».. وهدد المتجاوزين بـ«الشطب»
حصلت على تفويض من «العمومية» لمواجهة المخربين والمفسدين
دشَّنا مشروعات للعلاج والمسرح والكاستينج ودار المسنين

«لن نتهاون بعد اليوم».. و«زمن الطبطبة انتهى».. بهذه العبارات أعلن الفنان أشرف زكى، نقيب المهن التمثيلية، عن سياسته الجديدة، خلال المرحلة المقبلة، إثر الأزمات التى تعرض لها فى الفترة الماضية، ودعته مؤخرًا إلى تقديم استقالته من منصبه، قبل أن يتراجع عن قراره، إثر ضغوط متتالية من الأعضاء.
«الدستور»، التقت «زكى»، بعد عدوله عن الاستقالة، واستعرضت معه أهم بنود اجتماعه الأخير بالجمعية العمومية للنقابة، وطبيعة الأزمات التى تعرض لها، وملامح سياسته الجديدة إثر حصوله على ما سماه «التفويض فى مواجهة المخربين من بين أعضاء النقابة»، بالإضافة إلى مقترحه بشأن تطبيق «حق الأداء العلنى»، الذى يضمن حصول الفنانين على نسبة ثابتة من إعادة بيع أعمالهم.
■ بداية.. لماذا أقدمت على قرار الاستقالة ثم عدلت عنه؟
- قضيت فى النقابة ما يزيد على ٢٠ عامًا، وعاصرت نقباء كثيرين، تعلمت منهم واكتسبت خبرات كثيرة، وبدأت مشوارى من عضو مجلس، إلى أمين صندوق، ثم سكرتير عام، ثم نقيب، والحمد لله ثقة الأعضاء كانت كبيرة عندما رشحت نفسى، لذا أعلنت فى برنامجى الانتخابى عن فتح صفحة جديدة مع أعضاء النقابة، نسمو فيها على خلافتنا السياسية، ونتجاوز السياسة بمتغيراتها الجارية كل يوم، ونتمسك بثوابت العمل النقابى، ومصلحة المهنة.
وأصدرت بيانًا من أجل مصالحة شاملة أحاسب عليها فيما بعد، إلا أنه فى الفترة الأخيرة أعاد البعض تكرار سيناريو خطير قائم على التخريب داخل النقابة، فى شكل مصغر لما يحاوله البعض إحداثه فى البلاد كلها، لذا وفى لحظة ما سألت نفسى: هل أنا قادر على تجاوز الخلافات والتجاوزات التى تحدث من بعض الأشخاص داخل النقابة؟، وكانت النتيحة هى لا، لذلك قدمت استقالتى.
■ لمصلحة من يحدث هذا التخريب؟
- فى الحقيقة لا أعرف، فنحن فى هذه النقابة تحديدًا نعرف بعضنا جيدًا، بحكم أن أعضاءها يتخرجون فى الأكاديمية وينضمون للنقابة، والغريب أنهم لم يجنوا شيئًا من اتهاماتهم الباطلة، فلجأوا بدلًا من ذلك إلى استخدام أسلوب الإساءة لشخصى، ولأعضاء مجلس النقابة، وإساءاتهم تجاوزت كل الحدود، بل إن بعضهم لم يكتف بذلك ووصل الأمر إلى التطاول بالسب والقذف داخل النادى الاجتماعى، وجاءتنى شكاوى كثيرة تتعلق بتعامل البعض مع النادى بشكل خاطئ، دون احترام للأسر والعائلات الموجودة ولا لأمن النادى.
■ ألا يمكن أن تكون الانتقادات بسبب مشكلات معينة فى أداء مجلس النقابة؟
- رغم أن الحمل ثقيل، فإن جميع مشروعاتنا تسير بوتيرة أسرع من المعتاد، لكن البعض لا ينظر لما أنجزناه، بل ينظر إلى زلّاتنا فحسب، ونحن لسنا آلهة، لذا يجب أن تكون لنا أخطاء، ونحن نعترف بها أولًا بأول، فمثلًا لدينا مشروع العلاج، وهو من أفضل مشروعات العلاج على مستوى النقابات كلها، وأنا أتحدى أى عضو فى نقابتنا أن يثبت أننا تخلينا عنه، وحتى أهل الأعضاء وأسرهم، فإننا لا نتركهم فى حالة الوفاة، ونحن النقابة الفنية الوحيدة التى تمتلك مسرحًا وتقوم على استثماره، كما أن دورنا لا يقتصر فقط على المشروعات المهمة، وإنما يتعدى ذلك إلى حفظ هويتنا، لأننا نتعرض لحرب تحت شعار «حرية الإبداع».
■ ما أهم المشروعات التى قدمتها النقابة للأعضاء فى الفترة الماضية؟
- لدينا مشروع علاج متميز جدًا، ولدينا نادٍ للنقابة، وأنشأنا مسرحًا لها، عندما كان الفنان يوسف شعبان يشغل منصب النقيب، وكنت أنا وقتها سكرتير عام النقابة، كما أنشأنا مكتبًا للكاستينج «اختيار الممثلين للأدوار»، وأنشأنا دارًا للمسنين، وقدمنا مشروعًا للإسكان، وغيره، ورغم ذلك نتعرض للهجوم بشكل دائم.
■ فى تقديرك.. ما السبب الحقيقى فى هذا الهجوم؟
- لأن هؤلاء يهاجمون من يعمل، وهذا طبيعى وتعودنا عليه، فالفاشل فقط هو من لا يملك أعداء، كما أن السبب الرئيسى هو أن البعض اختزل العمل النقابى فى كلمة واحدة هى «التشغيل»، بمعنى أنهم اعتبروا أن الوظيفة الوحيدة للنقابة هى تشغيلهم، والسؤال هنا: هل من واجب نقيب الأطباء أن يحضر المرضى لأعضاء النقابة؟، هل نقيب الموسيقيين يحضر الحفلات للفنانين؟، هل نقيب المحامين يحضر القضايا لأعضاء المحامين؟.
■ ما دور النقابة الحقيقى إذن؟
- دورنا يتمثل فى وضع آليات جيدة للتشغيل، وليس التشغيل نفسه، لكن هؤلاء اختزلوا العمل النقابى فى كلمة واحدة هى «شغلنى»، ثم حملوا مطالبهم لشخص النقيب، وكأننى الشخص الذى يملك سلطة اختيار من يعمل ومن لا يعمل، ثم لم يكتفوا بهذا، بل بدأوا فى محاربة كل المشروعات التى نعمل عليها.
فمثلًا يهاجموننى بشأن مشروع الإسكان، الذى وقع عقوده الأستاذ أشرف عبدالغفور، الذى شغل منصب النقيب قبلى، رغم أنى أستكمل المشروع فقط، كما طاردونا بالشائعات والاتهامات والبلاغات الكاذبة، عندما أنشأنا مكتبًا لإلحاق الممثلين الجدد «كاستينج» بالأعمال الفنية، وحتى مسرح النقابة لم يسلم من اتهاماتهم.
■ وماذا فعلتم لمواجهة أزمة التشغيل؟
- النقابة كما قلت ليست منوطة بأمر التشغيل، لكنها معنية بوضع آلياته، وهذه الآليات تتمثل فى إنشاء مكاتب «الكاستينج»، ورفع قيمة الغرامات، كما أرسلنا خطابات لجميع المنتجين والمخرجين، والأبطال، وحتى مكاتب اختيار الممثلين، وطلبنا منهم أن يحترموا قانون النقابة، وأن يدركوا أن أعضاء النقابة زملاء لهم، ويجب الوقوف إلى جانبهم، لكونهم الأحق بالعمل، نظرًا لأن هذه دراستهم ومهنتهم الوحيدة، وطالبناهم باستخراج تصاريح عمل لمن يريدون تشغيلهم، وبعضهم التزم والبعض الآخر لم يلتزم.
وحاليًا إذا سألت أى شركة إنتاج ستجدها تشتكى من النقابة، لأننا نضيق الخناق عليها من كل الاتجاهات لتشغيل أعضاء النقابة، حتى إنها اتهمتنا باحتكار العمل فى المسلسلات، رغم أن هذا حقنا، ونسألها دائمًا: هل يمكن أن يعمل أحدهم مهندسًا دون أن يكون خريج هندسة؟ أو طبيبًا بغير كلية طب؟، فإذا كان الأمر كذلك «إشمعنى مهنتنا هى اللى مستباحة؟»، وهل يمكن أن أعمل فى أى شىء آخر غير التمثيل والإخراج؟، فلماذا لا تشغل أعضاء النقابة؟، فحتى كبار الفنانين يعانون من ذلك، وبعضهم لا يعمل حاليًا إلا بشكل متقطع.
■ هل تنوى منع البعض من العمل فى المجال الفنى؟
- لا.. أنا لم أمنع العمل، لكنى منعت العمل دون تصاريح، فقانون النقابة يطالب من يعمل فى المجال بالحصول على تصريح عمل من النقابة، وكل ما نملكه هو وقف إصدار التصاريح لفترة معينة، لكن من يحصل على تصريح فمن حقه أن يعمل، والفكرة فى ذلك هى أن المُنتجين يأتون بأشخاص من الخارج للعمل، دون الاستعانة بأعضاء النقابة، ومع ذلك فنحن نحاول دائمًا تقريب المسافات بين النقابة والمنتجين.
■ اجتمعت مؤخرًا بأعضاء من الجمعية العمومية للنقابة.. ما أهم النقاط التى ناقشها الاجتماع؟
- السيد رئيس الجمهورية طلب من قبل تفويضًا لمحاربة الإرهاب، ونحن طلبنا من الجمعية العامة تفويضًا لمحاربة المفسدين داخل نقابتنا، التى تعتبر جزءًا مصغرًا من الدولة، وتفويضنا لردع المخربين، خاصة أن هناك أناسًا يستغلون مساحة القرب بيننا وبينهم، ويخربون النقابة من الداخل، ويستغلون تدخلات البعض بقولهم: «ده زميلنا وحبيبنا ومعلش»، لكن من أمن العقاب أساء الأدب، والزمالة لن تحمينا عند خروج بعض الأشخاص على الأعراف والتقاليد، ومن الآن لن نخدم أى شخص يقابلنا بالإهانة، ولن نحمى من يتعدى على النقابة أو أعضائها أو مجلسها، لهذا طلبنا التفويض.
■ هل يحتاج المجلس إلى تفويض من أجل ردع التخريب فى ظل القانون؟
- إذا تعاملت بالقانون، سيستخدم البعض أسلوب العواطف، لهذا كان يجب أن أختار، إما أن أرحل، أو تأتى الجمعية العمومية لتقرر العقاب على المخالفين، حتى لا يلومنى أحد بعد ذلك، لأنى لن أسمح أن يسبنى أحد أو يتعدى على النقابة ومجلسها، وبموجب الاجتماع وقرارات الجمعية العمومية لن أتهاون فى الأمر، حتى لو وصل الأمر إلى الاستعانة بالشرطة لوقف المخربين.
ففى النهاية وظيفتى فى بطاقتى الشخصية ليست نقيب المهن التمثيلية، بل أنا أستاذ جامعة فى المقام الأول، والنقابة عمل تطوعى، لا أتقاضى عليه أجرًا، لأنى أرى «إن لله عبادًا اختصهم بقضاء حوائج الناس»، وأتمنى أن نكون منهم، فخدمة الناس هى شرف عظيم لأى إنسان، لكن لا يمكن أن يقابل ذلك بالسب واللعن والإهانات، ولن نسمح بالتجاوز بعد الآن، فالجمعية العمومية أعطتنا تفويضًا يسمح بالوقوف فى وجه هؤلاء المتجاوزين، الذين اعتبروا عفونا ضعفًا، فتمادوا فى ذلك.
■ ما نوع العقاب الذى تنوى توقيعه على المخالفين؟
- سيصل الأمر إلى حد الشطب من النقابة، وأى شخص سيخرج على التقاليد والآداب العامة سيحال للتحقيق،.. «زمن الطبطبة انتهى».
■ لماذا لم تخرج من قبل لتشرح موقفك عبر وسائل الإعلام؟
- قرار مواجهة التخريب، كان يجب أن يكون قرار الجمعية العمومية، حتى تمارس دورها، فأنا لم أتقدم باستقالتى كى أظهر فى برامج، أو على صفحات الجرائد، لذا أخبرت كل من اتصل بى بأننى لن أتحدث سوى أمام الجمعية العمومية فقط.
■ ما أهم الملفات التى تعملون عليها فى الفترة الحالية؟
- أهم الملفات هو «حق الأداء العلنى»، وهو أمر قد يغير وجه النقابة بالكامل، ويجعل الفنان يحيا فى سعادة واطمئنان، والأمر باختصار يتعلق بحصول الفنان على مقابل بسيط من تكرار بيع العمل الذى شارك فيه، فلا يصح أبدًا أن تكون هناك قنوات قائمة على أفلامنا ومسرحياتنا ومسلسلاتنا، والفنانون المصريون القدامى لا يملكون من الأموال ما يكفيهم فى حياتهم.
كما لا يصح أن تجنى بعض الجهات الملايين من تكرار بيع الأعمال، فى حين لا يحصل الفنان الذى يباع به العمل على جزء بسيط من حقوقه، ونحن فى هذا لا نصنع قانونًا جديدًا، فهذه قوانين موجودة، وتحتاج فقط إلى تفعيلها، وأنا أطلب من الرئيس أن يساعدنا فى تطبيق هذه المواد القانونية، فلا يجوز أن يشكو الفنانون الذين أمتعونا لسنوات، وشكلوا وجداننا الفكرى فى نهاية مشوارهم من الحياة بشكل لا يليق بهم.
■ هل تتدخل النقابة فى أزمات الراقصات التى تُثار بين حين وآخر؟
- بعض الراقصات لسن عضوات فى نقابة المهن التمثيلية بصفتهن راقصات، بل هن مقيدات عندنا بصفتهن ممثلات، لأنهن يقمن بأدوار فنية، أما الراقصات فهن يتعاملن معنا بتصاريح عمل، لكنهن لسن عضوات فى النقابة، فنحن نضم المشتغلين بالمهن التمثيلية فقط.
■ ما اختصاصات نقابة المهن التمثيلية؟
- المهن التمثيلية، نقابة تضم جميع المشتغلين بالفنون المسرحية، مثل التمثيل والإخراج والديكور المسرحى، والإضاءة، ومصممى الأزياء، والتأليف، والدراما، والنقد، والمشتغلين بفنون السيرك، وفرق الفنون الشعبية، والتلقين المسرحى، وفنون الباليه، ودورها هو كفالة ورعاية أعضائها اجتماعيًا وصحيًا، والدفاع عن حقوق أعضائها، والحفاظ على المهنة، ودخلها من اشتراكات أعضائها فقط، ولا تحصل إلا على نسبة ٢٪ فقط من العقود التى يتفق عليها الأعضاء، ولدينا فى النقابة ١١ شعبة، والشعبة الوحيدة التى تعود على النقابة بالدخل هى التمثيل، وبشكل أقل كثيرًا الفنون الشعبية، ولا توجد لنا مصادر تمويل أخرى.
■ كيف تديرون شئون النقابة فى ظل هذه الموارد الضعيفة؟
- الأعباء كثيرة جدًا، خاصة أن العضو يدفع مبلغ ١١٠ جنيهات فقط فى السنة، بما فيها اشتراك النادى، وهناك أعضاء لم يسددوا اشتراكاتهم منذ سنوات طويلة، ولو جمعنا إيراد النقابة من الاشتراكات فلن يكفى لدفع فاتورة المستشفى لعلاج بعض الأعضاء، لذا نتلقى مساعدات من بعض الزملاء، الذين يعدون على أصابع اليد الواحدة، وكذلك من أشخاص محترمين يؤمنون بالرسالة الفنية.

هانى شاكر: هوجة الرأى العام وراء منع شيرين من الغناء
يطالب بعودة الضبطية.. ويخطط لإنشاء نادٍ ومدرسة موسيقية فى كل محافظة لرعاية المواهب
لدينا برنامج للعلاج يتحمل 75% من التكاليف ومشروع الإسكان متعثر منذ 7 سنوات
الفساد تراجع والموارد زادت فى «الموسيقيين»
قال الفنان هانى شاكر، نقيب المهن الموسيقية، إن النقابة تعانى من أزمات كثيرة أبرزها غياب الرقابة على المطربين، الذين لا يحملون تصريحا، وذلك بسبب عدم حصول أعضاء النقابة على حق الضبطية القضائية، بالإضافة إلى بعض المشكلات الخاصة بالنواحى الخدمية مثل تعطل مشروع الإسكان لمدة وصلت إلى ٧ سنوات.
■ ما المشروعات التى تقدمها النقابة للأعضاء؟
- لدينا مشروع للإسكان كان متعثرا لمدة ٧ سنوات بسبب مشاكل نقابية كثيرة، ولدينا مشروع للعلاج يتحمل ٧٥٪ من قيمة العلاج، وهناك حالات تتحملها النقابة بالكامل.
كما لدينا الخدمات الطبيعية كالمصايف والحج، ورغم كل هذه الخدمات التى من الطبيعى أن تستنزف موارد النقابة، إلا أن هناك زيادة فى الموارد المالية، وهذا يعنى أن الفساد يتقلص، وبالتالى المنظومة تسير بشكل منضبط.
هناك رصيد فى الحساب الجارى وصل إلى ٨ ملايين جنيه، وربط ودائع بقيمة ٥ ملايين جنيه، ونسعى لإنشاء ناد فى كل محافظة ومدرسة موسيقية بداخله، لا تقتصر عضويته على الموسيقيين، وإنما يفتح أبوابه أمام مواهب هذه المحافظة، لأن مصر مليئة بالمواهب الجميلة والعظيمة التى تحتاج فقط لمن يرعاها.
■ ما مصادر دخل النقابة؟
- مصادر دخل النقابة هى الاشتراكات، والرسوم النسبية التى يتم تحصيلها من كل شخص يمارس العمل الموسيقى، من العازف وحتى المطرب.
■ كيف تضمن وصول الرسم النسبى للنقابة؟
- لدينا دفاتر إيصالات ومندوب فى كل مكان فى مصر، سواء الفنادق، أو الكباريهات، أو المراكب العائمة، ولدينا نظام رقابى للتفتيش، والمحصل لا يعلم بموعد حملات التفتيش التى تداهمه فجأة، ليطابق المفتش ما حصله المحصل بعدد النمر الموجودة على المسرح، والتأكد من الحصول على نسبة قيمتها ٢٪ للعضو العامل، و١٠٪ للعضو المنتسب، و٢٠٪ لكل من لا يحمل الجنسية المصرية.
■ البعض يتحدث عن وجود تلاعب فى ميزانية النقابة؟
- لا أنكر وجود فساد، لكن هناك زيادة فى الدخل، وبالتالى حجم التلاعب يتراجع بشدة، لأن نظام المراقبة أصبح دقيقا للغاية.
■ هل ترى أن من حق النقابة أن تمنع فنانا لمجرد حديث مثل شيرين؟
- شيرين عبدالوهاب فنانة وقيمة كبيرة، ولم يمنعها أحد، لكن أحيانا الرأى العام يكون أقوى منى، وبالتالى نحن نحاول امتصاص الهوجة.
■ كيف تعاقب شيرين وتترك شيما وصاحبة «ركبنى المرجيحة»؟
- هما ليستا عضوتين عندى، وليست لى سلطة عليهما، لأعاقبهما، ودورى أن أمنعهما من الصعود على أى خشبة مسرح، لكن ليس دورى أن أمنع ظهورهما على شاشات التليفزيون، هذا دور الإعلام التنويرى الذى لا يبحث عن سقطة ليصنع بها نسبة مشاهدات، بخلاف أن منع هؤلاء هو دور الدولة بمؤسساتها الرقابية والقانونية.
■ كيف تحمى النقابة أعضاءها فى ظل الـ«دى جى» ؟
- ظهور الـ«دى جى» قلل من عمل الموسيقى، ووجوده أصبح واقعا لا أستطيع منعه، وبالتالى أعتمد على حسبة بسيطة، فلو افترضنا مثلا أن فرحا يشارك فيه ١٠ موسيقيين، ويتم تحصيل مبلغ، وليكن ٣ آلاف جنيه منهم، فأنا أحصله من الـ«دى جى» لأعوض النقص فى قلة عمل الموسيقيين، المنع وسيلة انتهت، لكن علينا تقنين السائد دون الإخلال بالأخلاقيات العامة.
■ ما أهم مطالب النقابة من الدولة؟
- إعادة الضبطية القضائية فقط، نحن نعمل خلف الدولة قلبا وقالبا، وأريد أن أحاسب كل من يقدم مصنفا ليس فنيا ويضر بالذوق العام، وإعطائى الحق فى مراقبة الحركة الفنية فيما يخص عروض القنوات التى تحصل على تصاريح من الخارج.

مسعد فودة: «لجنة الدراما» ليست مختصة بمنع أو اعتماد الأعمال الفنية
اعتبر أن أعضاء النقابة يعيشون فى «كوكب سينمائى» بعيدًا عن مهاترات الواقع
القوانين الجامدة وراء هروب الأفلام الأجنبية من التصوير فى مصر
«السينمائيين» لا تعانى أزمات.. ولا تحتاج شيئًا من الدولة
أطالب بتغليظ عقوبة القرصنة وغلق جميع القنوات التى تسرق الأفلام

قال مسعد فودة، نقيب المهن السينمائية، إن النقابة تحاول حماية الصناعة السينمائية التى أصبحت «مهددة بالانقراض» بسبب القرصنة، مطالبًا بتغليظ العقوبة على المتورطين فى ذلك.
وأشار إلى أن «لجنة الدراما» التى تصاعد الجدل حولها فى الفترة الأخيرة، ليست مختصة بالموافقة على الأعمال الفنية ولا منعها، ودورها ينحصر فى وضع خريطة للمطلوب إنتاجه لفترة معينة، ما ينفى علاقتها بأى تقييد لحرية الإبداع.
■ ما المشكلات التى تواجهها النقابة حاليًا؟
- ليس لدينا أى مشكلات، والنقابة لها قانون تعمل وفقه، وليست لدينا مشكلات، لا مع الدولة ولا غيرها، ونعيش فى «كوكبنا السينمائى» بعيدًا عن مهاترات الواقع، ونمارس عملنا فى صمت بعيدًا عن أى تشويش، ولن نسمح بحدوث أى تشويش أو محاولة الزج بنا فى أمور ليست من اختصاصنا، لكن المشكلات الحقيقية تلك التى نراها فى صناعة السينما نفسها.
■ وماذا عن مطالبتكم الدولة بعودة الضبطية القضائية إلى النقابة؟
- لم أطلب من الدولة إعادة الضبطية القضائية إلى النقابة، والمسألة ليست من اختصاص السلطة التنفيذية أصلًا، بل اختصاص القضاء، وهى موجودة فى كل النقابات المهنية بحكم الدستور والقانون، وذلك لحماية المهنة، والقضية تناولها القضاء وحكم بإلغائها، ومن يرد إعادتها فليذهب إلى القضاء وليس الحكومة، فالدولة لم تلغِ ولم توافق.
أما فيما يتعلق بـ«حق الأداء العلنى والملكية الفكرية» فنحن المقصرون، لأننا لم نستطع حتى الآن أن نجتمع حتى نؤسس جمعية لتحصيل حق الأداء العلنى لحماية المهنيين، وهناك بعض التعديلات التشريعية الموجودة حاليًا فى مجلس النواب بشأن ذلك.
■ كيف لم تستطيعوا التجمع؟
- نحن نعمل فى جزر منعزلة، وبالتالى ليس من حقنا الحديث عن دور الدولة ونحن لا نؤدى دورنا، وحتى الآن نتحرك لإثبات دورنا، وأجرينا لقاءات مع كل المنوطين بالعمل فيما يتعلق بحقوق الملكية الفكرية، لأن جميع الدول لديها آلية لتحصيل حق الأداء العلنى، مثلًا فرنسا بها جمعية «ساسام» المسئولة عن تحصيل حقوق الأداء العلنى للمبدعين، لكن نحن «كسالى».
■ ما رأيك فيما يسمى بـ«لجنة الدراما»؟
- أولًا قبل ذكر رأيى فيها، يجب أن يعرف الناس ما طبيعة هذه اللجنة وما دورها، فالناس وخصوصًا العاملين فى المهن الفنية يلاحقونها طوال الوقت بالاعتراض والسخرية حتى قبل أن يصدر عنها أى فعل.
هذه اللجنة -بكل اختصار- ليست لها علاقة بالموافقة ولا المنع، ودورها ينحصر فى وضع خريطة للمطلوب إنتاجه لفترة معينة، ولا علاقة لها بتقييد حرية الإبداع من عدمه، وبالتالى لا يوجد أى منع، لأن المنع والقبول من اختصاص الرقابة على المصنفات الفنية، وليس من اختصاص نقابة المهن السينمائية ولا التمثيلية ولا غيره.
لكن البعض يستخدم كلمة «حرية الإبداع» بشكل خاطئ، فالفنون كلها معنية بالناس، لكن فى ظل وجود مجتمع جديد يتم بناؤه يجب أن نقف جميعًا ونشارك فى هذا البناء، والأولى بنا أن نكون أول البنائين.
■ ما مشكلات صناعة السينما التى تتبناها النقابة؟
- مشكلات الصناعة كثيرة جدًا، ونتحرك طوال الوقت لحلها، بهدف حماية المهنة، والنقابة تتأثر دائمًا بالأبعاد الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، لأن السينما ليست فى معزل عن حركة المجتمع.
■ ما معنى حماية المهنة من وجهة نظر النقابة؟
- ليست حماية المهنة بل حماية الصناعة، فالصناعة السينمائية «مهددة بالانقراض» مثل الديناصورات، بسبب أنه لا يوجد ما يحمى الأعمال السينمائية من «القرصنة»، مع العلم أن قانون حماية الملكية الأدبية والفنية موجود، الأمر الذى يتسبب فى خسارة كبيرة للمنتج قد تصل لـ٥٠٪.
بالإضافة إلى وجود القنوات الجديدة على الإنترنت، التى تدفع لها مبلغ ١٠ دولارات شهرية وتعرض لك الأفلام وغيرها من الأعمال، وكل هذه الأمور تضر بالمهنة، وربما تتسبب فى انقراضها، لأن الناس ربما لا تذهب إلى السينما.. «هيروح السينما ليه وهو عنده كل حاجة فى البيت؟».
كما أن الدولة لم تعد تؤدى دورها الثقافى فى الإنتاج، وعندما فعلت ذلك فى السنوات الأخيرة أضرت بنفسها، لأن السينما مهنة إبداع وليست مهنة وظيفية، بالإضافة للقوانين «الجامدة» التى تقف أمام تصوير الأفلام الأجنبية فى مصر، فيلجأ المخرجون إلى بلاد أخرى.
■ ما الحل فى نظرك لحماية صناعة السينما من الانقراض؟
- أول خطوة للحفاظ على المهنة، تعديل القانون الذى يجعل المجرم يدفع ٥٠ جنيهًا و٣ سنين حبسًا، وغلق جميع القنوات التى تسرق الأفلام وتعرضها على شاشتها.
فليس من المعقول أن نقيم مهرجانات لدعم السينما تتكلف ملايين الجنيهات، ولا نستطيع الحفاظ على الشىء الذى يقوم عليه المهرجان بالكامل، ونحن نعمل طوال الوقت، لكن ما أخشاه أن ينتهى العمر دون أن نحقق ما نريده لمهنتنا.
■ وما رأيك فى أزمة وضع سقف للإنتاج؟
- لا توجد أزمة حقيقية، بل «مفتعلة» تتعلق بالإعلانات، والأمر خارج إطار صلاحيات النقابات، والقنوات الفضائية، ومن افتعل الأزمة دفع ضريبتها أو «النار لسعته».
القنوات الفضائية لم تمنع أحدًا من أن يتخطى سقف الإنتاج، لكنها لن تشترى بأكثر من ٧٠ مليون جنيه وهذا حق للقناة حتى تربح، فى ظل أنه لا توجد قناة غير مدينة، وفى النهاية السوق هى الآلية التى تحكم المسألة، ولا علاقة للنقابات بهذا، ومن يقول غير ذلك لا يعرف دور النقابات جيدًا.
■ بخصوص الورش السينمائية.. هل تعتقد أنها تفتح باب الاستغلال؟
- الورش السينمائية شىء جميل، ولا أكره أن يكون لدينا مثقفون سينمائيون، أو محبون للسينما، لكن أرفض الاستغلال حتى لا يضيع الهدف السامى وهو تعليم الناس تذوق فن السينما، وأتمنى أن يكون فى كل ركن فى مصر مكان لتعليم السينما، ومكان آخر لتعليم الفنون.
ولو تعلم الناس الفن، كما تعلمناه، سيعرفون كيف يتكلمون وكيف يأكلون وكيف يشربون، فالناس يحتاجون للفن بقدر الماء والهواء والتعليم، ولهذا النقابة لا تعنيها معاركها مع الدولة بل معاركها مع الجهل، وهى ليست مشغولة سوى بأعضائها ومحاولة الحفاظ عليهم، لكن هذا لا يعنى أننا لسنا جزءًا من الدولة.
■ وماذا عن مشروعات النقابة المقبلة؟
- نعمل على إنشاء نادٍ كبير، وتدشين مشروع للإسكان، كما أن مشروع العلاج مستمر وفى تطوير دائم، وكل ما نستطيع تقديمه لن نتأخر فيه.
■ هل النقابة لها نشاطات أخرى غير خدمة أعضائها؟
- بالطبع، فمثلًا فى أكتوبر الماضى وقعنا بروتوكولًا مع أكاديمية المجتمع المدنى بالجزائر، واتفقنا على إنشاء وحدة خاصة للترجمة، وإقامة ورش سينمائية.