رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قواعد تربية الأبناء

صوره ارشيفيه
صوره ارشيفيه

يقدم الكاتب "ريتشارد تمبلر" في كتابه "قواعد التربية" مجموعة من النصائح للآباء لمساعدتهم في تربية أبنائهم وإقامة علاقات رائعة معهم:
 الحب وحده لا يكفي، نعم يجب أن تحب أبناءك، لكن هناك أشياء أخرى لابد أن تمنحها لهم إلى جوار حبك: كالانضباط، ضبط النفس، القيم، القدرة على إقامة علاقات طبيعية، قدر محترم من التعليم، عقل متفتح، مهارة الثقة بالنفس، القدرة على التعلم.
 إظهر سعادتك لرؤيتهم، هل من الصعب عليك أن تمنحهم ابتسامة ودودة أو حتى تحتضنهم، تلك مجرد أشياء بسيطة لكنها تصنع فارقًا كبيرًا مع أطفالك، فكل ما يريدون هو أن يشعروا بأنك سعيد برؤيتهم.
 عامل أطفالك باحترام، إن أطفالك يستحقون الاحترام، فهم بشر قبل أي شيء، والأهم من ذلك هو أنك لن تحصل منهم على الاحترام قبل أن تظهره أنت لهم أولًا، هذا لن يقوض من سلطتك عليهم، وحين تتعامل معهم باحترام فسوف يتعلمون كيف يتعاملون باحترام مع الآخرين ومعك.
 استمتع بصحبتهم، ويعني ذلك أن تقضي مع أطفالك وقتًا طيبًا، تتعلم من خلاله كيف يرون العالم، وتتعلم كذلك ما يسليهم ويضايقهم، ويجرحهم ويمتعهم، ويبهرهم أو يسبب لهم الملل والإزعاج.
 أنت قدوة لأبنائك، لذا عليك ألا تخرق أي وعود وعدتهم بها، أو تكذب عليهم، أو تتفوه أمامهم بالسباب وإلا فلا تتعجب حين تجدهم يحذون حذوك.
 اسمح لأطفالك أن يتعلموا دروسهم بأنفسهم، وأن يرتكبوا أخطاءهم فإذا لم يخاطروا فلن يتعلموا، ستواجهم أوقات تكون فيها المخاطر شديدة، وتكون مجبرًا على قول كلمة "لا"، بيد أنه لا يمكنك أن تبني قراراتك دومًا على أسوأ السيناريوهات المحتملة، فإن فعلت ذلك فسوف تقول "لا" لكل شيء، لأنه غير مضمون العاقبة تمامًا، وهكذا لن يتعلم أطفالك شيئًا، ولن يكونوا قادرين على اتخاذ قراراتهم بأنفسهم فيما بعد.
 لا تتجاهل أطفالك فهم يبدأون في التصرف بعدوانية إذا ما لاحظوا أننا نتجاهلهم.
 من أهم المهارات التي يجب أن تعلمها لأبنائك، القدرة على السيطرة على إنفاقهم للمال، والقدرة على اتخاذ قراراتهم بأنفسهم. وكلما كان ذلك مبكرًا كان ذلك أفضل.
 عليك أن تعلم أطفالك كيف يتخذون قراراتهم بأنفسهم، بداية من اختيار الملابس وهم في سن الثانية وصولًا إلى اختيار مواد المستوى الخاص وهم في المرحلة الثانوية، فلابد لهم أن يتعلموا كيف يخططون لحياتهم وهذا يشمل كذلك تعلمهم كيفية تحمل العواقب السيئة لقراراتهم.
 علم أبناءك أن يفكروا بأنفسهم، عندما يكون طفلك في الثانية يمكنك سؤاله "لماذا تظن أن الكلب ينبح؟" وعندما يكون في الثانية عشر يمكنك سؤاله إذا ما كان يظن أن الحذاء الرياضي ذا العلامة التجارية الشهيرة يستحق هذا السعر الباهظ، استمر في مناقشة أفكارهم وتوجيه الأسئلة إليهم، اجعلهم يحاورونك ويناقشونك ويبررون وجهات نظرهم.
 إثن عليهم بحكمة، وهذا لا يعني أن تكون بخيلًا في ثنائك، لكن ينبغي أن تعطي منه القدر السليم مقابل إنجازات أطفالك، فإذا ما بالغت في ثنائك فسرعان ما يغدو بلا قيمة، كما أنه إذا ما امتدحتهم على كل صغيرة وكبيرة بصورة مبالغ فيها، فسوف يشعرون بالخوف من أن يخذلوك مستقبلًا وهم ليسوا بحاجة لهذا النوع من الضغط.
 أفضل وسيلة لتأمين الطفل هي وضع مجموعة واضحة من القواعد والإرشادات حتى يعلموا أنهم يتحركون وسط حدود آمنة، وهم دائمًا ما يختبرون تلك الحدود، خاصة وهم صغار، لابد أن يتعاون كلا الأبوين من أجل فرض الحدود والقواعد، هذا إن كنتما تريدان أطفالًا سعداء واثقين بأنفسهم.
 احرص على تكوين عادات غذائية سليمة لديهم ،أي عادات تمكنهم من الاستمتاع بحياتهم بعد البلوغ بصحة طبيعية. لأن الطعام الذي سيعتاد أطفالك على تناوله سيشكل عاداتهم الغذائية التي سيصعب للغاية التخلص منها لاحقًا.
 تواصل مع أطفالك، حسنًا دعني أعطك بعض الأمثلة، هل تخبر أطفالك دومًا بأن هناك ضيفًا سوف يزور منزلك؟ هل تخبر أطفالك الصغار وأنت تضعهم في السيارة عن الوجهة التي ستقصدونها؟ إذا استطعت فعل ذلك سوف ترى مقدار الاختلاف الذي يحس به الأطفال حين يشعرون بأنهم جزء من عملية اتخاذ القرار وجزء أصيل من العائلة، وبالتالي يمكنك الاستفادة من أفكارهم، فهم يملكون أفكارًا كثيرة ربما تحتاج للتنقيح ولكنها سوف تمدك برؤى مفيدة قد لا تستطيع الوصول إليها دون مساعدتهم.
 تأكد من أن ما تطلبه من طفلك واضحًا ومفهومًا بالنسبة له، بدلًا من أن تقول لطفلك "لا تقض وقتًا طويلًا أمام الكمبيوتر"، الأفضل أن تقول له "يمكنك قضاء ساعتين يوميًا أمام الكمبيوتر"، وإذا أردت منه تنظيم غرفته فلا تقل له "نظم غرفتك بشكل أكبر" لأن ذلك ليس مفهومًا بالنسبة له ولكن يمكنك أن تقول له "ضع ألعابك في مكانها، القصص في المكتبة، الكتب والكراسات في الدرج.
 لا تبالغ في تعنيفهم، ليس هناك حاجة مطلقًا إلى استخدام أي نبرة مسيئة أو أي عبارات تتضمن إهانات لشخصهم، كل ما عليك هو أن تطلب بحزم، على أن تحدد بوضوح ما سوف يحدث إذا لم ينفذوا ما تطلبه منهم، ومثال على ذلك قول: "أرجو إتمام الواجب المدرسي وإذا لم يتم عمله قبل السادسة فسوف أغلق الكمبيوتر حتى يتم الانتهاء منه"، ثم ابق ساكنًا حتى السادسة مساءً، وإذا وجدت أنهم لم ينفذوا ما تريد، فأغلق الكمبيوتر، وإذا كان هذا هو الاسلوب المعتاد اتباعه، فسرعان ما سيدرك أطفالك أنك لا تمزح معهم.
 كونا جبهة واحدة، فلا ينبغي أن تضرب بكلام شريك حياتك عرض الحائط فأنت بهذا لا تتصرف بعطف حيال أطفالك أو تجعلهم يحبونك بصورة أكبر، وإنما بسلوكك هذا ستقلل من احترام الطفل لكليكما، بالطبع، ليس عليكما الاتفاق على كل قاعدة صغيرة محتملة مقدمًا، بل يكفي الاتفاق على القواعد الكبيرة ، مع العلم بأن حقيقة اتفاقكما نفسها أكثر أهمية مما تتفقان عليه.
 الجزرة أفضل من العصا، أي أن الترغيب (الجزرة) أفضل من الترهيب والعقاب، فالترغيب هو أنفع الوسائل المحفزة للطفل على التعاون، وهذا لا يعني أن عليك أن تمنح طفلك مكافأة في كل مرة يقول فيها كلمة "من فضلك" أو تدفع له المال مكافأة على ترتيب حجرته، إن مجرد إحساس طفلك بأنك لاحظت مجهوده ومعرفته بأنك تقدره يكونان كافيين في معظم الأحوال.
 لا تعد بتقديم مكافأة كبيرة إذا حدث شيء معين حتى لا يحزن طفلك بفقدانها، كأن تعده بشراء سيارة له إذا حصل على درجات معينة والسماح له بمشاركتك سيارتك لأنك بذلك تزيد من الضغوط عليه.
 أطفالك بحاجة إلى معرفة ما هو مقبول وما هو غير مقبول، وهم يحكمون على هذا بناءً على رد الفعل الذي أبديته في اليوم السابق والذي سبقه وهكذا، وإذا لم يحصلوا منك على رسائل متسقة فلن يعلموا الكيفية التي عليهم التصرف بها، وهذا يعني أن الأطفال سيشعرون بالحيرة وعدم الأمان وربما بعدم الحب أيضًا.
 إذا تصرف طفلك تصرفًا سيئًا ما عليك فعله هو أن تدين السلوك السيئ وليس الطفل نفسه، فتقول له مثلًا: "هذا تصرف أناني" ولا تقل له: "أنت طفل أناني" لأنك إذا قلت له ذلك فسوف ترسخ فيه صفة الأنانية وبالمثل بعض الصفات الأخرى كالكسل، الغباء، الإزعاج، ...إلخ.
 إحرص على تنفيذ ما تقول، وإلا فلن يهتم طفلك بأي تهديد تطلقه بعد ذلك، لأنه صار يعلم أن تهديداتك جوفاء.
 أنت الخاسر الوحيد من وراء فقدانك لأعصابك مع أطفالك حيث سيكبرون وهم مؤمنون بأن الصراخ هو الذي يجعلهم يحصلون على ما يريدون، وأن هذا هو الأسلوب المتبع في التعامل مع أي خلاف، ينطبق نفس الكلام على الضرب، فمهما كان رأيك بخصوص معاقبة الأطفال بالضرب فإنه في الحقيقة لا يفلح مطلقًا وهو يرسل للطفل رسالة مفادها أنه في بعض الأوقات على الأقل يصبح ضرب الآخرين هو الوسيلة للحصول على ما تريد.
 اعتذر إن أخطأت، إنك بحاجة إلى أن تعلم أبناءك أن يعتذروا إذا أدركوا أنهم جرحوا أو أهانوا أو ضايقوا شخص أو تفوهوا بشيء غير مناسب في حقه.
 تقبل اعتذار طفلك، عندما ينتهي الخلاف دع طفلك يعلم أنك تحبه وترحب بعودته إليك، وأعلمه أنك تقدر اعتذاره لك وقدرته على الاعتراف بأنه كان مسئولًا ولو بجزء بسيط عن الخلاف الذي وقع.
 اكتشف ما يتميز به طفلك .. وليس بالضرورة أن يكون هذا الشيء متعلقًا بالمدرسة، فقد يملك ذاكرة مدهشة أو يجيد التعامل مع الحيوانات أو لديه حس موسيقي.
 لا تفترض أنه بسبب امتلاك طفلك لصفة لا تعجبك، تذكرك بوالدته أو والدك أو حتى العمة، أنه سيستخدم تلك الصفة بنفس الصورة، وعليه فلا داعي لأي مشاعر سلبية تجاه أبنائك ولكن عليك أن ترسخ فيهم القيم التي تجعلهم يستخدمون مواهبهم الطيبة بحكمة.
 ابحث عن أوجه الشبه بينك وبين أبنائك، لذا اعمل على إيجاد اهتمامات أو هوايات مشتركة بينكم حتى وإن اختلفت شخصيتكم وبدت بعيدة كل البعد.
 انتبه لما تغرسه بداخلهم، إن ما تقوله عن نفسك الآن سوف يتردد في آذانهم بعد عشرين أو ثلاثين عامًا من الآن، إذا علمت أن أبناءك سيرثون صفة معينة منك، فربما يجدر بك تبني وجهة نظر إيجابية نحوها أمامهم.
 لا تحاول أن تجعل أطفالك مثاليين، إن جميع الأطفال الذين أعجب بهم إلى أقصى حد، والذين لهم شخصيات قوية دافئة دائمًا ما تجد أخطاءً في سلوكهم.