رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«كاس وداير».. ريهام سعيد تحاور نفسها: «مش ندمانة»؟

ريهام سعيد
ريهام سعيد

بنبرة تحمل من اللوم ما تحمله.. وجِلسة تُشبه جِلسة القاضي الذي يُحاكم متهمين.. توّجه الإعلامية ريهام سعيد أسئلة كثيرة لضيفها الذي استطاعت إيهامه بأنه حضر إليها لتجلب حقه، دقائق وتبدأ محاضرة الأخلاق؛ التي تُشبه كثيرًا ما يُلقيه محاضر التنمية البشرية لطلابه، لكن بنبرة مختلفة؛ فالإعلامية تستطيع أن تتفوّه بألفاظٍ نابية من شأنها إهانة الطرف الذي يمثل أمامها، مثلما قالت لأحد المتهمين في جريمة ما «انت حيوان!».

«كاس وداير».. مثل شعبي، نستخدمه نحن المصريين، في حياتنا اليومية؛ في إشارة لتبدّل الأحوال وجزاء الآخرين بما فعلوه من صُنع أيديهم.. هذا ما حدث مع الإعلامية ريهام سعيد، حيث أُلقي القبض عليها منذ أيامٍ؛ لاتهامها بالتحريض على اختطاف الأطفال، هي والمنتج الفني ورئيس تحرير برنامجها «صبايا الخير»، لتأمر نيابة حوادث شرق القاهرة بحبسها 4 أيام على ذمة التحقيقات.

وفي سيناريو تخيلي لـ «الدستور».. نرصد، في مشاهد قليلة، ماذا لو حاكمت ريهام سعيد نفسها داخل القضبان، مستخدمة الأساليب نفسها التي كانت تتبعها مع ضيوفها.

«المشهد الأول»
داخل غرفة مكوّنة من ثلاثة حوائط، يجلس الضابط على مكتبه؛ مستدعيًا الإعلامية ريهام سعيد، لنفترض في مخيلتنا أنها جاءت لتحاور نفسها، كما حاورت الإعلامية من قبل المجرم الذي اغتصب طفلة وألقى بها من الدور الـ 18، فجريمة خطف الأطفال، المتهمة بها ريهام سعيد، وجريمة اغتصابهم، واحدة.

تقف ريهام سعيد لتسأل نفسها بصوتٍ يحاول الحفاظ على نبرة الوقار، قائلة: «عملتى كدا ليه بقى؟ أنا أول مرة في حياتي أبقى مش جاية اسأل، مش جاية اسألك لأنك عملتى بالفعل الجريمة دي»، لترد الإعلامية على نفسها قائلة: «محصلش ده كذب»، ثوانٍ معدودة وتسأل نفسها السؤال الثاني، قائلة: «مش ندمانة على اللي حصل؟»، لتجد نفسها في مأزق وسط تعبيرات وجه تحاول التماسك قليلا.. صمت يعم المكان لينطلق السؤال الثالث «انتى عارفة النيابة جيباكى هنا ليه؟ عرفاهم لقوا إيه؟ عارفة إنك ممكن تقضي بقيت عمرك هنا؟».

«المشهد الثاني»
على غرار ما حدث مع الفتاة الملحدة التي استضافتها، نتخيل قليلا المشهد الثاني، من وحي حديث الإعلامية ريهام سعيد مع هذه الفتاة: «مش خايفة من ربنا؟ مش خايفة من عذاب القبر؟ عارفة إنك ممكن تموتي؟».. ثوانٍ معدودة وتحاول الإعلامية الدفاع عن نفسها، إلا أنها نفسها، الإعلامية ريهام سعيد، لم تُمهلها فرصة للدفاع عن نفسها، فيعلو صوتها «مفكرتيش في ابنك الرضيع اللي لسه مشبعش منك؟ هتسيبيه لمين؟ اللي انتى عملتيه في برنامجك ده اسمه جهل، انتى جاهلة».. لتصمت الإعلامية أمام نفسها، بعدما شعرت بخذلان لم يستطع الزمن محوه.

«المشهد الثالث»
تهتم الإعلامية ريهام سعيد كثيرًا بآراء الناس فيها.. هى ترغب دائمًا أن يُحبها الناس ويمجدوها، كما لو أنها رسول السلام والخير على الأرض. لنفترض أيضًا أن الإعلامية تحاور هذه المرة الآخرين في عقلها، فمثلما علقّت على ضرب أحد أفراد عملها قائلة «تفتكروا لو ضربته هقول أنا ضربته عشان أتحبس؟»، تعلق الإعلامية على تهمة خطف الأطفال الموجهة إليها، قائلة: «تفتكروا لو حرضت هقول أنا حرضت على خطف الأطفال عشان اتحبس؟.. دي أبسط قضية ضمن قضايا كتير اترفعت عليّ.. أنا أكبر مذيعة في الشرق الأوسط كله».

«المشهد الرابع والأخير»
بعدما وجهّت إلى نفسها عدة اتهامات، مصحوبة باللوم تارة والعجرّفة تارة أخرى، تُنهي ريهام سعيد اللقاء مع نفسها كما اعتادت مع ضيوفها، بـ «الطرد»، لنستقي من مشهد الملحدة في برنامجها المشهد النهائي لها: «امشي اطلعي برَّه أنا أحسن منك.. فكّي المايك برَّه.. أنا آسفة إني ضيعّت وقتي معاكي.. انتي بني آدمة مجنونة».

هكذا يُسدل الستار، وتُترك ريهام سعيد خلف القضبان في انتظار حكم المحكمة الذي سينصف جميع أطراف القضية، إلا أن هذا الحوار التخيلي سيظلّ يتكرر ويعيد نفسه في رأسها طوال مدة الانتظار.. وما أقساه.