رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأسطورية وتناول الحائض والوحدة.. 3 قضايا جدلية داخل الكنيسة

الكنيسة الارثوذكسية
الكنيسة الارثوذكسية

شهدت الفترة الأحدث بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، عدة قضايا هامة شهدت حالات من الجدل المشتعل بين خدام ورعاة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وجاء أحدثهم مفهوم الأسطورية بين صفحات الإنجيل.

وظهر مصطلح «الأسطورية» للعلن بعد مناداة بعض رهبان الكنيسة ورجالها، بأن بعض القصص مثل آدم وحواء قصص أسطورية ورمزية، الأمر الذي دفع مجموعة من نشطاء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وعلى رأسهم رابطة حماة الإيمان لمطالبة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بإصدار بيان رسمي للبت في القضايا اللاهوتية المُخالفة التي للراهب سيرافيم البراموسي وبعض قيادات «مدرسة الإسكندرية».

ودشن النشطاء حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي حملت عنوان «نطلب بيانًا»، دعموها بتأسيس هاشتاج شهد تفاعلًا كبيرًا من قبل الأقباط.

وقال مؤسسو الحملة: «مع كثرة الجدل الذي تسبب فيه عددا من الكتب والمراكز التي نسبت نفسها للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والتي تحوي تعاليم تخالف التعليم الآبائي القبطي الأرثوذكسي، بل وانتشار هذه التعاليم ليس فقط على على السوشيال ميديا، ولكن داخل الكنائس القبطية الأرثوذكسية، نلتمس من البابا والمجمع المقدس أن يُنهي هذه الحالة».


في سياق متصل بدأ أساقفة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، في التضامن بشكل «ضمني» مع حملة «نطلب بيانًا»، وحذر الأنبا كاراس، أسقف بنسليفانيا للأقباط الأرثوذكس، من بعض مروجي التعاليم المخالفة للكنيسة القبطية، ومن يلقبون أنفسهم بالمستنيرين- بحد تعبيره، مُطالبًا الأقباط بالانتباه من هؤلاء.

وبمناسبة احتفال الكنيسة بالصوم الكبير والمبالغ مدته 55 يومًا مُتصلة، أكد «أسقف بنسلفانيا»، في تصريحات له أنه إذا صام الإنسان وعمل أعمالًا عظيمة، لكنه استند على تعاليم غريبة تصير كل أعماله باطلة، مطالبًا الأقباط بالحرص على صومهم بالابتعاد عن التعاليم غير المُتفققة مع تعاليم الكنيسة القبطية.

من جانبه، أكد الأنبا رافائيل أسقف كنائس وسط القاهرة وسكرتير المجمع المقدس، أن مروجي تلك التعاليم انتشروا بشكل كبير في الفترة الراهنة، مشيرًا إلى أنهم يُلقبون أنفسهم بالمستنيرين.

وأشار سكرتير المجمع المقدس في تصريحات نصية له إلى أن هؤلاء المستنيرين كما يُطلقون على أنفسهم يُقللون من شأن نصوص الإنجيل، مُدعين أن الوقائع الواردة بين طياته مُجرد أساطير وقصص رمزية.

وأضاف: «لا تسمعوا لمن يقلل من قيمة الكتاب المقدس، ويدَّعي أنه أساطير وقصص رمزية، أمّا أنتَ فاثبُتْ علَى ما تعَلَّمتَ وأيقَنتَ، عارِفًا مِمَّنْ تعَلَّمتَ، وأنَّكَ منذُ الطُّفوليَّةِ تعرِفُ الكُتُبَ المُقَدَّسَةَ، القادِرَةَ أنْ تُحَكِّمَكَ للخَلاصِ، بالإيمانِ الّذي في المَسيحِ يَسوعَ، كُلُّ الكِتابِ هو موحًى بهِ مِنَ اللهِ، ونافِعٌ للتَّعليمِ والتَّوْبيخِ، للتَّقويمِ والتّأديبِ الّذي في البِرّ».

وأكد سكرتير المجمع المقدس، أن قصص الكتاب المقدس قصص حقيقية وحدثت بالفعل، بالإضافة إلى أنها لها المعنى المسيانى، الذى يشير للمسيح، وأيضا المعنى الروحى الذى يستفاد منه الإنسان فى حياته.

لم تكن تلك هي القضية الوحيدة التي شهدت جدلًا، حيث شهد تناول المرأة الحائض من الأسرار المقدسة بالكنيسة حالة من الجدل أيضًا، حيث انقسمت الكنيسة إلى فريقين، أحدهما مؤيد لتناول المرأة من الأسرار المقدسة اثناء مرورها بفترة الحيض وعلى رأسه الانبا بفنتيوس مطران سمالوط، والراهب القمص الراحل متى المسكين، والراهب يوئيل المقاري، وفريق آخر رافض للاأر يتزعمه الأنبا أغاثون، أسقف الكنيسة القبطية في مغاغة والعدوة.

إلا أن الجدل انتهى فعليًا بقرار المجمع المقدس، الذي أعلن انتصاره للفريق الرافض للفكرة، وانتهاء الأمر بعدم السماح للمرأة الحائض بالتناول من الأسرار المقدسة بالقداس الإلهي.

وشهدت الكنيسة أيضًا حالة من الجدل الشديد حول البروتوكول الموقع بين البابا تواضروس الثاني، والبابا فرنسيس الأول بابا الفاتيكان، بعد زيارته الأخير لمصر في أبريل الماضي، والمختص بشأن مساعي توحيد طقس المعمودية بين الكنيسة القبطية الارثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية، بسبب انتشار ما يفيد اعتراف البابا تواضروس بمعمودية الكاثوليك فعليًا وهو ما نفته الكنيسة لإنهاء حالة الجدل مع التأكيد على أن البروتوكول الموقع بين الطرفين نص على وجود مساعي للتوحيد.