رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أخطرهم الثالثة.. قصة 7 إصابات لمحمد نجيب بحرب فلسطين

محمد نجيب
محمد نجيب

لم يخش الموت ولم يعرف الجبن إلى قلبه طريقا، وبالرغم من كونه ضابط كبير، ذو رتبة ومكانة رفيعة في الجيش المصري إلا أنه لم تُوجه إليه الأنظار على المستوى الشعبي أو العسكري، إلا أثناء مشاركته في حرب فلسطين عام 1948، إذ كان يؤمن بالعمل في صمت، هو السبيل إلى القضاء على الاحتلال، بدلًا من الحديث فقط.

ورغم رتبته الرفيعة، عميدا في الجيش المصري، أصرّ محمد نجيب أول رئيس لمصر، على أن يكون على رأس صفوف قواته في حرب فلسطين، فأصيب 7 سبع مرات، كانت ثلاثة من هذه الإصابات خطيرة، الأمر الذي دعا إلى وضع شارة بالرقم "3" على بدلته العسكرية الرسمية»، كرمز يدل على شجاعته وبطولته وإصراره على القتال بالرغم من تعدد الإصابات، التي تعرض لها.

وتعد أخطر الإصابات، التي تعرض لها نجيب، الإصابة الثالثة والأخيرة في معركة "التبة 86" في ديسمبر 1948، إذ أصيب نجيب برصاصات أثناء محاولته إنقاذ أحد جنوده عندما تعطلت دباباته، وكانت إصابة نجيب شديدة، نتيجة الرصاصات على بعد سنتيمترات من قلبه، وحينما اختبأ نجيب خلف شجرة، ووجد الدم يتفجر من صدره، الأمر الذي دعاه إلى كتابة وصيته لأولاده، إذ قال فيها «تذكروا يا أبنائي أن أباكم مات بشرف»، وكانت رغبته الأخيرة أن ينتقم من الهزيمة في فلسطين ويجاهد لوحدة وادي النيل.

وخلاله نقل نجيب إلى المستشفى اعتقد الأطباء أنه استشهد، ودخل اليوزباشي صلاح الدين شريف لإلقاء نظرة الوادع على جسده فنزع الغطاء، حتى انهمرت الدموع من عينيه، فما أخذ ينظر إليه ليودعه، حتى رأى عين محمد نجيب تتحرك فجأة، فأدرك الأطباء أنه لا يزال على قيد الحياة وأسرعوا بإسعافه، وحصل حينها نجيب على « نجمة فؤاد العسكرية الأولى» تقديرا لشجاعته في هذه المعركة مع منحه لقب البكوية.

وفي حديث أجراه نجيب مع صحيفة إيطالية، عن علاقته بجمال عبدالناصر خلال حرب فلسطين عام 1948، ووصفه بأنه «كان جبانًا»، حسب قوله، ودلل راويًا: «عبدالناصر كان قائد كتيبة، وأنا كنت القائد العام في سيناء، في أحد الأيام جاء إليّ مضطربًا وقال: (وحدتي محاصرة من 3 جوانب وجئت لطلب تعزيزات)، ولكن كان معه رقيب وجندي عريف، كان يمكن إرسالهما لطلب التعزيزات، لماذا حضر بنفسه؟ لماذا يترك وحدته التي يحيط بها العدو؟ ليهرب بعيدًا»، مضيفًا أن عبد الناصر زعم إصابته للتوجه إلى المستوصف والهروب من المعركة.