رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«جبرتي الفن السابع».. أصدقاء علي أبوشادى يروون مشاهد من حياته

الناقد السينمائى
الناقد السينمائى الراحل على أبوشادى

يقام عزاء الناقد السينمائى الراحل على أبوشادى، الذى يعد أبرز مؤرخى السينما المصرية فى العصر الحديث، مساء اليوم الإثنين، وذلك بعد أن رحل عن دنيانا مساء أمس الأول الجمعة، عن عمر ٧٢ عاما.
يعد «أبوشادى» أحد أبرز النقاد الذين نجحوا فى المزج بين العمل النقدى والعمل العام، من خلال توليه عددا من المناصب والمهام بوزارة الثقافة، إضافة إلى دوره التنويرى من خلال عمله رئيسا لهيئة الرقابة على المصنفات الفنية، التى شهدت خلال توليه المنصب حرية كبيرة وانفتاحا أسهما فى تغيير مفهوم السينما بشكل كبير.
وترك الناقد الراحل رصيدًا من المؤلفات النقدية عن السينما المصرية، منذ أوائل ستينيات القرن الماضى.
«الدستور» تحتفى خلال السطور القادمة بالراحل على أبوشادى، من خلال أصدقائه الذين يتحدثون عن مواقف إنسانية وإبداعية جمعتهم بالناقد الراحل، إلى جانب الكثير عن حياته وإنجازاته ومواقفه ومعاركه التى خاضها لصالح السينما المصرية.


بشير الديك: حوّل قصور الثقافة لـ«شعلة نشاط»

كشف السيناريست بشير الديك، أنه كان بصحبة على أبوشادى قبل وفاته بيومين، ولم يكن يعانى من أى متاعب وقتها، تُنبئ باقتراب وفاته. وقال «الديك»: «أبوشادى، يعتبر أحد أعمدة نقاد السينما، ويتحلى بصفات التواضع والكرم»، وأشار إلى أن «أبوشادى» كان يصطحبه بنوادى السينما التى كانت منتشرة بكل المحافظات لعروض أفلام كان أغلبها أوروبيًا، ليناقشاها مع الحضور من عشاق السينما، مؤكدًا أن قصور الثقافة كانت تتميز بحالة نشاطها القصوى فى ذلك الحين.


عبدالمعطى حجازى: نادم على عدم لقائه فى السنتين الأخيرتين

أنب الشاعر أحمد عبدالمعطى حجازى، نفسه كثيرًا، لأنه لم يلتق مع على أبوشادى خلال السنتين الأخيرتين، مرجعًا ذلك إلى معاناة أبوشادى مع المرض، التى انتهت بوفاته. وقال «حجازى»: «كان ناقدا سينمائيا متميزا، كما أن له دورا كبيرا وإيجابيا فى المؤسسات الثقافية المختلفة، سواء فى هيئة قصور الثقافة أو فى المجلس الأعلى للثقافة».

عزت العلايلى: «جو والزعيم والسندريلا» أعز أصدقائه.. ونقده غير مأجور

قال الفنان القدير عزت العلايلى، إن رحيل الناقد الفنى، على أبوشادى، خسارة فنية وثقافية وأدبية، خاصة فى المجالين السينمائى والنقدى.
وأضاف: «الناقد الراحل كان صاحب أيادٍ بيضاء على مستوى النقد والتحليل وعلاقاته بالفنانين والسينمائيين، وعاش مسيرته الفنية صديقًا للجميع، ولم يبخل يومًا فى إعطاء كل ذى حقٍ حقه، سواء فى التقييم الجزئى عن الأعمال الفنية، أو التقييم فى المهرجانات التى كانت له فيها بصمة شديدة الوضوح».
وتذكر «العلايلى» رحلاته التى رافق فيها «أبوشادى»، قائلًا: «جمعتنا رحلات وسفريات كثيرة، منها المشاركة فى مهرجان كان السينمائى فى جنوب فرنسا، ومهرجان موسكو فى روسيا، والمهرجان الدولى للفيلم فى مراكش، وكانت تلك آخر سفرياتنا معًا فى ٢٠١١».
وتابع: «كنا نسافر معًا ويرافقنا بعض الزملاء من الفنانين والسينمائيين إلى بعض المهرجانات التى كانت تستضيف أحد أفلامى للعرض ضمن برنامجها، وحرص على مشاركتى الحضور، كان معطاء حتى فى وقته، ولا يضيع فرصة فى حضور المهرجانات خارج مصر وداخلها». وكشف عن أن أبرز أصدقائه كانوا المخرجين يوسف شاهين وصلاح أبوسيف وتوفيق صالح، إلى جانب خيرى بشارة، والفنانة سعاد حسنى، والفنان القدير عادل إمام، مضيفًا: «كما صادق الجميع كانت صداقته فخرًا للجميع، إذ كان يتمتع بطيب النفس وحُسن السمعة». وتابع «على أبوشادى كان فنانًا وناقدًا وأديبًا معطاء للغاية، ومتفانيًا فى عمله، وكوّن ثروة ثقافية وعلاقات اجتماعية من خلال روحه الصافية وأدبه النقى، ووهب نفسه وعلمه وثقافته لخدمة صناعة السينما المصرية فقط ودون مقابل، وكان يمتلك أدوات فريدة فى مجال النقد والتحليل والرؤية الفنية السينمائية، وكان أحد أهم النقاد السينمائيين فى الوطن العربى قلّما نجد مثله فى المستقبل». وأكمل: «السينما مهنة شديدة الصعوبة، وتتخللها دائمًا التحديات والمعوقات، لكن قليلون هم من تكون لديهم الحكمة فى تخطى هذه الصعاب، وكان أبوشادى أحد هؤلاء الذين لم يعقهم عائق نحو الارتقاء بالكلمة النقدية النقية غير الموجهة أو المأجورة أو المستهدفة لغرض ما».



سمير درويش: صالحنا بـ«عزومة سمك» فى مؤتمر لـ«قصور الثقافة»

سرد الشاعر سمير درويش موقفًا للراحل، كان رئيسا لهيئة قصور الثقافة، قائلًا: «كنت مع خيرى عبدالجواد ومسعود شومان وسعيد الوكيل وفؤاد مرسى، نحضر مؤتمرًا أدبيًّا فى رأس البر، يرأسه الشاعر فاروق شوشة».
وأضاف: «بعد الافتتاح جلسنا على طاولات الغداء فترة طويلة جدًّا، وتم توزيع الأكل على الترابيزات، وقبل أن يصل إلينا قالوا لنا إنه نفد». وتابع «درويش»: «بعد دقائق وجدنا على أبوشادى فى سيارته يتبعنا، وطلب منا أن نركب، فرفضنا بدلال شباب غاضب، لكنه أصر، وركبنا، وذهب بنا إلى مطعم أسماك فاخر، فطلب لنا غداءً على حسابه، ولم يطلب لنفسه».


فاطمة المعدول: تحمّل «غُرز جراحة» منعًا لإفساد فرحة معازيمه

ذكرت الكاتبة والمخرجة المسرحية، فاطمة المعدول، التى تعد من المقربات للناقد الراحل، أنها جمعتها صداقة مع «أبوشادى»، لما يزيد على ٣٠ سنة، وزاملته فى الهيئة العامة لقصور الثقافة»، مشددة على أنه قدم الكثير للثقافة المصرية، إلا أنه لم يأخذ منها شيئا. وتابعت: «كان يفضل الموهوبين على غيرهم، فعندما ترأس هيئة قصور الثقافة كنت مستقيلة منذ ٨ سنوات، لكنى فوجئت باتصاله ليطلبنى للعودة إلى العمل، وكانت أجمل فترات حياتى». وعن مواقفه الإنسانية، حكت: «ذات يوم كان شاهدا على عقد قران اثنين من أبناء أصدقائنا، وفى اليوم التالى عزمنا جميعا فى مطعم، وأثناء ذلك كان يضع الفوطة على صدره، فسألته: ماذا بك يا على، إنت بردان؟، فأشار إلى صدره فى سكوت، فقد كان غارقا بالدم، فإحدى غرز الجراحة، التى أجراها فى قلبه كانت قد فكت، إلا أنه تحمل حتى لا يفسد على الأبناء فرحتهم».


محمد عيد: صاحب الفضل فى مشروع الناشر الإقليمى

كشف السيناريست محمد السيد عيد، زميل الراحل فى هيئة قصور الثقافة، عن أبرز المشروعات، التى جمعتهما معا، وهو مشروع «الناشر الإقليمى لأدباء مصر».
وقال «عيد»: «تقدمنا فى مؤتمر أدباء مصر للأقاليم بالمشروع لوزير الثقافة آنذاك فاروق حسنى، فوافق عليه ووعد بتمويله، إلا أن التمويل لم يصل، فوافق على أبوشادى على تمويل المشروع من ميزانية الهيئة، وتطور المشروع إلى ما هو عليه الآن».
وأضاف: «كنت أستشيره فى كثير من المسلسلات التليفزيونية، وأسأله عن رأيه فى هذا المخرج أو ذاك، وكتب عن بعض أعمالى كتابات ممتازة، خاصة سيناريو (الزينى بركات)، الذى كان أول مسلسلاتى حين كنا معا فى إدارة الثقافة الجماهيرية».


يسرى الجندى: اجتهد ضد منع عرض «القضية»

حكى الكاتب المسرحى يسرى الجندى عن موقف نبيل لـ«على أبوشادى»، حين وقف ضد منع عرض مسرحيته «القضية»، وقال: «تأكدت من أنه – وقتما كان رئيسا لقطاع الإنتاج الثقافى بهيئة قصور الثقافة- عمل كثيرا على عرض المسرحية، لكن لم يتمكن، وأجاز العرض، وحاول نيل موافقة الوزير عليه».