رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قضية وزارة الأوقاف


تحدثت فى مقال سابق عن بعض الوقائع التى تجرى فى «وزارة الأوقاف»، وبما يهدد كيان هذه الوزارة العريقة.. وما دفعنى للكتابة عن هذه الوقائع - ويدفعنى الآن للكتابة مجددًا - هو الدور المهم لوزارة الأوقاف فى المحافظة على الأوقاف التى هى فى الأساس «مال الله»، وحماية المنابر من الجماعات التى تتبنى أفكارًا منحرفة عن صحيح ديننا الحنيف.

فبعد ساعات من نشر المقال السابق حول «الأوقاف»، وصلتنى معلومات من مصادر مختلفة حول «وقائع» أخرى تجرى فى وزارة الأوقاف، لا تقل فى أهميتها عن الوقائع التى سردتها فى المقال السابق، وتجعلنا نطلق على ما يدور فى الوزارة مصطلح «قضية الأوقاف» التى نتمنى لها حلًا سريعًا، للحفاظ على كيان الوزارة وتطبيقًا للقانون. ومنها أن هناك علامات استفهام تدور حول بعض وكلاء الوزارة فى الديوان العام والمحافظات، تتعلق باستغلال النفوذ لدرجة أن وزير الأوقاف الدكتور «محمد مختار جمعة» عقد اجتماعًا مع سائقى وكلاء الوزارة، وأكد لهم أن من يبلغ عن أى واقعة «استغلال سلطة» سيحصل على مكافأة ألف جنيه.

وعلى الرغم من أن التوجه العام للدولة المصرية، يسير فى اتجاه نشر الفكر المعتدل المستنير بعيدًا عن «الأفكار الظلامية».. قامت وزارة الأوقاف بإعداد قوائم للإفتاء سيتم تعميمها على وسائل الإعلام، ولن يسمح لأى داعية لم تشمله هذه القوائم بالتصدى للإفتاء، وتم استبعاد علماء من وزارة الأوقاف ومن جامعة الأزهر مشهود لهم بالاستنارة من هذه القوائم - لا أعلم لصالح من - ومن بين هذه الشخصيات الشيخ «صبرى عبادة» مستشار وزير الأوقاف، الذى كان له دور كبير فى مواجهة جماعة «الإخوان الإرهابية» خلال فترة حكمهم الكئيبة والدكتور «أحمد ترك» الداعية المستنير، الذى كان يتولى منذ أسابيع إدارة التدريب التى تم تقليص دورها فى ظروف غريبة على الرغم من أهميتها البالغة، وكذلك تم استبعاد الشيخ «صبرى ياسين» الذى كان يشغل منصب مساعد وزير الأوقاف، وتم استبعاده كذلك من منصبه فى ظروف غامضة، لدرجة أن الرجل لا يجد له مكتبًا فى ديوان الوزارة، وأيضًا تم استبعاد الدكتور «محمد سالم أبوعاصى» من هذه القوائم على الرغم من استنارته الفكرية.

والأخطر من ذلك، فإن هناك ازدواجية فى التعامل مع ملف «الأوقاف» المهم، فهناك رئيس لهيئة الأوقاف المصرية وهو الدكتور «أحمد عبدالحافظ»، شاب نشيط مثابر ويرفع شعار «انتهى زمن أن الأوقاف مال سايب»، ولكن هناك بعض قيادات الوزارة تعمل ضد هذا الاتجاه الإصلاحى لأسباب أدعو وزير الأوقاف والأجهزة الرقابية لبحثها.

وكذلك تحول موقع الوزارة «أوقاف أون لاين» إلى موقع دعائى لعدد من «نواب البرلمان» بعيدًا عن هدفه فى نشر الفكر المستنير من خلال «دعاة الأوقاف» أو نقل نشاطات الوزارة للمواطنين.
وأخيرًا أدعو الدكتور «محمد مختار جمعة» وزير الأوقاف، والأجهزة الرقابية لبحث هذه الوقائع خاصة أن الدكتور «جمعة» قبل توليه وزارة الأوقاف حقق تجربة ناجحة فى «الجمعية الشرعية».
ما قلّ ودل:
ما الفضلُ إِلا لأهلِ العلمِ إِنهمُ
على الهُدى لمن استهدى أدلاءُ
وقيمةُ المرءِ ما قد كان يحسِنُهُ
والجاهِلونَ لأهل العلمِ أعداءُ