رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الوتر.. وقته وعدد ركعاته والدعاء الذي يقال فيه

الوتر.. وقته وعدد
الوتر.. وقته وعدد ركعاته والدعاء الذي يقال فيه

إن الله عز وجل شرع لعباده الوتر، وهو ما بين صلاة العشاء إلى طلوع الفجر، هذا محل الوتر، والوتر مشروع للأمة كما في الحديث عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: (إن الله أمدكم بصلاة هي خير لكم من حمر النعم ما بين صلاة العشاء إلى طلوع الفجر)، والسنة واحدة فأكثر، إذا أوتر بواحدة أو بثلاث أو بخمس أو أكثر من ذلك فقد أصاب السنة.

وكان النبي صلى الله عليه وسلم في الغالب يوتر بإحدى عشرة ركعة، يسلم من كل ثنتين عليه الصلاة والسلام ويوتر بواحدة، وربما أوتر بثلاث، وربما أوتر بخمس وربما أوتر بسبع، وربما أوتر بتسع، وربما أوتر بثلاثة عشر، وهذا أكثر ما نقل عنه عليه الصلاة والسلام، ولكنه أجاز للأمة أن يوتروا بأكثر من ذلك.

فقال عليه الصلاة والسلام: (صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى)، فهذا يدل على أنه لا بأس بالإيثار بأكثر من ذلك ثلاثة عشر، خمسة عشر، سبعة عشر، تسعة عشر، إحدى وعشرين، ثلاث وعشرين، إلى غير ذلك، ومن هذا ما فعله عمر بن الخطاب والصحابة رضي الله عنهم حين صلوا في رمضان ثلاث وعشرون ركعة التروايح، ولم يحدد عشر ركعات، ولا عشرين، ولا أكثر، ولا أقل.

أما وقته فتقدم أنه ما بين صلاة العشاء إلى صلاة الفجر، والأفضل في آخر الليل لمن تيسر له ذلك، فإن لم يتسر أوتر في أول الليل احتياطًا، أما من وثق بأنه يقول في آخر الليل فالسنة له آخر الليل؛ كما في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من خاف أن لا يقوم آخر الليل فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم آخر الليل فليوتر آخر الليل، فإن صلاة آخر الليل مشهودة، وذلك أفضل).

فالإيتار في آخر الليل أفضل لمن تيسر له ذلك، ويختم بالوتر، لكن إذا لم يتسر له ذلك أوتر في أول الليل احتياطًا، ثم إذا منَّ الله عليه بالقيام في آخر الليل صلَّى ما تيسر ثنتين، أو أربع ركعات أو ست ركعات أو أكثر، لكن من غير وتر، يكفيه الوتر الأول، ولا حاجة إلى نقل الوتر بصلاة ركعة مستقلة؛ كما يفعله بعض أهل العلم، لا، الصواب لا ينقل الوتر، بل يكتفي بالوتر الأول ويصلي ما بدا له في آخر الليل؛ لقوله عليه الصلاة والسلام-: (لا وتران في ليلة).

أما الدعاء الذي يقال في الوتر: يكون دعاء القنوت في صلاة الوتر في الركعة الأخيرة، بعد الركوع أو قبله فلا حرج، علمًا أنه بعد الركوع أفضل، وتكون كيفية الدعاء برفع اليدين إلى الصدر لا أكثر، وضمهما كحال المستجدي، وهنا لابد من التنويه إلى أن الدعاء لا يُقرأ دائمًا فالأحسن فعله أحيانًا وتركه أحيانًا أُخر فهذا الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم. ونص الدعاء: (اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ، فإِنَّكَ تَقْضِي وَلا يُقْضَى عَلَيْكَ، وَإِنَّهُ لا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، وَلا يَعِزُّ مَنْ عَادَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ، ولا منجا منك إلا إليك).

وأما عن الكيفيات الواردة في صلاة الوتر: إذا أوتر بثلاث ركعات فيمكن أداؤها بتشهد واحد، ويمكن أداء ركعتين منفردتين بتشهد وتسليم، ثمّ ركعة واحدة بتشهد وتسليم ثانٍ.

إذا أوتر بخمس ركعات أو سبعة فيكون أداؤها متصلة بتشهد واحد في الركعة الأخيرة ثم التسليم.

إذا أوتر بتسع ركعات فيكون أداؤها متصل، وفي الركعة الثامنة يُقرأ التشهد فقط، وفي الركعة التاسعة يُقرأ التشهد والصلاة الابراهيمية.

إذا أوتر بإحدى عشرة ركعة، فيتم التسليم بين كل ركعتين، وتصلى الأخيرة وحدها بتشهد وتسليم خاص بها.