رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

روشتة علاج أطفال سيناء من آثار الحرب

جريدة الدستور

تخوض القوات المسلحة، بالتعاون مع الشرطة، حربًا ضروسًا ضد الإرهاب فى سيناء، من أجل تطهيرها من البور الإرهابية، ونشر الأمن والسلام بين أرجائها، وأعلنت الدولة حالة الطوارئ هناك، وعلقت الدراسة لحين إشعار آخر، بهدف حماية المواطنين.

ويؤثر ذلك بصورة كبيرة نفسيًا على الأطفال، ولتجنب هذه الآثار، شدد خبراء نفسيون على ضرورة شرح أهداف المواجهة التى تخوضها القوات المسلحة فى سيناء، وإخفاء مشاعر الخوف عنهم بشكل تام.

وقالت الدكتورة هبة عيسوى، أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس، إن هناك تأثيرًا نفسيًا مزدوجًا للحرب على الأطفال، موضحة أن الأول ينبع من الخوف والقلق غير الطبيعى بفعل سماع دوى القنابل والمواجهات بين الطرفين، أما الثانى فيتمثل فى تعزيز الشعور بالانتماء والعزة والكرامة.

وقدمت أستاذ الطب النفسى، روشتة تأهيل نفسى للأمهات والآباء فى سيناء، من أجل تفادى وقوع أطفالهم فى مشاكل نفسية جرّاء الحرب، وقالت: «لا بد من شرح سبب الحرب للأطفال، والأهداف المرجوة منها، وأهميتها بالنسبة لهم ولبلدهم».

وأضافت: «لا بد من تعزيز فكرة الانتماء للأرض، من خلال سرد القصص الإيجابية والبطولية، وقصص الحروب التى خاضتها مصر عبر الأزمان»، محذرة من إظهار علامات الخوف والقلق أمام الأطفال، حتى لا يتحول الشعور الإيجابى إلى سلبى.

وتابعت: «من العادات التى يجب على الأسر فى سيناء تفاديها، عدم الانفصال عن الواقع، ومتابعة الأحداث أولًا بأول، بالإضافة إلى إعلام الأطفال بكل جديد، من أجل الإحساس بالمسئولية».

واستكملت: «يقع على عاتق الأمهات دور كبير فى تجاوز الأطفال لهذه الأزمة، من خلال إشغالهم بالأعمال المنزلية كالطبخ والرسم وتزيين المنزل»، مشيرة إلى أن ذلك يساعدهم بشكل كبير فى عزلهم عن الاضطرابات المحيطة.

من جانبها، قالت الدكتورة هالة حماد، استشارى الطب النفسى للأطفال، إن الحرب القائمة فى سيناء تختلف بشكل كبير عن بقية الحروب التى خاضتها مصر، مشيرة إلى أن مصر منذ قديم الأزل تعانى من الحروب والتدخلات من قبل الغير، الأمر الذى أصبح من الأمور العادية للمواطنين.

وأضافت حماد: «الحرب فُرضت على أولادنا وأطفالنا فى سيناء، والقضاء على الإرهاب هناك، سيساعد بشكل كبير فى خلق حياة كريمة لأطفالنا».

وتابعت: «تأثير المواجهات بين الجيش والإرهابيين، سيكون له بُعد إيجابى، وذلك بسبب الطمأنينة التى يحصل عليها الأطفال جرّاء وجود جيش قوى يدافع عنهم»، لافتة إلى أن الشخص الذى لم يمر بأزمات وصعاب يكون جهازه العصبى أضعف بكثير مقارنة بالأشخاص الذين يتعرضون طوال الوقت للأزمات.
ونصحت الأمهات بضرورة، سرد القصص البطولية، والحروب التى خاضها الجيش على مسامعهم، لتعزيز فكرة الانتماء لدى هؤلاء الأطفال.