رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

انتحار زيزو.. ماذا يفعل زيدان أمام باريس سان جيرمان؟

زيدان الدين زيدان
زيدان الدين زيدان

يدخل الفرنسى زيدان الدين زيدان، المدير الفنى لريال مدريد الإسبانى، اختباره الأخير فى قيادة الفريق الليلة، عندما يصطدم ببطل فرنسا باريس سان جيرمان، ضمن منافسات مباريات الذهاب بدور الـ١٦ لدورى أبطال أوروبا.
كيف يفكر زيدان لأهم جولاته مع مدريد؟ وما هو الأسلوب الأنسب لتجنب فضيحة قد تُطيح به وتكتب نهاية لقصة العشق، التى لم تدم طويلًا بينه وبين عشاق الميرنجى؟، وما هى نواحى الخطورة ونقاط الضعف فى الفريق الفرنسى؟.. هذه وغيرها من التساؤلات تُجيب عنها «الدستور» فى هذا التقرير.

٤33 مدمرة.. ولا بديل عن وجود جناحين صريحين لإيقاف خطورة نيمار ومبابى

وفق تقارير إسبانية، فإن المدرب الفرنسى يفكر بشكل جاد فى خوض هذه الموقعة بطريقة ٤٣٣ بالاعتماد على مثلث هجومى مكون من كريستيانو رونالدو، وكريم بنزيما، وجاريث بيل، لكن خوضه هذه الجولة بهذا الأسلوب جريمة كبيرة قد يرتكبها المدرب الفرنسى، وتكشف مقامرته غير المحسوبة أمام فريق قوى.. لماذا ٤٣٣ فى وجود البى بى سى جريمة؟ أولًا، لكى تفرض أسلوب لعبك وتحصل على السيطرة فى مباراة مثل هذه تحتاج إلى زيادة عددية فى وسط الملعب، وهذا يتطلب التضحية بأحد المهاجمين لحساب لاعب وسط، خاصة أن أدوار رونالدو وبنزيما الدفاعية غير موجودة، فى حين أدوار بيل ليست بالكبيرة أيضًا لكنها ستكون مقبولة فى حال وجود جناح آخر.
ثانيًا والأهم هو اعتماد الفريق الباريسى على أفضل جناحين هجوميين فى العالم حاليًا، نيمار دا سيلفا، وكليان مبابى، وهذان اللاعبان لا يستطيع أى ظهير فى العالم أن يوقف أحدهما بمفرده، ويحتاج إلى مساندة من جناح يلعب أمامه ويعود إلى الخلف لتكوين ثنائية دفاعية.
ماذا ينبغى على زيدان إذًا؟ وجود جناحين هجوميين يُجيدان الأدوار الدفاعية، ويستطيعان إحداث عملية التوازن بين الأدوار الهجومية والدفاعية معًا. التضحية بكريم بنزيما وإقحام أسينسو أو ربما فاسكيز، سيمنح المدرب الفرنسى فى هذا الشكل جبهتين قويتين، فاسكيز أمام ناتشو لإيقاف نيمار، وجاريث بيل أمام مارسيلو لتعطيل مبابى، والاكتفاء برونالدو مهاجمًا صريحًا. لكن هل يبدو ذلك مبالغة دفاعية؟
فى مثل هذه الظروف الصعبة التى يعيشها الريال، وأمام أقوى هجوم فى أوروبا لا ينبغى عليك سوى أن تكون براجماتيًا، تعرف أقرب طريق لتحقيق النتيجة الأفضل، فمزيد من التحفظ مع الاعتماد على الأطراف والكرات العرضية والرهان على استنزاف مجهودات الفريق الفرنسى وتصيد أخطائه، هى أسلحة عرفها زيدان عندما فاز بأول دورى أبطال له فى ٢٠١٥ وقتما لم يكن حينها الفريق الأفضل فى أوروبا، وقد تمنحه اليوم انتصارًا جديدًا وتكتب شهادة ميلاد أخرى، غير ذلك فهى مقامرة كبيرة ربما تكلفه الكثير وتلقى هزيمة كبيرة إذا نجح رفاق نيمار فى التسجيل مبكرًا. فى وجود البى بى سى ربما يكون زيدان يفكر بالضغط على باريس من الأمام وهذه جريمة أكبر، فما ينبغى على مدريد أن تخرج لمقابلة الفريق الفرنسى بمناطقه لتجنب تفريغ مساحات فى وسط ملعب الميرنجى، يجيد نيمار ومبابى استغلالها ببراعة، فى حين سيكون الأسلوب الأنسب الدفاع من فوق الدائرة وتضييق المساحات بتقريب المسافات بين ثلاثى المقدمة وثلاثى الدائرة.

تقارب الخطوط يحسم المباراة لصالح «رجال إيمرى»
فى المقابل، فإن الفريق الباريسى يدخل هذه المباراة وهو محمل بضغوط كبيرة، جراء المبالغات الإعلامية الفرنسية فى قدرة الفريق على إسقاط الريال منذ اللحظة الأولى للقرعة، عوضًا عن مخاوف الصحافة الإسبانية، التى رجحت أيضًا كفة الفريق الفرنسى، فهو يدخل هذه الجولة وهو الفريق الفائز على الورق، وهذا فى علم كرة القدم ضغط قد يتحول إلى عامل سلبى فى حال عدم نجاح المدير الفنى للفريق أوناى إيمرى فى تخفيف تلك الأعباء عن لاعبيه.
يخوض الفريق الباريسى هذه المواجهة، وهو الهجوم الأشرس أوروبيًا هذا الموسم بـ١٢٤ هدفًا، ويمتلك ثلاثيًا فى المقدمة ربما هو الأفضل أيضًا «نيمار، مبابى، كافانى». إلى جانب هذا الثلاثى ترتكز قوة باريس فى أطرافه فى وجود دانى ألفيس كظهير أيمن وأمامه مبابى، وفى الناحية الأخرى كورزاوا كظهير أيسر خلف نيمار، وهاتان الجبهتان ستمثلان عبئًا ثقيلًا على مدريد.
سيفكر إيمرى مؤكدًا فى اقتحام الجبهة اليسرى لمدريد لعدة أسباب، أولها تركيز خصمه على تحقيق الزيادة العددية فى الجبهة الأخرى التى يلعب فيها نيمار، وثانيها أن وجود مارسيلو فى مركز الظهير يُعد ثغرة كبيرة ستكون مفتاح الفوز لأى فريق يركز عليها، وهنا تبرز أهمية وجود مبابى فى حال تعافيه من الإصابة التى تعرض لها مؤخرًا.
على المستوى الفردى يتفوق باريس سان جيرمان بصورة كبيرة، فالغلبة دائمًا ستكون لمهاجميه، لكن جماعيًا يستطيع الريال أن يخلق مصاعب كبيرة، خاصة مع وجود مساحات بين خطوط الفريق الباريسى وغياب اللاعبين أصحاب الأدوار الدفاعية الكبيرة فى الوسط، حيث يعتمد الفريق على ثلاثى يحب دائمًا التقدم وامتلاك الكرة عن ممارسة الضغط والعمل الدفاعى، لذلك لن تُحسم المباراة بالفرديات فحسب، ففوز باريس يتطلب تقارب خطوطه أولًا. فى النهاية هذه المباراة بالتحديد ستُلعب على أطراف المستطيل الأخضر، بالتحديد عند نيمار ومبابى، وتتوقف نتيجتها على قدرة زيدان على تعطيلهما عبر جناحين قويين يمارسان الأدوار الدفاعية، أو يخسر المعركة فى حال وجد نجما الفريق الفرنسى مساعدة زملائهما فى الوسط بتقاربهم الدائم.