رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تناقضات «أبوالفتوح».. طلب دعم «السلفية» ثم هاجم حزبها

أبو الفتوح
أبو الفتوح

في اجتماع حاشد لقيادات الدعوة السلفية بمحافظة الإسكندرية خلال عام 2012، قرر الحاضرون بأغلبية الأصوات تأييد عبد المنعم أبو الفتوح في انتخابات الرئاسة آنذاك.

الاختيار وقع على أبوالفتوح بعد مفاضلة بينه وبين محمد مرسي مرشح جماعة الإخوان المسلمين في ذلك الوقت والذي فاز في الانتخابات، والدكتور محمد سليم العوا.

دعم الدعوة السلفية لأبوالفتوح على الرغم من أنه يحمل أفكار الإخوان – بغض النظر عن تركه الجماعة-، كان علامة استفهام كبيرة للمهتمين بعلاقة التيارات الإسلامية مع بعضها البعض.

ثمة خلافات كبيرة بين التيار السلفي بشكل عام وجماعة الإخوان، إذ يرى الطرف الأول أن الجماعة "مفرطة" في الدين لحساب السياسة والتوازنات مع القوى غير الإسلامية، هذه الرؤية تعمقت بشدة بعد ثورة يناير، وتحديدا خلال الاستعداد لانتخابات البرلمان بغرفتيه آنذاك.

انسحب حزب النور – المنبثق عن الدعوة السلفية-، من تحالف انتخابي يضم التيار الإسلامي وتيارات سياسية أخرى، ولكن استمر الإخوان في هذا التحالف.

ويحمل أبو الفتوح أفكار الإخوان، وفي أكثر من لقاء اعترف بهذا الأمر، معتبرا أن عمر التلمساني أستاذه، ولكن على الرغم من ذلك ذهب أبوالفتوح طالبا دعم "الدعوة السلفية"، بل والمفاجأة في اختيار دعمه.

هذه العلاقة يمكن وصفها تحت شعار "المصلحة أولا"، فالدعوة السلفية اختارت أبوالفتوح لأنه ليس تنظيميا على عكس محمد مرسي، إذ اشترط قيادات السلفيين حينها على "تحلل" مرسي من البيعة لمرشد الإخوان محمد بديع، وهو ما كان مثار رفض قاطع من الجماعة حينها.

دعم أبوالفتوح لم يكن على أهواء قواعد الدعوة السلفية، إذ ظهرت خلافات داخلية، لرفض دعم أي شخص يحمل أفكار الإخوان التي تحمل كثيرا من التفريط في الثوابت، والعلاقات غير الواضحة مع الشيعة وإيران، وهو ما انعكس على دعم ضعيف من قواعد الدعوة لأبوالفتوح.

ولنفس سبب موقف الإخوان من الشيعة وإيران، كان استبعاد محمد سليم العوا من الاختيار، وبالتالي لم يعد أمام الدعوة السلفية سوى أبوالفتوح، الذي كان أنسب لهم في تلك الفترة، في ظل صعوبة دعم أي مرشح غير منتمي للتيار الإسلامي.

وفي تلك الفترة كانت تلتقي مصالح الدعوة السلفية وأبوالفتوح، حتى ما إذا فاز بمنصب الرئيس، فإن هذا كان كفيلا بتحجيم النفوذ الإخواني آنذاك، بعد حصدهم الأغلبية في انتخابات البرلمان التي سبقت الرئاسة.

مرت الأيام، ووجه أبوالفتوح رئيس حزب مصر القوية، هجوما حادا على حزب النور، على الرغم من التحالف السياسي بينهما في 2012، معتبرا إياه حزبا دينيا.

وقال أبوالفتوح: "أنا ضد حزب النور السلفي الذراع السياسية للدعوة السلفية، وأنا ضد التشريع الذي يسمح بوجوده، وأسعى لتشريع يمنع وجود أحزاب دينية".
هذه التصريحات مثلت صدمة بالنسبة لقيادات حزب النور والدعوة السلفية، خاصة أنهم قرروا دعمه في مواجهة مرسي والإخوان، والأخير كانوا يوجهون انتقادات حادة لأبوالفتوح.

حديث رئيس حزب مصر القوية، كان له أصداء داخل الدعوة السلفية، إلى حد وصف أحد أبناء الدعوة أبوالفتوح بأنه ناكر للجميل.

وقال سامح حمودة، عبر صفحته على موقع "فيسبوك" العام الماضي"، إن أبوالفتوح يتهم حزب النور بأنه حزب دينى، على الرغم من أنه لا يمانع في الجلوس مع الإخوان، وهذا من تناقضاته الكثيرة.

وأضاف حمودة، أن رئيس "مصر القوية" يهاجم حزب النور رغم أنه قانونى، في حين يتواصل مع جماعة غير قانونية.

وتساءل: "إذا كان حزب النور مخالفا للقانون فلماذا استجدى أبوالفتوح دعمهم له؟، ولماذا ألح عليهم فى مساعدته والوقوف بجانبه؟.. هذا من نكران الجميل".