رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصادر لـ«الدستور»: «أبوالفتوح» لا يزال عضوًا بالتنظيم الدولي للإخوان (تقرير)

لدكتور عبد المنعم
لدكتور عبد المنعم أبو الفتوح

داخل أحد الاستديوهات بالعاصمة البريطانية "لندن" التابعة لقناة الجزيرة الفضائية المملوكة لدولة قطر، جلس الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح مؤسس حزب مصر القوية وأحد قادة جماعة الإخوان المنشقين، ليتحدث عن الانتخابات الرئاسية القادمة، كونه أحد الذين كانت تراهن الجماعة عليهم لمنافسة الرئيس عبدالفتاح السيسي، مهاجما مصر، معترضا على السياسة العامة، ومطالبًا بضرورة عودة الإخوان إلى الحياة السياسية.

في حواره الذي طال أكثر من ساعة ونصف، حاول "أبو الفتوح" الدفاع عن موقف الإخوان، قائلا: "الجماعة في مظلمة كبيرة لا أرضاها لهم ولا للشعب المصري، وأتمنى أن ترفع عنهم"، كما طالبهم بضرورة الابتعاد عن المنافسة على السلطة في مصر خلال السنوات القادمة والانشغال بأنفسهم.
وأضاف أبوالفتوح، في تصريحاته، أن "هناك كثيرا من الشباب في المعتقلات وداخل السجون المصرية بسبب قانون التظاهر"، إضافة إلى مطالبته بإلغاء قانون الطوارئ، مشيرًا إلى أن "مصر ليس بها رئيس وأن الانتخابات الرئاسية ملفقة من الأساس".

كما خصص "أبوالفتوح" أجزاءً كبيرة من حديثه للهجوم على مصر، في نوع من الانتقام بعدما عزله الشعب سياسيا، ورفض ترشحه في الانتخابات الرئاسية، واصفا الأجواء السياسية في البلاد بـ"العشوائية"، وبدأ في الأجزاء الأخيرة بتلميع حزب مصر القوية، بحجة تجميع المعارضة المصرية.
كما حاول أبوالفتوح تشوية الانتخابات ووصفها بـ"المسرحية"، محرضًا الشعب المصري على عدم الامتثال لها والمشاركة فيها.

جاء هذا اللقاء بعد سلسلة من جولات خارجية في بريطانيا وتركيا، خلال العامين الأخيرين، التقي خلالها قيادات التنظيم الإرهابي والذي لم تنقطع علاقته بهم منذ انفصاله " صوريا"، بهدف زعزعة استقرار الدولة.

وكان أبرز من التقي بهم أبوالفتوح هو إبراهيم منير أمين عام التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية، حيث جرت مناقشات عديدة حول الوضع الداخلي في مصر وكيفية التحرض علي النظام القائم، حتى أنه هاجم الدولة المصرية عقب القبض علي سامي عنان والتحقيق معه.

وتزامن مع هذه الزيارات هجوم متكرر ضد الدولة المصرية، حيث اعتمد هجومه على إساءة للجيش المصري والبرلمان وكافة المؤسسات، عبر قنوات فضائية تحريضية كالجزيرة، أو من خلال كتاباته على مواقع التواصل الاجتماعي.

وفي جولة داخل الحساب الخاص به على "تويتر"، تجد العديد من الرسائل الهجومية الشرسة ضد مصر، وكان أبرزها: "لقد تكرر الحكم بالإعدام على بنات مصر"، في هجوم على القضاء المصري. كما هاجم جهود الحكومة لإنشاء مشروع الضبعة النووي، قائلًا: "مشروع الضبعة النووي خطر على الأجيال القادمة".

وفي 2014، مع قرب حلول الذكرى الأولى لثورة 30 يونيو، شن أبوالفتوح هجومًا على الجيش المصري، وفي 19 يونيو 2015، طرح عبد المنعم أبوالفتوح، رئيس حزب مصر القوية، مبادرة جديدة لإرجاع الإخوان إلى الحكم، عبر تشكيل حكومة كفاءات انتقالية مستقلة.

واقترح "أبوالفتوح"، فى بيان له، تعيين رئيس حكومة جديد مشترطا فيه أن يكون شخصية توافقية مستقلة غير منحازة، ثم تفويض رئيس الجمهورية فى صلاحياته إلى رئيس الحكومة، إلا أن هذه المبادرة فشلت، حيث دعا فيها للإفراج عن الرئيس المعزول محمد مرسى، وسجناء الإخوان، مع دخول الجماعة فى حوار وطنى مع السلطة حينها بعد التبرؤ من كل أشكال العنف.

وفي يناير الماضي، أجرى أبوالفتوح زيارة إلى ألمانيا استغرقت 3 أسابيع، عقد خلالها سلسلة لقاءات مع قيادات تنظيم الإخوان الارهابي وفي مقدمتهم يوسف ندا.

وقالت مصادر إنه تم الاتفاق بين أبوالفتوح وندا على رؤية مشتركة موحدة فيما يتعلق بدعم مرشح التنظيم في ااإنتخابات الرئاسية، وخطة التحرك خلال المرحلة المقبلة.

في السياق، كشف طارق البشبيشي، القيادي الإخواني المنشق، أن «أبوالفتوح لا يزال قياديا في التنظيم الدولي للإخوان، وبالتالي هو يفعل المستحيل لخدمة أهداف الجماعة».

وأوضح البشبيشي، في تصريحات لـ«الدستور» أن رئيس حزب مصر القوية بعيد كل البعد عن الوطنية، بل هو عضو بارز في الجماعات والتنظيمات التي تهدد الدول، وعلى رأسها تنظيم القاعدة الإرهابي الذي شارك في تأسيسه، على حد تعبيره.

فيما اتهم المحامي سمير صبري، أبو الفتوح، بـ«تعمد الإساءة للدولة المصرية ورئيسها ومجلس النواب متعمدا نشر أخبار كاذبة»، خلال ظهوره على شاشة الجزيرة، التي وصفها صبري بـ"القناة العميلة".

وتقدم صبري ببلاغ للنائب العام، واستند فيه إلى مقتطفات من تصريحات لرئيس حزب مصر القوية، التي قال فيها إن "النظام انزعج من تحركات المعارضة خلال الفترة الأخيرة، النظام عصف برئيس منتخب واختطفه ووضعه في السجن والسيسي يحكم بمنطق يا أحكمكم يا أقتلكم، لم أترشح في السباق الرئاسي لقناعتي بعدم وجود انتخابات من الأساس".

من جانبه، قال المفكر الإسلامي مختار نوح إن «الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، رئيس حزب مصر القوية، في حاجة إلى مستشار كي يُخبره متى يتحدث ومتى يصمت»، لافتًا إلى أنه «لا يعلم قيمة الاستشارة».

وأضاف نوح، في تصريحاته، أن «أبوالفتوح» كان عليه أن يتحدث على توسل الإخوان لإسرائيل، وإنفاق دولة قطر الأموال على القتل والتدمير، وعن حقيقة رئيس تركيا أردوغان الذي يدعم الكيان الصهيوني.