رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أين وزير الأوقاف؟


لاشك فى أهمية الدور الذى تلعبه وزارة الأوقاف فى المحافظة على الأوقاف التى هى فى الأساس «مال الله»، وكذلك حماية المنابر من الجماعات «المتأسلمة» وتجديد الخطاب الدينى وبما يناسب الواقع.. كما أنه لا يمكن إنكار الجهد الذى تبذله وزارة الأوقاف، بقيادة وزيرها الدكتور «محمد مختار جمعة»، فى منع توظيف المنابر وتحييدها بعيدًا عن الاتجاهات، ولكن هناك وقائع تُجرى أحداثها فى وزارة الأوقاف العريقة، ما يهدد كيانها.
فى الوقت الذى تسعى فيه الدولة للفصل بين «العمل الدعوى» و«العمل السياسى»، نجد البعض يسعى لجر وزارة الأوقاف وبالتبعية المساجد واستخدامها فى الجانب السياسى من خلال منح بعض الامتيازات لعدد من النواب لعمل أرضية سياسية على حساب منهج الدولة، الذى يقوم على الفصل بين «الجانب الدعوى» و«الجانب السياسى» وهناك حالات تم استغلال المساجد فيها لنواب بأعينهم، أبرزهم النائب «أحمد همام» والنائب «عمرو حمروش» لعمل لقاءات جماهيرية أو فرش المساجد بكميات كبيرة من السجاد على حساب دوائر أخرى، ومنها مركز تلا بالمنوفية، على سبيل المثال، الذى يعانى نقص كميات السجاد الممنوحة لمساجده، فى حين أن دوائر أخرى يفيض السجاد فى مساجدها.. وفى ضوء هذه المعطيات فإن التساؤل الذى يلح علىّ هو: هل يوافق وزير الأوقاف كونه «صاحب وعى» على خلط الجانب «الدعوى» بالجانب «السياسى»؟!.
وفى مخالفة صريحة للقانون سمح بعض وكلاء وزارة الأوقاف ببناء المساجد على الأراضى الزراعية، مجاملة لأشخاص بأعينهم بغرض رفع أسعار الأراضى الزراعية المجاورة لها أو بمعنى آخر تسقيعها، وكان آخرها بناء مسجد على أرض زراعية بمركز السنبلاوين بالدقهلية، وذلك فى الوقت الذى تسعى فيه الدولة بكل أجهزتها للقضاء على ظاهرة التعدى على الأراضى الزراعية، باعتبار هذا الأمر قضية «أمن قومى»، فكيف تعمل الدولة فى وادٍ وبعض وكلاء وزارة الأوقاف فى «وادٍ آخر»؟!.
وكذلك تحول الموقع الرسمى لوزارة الأوقاف إلى منبر للدعاية الانتخابية لبعض الأشخاص لكسب مزيد من الأصوات الانتخابية بعيدًا عن فلسفة الحكومة فى إنشاء المواقع الرسمية للوزارات المختلفة، التى تم تدشينها للتواصل مع جموع المواطنين بعيدًا عن التحيز لأفكار أو أشخاص.. ووصل الأمر ببعض قيادات الوزارة للمطالبة بوقف تغول ٥ من النواب فى شئون الوزارة بصورة تعوق عملها.
أما المواطنون الذين يتعاملون مع مديريات الأوقاف فى أغلب المحافظات فيطحنهم «الروتين» و«التجاهل»، فوكلاء الوزارة لا يهتمون بمشكلات المواطنين، ومن بينهم وكيل وزارة الأوقاف بالمنوفية، فهناك مساجد مغلقة منذ سنوات، انتظارًا لإحلالها وهناك مساجد أخرى تستجدى «السجاد» لفرشها.
والأخطر من ذلك أن هناك أشخاصًا وصلوا فى غفلة من الزمن إلى مناصب مهمة فى وزارة الأوقاف، رغم أن هناك علامات استفهام تحيط بهم، ومنهم معاون رئيس قطاع من أهم قطاعات الوزارة.. كل هذه الوقائع أضعها أمام رئيس الوزراء والأجهزة الرقابية ووزير الأوقاف لاتخاذ قرار بشأنها.