رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«أبلة فضيلة».. خسرتها المحاماة وكسبها الأطفال

أبلة فضيلة
أبلة فضيلة

أن تجعل طفل يتعلق بوجودك ليس بالأمر البسيط، فعلى الرغم من براءة الأطفال إلا أن فطرتهم النقية تجعلهم يميلون للأشخاص الطيبين فقط، ولكن أبلة فضيلة بصوتها الدافئ لم تنجح فقط في استمالة قلب طفل واحد، بل استحوذت على قلوب الآلاف من الأشخاص من خلال برنامجها الشهير «حدوتة وغنوة».

ولأن لكل شخص في هذه الحياة طريق مقدر له، فمنذ نعومة أظافرها حبا الله فضيلة توفيق، نعمة القبول، حيث روت أنها منذ طفولتها كانت تجمع أطفال الجيران وتحكي لهم القصص والروايات، لتتسع دائرة قصصها من الجيران لأطفال مصر في كل منزل.

ولعل جزء من نجاحها يرجع للتربية الصارمة التي نشأت عليها، فكما روت أبلة فضيلة أن والدتها سيدة تركية تجمع بين الطيبة والحزم وكانت تقوم بتفتيش حقيبتها المدرسية كل يوم، فإذا وجدت فيها شيئًا لا يخصها تسألها عنه وتحرص على عودته لصاحبه.

وعلى الرغم من تخرجها من كلية الحقوق، إلا أن عملها في المحاماة لم يستغرق سوى 24 ساعة فقط، فبحسب روايتها اختارها أستاذها حامد باشا زكي، وكان يتولى وزارة المواصلات آنذاك، للعمل معه في مكتب المحاماة، وفي إحدى القضايا حاولت الصلح بين الخصوم، الأمر الذي وشى به أحد زملائها فعاتبها حامد باشا على ذلك، وقال لها: مهنتنا تعتمد على الخلافات ولذا فأنتِ لا تصلحين للعمل في المحاماة لتنتهي رحلتها كمحامية قبل أن تبدأ.

انتقلت بعد ذلك للإذاعة وبدأت العمل، وفي عام 1953 قابلت بابا شارو وأخبرته عن رغبتها الشديدة في العمل كمذيعة للأطفال، إلا أن تلك الأمنية لم تتحقق سوى بعد انتقال بابا شارو للتليفزيون عام 1959 لتبدأ مشوارها مع برنامج «غنوة وحدوتة» للأطفال، وتظل ذكرى ذلك البرنامج خالدة حتى بعد رحيل صاحبته عن التليفزيون.