رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الفلانتين» يجدد الحرب بين «السلفية» و«الإفتاء»

عيد الحب
عيد الحب

يحل غداُ الرابع عشر من فبراير "عيد الحب" إلا أن هذه المناسبة ينتظرها الشباب من الجنسين تشهد أقوال سلفية تعكر صفوفهم، حيث أنه لمشايخ السلفية أقوال متشددة ليست فى عيد الحب فقط بل فى عيد الأم، وكذلك رأس السنة، ومختلف المناسبات الاجتماعية التى اعتاد الشعب المصري على الاحتفال بها من قبل العادة والموروث الثقافي.

" الدستور" يرصد خلال هذا التقرير أبرز فتاوى السلفية التي صدرت عن عيد الحب

ابن عثيمين: غير جائز

سُئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ما نصه: " انتشر في الآونة الأخيرة الاحتفال بعيد الحب خاصة بين الطالبات وهو عيد من أعياد النصارى، ويكون الزي كاملا باللون الأحمر، الملبس والحذاء، ويتبادلن الزهور الحمراء، نأمل من فضيلتكم بيان حكم الاحتفال بمثل هذا العيد، وما توجيهكم للمسلمين في مثل هذه الأمور والله يحفظكم ويرعاكم ؟

فأجاب: الاحتفال بعيد الحب لا يجوز لوجوه: الأول أنه عيد بدعي لا أساس له في الشريعة، والثاني أنه يدعو إلى العشق والغرام، والثالث أنه يدعو إلى اشتغال القلب بمثل هذه الأمور التافهة المخالفة لهدي السلف الصالح رضي الله عنهم.

وتابع لا يحل أن يحدث في هذا اليوم شيء من شعائر العيد سواء كان في المآكل أو المشارب، أو الملابس، أو التهادي، أو غير ذلك، وعلى المسلم أن يكون عزيزا بدينه وأن لا يكون إمعة يتبع كل ناعق، أسأل الله تعالى أن يعيذ المسلمين من كل الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يتولانا بتوليه وتوفيقه.

برهامي: بدعة والتهادي به من المحرمات

فيما أفتى الدكتور ياسر برهامي نائب مجلس رئيس إدارة الدعوة السلفية على موقع " أنا السلفي" الموقع الرسمي له، حول حكم الاحتفال بـ"عيد الحب" معتبرا أن الاحتفال به بدعة ومن أخبث ما يمكن أن يخترع، معتبرا أن مسألة التهادي في هذا اليوم من المحرمات والمنكرات العظيمة.

أبو إسحاق الحويني: عيد الكفار

ومن أبرز فتاوى السلفيين التي ظهرت بالدعوة لمقاطعة "عيد الحب" هي فتوى الشيخ أبو إسحاق الحويني، والذي أفتى بأن "عيد الحب" ليس بعيد للمسلمين، وإنما هو عيد الكفار، ولا يجوز التشبه بالكفار في أي صفة من الصفات، محرما بيع الهدايا في هذا اليوم.

وقال الشيخ الحويني مستنكرا عبر فيديو متداول له، عبر موقع التيار السلفي، في فتوى حول عيد الحب "أنا أول مرة اسمع عن هذا العيد، ولا يوجد أحمر من هذا اليوم، أيفعل هذا رجل مليء قلبه بمحبة الله، وقال رسول الله، جعل الذل والصغار على كل من خالف أمري".

ويكفر الحويني المحتفلين بهذا اليوم فيقول: "من تشبه بقوم فهو منهم، فالملايين المهدرة في الدباديب والمكالمات التليفونية، نحن ننفق أكثر من 12 مليار جنيه مكالمات، فأولى بها نعمل مصانع وشركات، وأنا أقولها في فتوى شرعية يحرم على المسلم أن يشارك أحد من غير المسلمين في أي عيد من الأعياد".

وتابع، "إن الاحتفال بعيد الحب فيها مشابهة للكفار وتقليد لهم في تعظيم ما يعظمونه واحترام أعيادهم ومناسباتهم وتشبهًا بهم، فيما هو من ديانتهم وفى الحديث الشريف من تشبه بقوم فهو منهم"، مضيفا: "وعلى هذا لا يجوز بيع هذه الهدايا والورود إذا عرف أن المشترى يحتفل بتلك الأعياد أو يهديها أو يعظم بها تلك الأيام حتى لا يكون البائع مشاركا لمن يعمل بهذه البدعة والله أعلم".

حسين يعقوب: إحياء لرجل غير مسلم

ورد الشيخ محمد حسين يعقوب، في فتوى له حول حكم الاحتفال بعيد الحب يؤكد فيها على أن الاحتفال بعيد الحب أساسه إحياء لرجل غير مسلم، ومن احتفل به فهو يتشبه بقومه، ومن تشبه بقوم فهو منهم، مصداقا للحديث الشريف.

ويرفض يعقوب، في أحد دروسه لطلابه، أن يتراجع عن فتواه السابقة، معلنا أن الأمر يمثل مسألة عقيدة، والعقيدة لا تراجع فيها، والاحتفال بعيد الحب وغيره من الأعياد المبتدعة، هو حرام شرعا، والاحتفال به أمر خطير جدا.

مصطفي العدوي: إحياء للشر والفساد

وأفتى السلفي الشيخ مصطفى العدوي، عضو مجلس شورى التيار السلفي، بأن عيد الحب بدعة وضلالة وإحياء للشر والفساد، مناديا في فتوى له بأن الأعياد المشروعة للمسلمين هم عيدين فقط، هما عيدا الأضحى والفطر فقط، مؤكدا بأن "عيد الحب" محدثة ومن الممارسات الكافرة التي دخلت على المسلمين.

وأكد الشيخ العدوي بأن عيد الحب يزيد الفسق والفساد ويحمل تشبها بالكفار وإحياءءا لشعائرهم ومن تشبه بقوم فهو منهم مطالبا المسلمين بعدم الترويج للفاحشة والفسق.

مسعد أنور: عيد الجاهلية

فيما أفتي الشيخ السلفي مسعد أنور، بأن "عيد الحب" هو عيد المجون ويشبه أعياد الجاهلية، مبينا أن أبغض الناس إلى الله ثلاثة: ملحد في الحرم، ومن يأتي بشرك وفاحشة، ومبتدع في الإسلام سنة الجاهلية.

وقال الشيخ السلفي في فتواه أن أهل الضلال جاءوا من بلاد الكفر بعيد للمسلمين وهو "عيد الحب، والأصل فيه أنه عيد وثني، فما علاقتنا نحن المسلمين به، واصفا المسلمين المحتفلين بالعيد بالبلاهة لأنهم يقلدوا ما يفعله الكفار، وهذا فسق وضلال.

الإفتاء: مباح شرعا

وتحمل دار الإفتاء على عاتقها من كل عام باعتبارها الهيئة الرسمية الشرعية المنوط لها إيضاح الموقف الشرعي بالأمور التي تتعلق بالعبادات والمعاملات والمناسبات الاجتماعية بالرد على تلك الأقوال.

حيث قال الدكتور الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عبر الصفحة الرسمية للدار على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، عن الاحتفال بهذا اليوم: “لا مانع أبدا في الشرع أن الناس تتفق على أيام معينة يجعلوها خاصة لبعض المناسبات الاجتماعية طالما لا تختلف مع الشريعة، مثل يوم تكريم الأم فلا مانع منه، ولا مانع أن نتخذ يوما من الأيام كي يظهر كل شخص للآخر عن مشاعره نحوه وأنه يحبه”.

وتابع:”النبي في حديثه الشريف دعا الإنسان إذا أحب أحدكم أخاه فليقل له إني أحبك في الله، ومفهوم الحب أوسع وأشمل من تلك العاطفة بين الرجل والمرأة على وجه الخصوص بل هي مفهوم أعم فمن الممكن في هذا اليوم أعبر عن حبي لأولادي أو لصديقي أو لأهلي”.

علي جمعة: لم يحرم الله العشق

وبين الدكتور على جمعة، مفتي الديار المصرية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء، موقف الشرع من الحب، قائلا: "نحن أمام حالة سامية فهو لم ينكر عليه العشق ولكنه كلفه"، وتابع أن الحب فى حقيقته عطاء، فالحب أن تعطى دون أن تنتظر المقابل وأن العشق بين الرجل والمرأة كان نادر الوجود فى العصور الأولى، وأن الله عز وجل لم يُحرِّم العشق على ابن آدم، بشرط ألا يقع فى المحرمات وأن لا يخلو بها.

واستشهد جمعة فى فتوى له فى برنامج والله أعلم، على مشروعية الحب، بأن النبى لم ينكر العشق، وذلك لأنه من الوارد أن يتعلق قلب الرجل بامرأة ويَظهر بعد ذلك أنها أخته من الرضاعة، أو امرأة متزوجة، فإذا ابتعد عنها مخافة أن يقع فى الحرام وأضاع الحب جسده بأن مرض من كثرة بعده عن محبوبته وأضعفه حتى مات ولم يفعل الحرام مات فهو شهيدًا.