رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد فوز "يوم أخر من النعيم" بجائزة معرض الكتاب

عبير عبدالعزيز تبوح لـ"الدستور" بأسرارها الصغيرة: الشعر يستدعي كل الفنون

عبير عبد العزيز
عبير عبد العزيز

حصل ديوان "يوم آخر من النعيم" للشاعرة عبير عبدالعزيز على جائزة معرض القاهرة الدولى للكتاب في دورته الـ 49، والديوان يتضمن تجربه موازية تتمثل في صور منحوتات من السلك لثمانية عشر فنانا من العالم، وقالت "عبدالعزيز" إن تجربتها الشعرية بشكل عام بصرية؛ تتوازى فيها التجربة الشعرية مع الفنون التشكيلية، وخصت "الدستور" بالحديث عن أسرارها الصغيرة مع الشعر.

تقول عبير عبدالعزيز: أنا لا أكتب الشعر فقط، معي الشعر يحلم ويرغب بالمزيد، عندما أكتب القصيدة أجد فنونًا تستدعيها متوازية معها لتخلق نصًا آخر غير المكتوب.. فقط، ما أطلق عليه النص الثالث، وقد شغلني الديوان ليس فقط هذا الجامع للقصائد والدال عليها، ولكنني أنشغل به كمشروع كامل وكخطوة في مشروع أكبر متراكم ومتطور.
6 أعوام متتالية في "مشنقة في فيلم كرتون"

بدأت بديوان "مشنقة في فيلم كرتون"، وقد كتبتُ قصائده عام 2003م، واستمرالعمل عليه لمدة ستة أعوام متتالية، تمنىتُ أن يُرسم على شكل سيناريو موازٍ للقصائد، وبعد عدة تجارب مع بعض الفنانين، كان رسم قصيدة النثر يمثل صعوبة كبيرة، ودامت تلك التجارب الفاشلة لعامين، حتى جأتني فكرة البحث عن سيناريو مرسوم جاهز وموازٍ للقصائد، فبدأت رحلة عام آخر من البحث ومشاهدة الكثير من أفلام الجرافيك للكبار.
وبعد ليالٍ من البحث الدؤوب وجدت ضالتي فيلم الرسوم المتحركة "Manipulation" انتاج 1991م، والحاصل على جائزة الأوسكار لأفلام الرسوم المتحركة للكبار، للمخرجDaniel Greaves، وبدأت مغامرات تحويل المتحرك لثابت، وبعد تحويل الفيلم لصور حوالي 12300 صورة اخترت منها 200 مشهد بشرط يحافظوا على تسلسل أحداث الفيلم الأصلية، وكأنني أزلت كل ما هو متحرك في الرسوم الكرتونية، كما حافظت على روح التوازي لقصائدي مع المشاهد، وهذا العمل أخد عاما ونصف ثم أخرجنا الكتاب وتلك حكاية أخرى من العمل الشاق للمحافظة على وضوح الصورة كما أن الفيلم احتوي على مشاهد تصوير حى ليد حقيقية بجانب الرسوم، وقد احتاج هذا لجهد إضافي، وأشكر رفيق درب الكفاح أخي الفنان عمرو عبد العزيز من يخرج معي معظم أعمالي ويحقق لي الكثير من أحلامي الإبداعية،ويصبر ليخرج العمل كما أحلم وكما ينبغي؟
وبدأتُ مراسلة شركة الانتاج في انجلترا للموافقة على التعامل مع العمل، وكانت الموافقة مفاجأة جميلة، بل عرضوا ارسال الرسوم للمشاهد المختارة بجودة عالية لكن كان إخراج الديوان قد تم، لم اكتفِ بذلك حتى اختيار الغلاف ومراسلتي للفنان ودار النشر اللبنانية، ورغم تخويف الجميع لي من تجربتي التي تحمل الكثير من الالتباس للآخر إلا إنني كنت امتلك إيمانًا حقيقيا بما أفعل وصدر الديوان عام 2009 من دار شرقيات للنشر.

"عندما قابلت حجازي" تمنيت العمل معه

ست سنوات من العمل على ديواني الأول كانت كفيلة بتسرب اليأس إلى نفسي، لكن نجمًا ولد في سمائي؛ كنت أشاهد رسومات الرائع الفنان حجازي، وتمنيت لحظتها أن يكون من جيلي لأستطيع العمل معه، فهو يرسم كما أفكر، كما إنه يرسم بالتوازي مع النصوص ولا يرسم النصوص وهذا هو مشروعي، فإذا بي أكتب قصيدة على كل رسمة أمامي، وظل ذلك السحر لثلاث ليالِ متواصلة حتى اكتمل ديوان من وحى رسوم حجازي، واكتشفت أن الديوان يصلح للفتيان والفتيات، إنها مرحلة عمرية تفتقد النصوص التي تُناسبها.
وهنا بدأت رحلة أخرى لكنها قصيرة كانت لمدة عام، فبعد موافقة الجميل حجازي، خرج ديوان "عندما قابلت حجازي" في 2007 عن دار المحروسة، وبذلك تكون القصائد في تلك التجربة تالية للنص البصري "الرسوم" مستوحاه منها.
لكن في مشنقة كان النص البصري قائمًا بمفرده وكيانه الخاص، وكذلك القصائد مكتوبة بعيدًا تمامًا عن مشاهد الفيلم لكن النصين التقوا في توازٍ جديد.


"بيننا سمكة" مع سمير عبدالغني

وفي عام 2013 كان الديوان الثاني في تجربة الفتيان والفتيات، ديوان "بيننا سمكة" قصائد الديوان كلها عن السمك في تحدِ جديد، وقد رسم الديوان رسام الكاريكاتير سمير عبد الغني، كان لكل قصيدة أربعة مشاهد كاريكاتير، لكن الديوان كله عمل متكامل.
كان لاجتهاد سمير وتفانيه أن يرسم أكثر من 40 قصيدة نثر في تيمة واحدة "السمكة" تحدي كبير. وقد حصل الديوان على منحة الصندوق العربي للطباعة، ونشرته الدار المصرية اللبنانية، كما وصل للقائمة الطويلة لجائزة زايد لكتب الأطفال.
18 فنان عالمي في "يوم آخر من النعيم"

أما ديوان "يوم آخر من النعيم " فقصائده مكتوبة بين عامي 2009، و2010، واستغرق العمل عليه ست سنوات ما بين أحوال مصر السياسية، وبحثي عن نحاتي السلك في العالم، وكنت أشاهد خمس ساعات يوميا الكثير من الأعمال، ثم بدأت رحلة الاختيار من الفنانين وقد اخترتُ 18 فنانا من العالم بالإضافة لأستاذي الفنان المصري الرائع جلال جمعة، وبدأت في تصوير كثير من الأعمال، ثم اخراجها مع كل نص في رحلة شاقة لعامين متتاليين وخرج للنور في طبعة خاصة لمشروع "ستاند شعر".
لا أنكر أن الطريق الذي اخترته صعب وطويل وملتبس على كثيرين، ربما في الوقت القريب لا يكون لصالح شعري لكن على المدى الطويل ومع تراكم الأعمال والمعارض سيكون لصالح الشعر، فأتمنى أن يستدعي الشعر كل الفنون متفاعلا معها فتنفتح بوابات سحر يناسب ذلك العصر البصري باقتدار، وربما يكون تكويني الشعري ليس قائم على الكلمة وحسب، إنما على عناصر أخرى تنمو فور ظهور تلك الكلمة وتتعدد مستويات التلقي والتفاعل. ومازالت الطريق طويلة وزاخرةوساحرة. آمل في تحقيق مسارجديد، منظورمختلف، أواختراق غيرمتوقع.