الزئبقي الجديد.. لماذا حسين الشحات هو «الورقة الرابحة» في مونديال موسكو؟

قبل شهر رأت إدارة الأهلى، ممثلة فى عدلى القيعى، مدير التسويق الرياضى، أن حسين الشحات، لاعب مصر للمقاصة لا يستحق أكثر من ٦ ملايين جنيه، وأنهت مفاوضاتها اعتراضًا على ما اعتبرته مغالاة من جهة الفريق الفيومى.
شهر واحد فقط مر على انتقال الشحات لـ«العين» الإماراتى على سبيل الإعارة، لتستقبل إدارته عروضًا من كل الاتجاهات الخليجية، قد تصل فى نهاية الصيف المقبل إلى ٦ ملايين دولار، خاصة بعد نجاحه فى تسجيل ٦ أهداف وصناعة ٥ وتقديم أدوار خرافية، فى ٦ مباريات فقط.
ولعل ذلك هو ما دفع الجهاز الفنى لمنتخب مصر، لاتخاذ قرار بضمه لقائمة الفريق فى معسكر مارس المقبل بسويسرا.. ما الإضافة التى سيعطيها اللاعب للمنتخب؟، ولماذا نرى أنه أهم أوراق كوبر الرابحة؟

حل سحرى لأزمتى الظهير الأيسر والديفندر
رغم إجماع خبراء اللعبة والجماهير على أهمية وجود حسين الشحات فى صفوف المنتخب بمونديال روسيا المقبل، لكن يبقى السؤال الأبرز: «أين مكانه فى تشكيل كوبر؟».
بداية يجب أن نفهم أن لوجود الشحات فى القائمة مزايا كثيرة، أولاها وأهمها على الإطلاق مرونته التكتيكية وقدرته على اللعب فى أكثر من مكان، وبالتالى منح مدربه القدرة على حل كثير من الأزمات وعلاج النواقص ببعض المراكز.
ويلعب حسين الشحات حاليًا فى مركز الجناح الهجومى، وفى كل الأحوال لن يكون أساسيًا فى وجود الرباعى محمد صلاح وتريزيجيه ورمضان صبحى ومحمود كهربا، لكنه أيضًا يجيد اللعب فى مركزى الظهيرين وبالتحديد الأيمن. وهنا يبرز دوره كحل سحرى لـ«كوبر»، ففى حال التفكير بالدفع به ظهيرًا أيمن يمكن الاستفادة من أحمد فتحى فى مركز الظهير الأيسر الذى يعانى منه الفريق بشدة فى ظل تراجع مستوى محمد عبدالشافى وغياب بديله. كما سيكون بإمكان كوبر، فى حال تجهيز ظهير أيسر، أن يستخدم أحمد فتحى فى مركز الدائرة لعلاج النقص الحاصل بفعل تراجع مستوى طارق حامد وعدم مشاركة محمد الننى بشكل أساسى مع فريقه أرسنال الإنجليزى، فوجود لاعب مرن بقدرات حسين الشحات، بمثابة سلاح تكتيكى رائع يمكن توظيفه حسب احتياجات المنتخب، وحسب الشكل الذى يلعب به الخصم، والطريقة التى يريد مواجهته بها. إلى جانب كونه لاعبًا مرنًا، يتمتع حسين الشحات بخفة حركة غير عادية، فيعيد إلى الأذهان طريقة لعب النجم محمد بركات، الذى كان قصير القامة مثله، لكن حركته لا تتوقف، بما يؤهله للعب أدوار دفاعية وهجومية معًا، كما أن شغل أكثر من مركز فى التشكيل يجعلنا نقول بكل أريحية إننا أمام زئبقى جديد.
يساهم فى خلق دكة بدلاء قادرة على تغيير النتيجة
من أهم المكاسب التى يستطيع كوبر أن يحققها فى وجود لاعب مصر للمقاصة السابق، هى إضافة ورقة هجومية رابحة على دكة البدلاء. كلنا نعلم أن كوبر مدرب براجماتى، يبحث عن تأمين مرماه طوال الـ٩٠ دقيقة، ويدفع بكل أوراقه من البداية للحفاظ على عدم استقبال أهداف، لذلك عندما يستقبل الفريق هدفًا يعانى كثيرًا فى كيفية التحول من الشكل الدفاعى إلى الهجومى، خاصة فى غياب عناصر فعالة هجوميًا على المرمى. ومهما اتفقنا أو اختلفنا حول أداء تريزيجيه ورمضان صبحى، فإن فاعليتهما على المرمى سواءً بالتسجيل أو صناعة الأهداف محدودة للغاية، خاصة الأخير، فهو لم يسجل سوى مرة واحدة أمام منتخب نيجيريا، وهذا أحد أبرز عيوبه التى لم تسعفه فى نيل مكانه بتشكيل فريقه الإنجليزى ستوك سيتى. يجيد ويتألق تريزيجيه أينما ذهب يمينًا أو يسارًا أمام الظهير ويقدم مجهودات دفاعية مهولة، لكن مرات دخوله منطقة جزاء الخصم تُعد على أصابع اليد الواحدة، وكذلك رمضان صبحى الذى يقل كثيرًا عنه.
فى المقابل، فإن الشحات من اللاعبين الذين يعشقون دخول مناطق الخصم، يمتلك جرأة كبيرة فى التقدم، سواء بالكرة أو دونها، ويبحث دائمًا عن أرباع وأنصاف الفرصة، وقبل كل ذلك يتمتع بحالة نفسية رائعة، ودعم جماهيرى هائل، وطموح كبير للاحتراف فى أوروبا. ويعد الشحات من أكثر اللاعبين فى مصر، وربما فى إفريقيا، فاعلية على مرمى الخصم، تساعده خفته وحركته الكثيرة، وذكاؤه قبل كل شىء فى التمركز بمناطق جيدة وخطرة داخل مناطق الخصم، وعندما تتاح الفرصة للتسديد أو الانفراد بالمرمى يكون دقيقًا للغاية فى تصويبها، فيشعرك بأنه يذاكر وهو يجلس مع نفسه قبل المباريات، كيف يتصرف فى تلك المواقف التى يتعرض لها، فيصحح أخطاءه، لذلك تزداد معدلات تهديفه بصورة لافتة للغاية. هو شبيه بمؤمن زكريا كثيرًا، لكنه أمهر فى امتلاك الكرة، وفى موقف لاعب على لاعب حلوله حاضرة عن الأول، لذلك سيكون بمقدور كوبر، عندما يريد التسجيل أو تغيير نتيجة سلبية فى إحدى المباريات أن يدفع به فى المناطق الهجومية على حساب أحد الأجنحة التى يوظفها بشكل أكبر فى الأدوار الدفاعية، وسيكون المدير الفنى للمنتخب محظوظًا عندما يمتلك بين صفوف فريقه محمد بركات جديدًا.