رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عمرو خالد يكشف كيفية نهاية العالم كما أخبر القرآن

عمرو خالد
عمرو خالد

◄ آراء علماء الفيزياء بشأن "نهاية العالم" تتطابق مع ما أورده القرآن الكريم قبل أكثر من 14 قرنًا
◄ أكَّد أن الكون على الحافة بين الاستقرار أو غير الاستقرار.. واحتمالية انهياره قائمة
◄ القرآن والفيزياء حددا طريقة واحدة فقط لانتهاء العالم.. وليس باصطدام كبير بين الكواكب كما تدعى «ناسا»

كشف الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي، عن أن آراء علماء الفيزياء بشأن "نهاية العالم"، تتطابق مع ما أورده القرآن الكريم قبل أكثر من 14 قرنًا، حين أخبر بطريقة صريحة أن الكون على الحافة بين الاستقرار أو غير الاستقرار، وأن احتمالية انهياره موجودة وقائمة، وهو ما أكده العلماء في العصر الحديث بالحرف الواحد دون زيادة أو نقصان.

وفي تاسع حلقات برنامجه "بالحرف الواحد"- الذي يتحدث عن العلاقة بين العلم والدين والحياة-؛ ساق "خالد" آراءً لعلماء بارزين حول "نهاية العالم"، من بينهم البروفيسور والعالم البريطاني "ستيفن هوكينج" الذي حذر من احتمالية زوال الكون، وانهياره؛ الأمر الذي تداولته وسائل الإعلام العالمية على نطاق واسع.

وقال: "لم يكن هوكينج بالطبع هو العالِم الوحيد الذي يصرح بِهذا، فالعالم والفيزيائي الدكتو رجوزيف لايكين، بمختبر فيرمي الوطني في باتافيا، إلينوس بجامعة شيكاغو الأمريكية قال- خِلال محاضرة له في معهد سيتي، في الثاني مِن سبتمبر 2014-: الشيء الأكثر إثارة لناـ نحن الفيزيائيين ـ أنه طبقًا لحِسابات الفيزياء البحتة الصريحة المباشرة، يتبين لنا أننا على الحافة بين كونٍ مستقر أو غير مُستقر، وهذا قد يستمر طويلًا، لكن سيأتي الوقت الذي سينزلق الكون مِن تلك الحافة ونحن لا نعرف مبدأً أو قانونًا يُبقينا على الحافة".

ونقل أيضًا عن العالم والفيزيائى الدكتور "بنيامين ألاناك" بجامعة كامبريدج ببريطانيا، قوله: إن جسيمات "بوزون هيجز" تقدر كتلتها بِـ126 مليار إلكترون- فولت، وهذه الكتلة بالضبط هي ما تُبقي الكون على حافة عدم الاستقرار، إنما إذا كانت كتلة "بوزون هيجز" تقدر بِـ127 مليار إلكترون-فولت؛ لأصبح الكون في وضع الاستقرار، وطبقًا لحِسابات الفيزياء البحتة الصريحة المباشرة، يتبين لنا أننا على الحافة بين كونٍ مستقر أو غير مُستقر، وهذا قد يستمر طويلًا، لكن سيأتي الوقت الذي سينزلق الكون مِن تلك الحافة ويزول وينهار".

وعلَّق "خالد" قائلًا: "إذًا- طبقًا لحسابات الفيزياء البحتة، ووفقًا لما يقوله الفيزيائيون بالحرف الواحد في هذه الحالة الحرجة- فكوننا على الحافة بين الاستقرار أو غير الاستقرار، وأن احتمالية انهيار الكون وزواله قائمة وموجودة؛ فإن هذا ما يخبرنا به القرآن الكريم منذ أكثر من 1400 سنة".

ودلل بما أورده القرآن بطريقة صريحة على ما تقدَّم، ومن ذلك، قوله- تعالى-: "وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ"، (سورة الحج آية 65)، وأن احتمالية زواله موجودة وقائمة، "إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا ۚ وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ" (سورة فاطر آية 41).

وقال: إنه "لم يكن بإمكان علماء الفيزياء أن يصرحوا بمثل هذه التصريحات عن نهاية العالم؛ إلا بعد أن تم رصد جسيمات هيجز"، والتي قضى العلماء نحو خمسين عامًا لاكتشافها، والبداية عندما طرح العالم البريطاني بيتر هيجز، نظريته حول تشكل الكون فيما يعرف بـ"الانفجار العظيم"، الذي يعتبر عودة إلى الوراء لمعرفة البدايات الأولى للخلق وتكون مادته، وقد احتدمت النظريات والتفسيرات بين علماء الفيزياء، كلهم يسعى إلى فك اللغز المحير في الجسيم المسئول عن التحام المكونات الأولية للمادة، واكتسابها تماسكها وكتلتها.

وأضاف: "بعد نصف قرن من الزمن قضاها العلماء والباحثون بحثًا عن هذا الجُسيم المسئول عن نشأة الكون؛ أعلن علماء المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية (سيرن) رصدهم له، وذلك على هامش المؤتمر الـ62 للفائزين بجوائز نوبل في مدينة لينداو الألمانية مطلع يوليو 2012".

وأشار إلى أنهم "رصدوا جسيمًا له خصائص مشابهة لما يعرف بـ"بوزون هيجز"، وهو المسئول نظريًا عن اكتساب المادة كتلتها، وشكل نشأة الكون، وقد تمت تسميته على اسم الفيزيائي الاسكتلندي "بيتر هيجز"؛ لأنه هو الذي كان قد تنبأ به عام 1964 وتم اكتشافه في 2012".

وتقديًرا لهذا الاكتشاف العلمي؛ قال "خالد" إن الأكاديمية السويدية للعلوم أعلنت- في الثامن من أكتوبر- في ستوكهولم، منح جائزة نوبل لعام 2013 في الفيزياء للعالمين البلجيكي فرنسوا إنجليرت والبريطاني بيتر هيجز؛ تقديرًا لأعمالهما التي أدت إلى "الاكتشاف النظري لآلية تساهم في فهمنا لأصل كتلة الجسيمات دون الذرية والذي تم تأكيده في التجارب التي أجريت في معامل سيرن في سويسرا".

وذكر أن وراء هذا الاكتشاف قصة شيقة للغاية، إذ أنه "في عام 1993 ذهب مجموعة من أباطرة علماء الفيزياء البريطانيين إلى وزير العلوم البريطاني- وقتها- ويليام والديجراف؛ من أجل أن يطلبوا منه أن يصرف لهم منحة مالية كي يتمكنوا من تمويل مشروع بناء "مصادم الهيدرونات الكبير"، الذي سيتمكنون من خلاله من رصد جسيمات "بوزون هيجز"؛ فراهنهم أثناء المقابلة على أنه سيعطى جائزة قيِّمَة لمن يستطيع منهم أن يجد مثالًا سهلًا وبسيطًا يستطيع عن طريقه أن يفهم ما هي مسألة جسيمات "بوزون هيجز" هذه، وكيف تعطى الكتلة لكل شيء نراه حولنا، وكانت الجائزة عبارة عن زجاجة شمبانيا من النوع الفاخر، فاز بها البروفسير ديفيد ميلر، لأنه استطاع أن يجد مثالًا سهلًا وبسيطًا".

وأوضح أنه "كان أفضل وأسهل تشبيه يوضح طريقة عمل جسيمات "بوزون هيجز"- وهو التشبيه الذي يحظى بقبول واسع بين الفيزيائيين إلى الآن، ويرددونه بصورة مستمرة لشرح وتوضيح طريقة عمل جسيمات "بوزون هيجز" بسبب شموليته وسهولته الشديدة".

 
ومضى ناقلًا عن العالم البريطاني: "وهذه المجموعات من العمال التي تجرى وسرعان ما تختفي عائدة إلى مكانها الأصلي مرة أخرى كما كانت، فهي تمثل "بوزون هيجز"، وبدون العمال تكون مارجرت تاتشر بلا كتلة أو وزن، أما مارجرت تاتشر فهي تمثل الجزيء تحت الذرى الذي يكتسب الكتلة بسبب تفاعله مع جسيمات هيجز، وبدون "بوزون هيجز" لا توجد كتلة أو وزن"، وبهذا التشبيه فاز البروفسير ديفيد ميلر بزجاجة شامبانيا من النوع الفاخر.

واستطرد خالد: "بهذه الطريقة تعمل "بوزون هيجز" كما يقول علماء الفيزياء الحديثة بالحرف الواحد، لا نستطيع أن نراها، ولكننا نستطيع أن نرى أنها تعطى الكتلة والمادة لكل شيء، ولها وجود فيزيائي في صورة مجموعات من الجسيمات تجرى وسرعان ما تختفي وتعود إلى مكانها الأصلي كما كانت.. وبمعنى أوضح جسيمات تكتسب طاقة فتجرى بسرعة لتجمع بوزون ثم في أقل من 10أس سالب 22 من الثانية تتحول الطاقة لكتلة ويختفي البوزون".

وأشار إلى أنه "على الرغم من أن جسيمات "بوزون هيجز" هي المسئولة عن إكساب الكتلة والوزن لكل شيء؛ إلا أنها هي نفسها "كتلتها حرجة جدًا" قدرها العلماء أنها 126 مليار إلكترون-فولت وكانت المفروض أن تكون 127 مليار إلكترون-فولت".

ولفت إلى أنه "بسبب كتلتها الحرجة هذه؛ فتتسبب جسيمات "بوزون هيجز" في زوال الكون وانهياره يومًا ما، عن طريق إزالة كتلته وكتلة كل شيء فيه ليتفكك ويعود كما بدأـ وذلك بحسب ما يقوله الفيزيائيون، أمثال كل من البروفيسور والعالم البريطاني ستيفن هوكينج، الفيزيائي جوزيف لايكين، الفيزيائي بنيامين ألاناك، ولذلك فطبقًا لحِسابات الفيزياء البحتة الصريحة المباشرة، فإننا على الحافة بين كونٍ مستقر أو غير مُستقر".

واستشهد بما أورده القرآن في هذا السياق، إذ "توعد القرآن أن يوم نهاية العالم سيفقد كل شيء كتلته"، حيث، قال الله- تعالى- "وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ"، "وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا"، "وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ"، "وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ"، "يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ"، "وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ"، "وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ".

وقال إنه "في سورة وصفت بالتحديد يوم نهاية العالم، وهى سورة "التكوير"، أقسم القرآن بمجموعات مقرون بها فقدان الكتلة ونهاية العالم لا نراها، تجرى وسرعان ما تختفي وتعود إلى مكانها الأصلي كما كانت.. حيث قال الله- تعالى-"فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ* الْجَوَارِ الْكُنَّسِ" (سورة التكوير آية 15 و16)، وأن ما حُدَّث به محمدًا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إنما هو الوحي الذي يوحيه الله إليه عن طريق جبريل– عظيم الملائكة – حيث كان يأتيه به، ويُقرئه إياه، وأن القرآن ليس بكلام الشياطين، وإنما هو ذكر للعالمين. قال- تعالى- في ذات السورة: "وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ (11) وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ (12) وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ (13) عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا أَحْضَرَتْ (14) فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ (16)".

وذكر أن "الخنس" معناها أننا لانراها، و"الجوارِ" معناها أنها تجرى، أما "الكنس" فتعنى أنها تختفي عائدة إلى مكانها الأصلي كما كانت، فما هي هذه المجموعات التي لا نراها وتجرى وسرعان ما تختفي وتعود إلى مكانها الأصلي كما كانت، والتي استوجبت هذا القسم القرآني التفخيمي‏،‏ وجاءت مقرونة بيوم نهاية العالم؟، خاصة أن القسم في القرآن الكريم يأتي من أجل تنبيهنا إلي أهمية الأمر المقسوم به‏، وإلي ضرورته لاستقامة الكون ومكوناته‏، أو لاستقامة الحياة فيه‏، أو لكليهما معا‏،‏ وذلك لأن الله‏(‏ تعالي‏)‏ غني عن القسم لعباده‏.

وخلص إلى أن "هذه المجموعات هي جسيمات "بوزون هيجز" التي تعطي الكتلة والمادة لكل شي نراه حولنا بما فيها نحن، ودونها لا توجد كتلة لأي شيء، وستتسبب جسيمات "بوزون هيجز" في زوال الكون وانهياره يومًا ما عن طريق إزالة كتلته وكتلة كل شئ فيه ليتفكك ويعود كما بدأ، وهذا أيضًا يتفق مع قول الله- تعالى-: "كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ" ألأنبياء آية 104".

ورفض "خالد" التفسير القائل بأن "الخنس * الجوار الكنس" هي الثقوب السوداء التي تكنس كل ما يصادفها من أجسام مادية وغيرها؛ وقال إن قائِلُهُ لا بد أن يعتذر عن ذلك؛ لأنه يحاول أن يُقنع الناس أن "الكنس" ـ الذي هو اسم ومضموم الكاف ومشدد النون ـ أنه هو الفعل "كنس" الذي على كل حرف منه فتحة، فلم يقل القرآن على (الخنس * الجوار الكَنَس) إنها حتى نجوم أو كواكب، لكن عليك أن تفهم حين تسمع (الخنس * الجوار الكُنَّّس) أنه في سورة تحدثت عن نهاية العالم بالتحديد، قد أقسم الله- عز وجل- بمجموعات لا نراها (الخنس) أول ما تجرى (الجوارِ) تختفى وترجع مكانها الأصلي مرة أخرى (الكنس).

وقال: إن "العلم فعلًا أثبت أن هناك مجموعات لا نراها أول ما تجرى تختفي وترجع مكانها الأصلي مرة أخرى، وحتى العلم لم يجد لها اسما؛ فأسماها العلماء على اسم مكتشفها "جسيمات هيجز"، وهى سر التحرك الكوني، وهى التي وهبت صفة الكتلة لكل شئ نراه حولنا بما فيهم نحن، وبدونها لا توجد كتلة لأي شيء، وعندما وصفها البروفيسير ديفيد ميلر استخدم تشبيهًا لمجموعات العمال التى تجرى حول مارجرت تاتشر ثم تختفي هذه المجموعات سريعًا عائدة إلى مكانها الأصلي مرة أخرى على أنها جسيمات "بوزون هيجز".

وتابع "خالد"- في سياق تعليقه على تحذيرات وكالة "ناسا"، مثل وجود كوكب ما على وشك الاصطدام بالأرض وتدميرها، أو وجود نجم ما على وشك الانهيار والسقوط على كوكب الأرض وتدميره أو ما شابه- إن "العالم من منظور المسلمين لن ينتهي باصطدام كبير أو برياح عاتية أو بزلزال مدمر أو بحرارة عالية أو غرقا أو بصواعق السماء الحارقة؛ فنحن نعلم كيف سينتهي العالم. نعم.. فالمسلمون- مثلهم مثل ستيفن هوكينج، جوزيف لايكين، بنيامين ألاناك وبقية أباطرة الفيزياء الحديثة- يؤمنون مثلهم بأن العالم سينتهي بطريقة واحدة فقط، هى فقدان الكتلة، أي أن يفقد كل شيء نراه حولنا كتلته بما فيهم نحن- وذلك على حد وصف القرآن الكريم بالحرف الواحد-.