رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أحد الناجين من حادث «مركب الحاج نصر» يروي تفاصيل الغرق كاملة (صور)

أحد الضحايا
أحد الضحايا

سادت حالة من الحزن على وجوه وملامح أهالي قرية برج مغيزل، التابعة لمركز مطوبس بكفر الشيخ، لغرق مركب الحاج نصر التي كانت تُقل 15 على متنها أثناء تعرضها للغرق قُبالة السواحل الليبية، نجا منهم 5، بينما فقد 10 آخرين لينضموا إلى قائمة عِداد المفقودين.

وأصيب أهالي المفقودين العَشرة بالصدمة والحزن والهلع لفقد أبنائهم في عَرض البحر، ومرور أكثر من 24 ساعة على رحيلهم دون معرفة أي أخبار تطمئنهم، بعد علمهم من بعض الناجين بانقلاب المركب وغرقها تمامًا في البحر المتوسط.

يقول السيد عبدالسلام بهنسي، 33 سنة، لـ«الدستور»: خرجت المركب لصاحبها نصر عبدالرحمن، أحد صيادي برج مغيزل، للصيد من بوغاز رشيد في المياه الدولية، قُبالة ليبيا لكثرة الأسماك هناك، وأثناء استعداد المركب للعودة بالرزق في اليوم العاشر للسفر فوجئنا بمركب مجهول يستقله مجموعة مسلحة بأسلحة متطورة، تبين بعدها أنها ميلشيات ليبية قرب بنغازي تهاجمنا، وتقتاد المركب قرب الشواطئ الليبية، وتطالبهم بدفع غرامة مالية كبيرة وإلاّ ستتم مُصادرة المركب وسجن الصيادين العاملين عليه.

وأضاف بهنسي أنه تم حجزهم على متن المركب لمدة أسبوع وتم معاملتهم معاملة قاسية من ضرب وقلة طعام، وبعد مفاوضات مع صاحب المركب في كفر الشيخ تم دفع مبلغ مالي ضخم يصل لقرابة الربع مليون جنية، فضلًا عن مصادرة 300 طاولة سمك بحري زنة 25 كيلو لكل طاولة أي قرابة الـ700 كيلو سمك.

وأشار إلى أنهم بعد إطلاق سراحهم وبالقرب من حدود الشواطئ المصرية الليبية ما بين طبرق والسلوم، هاجمتهم عاصفة بحرية شديدة، عطلت المركب لمدة يومين، وبدأت العاصفة تشتد وتطيح بالمركب يمينًا وشمالًا، وبدأ الموج يعلو بصورة مخيفة، وخلال دقيقتين وجدنا أنفسنا نحن الناجين الخمسة ملقي بنا خارج المركب التي انقلبت وابتلعها البحر في غمضة عين، بالرغم من ابتعادها عن الشاطئ مسافة عشرين مترًا فقط.

وتابع أنه وجد نفسه ملقى على الصخور وبعد ساعتين من الإغماء، تم نقله من ليبيا عبر معبر السلوم ووجد نفسه في مستشفى النجيلة بمرسي مطروح هو وأحد زملائه يدعي حمدي سعفان، حيث تبين أنه مصاب بكسر في الساق اليسرى نتيجة الارتطام بالصخور، فيما أصيب زميله "سعفان" بجروح في بطنه ووجه وأجزاء أخرى بفعل الارتطام، بينما تم التحفظ علي 3 آخرين من زملائه المصابين بجروح طفيفة، للتحقيق معهم بمعرفة السلطات الأمنية بالسلوم لمعرفة دوافع وظروف وملابسات الحادث.

وأكد بهنسي أن له شقيقا آخر من المفقودين في المركب، وأنه لم يتمكن من إنقاذه، ولم يره بسبب ثورة البحر الذي وصفه بأنه كان كالبركان الهائج، وحينها لم يكن أحد في وعيه.

وأوضح بهنسي أنه متزوج وأب لولد وبنت في عمر الزهور، وأنهم يعملون بالإنتاج في البحر والصيد لدي أصحاب المراكب وتعادل يوميته ما قيمته 100 جنيه فقط، وهذه هو حال أغلب الصيادين في البحر، بالرغم من تعرضهم للمخاطر والموت، مضيفًا أنه ليس لديه أي دخل أو تأمين حتى على المخاطر أو تأمين صحي أو اجتماعي يحميه وأسرته من التشرد، مطالبًا السلطات المصرية بسرعة البحث عن أخيه وزملائه الصيادين المفقودين قبل أن يبتعلهم البحر أو تتقاذفهم الأمواج بعيدًا.

كان أحمد نصار، نقيب الصيادين بكفر الشيخ أعلن، مساء أمس، أن مركب صيد مصري (الحاج نصر)، تعرضت للغرق قُبالة السواحل الليبية وعلى متنه 15 صيادًا جميعهم من قرية برج مغيزل مركز مطوبس بمحافظة كفر الشيخ.