رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الاستنساخ».. أزمة علمية حيّرت المذاهب المسيحية

الاستنساخ
الاستنساخ

أعاد حدث نجاح باحثين صينيين لأول مرة في استنساخ اثنين من قردة المكاك بنفس الطريقة التي استُنسخت بها النعجة دوللي، الجدل مرة أخرى عن طبيعة الاستنساخ من الناحية الدينية والأخلاقية، وكيف يكون شكل المستقبل حال تطبيق هذه الإمكانية على البشر.

ورغم أن الكنيسة الأرثوذكسية هي الأكثر ميلًا ناحية المواقف المحافظة، إلا أن رأيها كان محايدًا عند الحديث السابق عن الاستنساخ، لا سيما الخاص بكائنات حية غير البشر كالحيوانات والنباتات.

في وقت سابق قال الأنبا موسى أسقف الشباب، إن الجانب المضيء في موضوع الاستنساخ عمومًا «وليس استنساخ البشر» هو تمكين العلماء من التعامل مع الأمراض، فينتجون أعضاء أو صمامات أو أمصال، كما يمكن للهندسة الوراثية العلاج بالجينات، أو حتى الوقاية بالجينات من أمراض وراثية.

ورأى الأنبا موسى أنه بالنسبة للحيوانات قد يستطيع العلماء إنتاج سلالات أفضل من الأبقار مثلًا، لإنتاج ألبان ذات كفاءة بروتينية عالية، وتصلح للأطفال المبتسرين، أو لإنتاج مزيد من اللحوم أو الألبان أو الأصواف، أو لمنع حيوان معين من الانقراض.

أما بالنسبة للنباتات فيرى أنه قد يتمكن العلماء من إنتاج سلالات تقاوم العطش والملوحة والآفات الزراعية وتتحمل الأجواء المختلفة الأمر الذي يفيد البشرية بأكملها.

استنساخ البشر:

عام 2002، أعلن خبر ولادة المولود المستنسخ الأول، والمولود هو فتاة تبلغ 3 كيلوات و200 جرام، وقد تحدثت السيدة «بريجيت بويسلير» عالمة الكيمياء، ومديرة شركة كلونايد «Eve أي حواء»، عن ولادة تلك الفتاة عن طريق الهندسة الجينية وعملية الاستنساخ التي حصلت.

وقالت إن شركتها وبالاستفادة من أسلوب «كلونيج» تمكنت من استنساخ طفل من خلية جلد امرأة أمريكية تبلغ 31 عامًا من العمر، فكانت بعد الولادة شبيهة بتلك المرأة الأمريكية.

تحولت بعد هذا الحدث مسألة الاستنساخ لتصبح اليوم واحدة من الأبحاث العالمية.

لكن الكنيسة الكاثوليكية في الفاتيكان، قد رفضت الأمر بشكل قاطع ووصفت ولادة أول إنسان مستنسخ بـ«العمل الوحشي» الفاقد للأصول الأخلاقية والإنسانية، واعتبرت الكنيسة الكاثوليكية في روما أن الحياة هبة وهدية إلهية، وليست نتاج ولادة صناعية، والاستنساخ هو تدخل في عمل الله.

فيما أخذ معظم قادة الكنيسة الإنجيلية القضية في منحى آخر، ولم يفصلونها عن قضية التطوير والتنوير بوجه عام، بل أعتبروها جزءًا من مراحل التطور التي تمر بها الإنسانية، ويجب أن يقف العلم موقف السائد فيها وليس شيء آخر.

قال القس رفعت فكري، نائب رئيس سنودس النيل الإنجيلي، إن الأمر لا يختص به العلم، الذي دائمًا ما يفاجئنا بالجديد وغير المتوقع، فعملية الإصلاح والتنوير من متطلبات العصر، وتوقف الإصلاح يعني الجمود والموت، لأن كل عصر له مستحدثاته، لافتًا إلى أنه مع حركة الإصلاح في الكنائس بشكل دائم لتناسب تطورات واحتياجات التطور العلمي.

يشار إلى أن باحثين صينيين نجحوا مؤخرًا لأول مرة في استنساخ اثنين من قردة المكاك بنفس الطريقة التي استُنسخت بها النعجة دوللي.

وأطلق على القرد المستنسخ الأول اسم «تشونغ تشونع» وولد منذ ثمانية أسابيع، فيما أعطي القرد المستنسخ الثاني اسم «هوا هوا» وولد منذ 6 أسابيع.

وصرح العلماء أن الاستنساخ تم عن طريق زرع حمض نووي في خلية بعد تعديل جيناتها الوراثية، كي لا تتسبب بوقف نمو الجنين، مؤكدين أن تشابه الجينات الوراثية لجميع القردة سيكون مفيدًا في الأبحاث المتعلقة بالأمراض البشرية، إلا أن منتقدي هذه الخطوة يرون أن هذا الأمر يثير مخاوف أخلاقية، إذ يجعل العالم أقرب من استنساخ البشر.