رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لغات الحب الخمس التي يستخدمها الأطفال

جريدة الدستور

يستخدم الأطفال طرق مختلفة للتعبير عن مشاعرهم، تختلف بحسب النشأة، وتتلخص فيما يلي: 

• كل طفل لديه طريقة خاصة لإدراك الحب، وهناك خمس طرق يدرك الأطفال من خلالها الحب وهي: التلامس الجسدي، كلمات المديح والتشجيع، الوقت الذي نقضيه معهم، الهدايا، وأعمال الخدمة، وإذا كان لديك عدة أطفال فإن كل واحد منهم قد يشعر بالحب بطريقة مختلفة.

• الأطفال هم كائنات عاطفية في المقام الأول لذا يجب علينا أن نقدم لهم الحب بلغة يفهمونها، ربما تحب طفلك ولكنك إذا لم تستخدم لغة الحب التي توصل بها حبك له فلن يشعر بأنه محبوب.

• كل طفل لديه خزان عاطفي أي مكان للقوة العاطفية التي تستطيع أن تزوده بالوقود خلال أيام الطفولة والمراهقة الصعبة، علينا أن نملأ خزانات أطفالنا العاطفية بحب غير مشروط لكي يتمكنوا من العمل كما ينبغي، واستغلال إمكانياتهم.

• إن الحب غير المشروط هو حب حقيقي يقبل ويدعم الطفل كما هو وليس من أجل ما يفعله، عندما نعطي أطفالنا الحب غير المشروط سوف نكون قادرين على فهمهم بعمق والتعامل مع سلوكياتهم سواء كانت جيدة أو سيئة،أيًا ما كانت لغة الحب التي يفهمها طفلك فهو يحتاج إلى أن يتم التعبير عنها بطريقة واحدة بدون قيد أو شرط.

• يحتاج الطفل أيضًا إلى أن ينمي مهارات تكوين العلاقات، والتعامل مع الناس وتكوين صداقات من خلال تدفق متوازن من الأخذ والعطاء. وبدون هذه المهارات يكون الطفل عرضة لخطر أن يصبح منعزلًا وأن يبقى على هذا الحال حتى فترة البلوغ، فالطفل الذي يفتقد المهارات الأساسية لتكوين العلاقات ربما يصبح كذلك مستأسدًا مسيطرًا يفتقد التعاطف ويعامل الآخرين بقسوة.

• يؤثر أساس الحب الذي تم وضعه في السنوات الأولى على قدرة الطفل على التعلم، كما أنه يحدد بشكل كبير متى يكون الطفل قادرًا على إدراك معلومات جديدة، فالعديد من الأطفال يذهبون إلى المدرسة وهم غير مستعدين للتعلم لأنهم غير مستعدين عاطفيًا له، لذا يحتاج الأطفال إلى أن يصلوا إلى مستويات عاطفية مناسبة من النضج قبل أن يكونوا قادرين على التعلم بفاعلية.

• تلبية حاجة الطفل للحب ليست بسيطة، ويتضح ذلك بصفة خاصة عندما تبدأ مرحلة المراهقة، فالأطفال الذين ينشأون على الحب المشروط يتعلمون كيف يحبون بهذه الطريقة وعندما يحين وقت وصولهم للمراهقة، فهم عادة سيتلاعبون ويتحكمون في الوالدين، فعندما يكونون راضين سوف يتسببون في رضا والديهم، وعندما لا يكونون راضين سوف يتسببون في إحباطهم.

إذا كانت لغة حب طفلك الأساسية هي التلامس الجسدي فهناك بعض الأفكار الخاصة بالآباء والأمهات، فانتق واختر من بينها ما تعتقد أن طفلك يقدره:
1. عندما تحيي أو تقول لطفلك إلى اللقاء، أجذبه إلى ذراعيك وقم بمعانقته وانحني لأسفل واجلس على ركبتيك للأطفال الصغار.
2. احضن وقبل طفلك كل يوم عندما يغادر أو يأتي من المدرسة، وكذلك عندما تقوم بتغطيته في سريره ليلًا.
3. مسد على شعر طفلك أو اربت على ظهره عندما يخبرك عن يوم عصيب أو عندما يكون حزينًا.
4. بعد معاقبة طفلك بوقت قصير، توقف لحظة لتحضنه لتظهر له أن العقاب كان يستند إلى عواقب اختياراته الخاطئة ولكنك لا تزال تحبه وتعتز به.
5. اجلس بالقرب منه على الأريكة عندما تشاهدان التليفزيون معًا.
6. قم بغناء أغاني الحركة مع أطفالك التي تتطلب تلامس وحركة، مثل التصفيق بالأيدي أو الدوران أو القفز، مع الأطفال الأصغر سنًا قم بقراءة قصة لهم وهم جالسين على حجرك.
7. عندما يكون طفلك مريضًا أو مجروحًا، اقض وقتًا أكثر في توفير الراحة له، مثل مسح وجهه بقماش بارد.

إذا كانت الكلمات الايجابية هي اللغة التي يفهم بها طفلك حبك فانتبه لما يلي:
• إذا كررت استخدام المديح كثيرًا فلن يكون لكلماتك سوى تأثير إيجابي ضئيل، فالأطفال يدركون الأوقات التي يتم فيها إعطاء المديح لأسباب مبررة، وتلك التي يتم فيها إعطاؤه لمجرد جعلهم يشعرون بالرضا.
• يقول إخصائيوا اضطرابات الكلام إن الأطفال يتعلمون الكلام عن طريق محاكاة الكبار، ولكن هذه العملية يتم تعزيزها من خلال قيام الوالدين بإعطاء تشجيع لفظي لمحاولات الطفل التحدث بشكل صحيح، فعندما تقول لطفلك (هذا جيد، نعم، رائع ) فأنت تساعد طفلك ليس فقط في تعلم الكلمات الحالية ولكنك تشجعه أيضًا على تنمية مفردات مستقبلية.
• يعد الغضب أشد أعداء تشجيع أطفالنا وكلما زاد الغضب الذي يخفيه الأب أو الأم، زاد الغضب الذي يلقيانه على الأطفال وتكون النتيجة أطفالًا معارضين للأب أو الأم على حد سواء.
• في كثير من الأحيان يعطي الوالدان الرسالة الصحيحة ولكن بأسلوب خطأ، فهم يقولون لأطفالهم لا تصرخوا ولكن أسلوبهم القاسي والعنيف ربما يدفع الأطفال للصراخ، فكلمات التوجيه يجب أن يتم إعطاؤها بطريقة إيجابية، على سبيل المثال، يقول أحد الأطفال: "يصيح ويصرخ والداي في وجهي قائلين لي ألا أصيح وأصرخ، إنهما يتوقعان أن أفعل شيئًا لم يتعلما هما أن يفعلاه!، هذا ظلم".

وفيما يلي بعض الأفكار للتعامل مع طفلك إذا كان يحب التشجيع والمديح:
- اجعل من عاداتك أن تقول له: "أنا أحبك" في أي وقت تضع ابنك الصغير في سريره أو تتركان بعضكما.
- اتصل بطفلك في المنزل في أي وقت تفكر به لتقول له فقط "أحبك".
- اسأل طفلك ماذا يريد أن يفعل عندما يكبر، ثم شجعه بطرق تساعده من خلالها على تنفيذ هذه الأحلام، فإذا قالت ابنتك: "أريد أن أكون طبيبة عندما أكبر" فقل لها شيئًا مثل: "اعتقد أنك ستكونين طبيبة جيدة"؟
- خذ صورة أو أي شيء أبدعه طفلك وقم بصنع برواز له وقل له إن إبداعه هذا يعني لك الكثير.
- ضع عمله الفني في أماكن يدرك أنها مهمة بالنسبة لك مثل الثلاجة أو المكتب أو كتاب خاص لقصاصات الصحف.
- عندما يشعر طفلك بالحزن قل له خمس أسباب لفخرك به.

الوقت النوعي
- الوقت النوعي هو اهتمام واضح وكامل وهو هدية تواجد من الوالدين للطفل، وهو ينقل هذه الرسالة "أنت مهم وأحب أن أكون معك".
- عندما تقضي وقتًا نوعيًا مع أطفالك يجب عليك أن تنتقل إلى مستوى نموهم الجسديالعاطفي، فعلى سبيل المثال عندما يتعلمون الحبو يمكنك أن تجلس على الأرض معهم، وعندما يتخذون خطواتهم الأولى يجب أن تكون بالقرب منهم تشجعهم، وعندما يتقدمون للعب في صناديق الرمل أو تعلم إلقاء وركل الكرة فأنت هناك معهم، وعندما يتسع عالمهم ليشمل المدرسة والدروس المختلفة والرياضات ودور العبادة والأنشطة المجتمعية فأنت في جميع الأحيان تظل بجانبهم.
- إن الأطفال لا يكبرون أبدًا على التحدث مع الوالدين، وهذه المشاركة للأفكار والمشاعر تعد هي البنية التي تصنع منها الحياة، وسوف يفيدهم تعلم كيفية التواصل على هذا المستوى جيدًا في علاقاتهم الخاصة في المستقبل.
- ولأن أطفالك سوف يتعلمون المزيد من الحديث معك أكثر مما قد تتصور فإنه من المهم أن تقضي وقتًا في محادثة جيدة معهم بغض النظر عن عمرهم، فإذا اقتصر حديثك معهم على التأديب فإن أطفالك ربما لا يعرفون أبدًا قيمة الاهتمام الإيجابي المركز، فالاهتمام السلبي وحده لا يمكنه أن يلبي حاجتهم للحب.
- "أقرأ لي قصة" جميع الأطفال يحبون القصص فالقراءة لهم تعد طريقة رائعة للتواصل معهم وإذا اصبحت طقسًا معتادًا فسوف تساعد على إبقاء قنوات التواصل متاحة عندما يصبحون في سن المراهقة.

إذا كانت لغة حب طفلك الأساسية هي الوقت النوعي فها هي بعض الأفكار
يمكنك أن تنتقي وتختار منها ما تعتقد أن طفلك يقدره:
1) بدلًا من الانتظار حتى إتمام جميع الأعمال المنزلية قبل قضاء وقت مع طفلك دعه يشترك في أنشطتك اليومية مثل غسيل الملابس أو شراء الخضروات والفاكهة، وبالرغم من أن هذه الأعمال قد تستغرق وقتًا أطول فإن قضاء الوقت معًا سيعوض التأخير.
2) أوقف ما تفعله للقيام بالتواصل البصري مع طفلك عندما يقول شيئًا مهمًا.
3) قم بإعداد وجبة خفيفة صحية مع طفلك مثل طبق من قطع الفاكهة.
4) أطرح أسئلة محددة جدًا بشأن يوم طفلك وهي الأسئلة التي لا تكون إجاباتها بنعم أو لا.
5) عندما تصطحب أطفالك الأصغر سنًا إلى حديقة أو ملعب اقض الوقت وأنت تلعب فعليًا معهم بدلًا من مشاهدتهم من مقعد الحديقة، فدفع ابنتك على الأرجوحة أو ركوب الزلاقة مع ابنك يولد ذكريات تستمر مدى الحياة وتوصل الحب.
6) إذا كان الأمر ممكنًا اصطحب طفلك إلى محل عملك في أحد الأيام وقدمه لزملائك في العمل واصطحبه لتناول الغذاء معك.
7) تشاركوا المزيد من الوجبات معًا كعائلة واجعلوا وقت العشاء مناسبة خاصة مع كثرة الحديث عن اليوم.
8) بالنسبة للأطفال الأكبر سنًا اقض الوقت في عمل "الواجب" معهم فهم يقومون بعمل واجبهم المدرسي وأنت بالعمل في أي من مشاريع العمل وقل لهم ماذا تفعل.
9) اصنعوا ألبومات للصور معًا على الحاسب الآلي الخاص بك وتحدثوا معًا عن الذكريات التي تشاركتموها في الصور.
10) في الأيام الممطرة اجلسوا في الغرفة نفسها واقرءوا بهدوء، كل منكم مع كتابه أو مجلته.

الهدايا
تعد الهدايا لغة الحب الاساسية لدى العديد من الأطفال، فالأطفال الذين تعد الهدايا لغة حبهم الأساسية يخصصون مكانًا مميزًا في غرفتهم للهدية الجديدة لكي يستطيعوا عرضها بفخر وسوف يظهرونها لك مرارًا وتكرارًا، وما ان يفتحوا الهدية فسوف يعانقونك أو يشكرونك بشدة لأنهم يرون أن الهدية هي امتداد لحبك لهم.

وفيما يلي بعض النصائح نقدمها للأبوين بشأن اختيار الهدايا لأطفالهم:
1) عند شرائك ألعابًا لاطفالك كهدايا، تفحص الألعاب واسأل نفسك: ما الرسالة التي توصلها هذه اللعبة إلى طفلي؟هل سأكون مرتاحًا معها؟ ما الذي سيتعلمه طفلي من اللعبة؟ هل تأثيرها الكلي عليه سيكون إيجابيًا أم سلبيا ؟
2) يجب اختيار الهدايا التي تكون ذات معنى بدلًا من الهدايا المثيرة للإعجاب وليس من الضروري ان تكون كل لعبة، لعبة تعليمية، ولكن المهم أن تخدم جميعها غرضًا إيجابيا مهما في حياة الطفل.
3) لا تشتر أبدًا لعبة غير ضرورية لا تستطيع تحمل سعرها.
4) الافراط في إعطاء العديد من الألعاب يشبه أن تأخذ طفلًا إلى قسم الألعاب وتقول له " كل هذا ملكك أنت " قد يتحمس الطفل في البداية ولكنه بعد فترة سيجري في كل الاتجاهات دون أن يلعب بشئ.
5) الهدايا لا يمكن أن تكون بديلًا عن تواجد الأبوين بجانب أطفالهم، فمهما كانت مشاغلك أو ظروف حياتك لابد أن تخصص جزءًا من وقتك لتكون مع طفلك.

أعمال الخدمة
كأباء وأمهات، نحن نخدم أطفالنا ودافعنا الأساسي ليس فقط اسعادهم ولكن فعل الشئ الأفضل من أجلهم، ونحن نخدم أطفالنا ولكن عندما يكونون مستعدين، ينبغي أن نعلمهم كيف يخدمون أنفسهم ثم الآخرين.

إذا كان لغة حب طفلك الأساسية هي أعمال الخدمة فهناك بعض الأفكار نقدمها لك في السطور التالية:
- اجلس وساعد طفلك إذا كانت لديه مشكلات في الحاسب الآلي،
- قم بتركيب الألعاب المفضلة لأطفالك أثناء غفوتهم أو عندما يكونون في المدرسة بحيث يمكنهم اللعب على الفور بها ( معك!).
- عندما تكون متأخرًا عن موعد أو اجتماع، ساعد طفلك في أن ينهي بسرعة ما يفعله حتى يمكن لكليكما أن تستعدا بشكل أسرع بدلًا من أن تقول له فقط أن يسرع.
- إبدأ في تعليم طفلك أهمية خدمة الآخرين من خلال المشاركة المنتظمة معه في جمعية خيرية.