رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«إندبندنت» تشرح كيف ستخسر تركيا معارك «عفرين»

اردوغان
اردوغان

اعتبرت صحيفة «إندبندنت» البريطانية، اليوم، في تقرير لها، أن التدخل العسكري التركي في مدينة عفرين شمالي سوريا سيعرض الأمن القومي التركي إلى تهديدات واسعة.

وأعلنت أنقرة عن عملية عسكرية في 20 يناير الجاري، تحت اسم «غصن الزيتون» في مدينة عفرين، لاستهداف ما تقول إنها جماعات كردية تصفها بالإرهابية، وأدت أعمالها العدائية على المدينة التي يسكنها أكثر من نصف مليون سوري وتؤوي أكثر من مليوني شخص إلى مقتل وإصابة والعشرات بجانب نزوح الآلاف.

وأشارت الصحيفة، في تعليق لها اليوم، إلى أنه على السلطات التركية أن تدرك أن المسألة الكردية سيتم حلها على المدى الطويل من خلال المفاوضات السياسية فقط وليس الأعمال العسكرية.

وتعليقا على مقتل اثنين من الجنود الأتراك خلال توغلهم داخل الأراضي السورية، قالت الصحيفة البريطانية إنه من غير المرجح أن تكون هذه آخر الخسائر للقوات التركية في ظل حرب لن ترحم في هذه المنطقة.

وقال وزير الخارجية التركي تشاوش أوغلو ردا على مقتل الجنديين «لن نترك دماء شهدائنا وسنواصل نضالنا حتى ندحر الإرهاب».

وسخرت الصحيفة من تعليق وزير الخارجية التركي موضحة أن التاريخ الحديث لسوريا والعراق إذا أخذناه كدليل على ما يجري فإن "النضال"- تقصد التدخل التركي- سيستمر لعقود عديدة، وذلك تأكيدا لغرق تركيا في المستنقع السوري.

وأوضحت الصحيفة أن العديد من الأتراك يخشون من أن يهدد تنظيم "داعش" الإرهابي حدودها الجنوبية مع سوريا، وهو من شأنه أن ينعكس على الوضع الداخلي في بلادهم، فقواتهم المسلحة لن تكون قادرة على الدفاع عنها بشكل كامل ضد إرهاب داعش البربري الذي لا يرحم.

وأكدت "إندبندنت" أن الرئيس رجب أردوغان يخاطر بشكل أحمق في المقام الأول، بمعاهدة أمنية طويلة الأمد مع الولايات المتحدة عبر حلف شمال الأطلنطي "الناتو"، وخدم ذلك تركيا بشكل جيد وحافظ على استقلاليتها، ومكنها عبر سنوات من مقاومة التعديات والبلطجة الروسية.

وظهرت طموحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوكرانيا وجورجيا وأماكن أخرى، وهو يرى الآن الفرصة أمامه ليصبح قوة عظمى مرة أخرى من القوقاز إلى البحر الأسود، ومن مضيق البوسفور إلى البحر الأبيض المتوسط، فهذا حلم لم يتمكن القيصر والسوفييت من تحقيقه.

ويبدو أنه قريب جدا من تحقيق ذلك لأن أردوغان سيلجأ إلى هذا التحالف القاتل مع بوتين، وذلك وفق الصحيفة.