رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سارة عزيز.. الجندى الخفى بجاليرى «ق»

جريدة الدستور

«وجودي في صُحبة بدأ لما أنا وأحمد طارق كان نفسنا في جاليري، واقترحنا على صديق لنا إننا نخصص أوضة تبقى جاليري، كان أحمد هو اللي ماسكها، وكنت بحب المكان جدًا والشغل اليدوي لدرجة إني كنت بشتغل من غير مقابل، أنا أحمد وقتها كنا واحد».. كلمات تصف بعض ملامح ما قامت به سارة عزيز، 23 سنة، تدرس في عامها الأخير بكلية تربية نوعية قسم فنون، بجامعة القاهرة، في جاليري صحبة، وما تقوم به حاليًا في جاليري «ق».

عملت «سارة» مدربة أعمال يدوية في الأوبرا، بجانب عملها في «ق»، ولكنها حاليًا متفرغة للأخير بكامل طاقتها.

لجأ كلاهما لتدشين مشروعهما الخاص، ليس فقط لاكتساب ما يساعدهم على مقاومة متطلبات الحياة، ولكن أيضًا لرفضهم العمل call center، أو الالتحاق بأحد الوظائف الحكومية «كنا عايزين نبقى مختلفين».. بحسب قول سارة.

لذا كان اعتماد سارة على ما تغزله بيداها من الأعمال اليدوية، التي تعلمتها خلال عام 2011 أثناء جلوسها لفترة طويلة بالمنزل، فهي فتاة مستقلة ماديًا منذ 4 سنوات، وعقب غلق «صحبة» واجهت وأحمد مشاكل عدة، وعادا مرة أخرى للجلوس على القهوة، ورغم عثورهم على مكان جديد لم يكن لديهم المال لامتلاكه، فاضطرا لاقتراض بعض المال، لتدشين مكان جديد، ثم بدأوه من الصفر بحسب قولها، اسماه أحمد «ق»، لشدة حبه للرابر علي طالباب، وأغنيته «ق.. يعني قاوم».

وعقب شراء شركة الإسماعيلية للمكان القديم لـ«ق» وما حوله في شارع شامبليون، اضطرا كلاهما لتركه، وظلا لفترة طويلة يبحثان عن مكان آخر يناسب فكرتهم، ولكن فوجئوا بارتفاع الأسعار بشكل كبير عن عامين مضوا.

حتى عثرا على المقر الحالي للجاليري، بشارع البستان، ليصبحوا جيران معهد جوته في القاهرة، «المكان حلو، وصاحب العمارة مُتفهم دماغنا، وفعلًا مضينا العقد، لكن لأن الإيجار عالي علينا عملنا آرت سبيس، عشان نزود دخلنا، وكمان عشان نحب يكون في مساحة للناس تقعد مع بعض، يبدعوا ويشتغلوا بعيد عن ضغوط البيت والشارع».. بحسب قول سارة.

كلاهما شركاء في التفكير والمجهود، وتعقد سارة الاتفاقات مع المصممين الذين يعملون معهم، لحرصها على التعامل مع أشخاص تُشبههم، وهي مسؤولة أيضًا عن استلام الأعمال الجديدة، وبشكل عام هي art dirictor بالمكان، أما «أحمد» فيزيد دوره عنها بعض الشئ بشراءه للمادة الخاصة بمنتجاتهم، وتوليه مسؤولية التسويق، «فتقريبًا بنكمل بعض».. بحسب قولها.

«وجودي في «ق» بقى شبه يومي، وبعتبره بيتي التاني، وبحاول أخد أجازة حتى لو يوم واحد عشان أقضيه مع أسرتي اللي مش معترضة خالص على شغلي بالعكس مبسوطين، خاصة إني من صغري يومي كله برة البيت».. بحب وامتنان تحدثت عما يعنيه مشروعها بالنسبة لها.

تتابع سارة: «ق»، هو كياننا الخاص، ونراه كل يوم وهو يكبر كطفل ولد علي يدينا، كما نحصد تعليقات من الآخرين يوميًا على مساحتنا الفنية، نتمنى أن نصبح عالميين، أو على الأقل أن تنتشر منتجاتنا خارج مصر، وأتمنى أن نشارك في معارض خارج بلادنا، وأن يصبح لنا فروع في جميع المحافظات.

في ود يُمسك أحمد طارق، 23 سنة، يدرس الهندسة، بطرف الحديث، موضحًا أهمية الجندي الخفي سارة في «صحبة وق» حاليًا قائلًا: دورها في «ق» كل حاجة، هي شريكتي، دورها مؤثر جدًا ولولاها مكنش هيبقى في «ق»، هي مكسب لأي إنسان يعرفها، وأي مكان تشتغل فيه.

يُضيف: سارة تختلف عن غيرها من الفتيات، لأنها تتحمل المسؤولية منذ صغرها، وهي الابنة الكبرى لعائلتها، وذلك بفضل والدها الذي ساعدها في الاعتماد على نفسها، كما ساعدتها دراستها في العمل بالأعمال اليدوية، لذا كانت ولا تزال قادرة على إدارة مشروعات فنية، والتعامل مع الآخرين المُنتمين لطبقات مختلفة.