رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هبة عبد العليم: الطبخ أنقذني من التوتر ونفسي «ادخل كل بيت» (صور)

جريدة الدستور

«أول مرة طبخت كان عمري 6 سنين، ماما كانت معايا وبتوجهني للخطوات، وقتها طبخت فاصوليا ورز بالشعرية، وأكلوها في البيت وحبوها جدًا ومن يومها وأنا بطبخ كل يوم تقريبًا».. تلك هي أولى خطوات هبة عبد العليم، 36 سنة، في عالم الطبخ.

درست صاحبة صفحة «Heba Food styling»، المحاسبة في جامعة عين شمس، وعملت بها حتي أصبحت مدير حسابات، ثم قررت تغيير مجال عملها للطبخ الذي تحبه، وهي حاليًا food blogger، تنشر عبر صفحتها، والمواقع العربية المتخصصة في الطبخ وصفاتها المتنوعة، إضافة إلى كونها food stylist تقوم بتنسيق وإعداد بعض الأطباق لعدد من المطاعم الكبرى في القاهرة لتصويرها، وتفعل الأمر ذاته مع الشركات المتخصصة في الغذاء، التي يستعين المسؤولون عنها بها في إعداد وصفات طعام مصورة فيديو لمنتجاتهم.

ليس هذا فحسب فهي تُحاضر في دورات تدريبية عن الطبخ، في أحد المراكز بمدينة 6 أكتوبر، وهو ما يعزز رؤيتها لمشروعها الخاص في عالم الطبخ كمشروع تعليمي بوجه عام، وتتمنى أن تمتلك مدرسة وبرنامج طبخ خاص بها في المستقبل، وبجانب ذلك تكتب عن السينما، والأدب، وشئون المرأة.

الطبخ فن
ترى هبة أن الطبخ فن حقيقي، لكونه يتمتع بالصفة التي يتمتع بها غيره من أنواع الفنون، وهي وجود قاعدة ثابتة، مع اختلاف المنتج الفني من شخص لآخر، على سبيل المثال: لكل شاعر أو رسام موهبته المختلفة، ولكن تظل هناك قواعد عليهم اتباعها لتخرج أعمالهم إلى النور، وهكذا في عالم الطبخ، لكل شيف موهبته وثقافته، التي تمنحنا رؤية ملايين من الوصفات المختلفة للأكلات حتى إن كانت مكوناتها واحدة.

قررت هبة احتراف الطبخ، عقب نشر وصفاتها بالمواقع والمجلات، وازدياد شعورها بضرورة وجود مكان محدد يجمع أكلاتها فدشنت صفحتها، التي يظهر من خلالها للجمهور، كل ما تقدمه في عالم الطبخ من صور، فيديوهات، مقالات، وصفات مختلفة.

ويساعدها في ذلك زوجها إيهاب عمر، «هو صاحب الفضل الأول والأخير في كل حاجة وصلت لها، بيساعدني دايمًا، وبيدعمني، عشان أقدر أنجح وأكمل خطواتي في شغلي، اتحمل كتير انشغالي وسهري في الاستوديو وأنا بصور تجاربي في المطبخ، لحد ما عملت اسم محترم في عالم الطبخ».. هكذا وصفت دعمه لها.

أكلي في كل بيت
تُفضل هبة البحريات وتطبخها بمزاج رائق وتبتكر في تقديمها، بالإضافة إلى طبخ الأكل المصري التقليدي «اللي بعتبره أكل الراحة الخاص بيا».. وتروي عن أحد المواقف التي خاضتها في الطبخ على الهواء مباشرة: «كنت ضيفة في برنامج (نص مشكل) على cbc سفرة، وطبخت بأيدي قدام الكاميرا، والحقيقة دي كانت من أثرى التجارب اللي مريت بيها، وبتمنى تتكرر قريب في برنامج خاص بيا أقدم فيه وصفاتي وشغلي عشان أقدر أقرب من الناس أكتر ووصفاتي تقدر تدخل كل بيت».

أنقذني من التوتر
«الطبخ هو اللي انقذني من التوتر العصبي».. عن سبب قولها لهذه الجملة تقول: الطبخ علاج نفسي، والدليل عندما تعرضت لأحد المواقف عقب ثورة يناير، في الوقت الذي كانت بلادنا منقسمة حول الدستور أولًا، والانتخابات أولًا، قضيت في إحدى المرات ساعات طويلة أحاول إقناع الآخرين بوجهة نظري، عبر الإنترنت فعانيت من توتر الأعصاب طوال شهر كامل، «وفي لحظة معينة قعدت أعيط قدام اللاب توب، وبعدين قفلته وقمت أطبخ لمدة 7 ساعات متواصلة، مفكرتش فيهم لا في الدستور ولا الانتخابات، فعرفت إن الطبخ هو المُنقذ».

تُنهي حديثها في هدوء بقولها: لما بطبخ ببقى هادية جدًا، وبحس بصفاء ذهني، وتركيز وانفصال تام عن العالم الخارجي، وده بيساعدني في ابتكار وصفات أكلي.