رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«كل يوم رقاصة».. حكاية زينات علوى مع أول نقابة للراقصات

زينات علوي
زينات علوي

«الدستور» تواصل تقديم حلقاتها الخاصة عن الرقص الشرقي، وأهم الراقصات اللاتي تركن بصمة في هذا المجال.

«15» زينات علوي

«الراقصة.. زينات علوي».. هكذا كانوا يقدمونها في اسكتشات الرقص التي تتخلل الأفلام التي شاركت فيها.

قال عنها أنيس منصور في مقاله «من الذي لا يحب كاريوكا وزينات»: هي أحسن راقصة مصرية بعد كاريوكا، لأن أداءها سهل وجميل ولا تبتذل في حركاتها، الأهم من كل ذلك موقفها النبيل مع عدد من الصحفيين والكتاب الذين فصلهم الرئيس عبد الناصر، أنا مثلا، رأيتها تزور الشاعر كامل الشناوي، فلما وجدته نائما ظلت جالسة حتى نهض من فراشه، وكان يسهر الليل وينام النهار، وهددت بأن تلقي بنفسها من النافذة إن لم يأخذ مبلغا من المال وكان بضعة آلاف واعتذر كامل الشناوي، وفوجئنا بأنها فعلا تريد أن ترمي نفسها من الشباك، ثم قبلتنا والدموع في عينيها، وبعد وفاتها جاءتني إحدى قريباتها ومعها خطاب وفي الخطاب فلوس مساعدة منها لفنانة «غلبانة» لا يعرفها أحد، فكيف لا نحترم هذا الطراز من الفنانات؟.

ولدت زينات بالإسكندرية في 19 مايو 1930، كبرت ونشأت بها حتى قررت الفرار من منزل أسرتها إلى القاهرة، واختبأت لدى إحدى قريبتها التي تعمل راقصة في مسرح بديعة مصابني، ومن خلالها تسللت زينات علوي إلى عالم الرقص، وبدأت مشوارها بالرقص ضمن مجاميع الراقصات، ولقبت بـ«زينات قلب الأسد» بين الراقصات لانضباطها والتزامها، وتألقت ولفتت أنظار الجميع، وأثبتت أنها تمتلك موهبة طاغية في الرقص الشرقي.

وهنا قررت بديعة أن تتقدم في الصفوف قليلًا، خاصة أن الجمهور يتفاعل معها وأحبها، فبدأت بدقائق معدودة ثم تحولت الدقائق إلى ربع ساعة كاملة ترقص على الطبلة وتمسك بالعصا الصعيدية التي اشتهرت بها، والتي كانت من أهم أسباب شهرتها كراقصة وتفننت في الاستعراض بها، ومزجت رقصة التحطيب الشهيرة بالرقص الشرقي، وحققت تألق ونجاح كبير، وقررت بديعة منحها راتب من الفئة الأولى للراقصات، وبدأت بعض الصحف تكتب عنها وعن الرقصات الجديدة التي تبتكرها ومقارنتها بتحية كاريوكا، وسامية جمال، ونعيمة عاكف، والتأكيد على أنها تفوقت عليهن بقدراتها المذهلة في ابتكار الرقصات وإضافة حركات جديدة للرقص الشرقي ربما لم يعرفها من قبل.

بعدما هاجرت بديعة بسبب الضرائب انهالت عليها العروض المسرحية الاستعراضية، وانضمت علوي إلى فرقة «شكوكو» المسرحية الاستعراضية، وكانت تشترط أن يقتصر دورها في أغلب الأفلام على رقصة تؤديها، وفي عام 1951 بدأت لاعمل السينمائي حتي شاركت في «41» فيلما سينمائيا.

اعترف الفنان عبد السلام النابلسي في حوار له أنه أحبها بشدة وعرض عليها الزواج لكنها رفضت، وظلت لسنوات ترفض الارتباط أو الزواج من أي رجل، وكانت رافضة للرجال بشكل عام، وقيل إن السبب وراء ذلك هو عقدتها من والدها، فرأت كل الرجال مثله، إلا أنها وقعت في غرام الصحفي محب مانع، الذي كان يمتلك مجلة «أخبار النجوم»، وتزوجته، في حين ذكرت صحيفة «الأهرام» أنها لم تتزوج وظلت عزباء طوال حياتها، ووصفت بـ«راهبة الرقص الشرقي».

نقابة للراقصات
ضاقت كثيرًا مما تتعرض له الراقصات في ذلك الوقت من ظلم واضطهاد ومطاردة مستمرة من شرطة الآداب دون وجه حق ومن معاملة الدولة العنيفة للراقصات، وسعت لإنشاء نقابة للراقصات تحمي حقوقهن، وكونت تحالفا ضخما للضغط على وزارة الثقافة لتنفيذها ورغم الجهود التي بذلتها مع الراقصات الشهيرات تحية كاريوكا ونجوى فؤاد، وسهير زكي، وسامية جمال، وزيزي مصطفى، وسوزي خيري، ورجاء يوسف، إلا أن المفاجأة كانت قاسية على الجميع، حيث تقرر تفعيل القرار الخاص بالرقابة على المصنفات الفنية وتشديده.

وكان القرار ينص على أنه حتى تحصل الراقصة على تصريح، يجب «ألا تكون من أرباب السوابق وحسنة السير والسلوك وأن تثبت مزاولتها للرقص بصورة واضحة وأن تحصل على تصريح بكل رقصة تؤديها من رقابة المصنفات ومن يخالف ذلك يسجن لمدة لا تقل عن شهر ولا تزيد على 6 أشهر وغرامة قدرها 50 جنيهًا ولا تزيد على 100 جنيه، ولا تعاقب الراقصة المخالفة فقط، بل ومدير المكان الذي تعمل به حيث يخضع لنفس العقوبة إلى جانب إغلاق المكان».

هكذا أصبح الجو خانقًا وكأن الوزارة أرادت معاقبة كل الراقصات على مجرد تفكيرهن في إنشاء نقابة تقوم بحمايتهن، واعتراضًا على ذلك اعتزلت زينات للمرة الأولى في نوفمبر 1965، وبعد شهور من الاعتزال تعرضت زينات إلى ضائقة مالية جعلتها تعود للرقص.

اعتزلت مرة أخرى وابتعدت عن الساحة الفنية في عام 1971، وعاشت في عزلة تامة حتى وفاتها وحيدة، وعاشت سنواتها الأخيرة في حزن وبؤس خاصة بعد وقوعها ضحية المرض والفقر، لدرجة أنها قررت بيع أثاث منزلها لتوفير نفقات الطعام والعلاج، وعلي الرغم من فقرها الشديد رفضت طلب المعونة من أي شخص، وقالت ابنة شقيقتها لإحدى الصحف إنها رفضت تقديم طلب للرئيس السادات لعلاجها على نفقة الدولة.

في 16 يوليو 1988 وبعد اعتزالها بأكثر من 20 عاما وجد جثمانها بعد وفاتها بمنزلها، وظلت 3 أيام متوفية دون أن يشعر بها أحد حتى اكتشفت موتها خادمتها التي رفضت أن تتركها رغم مرورها بضائقة مالية، وأكد تقرير الطب الشرعي أنها توفيت بأزمة قلبية حادة، ولم يحضر جنازتها سوى تحية كاريوكا، وفيفي عبده.

فيلموجرافيا
السفينة التائهة، السراب، نشال رغم أنفه، سكرتير ماما، صباح الخير يا زوجتي العزيزة، أشجع رجل في العالم، كرامة زوجتى، عندما نحب، الزوج العازب، خطيب ماما، العقل والمال، بنت الحتة، العائلة الكريمة، أدهم الشرقاوي، سلاسل من حرير، الزوجة 13، عبيد الجسد، معملش حسابها، سوق السلاح، إشاعة حب، الفانوس السحري، البوليس السري، هذا هو الحب، الأخ الكبير، كهرمان، طريق الأمل، السابحة في النار، المتهم، إسماعيل يس في الأسطول، صاحبة العصمة، الأرملة الطروب، رصيف نمرة 5، ودعت حبك، كابتن مصر، أيام وليالي، نهارك سعيد، مدرسة البنات، رنة الخلخال، لمين هواك، الناس مقامات، ارحم دموعي، موعد مع السعادة، أنا وحبيبي، فاعل خير، عبيد المال، اللقاء الأخير، ريا وسكينة، شباك حبيبي».