رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«محاكمة العجوز».. لماذا ينكر عدلي القيعي فشله؟

عدلي القيعي
عدلي القيعي

«متجيش قطتك تبقى جمل، وأنا جملى يبقى قطة.. القطة قطة والجمل جمل.. الجمل عمره ما يبقى قطة والقطة عمرها ما تبقى جمل، معايا أنا بالذات دلوقتى».. للوهلة الأولى يعتقد متلقى هذه الكلمات أنه أمام حديث لتاجر محنك فى «سوق الجمعة»، لكن الحقيقة أنها صادرة عن المهندس عدلى القيعى. بلغة كبرياء وتعالٍ، انتقد «القيعى» مجلسى إدارتى «سموحة» و«المقاصة»، بسبب تمسكهما بالحصول على مقابل مادى كبير للتخلى عن خدمات بعض لاعبيهما للنادى الأهلى، وذهب يهددهما بغرور لا متناه وبنظرة دُنيوية، بأنه حان الوقت لتعرف الأندية المصرية بأنها «قطط» وخلقت ليدهسها «جمل» أهلى القيعى.


ماذا يريد عدلى القيعى من الأندية الصغيرة؟، وهل يستطيع الأهلى العمل بمعزل عن كل الأندية المحلية؟، ولماذا فشل مجلس الخطيب الحالى فى إبرام صفقات تُرضى عظمة جماهير الأهلى؟.. هذه وغيرها من التساؤلات تُجيب عنها «الدستور» فى هذا التقرير


يدير الصفقات بـ«عقلية التسعينيات» ويعرض نفس مبالغ 2007
رغم رحيل أحمد الشيخ، ومؤمن زكريا، وعماد متعب، وبيع أحمد حجازى بشكل نهائى، واقتراب خروج عمرو بركات، لم يفلح مجلس إدارة الأهلى حتى اللحظة فى إبرام أى صفقة رغم حاجة الفريق للتدعيم مع تقدم أعمار الركائز الرئيسية للفريق وليد سليمان وعبدالله السعيد وحسام عاشور، فلماذا فشل مهندس الصفقات المحنك فى التعاقد مع الأهداف المرجوة التى حددها الجهاز الفنى وينتظرها الجمهور الأحمر بشغف كبير؟
طالب حسام البدرى بالتعاقد مع حسين الشحات، جناح المقاصة، وكان ذلك شرطه الوحيد للموافقة على رحيل مؤمن زكريا إلى الإمارات فى هذا التوقيت، لكن الإدارة خابت ووقفت تشاهد اللاعب يوقع للعين الإماراتى، عاد البدرى وطلب مهاجم إنبى الواعد صلاح محسن، فلم يأت الجواب رغم تعلق اللاعب بحلم ارتداء القميص الأحمر، وفى الدفاع أراد أيًا من عبدالله بكرى مدافع سموحة، أو أحمد سامى لاعب المقاصة، و«لا حياة لمن تنادى».
إذا بحثت بقليل من المنطق عن سر فشل إدارة الأهلى الجديدة و«مهندس التعاقدات» فى ضم أى من الأهداف المحددة وحتى بدائلها، ستجد الإجابة على لسان عدلى القيعى فى رده على مطالب المقاصة التى حددها للتخلى عن حسين الشحات حين قال: «لن ندفع سوى ٦ ملايين جنيه».. يريد القيعى أن يحصل على خدمات «الشحات» بشكل نهائى، بنفس المقابل المادى الذى دفعه الفريق الإماراتى للحصول على خدمات اللاعب لمدة ٦ أشهر فقط!.
يريد مهندس الصفقات شراء اللاعبين بنفس الأسعار التى كان يتعامل بها قبل ١٠ سنوات، وكأن عقدًا من الزمان لم يمر، وكأن شيئًا لم يتغير، وكأن الأهلى لم يبع مالك إيفونا بـ٨ ملايين دولار، ولم يشترِ أجاى بمليونين ونصف المليون دولار. المصرى البورسعيدى صاحب الإمكانيات المحدودة دفع ١٠ ملايين جنيه للحصول على لاعب النصر إسلام عيسى، ومازال القيعى لا يرى فى مصر لاعبًا يستحق مبلغًا أكثر من الـ٦ ملايين التى اشترى بها عبدالحميد شبانة من المحلة أو أحمد حسن «ستاكوزا» من الشرقية قبل ١٠ سنوات رغم أنهما لم يقدما أى شىء للفريق، وغيرها من الصفقات التى دفع فيها نفس الملايين وخرجت من نفس الباب التى دخلت منه دون أن يشعر بها أحد.
هل يعى مهندس الصفقات ما جرى فى سوق اللاعبين، هل يعرف أن باريس سان جيرمان دفع قرابة ربع مليار دولار للحصول على نيمار؟.. هل يعى المهندس أننا فى ٢٠١٨ لا ١٩٩٨؟
قبل مجىء «القيعى» ومجلس الخطيب، حقق الأهلى استثمارات هائلة وغير مسبوقة فى تاريخ الكرة المصرية، من وراء تسويق لاعبيه، وفى نفس الوقت لم يبخل المجلس فى تدعيم الصفوف أيضًا، تخلى عن إيفونا ورمضان وحجازى وتريزيجيه بما يقرب من ربع مليار جنيه، لكنه ضم أجاى ومعلول بما يفوق الـ٥٠ مليونًا، وقادر على إعادة تسويقهما اليوم بما يقرب من ١٥٠ مليون جنيه.
وسبق أن رفض المجلسان السابق والحالى بيع أجاى بـ٥ ملايين دولار لأحد الأندية الصينية، وحدد ٣ ملايين ونصف المليون دولار لبييع على معلول.. هل درس القيعى هذه الأرقام، وفهم المتغيرات التى طرأت على سوق كرة القدم، أم أنه ما زال يتعامل بعقلية السمسار الذى يسعى للتعاقد مع «السلعاوى»؟



مطاريد القطبين ومواهب الناشئين والمظاليم.. «الجمال» الحقيقية لدى سموحة والمقاصة
تفاقمت المشكلة بين الأهلى ومسئولى سموحة والمقاصة، بعد ما رأى مجلس الأحمر «مبالغة» فى مطالبهما المادية، فما الحقيقة؟
طلب مجلس المقاصة مليون دولار فى مدافعه أحمد سامى، وهو مبلغ يراه القيعى مبالغًا فيه، فماذا عن مطالب الأهلى بالحصول على ٢ مليون يورو فى لاعب لم يصل عامه العشرين «أحمد حمدى» ولا تتخطى مشاركاته سوى دقائق معدودة؟
طلب فرج عامر ٢٠ مليونًا للتخلى عن أى لاعب يفاوضه الأحمر، ويراه القيعى «تضخيمًا» رغم أن إدارته حددت قرابة ٨٠ مليون جنيه للتخلى عن معلول وأكثر من ١٠٠ مليون للتخلى عن أجاى، فهل اتهم أحد إدارة الأهلى بالتضخيم والمغالاة؟
يعرف المهندس ورئيسه محمود الخطيب أن الأسعار مشتعلة فى السوق، ويريدان بمكر «المعلمين الكبار» الهبوط بالأسعار إلى أقل سعر ممكن، لكن هذا لا ينفى أن السوق لم تعد كما كانت قبل حقبة طاهر، وأنها ضمت «تُجارًا» أشطر وأكثر حنكة من القدامى، ولم تعد الأدوات القديمة مجدية.
يراهن القيعى على أساليب ولى عليها زمن بعيد، ويعتقد أنه بمجرد مكالمة واحدة فقط من الأسطورة محمود الخطيب ــ كما كان يحكى لنا قديمًا ــ سيوقع أى لاعب لـ«الأحمر»، وسيغير أى لاعب وجهته بسرعة الصاروخ، لا يعرف أننا فى زمن الاحتراف، زمن فضل فيه صبحى وتريزيجيه وحجازى وكوكا الدولارات والنجومية على البقاء فى الأهلى، زمن يتمرد فيه عبدالله السعيد ويطير فيه مؤمن زكريا ويماطل فيه وليد سليمان، زمن يبحث فيه النجم عن مصلحته أولًا، زمن تغرى فيه ريالات الخليج ودولارات أوروبا كل النجوم.
يرى «مهندس الصفقات» أنه من يمتلك ما وصفه بـ«الجمال»، وأن ما لدى غيره لا يتخطى سوى كونهم «قططًا» فى «سوق الحيوانات الأليفة» التى أرادها القيعى نموذجًا لشكل الكرة المصرية، لكن الحقيقة والواقع المرير يعكسان غير ذلك.. لماذا؟
الأندية الصغيرة لا تسعى للتفاوض مع أى لاعب فى الأهلى والزمالك، ولا تضم سوى بقايا القطبين ومطاريدهما، وهذا لن يجعلها مضطرة لدفع مبالغ طائلة للحصول على لاعبى القطبين، فقط عليها انتظار إعلان القطبين قائمتهما فى بداية كل موسم وخطف «المطاريد»، وهم بالجملة فى كل انتقالات صيفية كما يعرف الجميع.
يقول القيعى إن الأهلى سيطلب ٢٠ مليون جنيه فى جون أنطوى ليتركه لـ«المقاصة»، والمبلغ ذاته ليتخلى عن ناصر ماهر لـ«سموحة»، لكن ما لم ينتبه إليه القيعى أن إدارتى الفريقين ليستا فى حاجة ملحة لأى لاعب مهما كان حجمه وتأثيره، وأنهما قادرتان على التعويض بأى «طريد» جديد من الأهلى والزمالك، وما لا يعرفه أيضًا أن إعادة جون أنطوى وناصر ماهر «بصرف النظر عن عدم حاجة الفريق لجهودهما فى هذا التوقيت» تتطلب تفريغ مكانين، وهذا يعنى رحيل لاعبين كبار أيضًا بحجم عمرو بركات وأكرم توفيق وغيرهما، وأى لاعب سيخرج من القطبين إلى الأندية الصغيرة سيكون مؤثرًا وفاعلًا.
خلاصة القول يا باشمهندس، الأهلى يحتاج «جملًا» جاهزًا وهذا متوافر بالسوق المحلية لدى التُجار الجدد الشطار، مثل فرج عامر، رئيس سموحة، ومحمد عبدالسلام، رئيس مصر للمقاصة، فهما يعملان وفق خطط واستراتيجيات واضحة هدفها تفريخ النجوم للقطبين وتحصيل مبالغ طائلة من ورائهما تجعل الفريق قادرًا على الوجود فى مناطق جيدة بالبطولات المحلية.
ولا يستطيع الأهلى الصبر على قطط صغيرة مثل هشام محمد أو ناصر ماهر، وغيرهما من الناشئين، لحين الاستواء والتحول إلى «جمال»، وسيكون مضطرًا للتخلى عنهما بالمجان دائمًا كما فعل مع مئات من ناشئيه على مدار تاريخه، وجميعهم يفضل مقاصة عبدالسلام، وسموحة عامر، لما يجدونه من استقرار مادى ومقابل كبير أولًا، وأداء وترتيب جيد بالجدول الذى يجهزهم للعودة إلى القطبين من ناحية أخرى.


أكذوبة «النجم العالمى».. على من يكذب الخطيب ورجاله؟
قبل أسبوع، روج مجلس إدارة الأهلى، لاقترابه من التعاقد مع لاعب وصفه بـ«العالمى»، ولا أعرف معنى «عالمى» عند إدارة الأهلى، كما استفز الأمر ذاته حفيظة حسام البدرى، مدرب الفريق، الذى قال لا يوجد شىء اسمه لاعب «عالمى» قبل أن يُعلن عن عدم وجود الصفقة من الأساس.
قالوا عمر السومة تارة، وعمر خربين أخرى، وفى النهاية لم نجد هذا ولا ذاك، فماذا أراد مجلس إدارة الأهلى غير مداراة «خيبته» الكبيرة فى التعاقد مع أى لاعب ممن طلبهم البدرى رغم ماسورة التخلى عن اللاعبين التى فتحها المجلس فى يناير وسط غضب كبير من جمهور الأحمر الناقم على عدم تعويض الراحلين وتدعيم صفوف الفريق؟
لأنه مدرب واعٍ ورجل محترف بما تحمل الكلمة من معنى، لم يرحب حسام البدرى من الأساس بفكرة وجود لاعب مثل السومة أو غيره على سبيل الإعارة حتى مايو المقبل، فماذا سيضيف لاعب فى هذه الفترة لفريق بحجم الأهلى؟
يعرف البدرى أنه سيبدأ بعد شهرين بطولة إفريقيا، وأنه لن يُشرك لاعبًا سيرحل عن صفوفه بعدها بفترة وجيزة، ولن يُكمل مشوار البطولة الإفريقية، فما فائدة ضم لاعب لن يكون شريكًا فى خطط مستقبلية؟ يريد المجلس استعراض عضلات لا وجود لها، وجلب لاعب لا جدوى منه، فقط ليقول للجمهور جلبنا لكم لاعبًا عالميًا، دون مراعاة لمستقبل الفريق، فهل الأهلى صار هكذا فى وجهة نظر مسئوليه الحاليين؟
هل يليق بالأهلى أن يتفاخر بوجود لاعب مثل السومة أو خربين ولو كان وجوده شكليًا لفترة وجيزة فقط؟، هل هذا حجم بطل القرن وقاهر الجميع فى نظر إدارة الأحمر؟.. من يضيف لمن.. السومة للأهلى أم العكس؟
إذا عرف القيعى ومن يحركه قيمة الأهلى حقًا ما روجوا لذلك الأمر الذى يسىء إليهم ولعظمة ومكانة الأهلى الكبيرة، فارتداء تى شيرت الأحمر يضيف لأى لاعب مهما كان اسمه وحجمه لا العكس يا «باشمهندس».. لكنكم معذورون، فكيف تُخفون فشلكم المدوى وحرمان الفريق من أى تدعيمات؟
إذا أراد القيعى وأعضاء مجلس الأهلى أن ينجحوا فى إبرام صفقات وتعاقدات تخدم مستقبل ومشروع الفريق، فعليهم أولًا النزول من البرج العالى، والتخلى عن مكانة الملائكة والرسل التى وضعوا أنفسهم فيها، والتعامل مع باقى إدارات الأندية كشركاء فى المنظومة والنجاح، لا خدم لهم أو مجرد ديكور يُزين ما يريدونه فحسب. سينجح القيعى فى التعاقدات إذا غير نظرته العنصرية لـ«الغلابة» وتعامل معهم فى إطار منظومة احترافية لهم منها أهداف كما له، فلا يمكن أن يُسخر الجميع خدماته من أجل ما يريده القيعى فقط.