رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«المصالح بتتصالح».. كيف تحول حازم حسني من عدو لدود لعنان إلى درويش له؟

جريدة الدستور

«تصورت في ذلك الوقت أن عنان هو المسئول الأول عن الأخطاء التي ارتكبها المجلس العسكري، لكن انكشف بعد ذلك أن هناك أشخاص آخرون هم من تسببوا في ذلك».. بهذه الكلمات برر الدكتور حازم حسني، تحوّل موقفه من الفريق سامي من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، ليخرج على الناس بعد صمت استمر ما يزيد عن 4 سنوات داعمًا لترشح الفريق لرئاسة الجمهورية ومتحدثًا باسمه بعد أن كان أشد المعارضين والمنتقدين له، بل ومن المطالبين بمحاكمته.

مواقف عديدة أظهرت موقف حازم حسني، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، شديد المعارضة للفريق، ولعل أبرزها اتهامه لـ«عنان» بأنه لا يصلح لرئاسة الجمهورية، في 21 سبتمبر 2013 عبر منشور على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، قائلًا: أنصح الفريق عنان أن يشاهد الفيديو الذي يسجل مراسم تسلمه وسام الجمهورية من (الأخ) محمد مرسى وأنصحه أن يركز في مشاهدته على لغة his body language وتعبيرات وجهه لحظة قيامه بأداء التحية العسكرية فهي لحظة كاشفة لشخصية الرجل ولمدى استحقاقه للمنصب وهو بالتأكيد لا يصلح رئيسًا للأركان ولا لتمثيل شرف العسكرية المصرية أو عزتها أو اعتداد قادتها بأنفسهم.

لم يكن هذا هو الهجوم الوحيد الذي شنَّه «حسني» على «عنان» حينها، فقد أعقبه اتهام مباشر له في 29 سبتمبر 2013 بتورطه في الأخطاء التي ارتكبها المجلس العسكري في تلك الفترة، قائلًا: مهم ألا نخلط بين حسني مبارك، القائد العسكري الذي له ما له، وبين حسني مبارك الرئيس الذي عليه ما عليه!!.. مهم أيضًا أن يعرف الفريق عنان والمشير طنطاوي أنهما المتسببان في كارثة يستحقان المحاكمة عليها، وأن عليهما أن يحمدا الله على ما هما فيه، وأن يتواريان تمامًا عن المشهد الحاضر، وألا يطمع أيهما في أن يتصدر مشهد المستقبل!!.

ضجة شديدة أحدثها «حسني» بتحول موقفه للنقيض حين أعلن الفريق سامي عنان في خطاب ترشحه رسميًا عن اختياره له ليكون المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية حال فوزه في الانتخابات المزمع إجراؤها في 15،16،17 مارس المقبل، ليتحول بذلك «حسني» من المطالبين بمحاكمة «عنان» عسكريًا، إلى أول الداعمين له رئاسيًا، ليخرج بعد ذلك أستاذ العلوم السياسية للجميع، عبر تصريحات إعلامية وصحفية، مبررًا تحوله المفاجئ بتأكده من عدم تورط مرشحه الرئاسي في أخطاء المجلس الرئاسي التي سبق واتهمه بها، دون أن يوضح لمتابعيه والناخبين الذين يرغب في استقطاب أصواتهم الأسباب التي أدت لتغيير موقفه هذا.