بالمستندات.. كارثة بيئية فى الجيزة بسبب إهمال 18 محرقة للنفايات الطبية
ساعد الإهمال، وغياب الصيانة الدورية على محارق التخلص من النفايات الطبية الخطرة، إلى وجود أزمة طاحنة داخل محافظة الجيزة، تنذر بعواقب صحية وبيئية تهدد أمن وسلامة المواطنيين.
وأكد مصدر مسئول بإدارة النفايات الطبية بالجيزة، سوء استخدام الإدارة وعدم الاهتمام بإجراء الصيانة الدورية للمحارق التي تمتلكها المحافظة، بالرغم من وجود 18 محرقة، بمنطقة شبرامنت، مما ينذر بكارثة بيئية حقيقية، تؤثر على حياة المواطن، وتساعد في انتشار أمراض خاصة تضر بالثروة الحيوانية.
وأضاف في تصريح لـ«الدستور»، أن هذه المحارق يبلغ متوسط سعر الواحدة منها نحو 2 مليون جنيه، وصيانتها الدورية تتكلف نحو 60 ألف جنيه، وذلك في حالة الاهتمام بموعد الصيانة اللازم لها، ولكن إهمال المسئولين بها عن متابعة أعمال الصيانة أدى لتفاقم حجم التلفيات بها، مما وصل مبلغ صيانتها لنحو 500 ألف جنيه للواحدة منها، وذلك بناء على مقايسة لمصنع صيانة تابع للقوات المسلحة، مما يعتبر ذلك إهدارا للمال العام يحاسب عليه المسئولين بإدارة النفايات الطبية بالجيزة.
وأوضح، أن تشغيل المحارق حاليا ينتج عنه خروج رماد أسود اللون يؤدي لتلوث بيئي كبير، حيث أنه من المفترض أن يكون الرماد الناتج من هذه المحارق باللون الأبيض، مما يدل على معالجته بطريقة صحيحة داخل المحارق قبل خروجه، حتى لا يتسبب في تلوث بيئي، مشيرا إلى أن متوسط درجة الحرارة لهذه المحارق لابد أن يصبح 1100 درجة مئوية، ولكن تلف المحارق وتوقف الولاعات بها عن العمل يجعلها تستخدم درجات حرارة أقل من ذلك، مما يدل على عدم اكتمال عملية الحرق بشكل صحيح، وهذا هو السبب وراء خروج الرماد باللون الأسود، وهو مخالف لقانون 94 لسنة 1994 وتعديله الخاص بالبيئة.
وأكد أن دمار المحارق بهذه الطريقة أدى إلى تراكم النفايات الطبية الخطرة بالمستشفيات والعيادات بجميع الإدارات الطبية على مستوى محافظة الجيزة لأكثر من 3 أشهر، وتسبب في مخاطبات كثيرة تلقتها الإدارة للتخلص من النفايات من عدد كبير من المستشفيات والعيادات التابعة للإدارات الطبية بالمحافظة، بشكاوي من تراكم النفايات الطبية لديها، لأكثر من المدة المحددة للتخلص منها، وهي 3 مرات أسبوعيا في فصل الصيف، ومرتين أسبوعيا في فصل الشتاء.
وأضاف أنه تم تقديم شكاوي عديدة من موظفي إدارة النفايات الطبية بالجيزة، للدكتور محمد عزمي وكيل وزارة الصحة بالجيزة السابق، ضد مدير إدارة النفايات بالجيزة الدكتور سيد محمد أحمد، تحمل أرقام (660، 661، 662، 663) بتواريخ من 2 إبريل إلى 13 إبريل 2017، وقاموا بإرسال شكوى أخرى يوم 6 يونيو 2017، وأخرى يوم 19 يونيو، ولكن دون تحرك يذكر من وكيل الوزراة السابق، ونتج عنه قيام مدير الإدارة بفصل موظف، ونقل 3 موظفين آخرين لإدارات أخرى، مما اضطرهم للجوء لتقديم بلاغات في النيابة الإدارية.
