رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خوف وسعادة.. قصص أمهات الأمس والحاضر مع إنجاب التوائم

جريدة الدستور

«مكنتش أعرف إنهم توأم، لأني معملتش سونار، بس فرحنا بيهم لأنها تجربة جديدة».. كلمات تصف بها عبير أنور، 53 عامًا، تجربتها مع إنجاب توأمها (أية وأحمد)، والبالغين من العمر الآن 29 سنة.

تقول «عبير»: « أن التجربة كانت مُتعبة بالنسبة لها، لم أكن أنام ليل ولا نهار، في حال عدم وجود حد بيساعدني مثل جوزي أو والدتي، وعندما أكون لوحدي تؤأمي بجانب بنتين أخرين أولادي أيضًا».

وتضيف: « يختلف التوأم في الصفات والطباع خاصة إن كانًا ولد وبنت، أما إن كانا بنتين أو ولدين فيتشبها في الصفات والطباع، خاصة إن كانا بمشيمة واحدة، ويبقي أجمل ما في إنجابهم أنهم بيعملوا جو لطيف مع بعض.

وتختتم «عبير» حديثها قائلة: « اللي عنده توأم ينسى النوم بالليل، بالإضافة إلي مصاريفهم الكثيرة، ويكفي أن تعرف أن علبة اللبن كانت بتكفي يادوب يوم ونص».

خوف..

لا يخلو الأمر من الخوف، وهو ما حدث بالفعل خلال تجربة السيدة نعمات يوسف محمد، 48 سنة، حاصلة على ليسانس آداب قسم لغة عربية، وتعمل مدرسة بإحدى المدارس لطلاب الصف الثاني الإعدادي، وذلك بحسب ما قالت: « عندما علمت بأن قلبان ينبضان داخل رحمي دار داخلي هذا الحوار "هربيهم وهتصرف معاهم إزاي؟!، ثم بكيت كثيرًا.

وتضيف حصلت على إجازة من العمل بدون مرتب لمدة 3 سنوات، قضتهم في تربية الفتاتين، حيث أن تربية البنات أكثر سهولة من تربية الأولاد رغم أنها لم تُجرب تلك التجربة.

ورغم صعوبة التجربة وما تتطلبه من جهد، تلمع عيناها وهي تستعيد تلك الذكرى ثم تقول: « هما أول فرحة، وكانوا أصحاب يلعبوا سوا، ومكتفين ببعض، عشان كده مفيش واحدة فيهم شعرت بالوحدة».

وإيمانًا بنقل التجارب الحياتية تنصح الأمهات الحديثة خاصة من ستنجنب منهن توأم بالتالي: « الاستعداد نفسيًا وبدنيًا، وضرورة أن يبقى هناك قدرة على التعامل مع طفلين في وقت واحد».

كل حاجة هتكون double"..

وعن الأمهات صغيرات السن، وتجربتهن، تقول نهال معد الغصين، 34 سنة، درست Mass Communication- Advertising، وتعمل في مجال Yoga Instructor: « طول عمري كنت بتمنى أجيب توأم، فكنت مبسوطة جدًا لما عرفت إنه حصل، وكنت خايفة برضه، لأني أم لأول مرة، وكل حاجة هتكون double".

لاتزال «نهال» بمنزل والدتها حتى الأن، ولم تقرر بعد العودة إلى منزلها، «الكل بيساعد ماما، بابا، وجوزي، ولسه الموضوع صعب».

شموس الفرح..

يتلاشى التعب، وتُشرِق شموس الفرح كلما رأت "نهال" طفليها يكبُران معًا، وتزداد سعادتها لكونها كأم "خلصت مرة واحدة" تقصد الحمل.

وتنصح غيرها من الأمهات اللاتي سيُرزَقن بتوأم بالأتى: « يستعدوا نفسيًا، وما يخافوش، ولازم حد يساعدهم على الأقل في الأول، ولما يشوفوا الاتنين بيلعوا مع بعض وبيضحكوا هينسوا كل التعب».

« أول 5 شهور كانوا معاناة، لأني ولدت في الغربة، وكنت لوحدي مع جوزي، بس كان بيساعدني في كل حاجة، وللأسف مررت بحالة اكتئاب بعد الولادة، كنت بنهار فيها حرفيًا، لدرجة إني محسيتش بفرحة وجودهم في حياتي رغم إن يوسف وعبد الرحمن أول خلفة ليا»، كلمات تصف تجربة غادة شوقي، 36 سنة، حاصلة على دكتوراه في علوم الميكروبيولوجى، متوقفة عن العمل حاليًا بسبب سفرها مع زوجها.

وتضيف: « أجمل ما في إنجابي لأبنائي، اللذان يبلغان من العمر عامين، طريقتهم في التقرب مني ليحصلا على حضن دافئ، وأنهما لا يشعران بالملل والوحدة».

معاناة بشكل مختلف..

لم تشعر ديانا فريد، بالسعادة عندما علمت بحملها في توأم، "والخضة ضيعت فرحتي بخبر الحمل اللي استنيته 4 سنين"، وجلست يومًا كاملًا دون أن يخرج من فمي حرف واحد فقط أفكر، وعقب خطوة "السونار"، وعلمي بأنهما ولد وفتاة استمتعت كثيرًا "لأني مش هفكر إني أخاوي طفل، أو أحمل تاني، لحد ما ولدت وبدأت المعاناة بشكل مختلف".

"ديانا" أم طموحة، فهي مدونة، ومسؤول علاقات عامة، للمصمم المصري سامي أمين، درست إعلام بالجامعة الأمريكية، وعملت طوال 8 سنوات في مجال التسويق، وعندما علمت بحملها قررت تغيّر نمط حياتها، ومجال عملها لتتفرغ لطفليها."معرفتش أشم نفسي غير لما بقى عندهم سنة، وبعد تغيير مجال شغلي، بدأت أشتغل من البيت، فرجعت للكتابة، ودفعني لده إني لما سافرت مع جوزي بقيت ست قاعدة في البيت مع توأم في بلد تاني ودي حاجة صعبة".. يتطلب الأمر مقاومة وفقًا لما ذكرته "ديانا" ويختلف من تجربة لأخرى.

تبادل الخبرات..

قاومت ديانا على طريقتها وعن ذلك تقول: "بدأت أدوّن من 4 سنين في مدونتي Twin Mumm Diary، عشان أعمل حاجة بحبها وهي الكتابة، وكمان أفيد أمهات تانية، ومؤخرًا بقى للي بكتبه صدى وفي تفاعل معاه". وعند عودتها للقاهرة استمرت فيما تحب لتصبح طوال عام ونصف رئيسة تحرير مجلة ask المتخصصة في الديكور، والصادرة باللغة الإنجليزية. كما تكتب أيضًا في عدة أماكن بدون أجر، لتصبح أم منتجة بحسب قولها.

ما تتخضيش أول ما يدخلوا الحضانة الحياة هتفرق جدًا، وخلي عندك حلم وطموح، اشتغلي على نفسك كويس أوي، ولو موهوبة اعملي حاجة هتتبسطي وتحسي بقيمتك، لأن الأم لما بتركز مع الأطفال وتهمل