رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد عبد النبي: الجوائز ليست معيارًا لقيمة نهائية في أي عمل فني

محمد عبد النبي
محمد عبد النبي

محمد عبد النبي، روائي مصري حاز الكثير من الجوائز عن أعماله الأدبية ومنها حصده لجائزتي ساويرس من قبل عن مجموعته «شبح أنطون تشيخوف» وروايته «رجوع الشيخ»، كما وصلت روايته «في غرفة العنكبوت» للقائمة القصيرة لجائزة البوكر، وحازت أيضًا جائزة ساويرس.. الدستور التقت بـ«محمد عبد النبي» وكان معه هذا الحوار:

هل ترى أنك ظلمت في البوكر بعد خروجك من القائمة القصيرة، وهل ترى أن الفائز محمد حسن علوان يستحق الجائزة؟
الجوائز لا تظلم ولا تنصف، لأنها أقرب إلى ألعاب البخت واليانصيب، لا شيء مضمون فيها، وليست معيارًا لقيمة نهائية في أي عمل فني، بقدر ما هي انعكاس لمجموعة من الظروف والمصادفات من قبيل ذائقة لجنة التحكيم، وطبيعة الأعمال المنافسة، إلى آخره من سائر العوامل التي يكون من بينها مستوى العمل الفني، لذلك كله لا أشعر بالظلم سواء في البوكر أو في غيرها، حتى ولو لم أصل إلى أية قوائم من الأساس، أما عن رواية علوان فسوف يدرك كل من يقرأ روايته أنها فازت عن جدارة بنسبة مئة في المئة، وهذا ما أراه تمامًا.

قال الكثيرين عن «في غرفة العنكبوت» إن محمد عبد النبي يكسر التابوهات.. كانت الشخوص في غرفة العنكبوت مثلية.. غير متسقة مع ذاتها.. لماذا؟
هذه نقاط أكثر من اللازم في سؤال واحد، قيل الكثير عن رواية «في غرفة العنكبوت»، والطبع من بينها فكرة تتناول مسألة مسكوت عنها بدرجة كبيرة في المجتمع العربي، وهي مسألة المثلية الجنسية بين الرجال وطرق تعامل الدولة والسلطات عموما معهم.. من ناحية ثانية لا أدري ما المقصود بتعبير «غير متسقة مع ذاتها»، فمَن منا متسق مع ذاته ومتصالح معها كأنهما سمن على عسل؟ من منا يخلو من التناقضات والصراعات؟ فما بالك إذا كان هذا الشخص يصدّر له المجتمع إحساسًا بالدونية طوال الوقت.
هذه كلها أفكار عامة، بصرف النظر عن العنكبوت، التي تعبت من الحديث عنها وأتمنى التركيز على الأعمال التالية.

حصلت على جوائز كثيرة، ما الذي تعنيه جائزة ساويرس لـ«محمد عبد النبي»؟
صحيح، حصلت على جوائز كثيرة، ولكني تقدمت أيضًا لجوائز كثيرة ولم أنلها، وهذه طبيعة الأمور، المكسب والخسارة، لكن يظل المكسب الحقيقي هو العمل بمحبة وإخلاص كل يوم.. هذا مكسب لا يخضع لأي حسابات خارجة عن الذات ولا يخرج من أي يانصيب مهما كان.. جائزة ساويرس لها مكانتها الخاصة، لأنها جائزة مصرية صميمة، وقد انطلقت حينما لم يكن في الأجواء الثقافية المصرية والعربية أي جوائز كبرى أخرى تقريبًا، ولها معزتها الخاصة لأنني نلتها مرتين سابقتين، الأولى عن مجموعتي القصصية «شبح أنطون تشيخوف»، والثانية عن روايتي «رجوع الشيخ».

ترجمت الكثير.. كيف توازن ما بين الترجمة والتأليف وكيف تفادي نفسك من سطوة النصوص على المؤلفات؟
مسألة عملي بالترجمة والعلاقة بينها وبين الكتابة شرحها يطول، وكثيرًا ما تأكل إحداهما من وقت الأخرى، لكنني لا أشعر مع هذا أنني ممزق بينهما بقدر ما تكمل إحداهما الأخرى، المشكلة الوحيدة في محدودية الوقت والطاقة – ولا ينكر أي كاتب ومترجم معًا التأثير المتبادل بينهما، ونتمنى جميعًا أن يكون هذا التأثير إيجابيًا، أنا أستفيد من ممارسة الترجمة ككاتب من نواحي تنويع ومرونة اللغة والأسلوب، لكنن أتعلّم كيف أنسى العمل «وهو الترجمة» في أوقات ممارسة الحب «وهي الكتابة».

مَن مِن الأسماء كنت تود تواجدها بقائمة ساويرس للشباب؟
الحقيقة أنّ الأسماء الجديرة بالوصول لجائزة ساويرس في فرع الشباب كثيرة للغاية، لكني لا أعرف مَن منهم كانت لديه فرصة للتقدّم بعمل هذا العام، ومع هذا فمعظم الأسماء الواردة في قائمتي القصة والرواية أعرفها وأتابع عملها وجديرة بالفوز والتكريم.. لا أعرف غير بعض الأصدقاء الذين أعرف أنهم تقدّموا للمسابقة – لن أذكر أسمائهم بالطبع– ولم يتم تصعيد أعمالهم، وأقول لهم هذا هو قانون اللعبة وليس له أي علاقة بقيمة عملكم وجهدكم الثمين الذي سيلقى حظه بين النقاد والقراء، وربما أيضًا في جوائز أخرى قريبًا.