رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بشاير «ظهر».. مصر المرشح الأقوى للاستحواذ على كعكة بـ150 مليار دولار

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

توقع خبراء قطاع البترول والنفط، بمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، بدء أفول دويلة قطر على خريطة النفط والغاز العالمي، مرشحةً مصر كنمر جديد للمنطقة خلال العشر سنوات المقبلة، مع بدء إنتاج حقل ظهر، والإعلان عن عدة اكتشافات جديدة ستغير خريطة النفط العالمية.

وثمن الخبراء جهود مؤسسات البترول المصرية، في تعظيم عوائد مصر من حقول النفط والغاز بتوقيعها عدة اتفاقيات مع دولتي قبرص واليونان، وبدء مفاوضات سعودية إماراتية لزيادة حجم الاستثمارات في قطاع البترول المصري، لتلبية احتياجات المنطقة، واستبدال مصر بقطر خلال الفترة المقبلة.

في نفس السياق، أكدت مصادر كويتية، تابعة لمؤسسة النفط الكويتى، أن ما أثير بشأن فسخ التعاقد مع دولة قطر في ما يخص توريد الغاز المسال للدول المقاطعة "السعودية –البحرين- الإمارات"، هو اقتراح على مائدة المناقشة للدول المقاطعة لقطر.

وأوضحت المصادر، فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن هناك تعاونًا جيدًا ومباحثات مستمرة بين الدول المقاطة بشأن هذه الأزمة ساسيًا فقط، لم يكن قطاع النفط طرفًا فيها، موضحًا أن هناك اتجاهًا لفسخ التعاقد بشأن استيراد الغاز من قطر، والاستعانة بمصر كبديل مؤهل لتأمين ضخ احتياجات المنطقة العربية.

وأشارت إلى أن مصر أصبحت حليفًا استراتيجيًا قويًا في مجال النفط، من الممكن أن تقوم بهذا الدور، خاصة بعد الاكتشافات العملاقة الجديدة في البحرالمتوسط وغيرها، مضيفة أن قطر ستخسر ما يقرب من 150 مليار دولار سنويًا، إذا تم فسخ التعاقد مع دول الخليج، ولذلك نعتقد أن قطر ستضطر إلى البحث عن حل دبلوماسي سريع.

وأكد الدكتور جمال القليوبى، أستاذ هندسة البترول والطاقة بالجامعة الأمريكية واستشاري القطاع الخارجي في مصر، أن الدوحة ستعاني خلال الفترة المقبلة إذا تم تطبيق حصار الغاز، وسيصاب الاقتصاد القطري بالشلل التام، وسيكون الانهيار الأخير لفترة آل تميم في قطر.

وأشار "القليوبي" إلى أن مصر مرشحة بقوة لتأمين احتياجات دول المقاطعة من الغاز الطبيعي المسال، مع انطلاق إنتاج الغاز من حقل "ظهر" والحقول الأخرى بمنطقة شمال المتوسط، بالإضافة إلى أن حقل "ظهر" سيرفع من تصنيف مصر عالميًا كإحدى الدول المصنعة والمصدرة للغاز، حيث تحتل مصر المركز الثالث في احتياطات الغاز في إفريقيا، بعد الجزائر ونيجيريا، وتقع فى المركز الـ17 عالميًا، ومن المتوقع رفع تصنيف مصر إقليميًا ودوليًا عقب التوسع في إنتاج الغاز من الحقل، كما أن هناك 7 مناطق امتياز أخرى بخلاف منطقة شروق التي تشمل حقل ظُهر، تعمل فيها كبرى الشركات العالمية، وتقدر احتياطياتها بما يقرب من 200 تريليون قدم مكعبة من الغاز.

وأضاف "القليوبي" أن قطر تصدر الغاز المسال عبر خط دولفين التى تمتلكه دولة الإمارات، والذي يصل إلى بحر العرب، ويمتد إلى جزيرة قطر ومن خلاله تصدر الغاز للسعودية والكويت والإمارات، ويعد البديل الثاني للغاز القطري لتأمين الدول العربية هو المد من الخط المصري من الأردن ليصل إلى السعودية ثم إلى الكويت والإمارات وسلطنة عمان والبحرين، ومن الممكن أن يتم الانتهاء منه خلال عام ونصف، موضحًا أن مصر ستصدر الغاز إلى الدول العربية بعد الاكتفاء الذاتي من الغاز خلال نهاية 2018.

وأوضح أن مصر قادرة على دعم وتأمين الدول العربية الشقيقة، ليس عسكريًا فقط، بل أيضًا تستطيع دعمها اقتصاديًا من خلال ضخ الغاز إليها وطرح المشروعات القومية العربية.

ومن جانبه، أكد المهندس طارق الحديدي، رئيس الهيئة العامة للبترول السابق، أن مصر ستدعم وتؤمن احتياجات الدول العربية المقاطعة لقطر بالغاز المسال، بعد أن تصل مصر للاكتفاء الذاتي ولسد جميع احتياجاتها من مصانع ومنازل وكهرباء، مشيرًا إلى أن دول المقاطعة ساندت مصر كثيرًا ومدتها بالبترول.

في نفس السياق، قدر خبراء ومحللون حجم الخسائر الأولية لقطر من المقاطعة بنهاية عام 2017 إلى ما يقرب من 80 مليار دولار، حسب الإحصائيات الأولية لهروب رأس المال الأجنبي، وتوقف حركة التجارة مع دول المقاطعة وحصار نظام آل تميم الإرهابي، بالإضافة إلى خسائر كبيرة للبورصة، وتراجع إيرادات الشركات بالسوق القطري.

وكانت صحيفة "ذا ناشيونال" الإماراتية كشفت، خلال الأسبوع الماضى، أنّ مصر مرشحة لتأمين احتياجات دول الخليج من الغاز الطبيعي المسال، مع انطلاق إنتاج الغاز من حقل "ظهر" الضخم، في ظل الأزمة الخليجية.

وأضافت "ذا ناشيونال" أن استمرار الأزمة بين دول الخليج وقطر، التي تعد موردًا أساسيًا للغاز لكل من الإمارات وسلطنة عمان، سيجعلهم يبحثون عن بديل آخر لتأمين احتياجاتهم من الغاز مما سيجعل دول المقاطعة تهدد "كنز قطر".

وتوقعت الصحيفة، أن يصل إنتاج حقل "ظهر"، الذي اكتشف عام 2015، إلى 350 مليون قدم مكعب يوميًا خلال العام الجاري، وفي ظل العلاقات الجيدة بين القاهرة والرياض وأبوظبي فإن مصر مرشحة لتوفير احتياجات الدول الخليجية من مادة الوقود الأزرق.

وأفادت الصحيفة بأن "مستوردات منطقة الشرق الأوسط من الغاز الطبيعي المسال ستنخفض مع اتجاه مصر للاكتفاء الذاتي بفضل بدء الإنتاج من حقل "ظهر" في 2017، والذي تقدر احتياطاته بنحو 850 مليار متر مكعب"، لافتًا إلى أن "واردات الشرق الأوسط بلغت حوالي 16.2 مليار طن من الغاز المسال، خلال 2017، بانخفاض 2.1 مليون طن تقريبًا عن عام 2016".