رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الشعب المصري يرفض التطبيع


وسط تنامى مشاعر الغضب والرفض لإسرائيل فى العالمين العربى والإسلامى بسبب قرار التاجر الأمريكى ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة أبدية لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، ووسط إجماع ثلثى دول العالم المحبة للعدل والحق والسلام على رفض القرار، ووسط تنامى الانتفاضة الفلسطينية ضد العدو الصهيونى ورفض الشعب العربى والشعوب للجرائم الإسرائيلية على أرض فلسطين. وسط كل هذا المشهد نجد من يسعى نحو التطبيع مع العدو علميًا وسياسيًا وفنيًا ورياضيًا!.
إن التطبيع مع العدو الصهيونى «الذى يقوم بتهويد القدس وطرد أهلها وبناء المستوطنات الإسرائيلية على أنقاض منازلهم واعتقال وقتل الأطفال الذين يدافعون عن أرضهم «التطبيع من وجهة نظرى عار وخيانة للدم المصرى والعربى ولشهدائنا الذين قاوموا العدو الغادر، والتطبيع يُعتَبر تشجيعًا لما تقوم به إسرائيل من مساندة للجماعات الإرهابية فى سيناء من أجل تهديد أمننا المصرى ومحاولة تنفيذ القرار الأمريكى الصهيونى بتصفية القضية الفلسطينية وتوطين الفلسطينيين فى سيناء».
وفى السطور التالية أتناول بعض محاولات التطبيع مع العدو المغتصب المحتل للأرض العربية والتى حدثت فى أواخر العام الماضى وأوائل هذا العام.. وصول وزيرة المساواة الاجتماعية فى حكومة العدو الصهيونى إلى أرض مصر فى أواخر شهر نوفمبر بدعوة من مصر لحضور مؤتمر لتمكين المرأة اقتصاديًا وبحضور رئيسة المجلس القومى للمرأة وشخصيات مصرية وعربية، مما لقى رفضًا لعدد من الكتاب المصريين وكتبوا عن استهجانهم هذا الأمر، وكتبت أنا أيضًا مقالًا ضد حضور هذه الوزيرة وطالبت بطردها، خاصة أنها قالت وببجاحة وهى هنا على أرض مصر إن أنسب مكان لتوطين الفلسطينيين وإقامة دولتهم هو أرض سيناء.
ويستمر مسلسل التطبيع وتستمر المحاولات التى يرفضها الشعب المصرى ومنها ما قام به السيد سعد الدين إبراهيم، أستاذ علم الاجتماع، الذى يتغنى بحب أمريكا ويتغزل فى دولة إسرائيل ويطالب بمصالحة الإخوان وعودتهم سياسيًا، ويذهب الأستاذ سعد أوائل هذا العام إلى إسرائيل لإلقاء محاضرة عن «الاضطرابات السياسية فى مصر» فى «مركز موشيه ديان لدراسات الشرق الأوسط وإفريقيا» متحديًا كل مشاعر الشعوب الغاضبة والرافضة قرار ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة أبدية لإسرائيل، وبعد ساعات من تصديق الكنيست الإسرائيلى على قانون القدس الموحدة والذى يمنع إجراء أى تغييرات على حدود القدس إلا بموافقة ٨٠ من أصل ١٢٠ عضوًا. لقد قاطع الطلاب الفلسطينيون من عرب ١٩٤٨ هذه الندوة ولقنوا المطبعين درسًا ومن حضر هتف ضد التطبيع وردد بأن التطبيع عار وخيانة قبل الانسحاب من الندوة.
تناولت الصحف المصرية فى منتصف الأسبوع الماضى ما نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية نقلًا عن مراسلها بالقاهرة حول وجود تسريبات لتسجيلات فى حوزته لضابط مخابرات مصرى مزعوم يقدم فيها توجيهات إلى عدد من مقدمى البرامج التليفزيونية بشأن كيفية تناول أزمة القدس فى برامجهم، وقد ردت الهيئة العامة للاستعلامات على هذا ببيان تناول أن الجريدة لم تقدم أى دليل على أن هذا الضابط ينتمى إلى المخابرات المصرية وأيضًا بأن من تناولتهم على أنهم مقدمو برامج تليفزيونية ثبت أنهم لا يقومون بتقديم أى برامج خلال هذه الفترة ونفى جميع من تم ذكر أسمائهم أى معرفة بهذا الضابط، وقدمت الفنانة القديرة يسرا شكوى مكتوبة للهيئة العامة للاستعلامات لتتولى بنفسها التحقيق فى الموضوع وجلب حقها.وبغض النظر عن ملابسات هذا الموضوع، إلا أنه يدل على مدى رفض واستهجان الشعب المصرى أى محاولات تطبيع مع العدو الإسرائيلى.. ولا بد من الإشارة إلى الدور الوطنى للصحفيين والمثقفين والكتاب والفنانين والنقابات المهنية برفض التطبيع مع العدو الصهيونى ومقاطعته.. يا جماعة، الشعب المصرى بفطرته يرفض التطبيع مع الصهاينة الذين اغتصبوا أرض فلسطين ومقدساتنا الإسلامية والمسيحية وحاربوا الجيوش العربية عام ١٩٤٨ واعتدوا علينا فى ١٩٥٦ و١٩٦٧ وقتلوا أبناءنا وبناتنا فى مدرسة بحر البقر وقتلوا العمال المصريين فى مصنع أبوزعبل وقتلوا عددًا كبيرًا من الأسرى المصريين فى عدوان ١٩٦٧.. الشعب المصرى بطبيعته وفطرته لا يقبل التطبيع مع القتلة مجرمى الحرب الصهاينة ولا يقبل الدول والحكومات التى تساند إسرائيل، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية التى يرأسها التاجر ترامب الذى يفترض أن كل شىء يمكن أن يباع ويشترى، لأن أمريكا نشأت وقامت على إبادة السكان الأصليين من الهنود الحمر، وعلى استعباد الأفارقة.. إن كل من يقوم بالتطبيع مع إسرائيل يُقابَل باستهجان واستنكار ويلازمه العار.