غياب مفتشي التموين في أول أيام تدوين الأسعار على السلع
رصدت «الدستور»- خلال جولة ميدانية لمتابعة تنفيذ قرار تدوين الأسعار على السلع- تفاوتًا فى أسعار المنتجات بمناطق وسط البلد والدقى والهرم ومصر الجديدة، حيثُ انخفضت فى بعض المناطق وارتفعت فى الأخرى، فى الوقت الذى لوحظ فيه اختفاء مفتشى التموين عن المشهد، رغم التشديدات على أهمية تواجدهم. وكانت وزارة التموين والتجارة الداخلية قد أعلنت البدء فى تطبيق قرار تدوين الأسعار على السلع، أمس، وإلزام التجار والبائعين بتنفيذه، كما توعدت المخالفين بالغرامة ومصادرة المنتجات، مؤكدة أن عددًا من إداراتها يملك حق الضبطية القضائية، وأن سيتم استخدامها بواسطة مفتشى التموين.
البداية كانت فى حى الدقى، وبالتحديد داخل أحد محلات الأدوات المنزلية، ورغم تغيب مفتشى التموين، تم تدوين أسعار جميع المنتجات بوضوح، وانخفضت أسعار بعضها، مثل الغسالة «١٣ كيلو»، التى كانت تباع أمس الأول بـ٦ آلاف ونصف الألف، أصبحت الآن بـ٥ آلاف ونصف الألف، بعد تطبيق القرار، كما تمت كتابة الأسعار بوضوح على جميع المنتجات الأخرى.
الأمر ذاته تكرر فى أحد محلات الأجهزة الكهربائية بمنطقة حدائق القبة، فكانت نفس الأسعار باختلاف بسيط سواء بزيادة أو نقصان ١٠٠ أو ٢٠٠ جنيه فى القطعة، ولكن كانت هذه الأسعار معلنة أمام كل جهاز منها بشكلٍ واضح.
كما التزمت محلات الملابس بمنطقة الهرم بالقرار، رغم غياب مفتشى التموين، وتم وضع الأسعار على جميع قطع الملابس، غير أن الإقبال على الشراء كان ضئيلًا، فى الوقت الذى أكد فيه المشترون أن الأسعار «مرتفعة للغاية».
وقالت سها نبيل، إحدى المواطنات، إنها تجولت فى منطقتى الدقى وفيصل، ووجدت أن أسعار الجاكيت «١٢٠٠ جنيه» وهو أقل سعر له، فى حين تبدأ أسعار القمصان من ٤٠٠ جنيه فأكثر، مضيفة: «أصبحنا نشاهد فقط ولا نشترى».
وأضاف محمد على، بائع بمنطقة الهرم: مع رأس السنة هناك تخفيضات لكنها تستمر ليوم واحد فقط، وتتراوح أسعار الجواكيت بين ٦٠٠ و٢٠٠٠ جنيه، والكرافات بين ٥٠ و٣٠٠ جنيه، فى حين تبدأ أسعار البنطلونات من ٤٠٠ جنيه.
وفى وسط البلد، وبالتحديد بالقرب من دار القضاء العالى، وداخل أحد محلات الأثاث، اختفى مفتشو جميع الجهات المختصة بمراقبة تطبيق قرار تدوين الأسعار، وبدأت أسعار غرف النوم من ٤٥ ألف جنيه، فى حين بدأت أسعار الصالونات من ١٥ ألفًا فصاعدًا، أما «الترابيزات» فكانت الصغرى منها تبلغ ٦٠٠ جنيه.
فى منطقة مصر الجديدة، وداخل محلات الأسماك والمخبوزات والخضروات والفاكهة، لم تلتزم بعض المحال بقرار تدوين الأسعار، واكتفت فقط بكتابة ورقة تحمل أسعار المنتجات توزع على الزبائن، كما هو الحال داخل أحد محال بيع الأسماك.
وقال مالك أحد المحلات - رفض نشر اسمه - إن ما تم توزيعه على الزبائن ومدون فى الورقة هو السعر القديم للسلع والمنتجات، مؤكدًا أنه سيطبع الأسعار الجديدة خلال يومين، نافيًا زيارة مفتشى التموين له لمعرفة مدى التزامه بتطبيق القرار. محل آخر للخضروات والفاكهة، اكتفى صاحبه بعرض بضاعته فقط دون أسعار عليها، قائلًا: «تدوين الأسعار ملهوش لازمة.. الزبون لما يسأل عن سعر حاجة هقوله عليها»، مؤكدًا أنه لم يتعرض لسؤال من مفتشى التموين عن عدم تدوين الأسعار على المنتجات.
