رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الدستور» ذهبت إليهم ولم تنساهم.. كيف استقبل هؤلاء عامهم الجديد ؟

جريدة الدستور

يستقبل شعوب العالم، عام جديد بأمنيات أقلها حياة مستقرة وأكثر رخاءًا، فى ظل حروب وإرهاب ينهشد فى جسد العالم، الا أن هناك فئة من المهمشين حياتهم أكثر صعوبة واندثارًا على رأسهم الأقزام، وأهالى المفقودين، والصم والبكم، والارزقية، وذوى الاحتياجات الخاصة، وحفارى القبور، واللاجئين.
كيف قضى هؤلاء نهاية عام؟ استقبلوا عاما جديدا ؟ ما هى أحلامهم وأمنياتهم ؟ كيف يعيشون ويرون العالم، ربما كتب اللاجئيين السودانين والسوريين عن أمانيهم لأوطانهم الضائعة، وكتب العاملين بالخارج عن أحلامهم لأوطانهم التى عاشوا بعيدا عنها، كما تمنت الفئات المختلفة من المصريين التى التقتهم «الدستور»، لنتشارك وندعو معنا أن تتحقق أحلامنا فى العام الجديد.
ولاء وسمير،أسرة من الأقزام: « نفسنا فى شغلانة تناسب وضعنا الصحي»

ولاء وسمير أسرة صغيرة من الأقزام، يعيشا بمدينة سمنود بالغربية، أمنيتهما فى العام الجديد أن يلتحقا بوظيفة أو معاش شهري يساعدهما في المعيشة، تقول ولاء: «لفيت على كل المصانع كعب داير ومحدش رضى يشغلنى».

ولاء أرسلت إستغاثة إلى رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي تطالب فيها بوظيفة مناسبة لها وزوجها، واستجابة للنداء تم استضافتها فى إحدى الفضائيات، وحصلت على كثير من الوعود بتوفير وظيفة أو كشك بالقرب من مسكنها فى سمنود إلا أن الوعود لم تتحقق، مؤكدة أنه رغم كل المحاولات لم تحصل على وظيفة، بل أن وعد «نائب» منطقتى بأن ينهى الاوراق المطلوبة الخاصة بالكشك كانت مجرد وهم.

وتابعت «ولاء»: جوزي بيطلع أي شغلانة يلاقيها عشان نلاقي ناكل، وأمي جابتلي كرتونة شيبسي وبسكوت عشان أبيع قدام البيت.
أهالي المفقودين: نعيش على الامل
يعيشون على الامل، ينتظرون أن يعود الغائب، تتعلق آمالهم بين أن يكون ذويهم يعيشون حياة جيدة حتى اللقاء، يبدأون العام الجديد على أمل الا ينتهي قبل أن يجدوا أبنائهم.

«عام وشهرين وهما في حالة غير الحال»، بهذه الكلمات بدأ محمد على، حديثه واصفًا حالة أسرة أخيه جمال على بعد أن فقد الطفلة «هالة»، في 15 أكتوبر 2016.

ويضيف قائلًا: «هالة أتخطفت ولم تختفي، مضيفًا أنها كانت تلعب بجوار محور صفط اللبن القريب من جامعة القاهرة، لان والدها يعمل في جراج قريب من الموقع، ثم اختفت، ورغم أنها كانت في الصف الرابع الابتدائي لا تعرف كيف تنطق عنوانها أو أسم عائلتها».

وأوضح «محمد»: لم نترك بابا الا وطرقناه، حتى باب الاعلام، مشيرًا إلى انه حتى هذه اللحظة يتلقي والدها اتصالات عن رؤية ابنته في اماكن مختلفة، وفي كل مرة يذهب ليبحث عنها ولا يجدها، فيما تعيش والدتها في حالة حزن وفزع دائمين، لدرجة انها لا تسمح لابنتها الثانية بالخروج من باب المنزل.

ويتمني في العام الجديد، عودة «هالة» إلى عائلتها، مشيرًا إلى ان مخاوفهم كل يوم بأن تكون الطفلة قد قتلت أو اختفت للابد.

قصة أخرى كانت لسمر والدة الطفل محمد محمود الباز، قالت: « كنت انتظر شهر واحد لاراه في ملابس المدرسة، ولكني بدلًا من تحضير شنطة مدرسته أصبحت احضر نشرة باوصافه حتى يدلني عليه من يجده«، مضيفة: « في يوم 12 سبتمبر 2015، وقبل شهر واحد من دخوله لمرحلة رياض الاطفال كما كان مقررا، كان محمد يزور والده الذي احضره حتى منزل والدتي في شارع المتاجر بدكرنس بمحافظة الدقهلية، واعطى له نقود ليشترى الحلوى وتركه أسفل المنزل وحينها اختفي.

وتستطرد «سمر»: كان عمر ابني حين اختفي 5 سنوات وشهر واحد والان عمره يزيد عن 7 سنوات ولا اعرف اين هو؟ ولا احلم سوي باللحظة التى اجده فيها واضمه إلى صدري.

وأشارت إلى انه بعد الحادث بما يزيد عن عام تم القبض على شخص وهو يحاول اخطف طفل من نفس البلدة، وباستجوابه قال انه اختطف طفل قبل عام من هذا المكان، ولا يوجد طفل مختطف من نفس المكان سوى ابني، ولكن لم تستطيع الشرطة الحصول على اي معلومات منه حول مكان ابني.
وتتمني في العام الجديد أن يرد الله ابنها، وأن يكون قضي العامين الماضيين في مكان جيد مع اشخاص يهتموا به.

فيما كانت قصة خالد التى رواها والده نبيل حسين،44 عامًا، وصوته مليء بالحسرة والحزن وقال أتمنى أن أجد ابني: "ابني خالد راح الدرس ومرجعش أرجوكم اتصلوا عليا لو لاقيتم ابني هو عنده 14 سنة في السنة النهائية بالإعدادية واحنا ساكنين في المطرية ".

يُضيف: أشعر بالألم بعد فقدان ابني الأكبر منذ شهر تقريبا، موضحا أن زوجته في حالة يُرثى لها منذ اختفائه وهي تبحث في كل مكان حتى انها اصيبت بأزمة نفسية نتيجة فقدانه إذ أنها لاتستطيع تأدية واجباتها اليومية في المنزل.

ويستطرد:« ابني متفوق وكان بيروح دروسه وفي يوم راح درس الرياضيات ومرجعش، مع ذلك نحن نأمل أن نجد ابننا وان يعود لنا مرة أخرى ولم نترك الدعاء إلى الله أبدًا، وما يحدث لنا هو ابتلاء ونحن صابرون على ذلك وعلى أمل عودة ابننا، وفي أحضاننا وأحضان اخوته وأقربائه وأصدقائه الذين ينتظرونه".

وكانت "زهراء اسماعيل صقر" الطفلة ذات الـ4 سنوات والتي تعيش في كنف عائلتها بقرية أكياد بمحافظة كفر الشيخ، تلهو أمام المنزل مع أطفال القرية، غافلتها الأم بترتيب بعض الأشياء في المنزل ثم خرجت لتبحث عنها لكي تُطعمها، ولكن لم تجدها، فأبلغت زوجها وأقاربها للبحث عن الطفلة ولكن لاشىء، تقول الأم أسماء والألم يعتصر وجهها وصوتها"بنتي مش لاقياها اختفت فجأة..فص ملح وداب وأنا شاكة تكون اتخطفت..".

الأقارب والأصدقاء والأهالي شاركوا في البحث عن الطفلة "زهراء" في قرية أكياد والقُرى المجاورة، وعلت أصوات الميكروفونات بالمساجد للنداء عن أوصاف الطفلة وملابسها، لعل الضاله تعود.
ليست الحالة الأولى لإختفاء الأطفال" يقول خال الطفلة السيد بدوي، مزارع، مؤكدًا أن هناك 4 حالات لاختفاء الأطفال في أعمار من سنتين إلى 5 سنوات، مؤكدًا أن قسم الشرطة لايهتم بمثل تلك الحالات وخاصة في القرى، مُناشدًا الدولة بالاهتمام بملف المفقودين.

ذوو الاحتياجات الخاصة: عاوزين خدمات ونظرة إحترام من المجتمع
تقول يمنى الحملاوى "من ذوي الإحتياجات الخاصة" وطالبة بالفرقة الثالثة بكلية الحقوق جامعة بنها، أتمنى مع بداية العام الجديد أن يعرف المصريين أن قصار القامة لا ينقصهم شيئا وأنهم طبيعيون مثل غيرهم، موضحه أتمنى أن تنتهى نظرة الإستهزاء التى أراها فى عيون الآخرين لأن طبيعة جسمي مختلفة عنهم قائلة لأأحب التقليل من شأنى وقدراتي بسبب قصر قامتى فلاتستهينوا بنا.
وعن طقوسها فمع بداية العام الجديد قالت يمنى لسوء الحظ لن أحتفل ببداية 2018 نظرًا لامتحانات نصف العام الدراسة، وأضافت الأعوام الماضية كنت أقضى ليلة رأس السنة مع زملائي حيث نسافر إلى الاسكندرية.

وقالت «يمنى» أتمنى أن يكون عام 2018 أفضل وأن تتحقق أمنياتنا، وأن يعيش المصريون جميعا فى رخاء واستقرار ويحقق الله أمنياتهم.

بينما تحلم مي السيد -24عامًا- بأن تحصد المزيد من البطولات اليراضية خلال 2018، وقالت مي حزت على المركز الأول في لعبة البوتشي في أولمبياد استاد القاهرة في ختام عام 2017، وسأشارك في البطولة الإقليمية التاسعة المقرر إقامتها في أبوظبي خلال مارس 2018.

وأضافت بكلمات يتخللها الخجل: حلمي أكون بطلة كبيرة فى 2018 مثلما حققت بطولات في ألعاب القوى والسباحة والبوتشي، موضحه شاركت فى بطولات كثيرة دولية ولم أهتم بتصنيفي من ذوي الاحتياجات الخاصة، وكانت الرياضة والنشاط الاجتماعي سببًا في إندماجى بالعالم.

الحانوتية والترابية: «نفسنا الناس تشوفنا بنى آدمين زى باقى البشر»
يقول عم حسن الحانوتي بمنطقة السيدة زينب، إنه يتمنى مع حلول العام الجديد أن تتغير نظرة المجتمع المصري إلى مهنته، ويعلم الجميع أنها على قدر من الأهمية يفوق الكثير من المهن الأخرى.
ويطالب بأن يصبح للحانوتية في مصر نقابة أو كيانة يمثلهم ويرفع مطالبهم إلى الدولة، ويكون هناك علاج نفسي للكثير منهم، بسبب تأثير ما يشاهدونه يوميًا على حياتهم الخاصة، قائلًا: "لأننا في النهاية بشر ولنا عائلة وأسر وأبناء".
ويتمنى أن يصبح لدى بعض مرتادي المهنة ضمير وإنسانية، فالبعض يتعامل بجفاء مع المتوفيين وذويهم في وقت حزنهم، ولا يتحمل أحزانهم، كما أن هناك الكثير من الحانوتية بائعو ضمائرهم مقابل الأموال والرشاوى.
وعلى الصعيد الإنساني، يقول: «لا بد من وجود قانون يحمي جمهورية الحانوتية، ويحمي الثقافة المصرية التي تنظر إلى الحانوتي على أنه (نحس)، أو يتشائمون من وجوده، برغم أن ما يقوم به على درجة كبيرة من الأهمية، فبدونه لن يتم تكفين وتغسيل الموتى ودفنهم بالطرق الشرعية».
أما بهاء سمير، 37 عاما الذى ولد ومعه أحلام بمستقبل مشرق يتزين بمهنة ومنصب مرموق، ومنزل وأسرة محبوبة وأطفال ينشرون البهجة، ولكن في بعض الأوقات تأتي "الوارثة أبًا عن جد" لتقف أمام تحقيق هذه الأحلام.
يقول بهاء فى حديثه للدستور: تخرجت من الثانوية الأزهرية، وحصولت على معهد هندسة ميكانيكا، وقبولت بمهنة في المصنع الحربي، ولكن لم يستمر الوضع كثيرا فمرض والدى سمير "الترابي" الذي سلمته الدولة أرض ترب الغفير ليكون مسؤولا عنها كحفار للقبور،وعملت مكانه.
ويضيف: تركت عملى الحكومي تلبية لوصية أبي قبل وفاته بأن أصبح مكانه، قائلا " الحكومة رفضت أن أتولى حراسة المقابر مع استمراري فى عملى الحكومة وقالت لى لازم تختار بينهم واخترت المقابر لتنفيذ وصية أبي".
وعن أحلامه مع بداية عام 2018، قال سمير"عايزالمحافظة توفرلي معاش شهري لان العيشة هنا بالرزق اللي يبعته ربنا مفيش دخل ثابت"، حتى يكون إعانة لي خاصة مع رفض المحافظة لامتهاني لأي مهنة مساعدة.
يقول «بهاء»: طلبنا كتير من المحافظة وقدمنا الأوراق المطلوبة للحصول على معاش لكن لم يحدث شئ قائلا" روحنا في الرجلين، مع الناس التانية اللي بيتاجروا ويبيعوا ويشتروا في أراضي المقابر، واتظلمنا معاهم ولا بنأخد أي حاجة من المحافظة".
واستطرد: لن أرضى أن يعمل أى من أولادي الأربعة بهذه المهنة، وسأظل بجانبهم حتى يتموا تعليمهم العالى، ولن أبخل عليهم بالجهد أو المال، قائلا: "أنا مش أرضى يعيشوا معايا هنا أبدًا أنا قمت بتأجير شقة بعيدا عن القبور وأقوم بزيارتهم بين الحين والآخر حتى لايصبحوا مثلى فى يوم من الأيام ".

اللاجئون في مصر: نتمنى العودة إلى وطننا

بالرغم من أن هناك جنسيات عديدة ومختلفة تأتي إلى مصر للعمل والعيش والدراسه، إلا أن بعض تلك الجنسيات تركت أوطانها مجبرة نتيجة أمور عدة بعدما تعرضت أوطانهم إلى التدمير وتعرضوا هم للتهميش والتعذيب والتشريد، ولكن مع العام الجديد هناك أحلام جديدة.

البداية من تيسير النجار، رئيس الهيئة العامة للاجئين السوريين، الذى تمنى أن يعود اللاجئين إلى سوريا خلال العام الجديد، قائلا: رغم أنى أري أنه من الصعب أن يتحقق هذا الحلم نظرا للاوضاع السياسية الحالية فى سوريا والمنطقة والتى تطفأ أى بصيص أمل إلا أن التفاؤل مطلوبا".

وأشار إلى أن ثلثي السوريين يعيشون خارج سوريا وفقا لتقديرات منظمة الأمم المتحدة بعد أن تهدم منازلهم والبينية التحتية فى أغلب أنحاء سوريا، ليسجل السوريين أكبر لجوء فى التاريخ.

وأضاف «تيسير» أتمنى أن تتوقف الحرب المفتعلة الدائرة فى سوريا، وأن تنتشر الديمقراطية ويعم الأمن والأمان، وأن تكون سوريا وطن لكل سوري تهتم بمصالحة وتخدمه بدلا من أن تهدمه وتقتله كما يحدث الان.

وأوضح أن هناك بعض المبرشات بزوال الوضع الراهن فى سوريا خاصة من بعض الاحداث السياسية التى تمر بها الدول التى تسببت فى الأزمة الحالية فى سوريا وعلى رأسها إيران ونظامها الذي خطط لتهجير السوريين، موضحا أن المظاهرات المندلعة الان فى إيران تبشر بالخير مع بداية عام 2018.

أما فاطمة محمد 32 عاما من اثيوبيا، عملت في مصر خادمة إلى أن تمكنت من فتح محل صغير للاعمال اليدوية في منطقة المعادي بشارع دار السلام، محلها الصغير الذي تتوجه اليه يوميا من الساعه11 صباحا وحتى 10 مساءا حاملة في يديها اكياس بداخلها مشغولات يدوية من الاقمشة المطرزة التي تعبر عن ثقافتها وتقاليد جماعتها من الاوروموا، وتفتح محلها لتبدا في عرضهم على زجاج المحل واضعة اسعار كل قطعة، تتراوح من 15 إلى 40 جنيه، بالرغم مما تعرضت له فاطمة من مسيرة طويلة قاسية سيرا من اثيوبيا وصولا الى مصر الا انها تحلم الا تعود الى قريتها مرة اخرى خوفا من التعذيب الذي لاقته هي واسرتها ما تسبب في فقدانها عدد كبير من افراد اسرتها نتيجة التهميش، متمنية ان يرزقها الله ببيع ما تصنعه حتى تعيش حياة كريمه، وان تعتبرها الحكومة المصرية فرد من ابناءها وليست غريبة لأنها بحسب ما قالت لا تشعر بالغربة، بل وجدت من المصريين كل الدعم والحب هي واسرتها.

فيما تقول سماح البلوشي يمنية 27 عامًا هاجرت مع اخوتها الى مصر منذ 8 اشهر: "احب مصر جدا، احب كيف استطاعوا حماية ارضهم وشعبهم، واحب كل التفاصيل فيها، انها دولة جميلة، لكنها تحلم بأن تعود الى اليمن فهناك قلبها وخطيبها الذي اجبرها مع اخوتها ان تتركة خلفها نتيجة الحرب، وصديقاتها ومدافن والداها التي كانت تازورهم كلما شعرت بالخوف او الوحده، وتحلم في العام الجديد ان تنتهي الحرب وتعود لترى خطيبها الذي لم تستطع البقاء معه".

الأرزقية: نحلم بمعاملتنا كبشر
تعتبر عاملات الزراعة اللاتى يعملن بنظام اليومية، من أكثر الفئات المهمشة في المجتمع، نظرًا للظروف الاقتصادية الصعبة التى يعيشنها وكذلك قلة الأجور والاقتطاع منها من قبل السماسرة، بعضهن يتعرض للضرب والاهانة، لهن الكثير من الطموحات والأحلام بالتأكيد لكنها فى توفير نفقات أسرهن خاصة أن بعضهن ينفقن على أزواجهن الذين منعتهم إعاقات أو ظروف سيئة من العمل.

يستيقظن فجرًا للعمل في جمع المحاصيل الزراعية وتنظيفها ووضعها في أجولة استعدادا للبيع في الأسواق ثم يعدن للبيوت لاعداد الطعام والاستذكار للأطفال.

أمل محمد -17 عامًا- من محافظة الجيزة قرية نكلا، تعمل في جمع محصول الفول وتعاني من صعوبة العمل خاصة في حمل أثقال على رأسها مما يؤثر على صحتها، تتقاضى 35 جنيه في اليوم لكنها تساهم في دخل المنزل مع ابيها في حين ان والدتها تبيع الطيور وتنظف الخضروات وتبيعها من اجل كفاية البيت، وكذلك تعمل على تجهيز نفسها استعدادا للزواج.

«ساعات ننضرب وبيزعقوا فينا، نفسنا في عيشة محترمة» هكذا عبرت «أمل »عن طموحاتها في العام الجديد، حيث تمنت حياة سعيدة لا تشعر فيها بالخوف من العجز عن سد احتياجاتها الأساسية وأسرتها التي تتكون من أربعة أفراد».

أما شيماء عبد الرحيم، 14 عاما، تحلم بإنسان يصونها كشريك للحياة «يبعدني عن التعب والاهانة ويحافظ عليا ويكون ابن حلال»، لم يهمها ان كان غنيًا او وسيمًا او ذا جاه وسلطة لكن حلمها أن تجد زوج صالح بعد أن فقدت أملها في التعليم الذي لم تجد فرصة للحصول عليه بسبب عملها في الأرض الزراعية وخروجها من المدرسة منذ أن كانت في السادسة الابتدائية، وكذلك الا ترى أسرتها عاجزة عن ايجاد لقمة العيش بعد عجز أبيها عن العمل في مصانع الطوب، « نفسي ألاقي ابويا مرتاح مش جاي كل يوم متعور وبيكح ومليان تراب زي مابشوفه كل يوم»،هكذا عبرت دنيا السيد، ابنة الـ 19 عامًا والتي تعمل كعاملة زراعية باليومية، اضطرتها ظروف اسرتها الاقتصادية للعمل للمساعدة في الدخل خاصة مع تدهور الظروف الصحية لأبيها (عائل الأسرة) والذي يعمل في ورشة للطوب واصيب اصابات شديدة خلال عمله الا انه لا يزال يحاول المواصلة رغم تلك الاصابات، تحلم في العام الجديد فقط بحياة كريمة له، دون ان تعبأ بحياتها او تعليمها او اي شيء يخصها، وان طمحت في الزواج فهو من اجل ايضًا تخفيف النفقات الخاصة بها من على كاهله.

فاطمة أحمد، تبلغ من العمر 15 عاما، تعمل بيومية تبلغ 30 جنيها في اليوم، تحمل "السبلة" على رأسها محملة بروث الماشية بعد تنظيف المزارع وجمع المحصول، والتي تستخدم كسماد من أجل تقوية الأرض، الا أنها تخجل أحيانًا من أن تقول لزميلاتها أنها تعمل في هذه المهنة، خاصة لما تتعرض له الفتيات كما هو معهود في قريتها "أم دينار" من إهانة وضرب وأحيانًا تحرش جنسي من الزملاء ومن مقاولي الأرض، فتحلم بالشعور بالأمان والبعد عمن يتحرشون بها وأن تعمل بكرامتها دون أن يمس أحد عرضها، فهي لا تقدر على البوح لأحد بسبب العادات والتقاليد، وفي نفس الوقت تشعر بنيران الكتمان، وتتمنى أن ينجدها أحد من هذه الانتهاكات المتكررة.
أصحاب المعاشات: « نفسنا 2018 يكون لاستعادة حقوقنا»
يعتبر أصحاب المعاشات من اكبر الفئات التي تحتاج الى رعاية في المجتمع، نظرًا لكبر سنهم الى عددهم فهم يبلغون 6 مليون صاحب معاش، لهم الكثير من التطلعات والطموحات في العام الجديد، لا سيما وانهم رغم خروجهم من الخدمة الا انهم لا زالوا يعيلون أسرهم وينفقون علي ذويهم حتى وان وصل الحال ببعضهم الى التسول لعدم كفاية هذا المعاش

أكد منير سليمان، نائب رئيس اتحاد اصحاب المعاشات، أن احلام اصحاب المعاشات في استرداد أموالهم التي وصفها بالمنهوبة لا تنتهي، يحلم اصحاب المعاشات في العام الجديد بأن تكون هناك زيادات في المعاشات تضمن لهم حياة كريمة، وتضمن لهم ايضًا علاج ورعاية صحية واجتماعية تقديرًا لما قدموه طوال فترة حياتهم للمجتمع ولمصر. وأضاف سليمان أن بعض من اصحاب المعاشات حاربو من اجل الوطن في حرب اكتوبر فيحتاجون في العام الجديد تقديرًا من الدولة وتكريمات لهم ولدورهم والأهم رعايتهم والاهتمام بهم وعدم شعورهم بالتهميش.

عم حسين محمد، يبلغ من العمر 69 عامًا، يقول أنه لا يقدر على التمني في العام الجديد من هول الحياة التي يعيشها الآن، فمعاشه يبلغ 900 جنيه، يعطيهم الى ابنته بالتمام والكمال للإنفاق على الأسرة المكونة من خمسة افراد، يدفعون منهم الغاز والكهرباء والمياه ليتبقى ما يقرب 400 جنيه للطعام ولا يجد ثمن العلاج، حتى أن الطعام الخاص به لا يضيفه على عبء المنزل يذهب الى مسجد الحسين ليأكل هناك على نفقة فاعلي الخير حتى لا ينقص معاشه ويستفاد به بأكمله اهل منزله، مضحيًا بالكثير من المعاني ويكتم حسرته في قلبه عنهم، يخبرهم انه يذهب للجلوس مع اصدقائه وفي الواقع يوفر نفقاته.

اعتبر البدري فرغلي المتحدث باسم اصحاب المعاشات عام ٢٠١٨ بداية لتصعيد ازمة اصحاب المعاشات مع وزارة التضامن الاجتماعي بساحات القضاء، خاصة بعد حجز اول قضية قاموا برفعها امام المحكمة الادارية العليا ضد وزيرة التضامن لاستعادة ٨٠٪ من خمس علاوات اجتماعية لم تضاف الي اموال المعاشات للحكم في ٢٦ مارس القادم وكذلك نيتهم اقامة دعوى جديدة ضد وزيرة التضامن ايضًا لامتناعها عن تنفيذ حكم المحكمة الدستورية العليا الذي قضى بعدم دستورية ما تم خصمه من اموال اصحاب المعاشات المبكرة قائلًا "لم يحدث بالتاريخ ان مسئول منع تنفيذ حكم للمحكمة الدستورية العليا" مطالبًا رئيس الجمهورية بانقاذ الملايين من اصحاب المعاشات بما اسماه "علاوة انقاذ " باصدار قرار بعلاوة اجتماعية سريعة تقدر ب ٢٠٪ لانقاذ الملايين من اصحاب المعاشات الذين يتعرضون وفقًا لتصريحاته لارتفاع جنوني في الاسعار بعد خفض القيمة الشرائية لمعاشاتهم بشكل غير مسبوق وعدم قدرتهم على شراء الطعام والدواء والوفاء بباقي مستلزمات المعيشة. مشددًا على حاجتهم الماسة لتدخل الرئيس بعد ان خذلتهم وزيرة التضامن الاجتماعي معتبرًا عام ٢٠١٨ عام مؤلم على اصحاب المعاشات مع الارتفاع المتوقع للاسعار ووجود اكثر من ٥ مليون اسرة تتقاضى ما بين ٤٠٠ الي ٥٠٠ جنيها بالشهر قائلًا: الملايين من اصحاب المعاشات من اسوان الى الاسكندرية وبورسعيد يحدثونني يوميًا بمنتهى الاحباط، البعض اصبح طريح الفراش نتيجة عدم قدرته شراء الطعام والدواء، حالتهم الاجتماعية يرثى لها ولا يسأل عنهم أحد، لا يمكن ان تكون ٢٠١٨ أفضل الا اذا تساوت العلاوات الاجتماعية مع ارتفاع حجم التضخم. وعبر محمد غنيم عضو مجلس ادارة اتحاد اصحاب المعاشات عن تردي وضعهم الاجتماعي

قائلًا: امتلك ٥٥ صورة لأشخاص كانوا يعملون مديرين عموم ومهندسين بالقطاع الحكومي وقطاع الاعمال وهم يتسولون امام السيدة زينب والحسين مرتدين نظارات سوداء ومنهم من يعمل على توكتوك ومنهم من يلقط رزقه" فيما توقع عام ٢٠١٨ عامًا شديد الصعوبة على اصحاب المعاشات مع تداول الاخبار عن زيادات متوقعة باسعار الكثير من السلع والخدمات الاساسية مطالبًا الازهر بتوجيه الزكاة الى اصحاب المعاشات فهم بحاجة ماسة لها بعد الارتفاع الغير مسبوق للاسعار، معربًا عن حزنه لعدم ذكر الرئيس السيسي لهم في ايا من خطاباته خلال فترة رئاسته بالاربع سنوات الماضية. كما حدد مطالب اصحاب المعاشات التي ينتظرون البدء في تنفيذها مع بداية عام ٢٠١٨ بتعديل فائدة استثمار اموال المعاشات من ٩٪ الى ١٧٪ واعفاء اصحاب المعاشات من زيادات اسعار المواصلات العامة واقامة مقرات لهم بكل مدينة تخصص بقرار من وزير الاوقاف يجتمعون بها ويتدارسون احوالهم وكذلك استضافت اصحاب المعاشات في النوادي التابعة للمجلس المحلي بقرار من وزير التنمية المحلية.