رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف احتل الباعة الجائلون المساجد؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

«إنّما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين»، آية كريمة بين الله سبحانه وتعالى فيها صفات معمّرى بيوته، التى غاب معناها عن بعض عباده الآن، ممن حولوا ساحات ومحيط المساجد إلى «أسواق شعبية» يعتدون من خلالها على حرمتها، ويعوقون هدفها الرئيسى المتمثل فى العبادة.

غلبت نداءات البيع و«الفصال» فى السعر أصوات المآذن، وغطى الهتاف «بـ ٢ ونص» على نداء الحق «الله أكبر»، وأعاقت بضائع الباعة الجائلين، الذاهبين إلى المساجد، وسط غياب الرقابة من الأجهزة التنفيذية بالعاصمة والمحافظات، فضلًا عن مشاركة هذه الأجهزة فى تلك التعديات من خلال تأجيرها بعض هذه المساحات.

«الدستور» تفتح فيما يلى من سطور ملف التعديات على حرم «بيوت الله» فى القاهرة والمحافظات، وتكشف كيف احتلها تجار الفاكهة والخضار، والجزارون، وبائعو الأقمشة، والباعة الجائلون.

الحسين.. رجال الأمن يتجاهلون باعة «سبط النبى»
«أى وقت هتيجى تلاقينى هنا»، هكذا بدأت سهير كامل، الخمسينية التى امتلأ وجهها بتجاعيد الزمان، وهى تفترش أرض ساحة الحسين، حديثها، مشيرة بيدها إلى مجموعة من ملابس الأطفال أمامها، وقد علقت بها حبات الغبار.

تحكى سهير أنها تحضر «البضاعة» من تجار السوق المجاور، تفترش بها ساحة الحسين دون اعتراض من أفراد الأمن المنتشرين فى جنبات المكان: «أصلهم عارفينى، فمش بيشيلونى من هنا». تقضى طوال النهار على جلستها، وفى آخر الليل تلملم أشياءها وتدخل إلى الجامع، لتنام حتى يطل صباح اليوم التالى، لتعيد يومها الفائت من أوله، تحت مسمى يوم جديد. تتذكر سهير مشهدا تقول إنه يتكرر كثيرا، إذ تهرول كى تلملم بضاعتها فى «قفة» صغيرة، وتهرول بسرعة للهروب من «البلدية»، تجنبًا للاستيلاء على بضاعتها.

على بعد خطوات من سهير، تجلس «أم أحمد»، وهى أرملة ستينية، على كرسى بجوار حامل خشبى تضع عليه بضاعتها التى تتنوع ما بين الأساور والسلاسل والسبح، هى مصدر رزقها الذى تعتمد عليه للإنفاق على أبنائها الأربعة.

تقول أم أحمد إنها مدينة بثمن هذه البضاعة للتجار، مستبعدة أن يكون جلوسها فى هذا المكان للبيع «حراما»: «هيبقى حرام لو بنبيع حاجة غلط، لكن احنا بناكل عيش»، مشيرة إلى أن كل تلك البضائع المتنوعة التى نراها على مرمى الساحة لن يمكن بيعها أو رؤيتها إلا فى هذا المكان، فهنا سيدة تشترى هدايا لبناتها، وهناك فتاة تشترى لتتزين بالأساور والسلاسل.

تؤكد أم أحمد أن الباعة أقدم من الساحة، فوجودهم سبق إنشاءها، وبعد وجودها قرروا نقل بضاعتهم خارج أسوارها، إلا أن إدارة المرافق لم تتركهم أيضًا بل عمدت إلى إبعادهم عنها، متذكرة مشهد نجاح «البلدية» فى الاستيلاء على بضاعتها، قائلة: «بنجرى منهم ببضاعتنا ولو أخدوا البضاعة بندفع ١٥٠ جنيه وإلا منشوفهاش تانى»، إلا أنها أكدت ما روته «سهير» من قبلها حول عدم اكتراث أمن المكان لأمرهم، واصفة الأمر بأنهم «بيسترأفوا بحالنا».

الأزهر.. «أرزقية» محيط «الجامع»: البلدية بتمشينا وبنرجع
من الحسين إلى الجامع الأزهر، الذى يتوافد إليه مسلمون من كل أنحاء العالم لزيارته والنهل من علم مشايخه، لكن محيطه لم ينجُ من استغلال الباعة. فمدخل الجامع يكاد يتوه بين محال القماش، وباعة الخضروات والفاكهة، والكتب الدينية والمصاحف وحواملها، والملابس، حتى تظن أنك فى سوق تجارية لا أمام مسجد.

وسط الزحام، يلجأ الزائر إلى سؤال الباعة المتكدسين عن مدخل الجامع، ليجد نفسه مضطرا لاختراق جموعهم، والاستماع إلى مناوشات الفصال والبيع والشراء وفضول المتسولين الصريحين، أو المتسولين الذى يحملون المناديل والسبح والمصاحف. «بنشوفهم بنجرى»، قالتها سيدة محمد، وهى سيدة سبعينية صاحبة رداء أسود وخمار بنى، تفترش مدخل الجامع الأزهر مباشرة لبيع «المشمش»، قاصدة رجال «البلدية»، موضحة أنها بمجرد الاستماع لصوت سيارتهم تلملم «قفتها» وتطير بها داخل الحوارى المجاورة للجامع، خوفًا من الاستيلاء على بضاعتها وعجزها عن استرجاعها مرة أخرى. تحكى سيدة: «يأتون إلينا أسبوعيًا لإبعادنا عن المكان إلا أننا نرجع كل مرة، فهو مصدر رزقنا الذى لا بديل عنه»

السيدة زينب.. بائعو «الطرح» والمتسولون يحاصرون «أم هاشم»
أمام مسجد السيدة زينب، لا يكاد يختلف الحال، فبينما تكتظ الجهة المواجهة له بالمقاهى والمطاعم، يمتلئ سوره بالباعة المفترشين الأرض، لبيع الفاكهة، و«الطرح والباندانات»، على امتداده كله، يفصلهم عنه باب حديدى فقط.

ولا يخلو المشهد من المتسولين الذين يتحينون فرصة خروج المصلين من المسجد، للإقبال عليهم بالدعوات لعلهم يجودون عليهم بالقليل. وإذا بادر المصلى بشراء شىء من أحد الباعة، تجمع حوله الباقون لإغرائه بالشراء منهم أيضًا.

أحمد محمود، أحد الباعة الجائلين بمحيط مسجد السيدة زينب، أكد أن الباعة يتواجدون باستمرار فى كل مناسبة أمام المسجد، إذ ينتظرون هذه المواسم لتحقيق مكاسب تعوض خسائرهم التى يتعرضون لها طوال العام فى ظل إحجام الناس عن الشراء.

يؤكد أحمد أنهم يدفعون مقابل تواجدهم بمحيط المسجد، حيث يصل إيجار القطعة الصغيرة التى يضع الواحد منهم عليها بضاعته، ما بين ١٠٠٠ و٣٠٠٠ جنيه شهريًا، مشيرا إلى أن جميع الباعة يحصلون على تراخيص من رئاسة الحى.

وذكرت الحاجة عائشة محمد، إحدى البائعات بمحيط المسجد أنها تقوم بتأجير مكانها مقابل ١٠٠٠ جنيه شهريا، ويصل الإيجار إلى ٣٠٠٠ جنيه فى المواسم والأعياد.
وتطالب عائشة القائمين على إدارة شئون المحافظة بتوفير أماكن يستقرون فيها تكون بعيدا عن مضايقات العاملين بحى السيدة زينب. وتقول: «الشغل مش عيب طالما حلال»، لأنه وسيلة ترضى الله لكسب لقمة العيش وأفضل من التسول أمام المسجد.

ويؤكد أيمن محمود، وهو بائع يفترش الأرض ببضاعته أمام مسجد السيدة زينب، أن جميع البائعين حاصلون على تراخيص من الحى، ولا يوجد بينهم بائع مخالف، ورغم ذلك توجه الانتقادات لهم بأنهم سبب فى انتشار الفوضى، مطالبا الدولة بتوفير أماكن بديلة لهم، بمقابل مادى كما يدفعون حاليًا، حتى يحصلوا على لقمة عيشهم بعيدا عن المشاكل.

٤- داعية: الأسواق شر.. والبيع أمام المساجد حرام
قال الشيخ محمود دراز المفكر والداعية الإسلامى، إن المسجد له حرمة خاصة، وكذلك فناؤه وكل ما يتصل به، فهو للعبادة ولا يصح أن يدنس بأى شىء خلاف ذلك، ولا يجوز البيع داخل أى من أجزائه احترامًا لقدسيته، وحتى لا يعوق حركة المصلين أو أداءهم العبادة بحرية تامة.

ويتساءل دراز: كيف يجتمع خير بقاع الأرض «المساجد»، مع أشرها «أسواق البيع والشراء»؟، مشيرًا إلى أن البيع يكون فيه الحلف الكاذب وكثرة الأيمان، كما يتخلله الخداع والغش والفصال، وأصوات الباعة تكون عالية وأصوات الفصال والمساومة مع المشترين قد تشوشر على المصلين داخل المسجد، وهذا كله لا يجوز.


الجيزة.. باعة «الاستقامة» هنا منذ 20 عامًا
تعدى عدد من الباعة الجائلين على أسوار مسجد الاستقامة بميدان الجيزة، مستغلين القضبان الحديدية فى عرض سلعهم أمام المارة، ما أدى لتغطية مدخل المسجد بأكمله. وقال أبومصطفى، أحد بائعى الملابس أمام المسجد، إن السوق تشهد كسادا كبيرا بسبب ارتفاع الأسعار، مؤكدا أنهم يحاولون فقط عرض بضاعتهم لجذب المارة.

وذكر لـ«الدستور»، أن قيادات حى الجيزة قررت إنشاء أكشاك لهم بالإيجار، لتفادى عرقلة الطريق أمام المصلين فى المسجد، مؤكدا أن ظاهرة الباعة المتواجدين أمام المسجد ليست مستحدثة، وأنهم موجودون منذ ما يقرب من ٢٠ عاما، مشيرا إلى أن الحكومة تعرفهم جيدا.

ومن جانبه، نفى الحاج حمدى، أحد بائعى المصاحف والسبح أمام المسجد، قيام الحى بعرقلة نشاط الباعة الجائلين، أو إزالة بضائعهم، مشيرا إلى أن السلطات على علم بوجودهم وتمركزهم، ولا تطالبهم بإيجارات مقابل وجودهم بالميدان.

الاسماعيلية..محل جزارة يذبح «الرحمة»
لم يمر عابر على الإسماعيلية إلا وفى مخيلته ملمح لا ينسى لمسجد «الرحمة» العتيق، بمنطقة المحطة الجديدة، الذى يعد أقدم مساجد المحافظة.
الأثر اختفى بطلاءات محل موبيليا ودماء محل جزارة، واختنق مدخل المسجد فصار كأبواب المخازن و«البدرومات»، فيما أتت مخلفات لعب الأطفال على باقى الجدار التاريخى، حتى إن الغرباء لا يذهب ظنهم إلى أنه مسجد، بل صار على وشك الانهيار.
يوضح طارق جاد، صاحب محل الموبيليا، الموجود أمام المسجد، أنه أجر المحل منذ ٤٦ سنة، ويدفع حاليا لمديرية الأوقاف ٦٥ جنيهًا، مشيرًا إلى أن المسجد عبارة عن دورين الأول مسجد والثانى دار للتائبات، وكان إيجار محلات الموبيليا والجزارة يتجه للصرف على دار التائبات، ثم تحولت تابعية المسجد للأوقاف منذ عام ٧٤، وبعدها تحولت دار التائبات إلى مقر لمديرية الأوقاف.

وأضاف: «المسجد يعانى من تدهور تام، وفرش المسجد يحصلون عليه من رجال الأعمال، وعلى ما يمثله المسجد من قيمة تاريخية إلا أنه لا يحظى بإمام ثابت أو حتى مقيم شعائر».

أسيوط.. جدران المساجد الأثرية أسواق واستراحات
اعتادت عين الأسايطة على أن ترى بيوت الله ومحيطاتها، استراحة للغرباء وملجأ للمعوزين والفقراء، حتى ساد ظن بأنها حق للجميع.. الباعة أول من قفز إلى وعيهم هذا الظن، فتراصوا على جدران المساجد؛ كلٌ له قطعة، بحسب سطوته، ومن مسجد إلى آخر، حتى وصلوا إلى مسجد «المجذوب» الأثرى.
غابت «البلدية»، واستفحل الأمر إلى حد إعاقة المرور، فحائط المسجد هو الظهير والمنطلق، والشارع الامتداد «الطبيعى» للبائع وبضاعته.

ولم يختلف الحال بالنسبة إلى جامع «سيدى جلال السّيوطى» بمنطقة «القيسارية»، وهو أكبر وأقدم جوامع المحافظة وأشهرها.

تل التعديات التى تعانى منها مساجد أسيوط، الكبرى، وصلت إلى المساجد الصغيرة.
ويستغل تجار الخضر والفاكهة بشكل دائم محيط مسجدى «الفراويز» و»على الجندى» بمنطقة درب الست، من خلال فرش بضائعهم على حوائط الجامعين، دون خجل أو خوف من محاسبة.

الشرقية.. «البضاعة» تغلق مدخل «سادات قريش»
رغم قيمته التاريخية كأول مسجد بناه المسلمون فى مصر وإفريقيا، يسيطر الإهمال على الساحة المحيطة بمسجد «سادات قريش»، التى تحولت إلى سوق للباعة الجائلين، الذين يفترشون الأرض من حوله، ويطمسون أهم معالمه التاريخية.

ويعد المسجد تحفة معمارية وتاريخية متميزة، بالإضافة إلى تاريخه الحافل، إلا أن ذلك لم يشفع له، أمام يد الأهمال التى طالت كل شىء فى منطقته، حتى كادت ملامح المسجد وواجهته تغيب خلف أطنان البضائع، وعربات البيع، وباكيات التجار.

ويستحوذ الباعة الجائلون منذ سنوات على واجهة المسجد الأمامية، ويفترشون الأرصفة ببضائعهم الملقاة بإهمال أمام المارة، الأمر الذى تسبب فى مشاجرات حادة بينهم وبين المصلين من وقت لآخر، خصوصا مع تزايد أعداد المصلين واحتياجهم إلى افتراش الساحات المحيطة بالمسجد، فى أيام الجمع والأعياد والمناسبات الدينية، ومن ضمنها شهر رمضان الكريم.

الجيزة.. باعة «الاستقامة» هنا منذ 20 عامًا
تعدى عدد من الباعة الجائلين على أسوار مسجد الاستقامة بميدان الجيزة، مستغلين القضبان الحديدية فى عرض سلعهم أمام المارة، ما أدى لتغطية مدخل المسجد بأكمله. وقال أبومصطفى، أحد بائعى الملابس أمام المسجد، إن السوق تشهد كسادا كبيرا بسبب ارتفاع الأسعار، مؤكدا أنهم يحاولون فقط عرض بضاعتهم لجذب المارة.

وذكر لـ«الدستور»، أن قيادات حى الجيزة قررت إنشاء أكشاك لهم بالإيجار، لتفادى عرقلة الطريق أمام المصلين فى المسجد، مؤكدا أن ظاهرة الباعة المتواجدين أمام المسجد ليست مستحدثة، وأنهم موجودون منذ ما يقرب من ٢٠ عاما، مشيرا إلى أن الحكومة تعرفهم جيدا.

ومن جانبه، نفى الحاج حمدى، أحد بائعى المصاحف والسبح أمام المسجد، قيام الحى بعرقلة نشاط الباعة الجائلين، أو إزالة بضائعهم، مشيرا إلى أن السلطات على علم بوجودهم وتمركزهم، ولا تطالبهم بإيجارات مقابل وجودهم بالميدان.

الغربية.. «لانجيرى» على أبواب «السيد البدوى»
لم يكتف الباعة المنتشرون حول مسجد السيد البدوى بمحافظة الغربية، بما يعرضونه من مأكولات وملابس متعلقة بالطقوس الدينية التى تشتهر بها المحافظة، مستحدثين عرض ملابس داخلية «حريمى» على أسوار المسجد، خلال شهر رمضان، ما سبب غضبا بين الأهالى.

وقالت الحاجة فوزية حنتيرة، بائعة، لـ«الدستور»، إنها ورثت «الفرشة» الخاصة بها أمام المسجد عن والدها منذ عشرات السنين، مؤكدة أنها لا تستطيع كسب رزقها إلا بهذه الطريقة، وأنهم يحاولون بكل الطرق جذب المارة للشراء.

وطالبت حنتيرة، اللواء أحمد ضيف صقر، محافظ الغربية، بسرعة تقنين أوضاعهم، كل فى مكانه، خوفا من شرطة المرافق، التى تطاردهم بين الحين والآخر.

ويعتبر مسجد السيد البدوى من أكبر وأهم المعالم الأثرية بمحافظة الغربية، إذ يتردد عليه آلاف المصلين من كل حدب وصوب.

الدقهلية.. ملابس داخلية حريمى ورجالى على جوامع الأيوبيين
«حريمى ورجالى بـ٥ جنيه.. بـ٥ جنيه بس، وتعالى بص».. بالتأكيد لم يرد على خيال آخر حاكم أيوبى، الملك الصالح نجم الدين أيوب، ولا أى من رعاياه وقتها، أن مسجد «الموافى»، الذى بناه عام ٥٨٣ هـ، بمدينة المنصورة العريقة، ستصبح جدرانه معرضا للملابس الداخلية «الأندروير»، حريمى ورجالى، فى مشهد، يبدو أنه لا يؤلم ولا يعنى وزارة الآثار. أما مأساة مسجد الموافى، فلأنه يقع فى شارع بورسعيد التجارى، بحيٍ يتوافد عليه الكثيرون، حيث يوجد «سوق الخواجات» بجواره، فأفقدته حركة البيع والشراء معالمه الزخرفية التاريخية. وامتد «فيروس الباعة» إلى مسجد الصالح أيوب الكبير بالمنصورة، الذى بناه نفس الملك فى سنة ٦٤٠ هـ، ١٢٤٢ م، والذى يعد ويعتبر تحفة معمارية، لكنه يحاط من جميع الجهات الأربع بمحلات تجارية مختلفة، كما غطت لوحاتها الدعائية جزءا كبيرا من واجهة المسجد، ولم تراع محلات الملابس حرمة المسجد، فكست جدرانه بملابس «اللانجيرى» الحريمى، المثيرة.

المنيا.. «الشباشب» تغطى أبواب جوامع الصوفية
المارون بجامع القشيرى، وهو أحد أقطاب الطرق الصوفية القدماء، بوسط مدينة المنيا، لا يكادون يرون جدرانه، ولا حتى رصيفه، حيث يقع هذا الجامع الشهير بشارع الحسينى أكبر الشوارع التجارية بمدينة المنيا وأكثرها ازدحامًا، فقط تصدم الناظرين معروضات البنطلونات والقمصان، والشباشب المنزلية وفرشها، حتى بدا الجامع وكأنه محاصر بالملابس.

ويزداد الوضع سوءا بمسجد الحبشى، الذى يقع بجوار سوق المدينة الرئيسى. ورغم شهرة هذا المسجد، إلا أن بائعى الخضروات والفاكهة وباعة الزلابية ولعب الأطفال يحيطون بالمسجد من كل جانب، حتى إن بعض المصلين لا يستطيعون الدخول للمسجد، بسبب عربات اليد.

مسجد الفولى، أعرق مساجد محافظة المنيا، المعروفة باسم (منيا الفولى)، أصبح من المعتاد أن ترى أمامه عربة كشرى وباعة الحمص والفول السودانى واللب والحلويات ولعب الأطفال، ويفترشون رصيف المسجد بجانب المتسولين.

الفيوم.. «قايتباى» الأثرى «سوق خضار»
أرسل عدد كبير من أهالى محافظة الفيوم، برقية استغاثة للدكتور شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، يطالبونه بالتدخل لإنقاذ مسجد قايتباى بالمحافظة، وذلك بعد أن احتل الباعة الجائلون ساحته الخارجية منذ إغلاقه، العام قبل الماضى.

وقال الأهالى فى رسالتهم، إن ما يحدث للمسجد، الذى يعتبر أحد أهم الآثار الإسلامية، هو كارثة بكل المقاييس، موضحين أن قرار إغلاقه كان بسبب حاجته إلى الترميم، وأن الجهات المعنية، مثل وزارتى الأوقاف والآثار، وكذلك المسئولون بالمحافظة، لم يتحركوا لإنقاذ المسجد حتى الآن، الذى تحول مع الوقت إلى سوق لبيع الخضروات.

وأضاف الأهالى أنه خلال العام الماضى، وتحديدا قبل شهر رمضان، زار وزير الآثار المسجد، بصحبة المحافظ السابق، المستشار وائل مكرم، وتفقد المبانى، ووعد بإنهاء أعمال الترميم فى أسرع وقت، مؤكدا أنه سيعود لزيارة المسجد والصلاة به، لكنه لم ينفذ ما وعد به، وذلك على الرغم من إعلان عدد كبير من الأهالى استعدادهم للتبرع بجزء كبير من تكاليف إعادة ترميم المسجد.