رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صحف غربية: الغليان الشعبي ينذر بـ«خريف» النظام الملالي في إيران

المظاهرات الإيرانية
المظاهرات الإيرانية

أفردت صحيفة الديلي ميل البريطانية تقريرا مطولًا عن تنامي المظاهرات الإيرانية؛ بعدما امتدت، اليوم الأحد، إلى 70 مدينة، وسط تهديدات مباشرة من جانب الحرس الثوري، الذي قال إنه سيلجأ إلى القبضة الحديدية لمواجهة الاحتجاجات.

كما أبرزت الصحيفة تصريحات وزير الخارجية الإيراني، بأنه سيواجه مثيري الفوضى والشغب بكل قوة.

وكانت مظاهرات انطلقت الخميس الماضي، في 3 مدن احتجاجا على ارتفاع الأسعار والفساد وسياسات الحكومة، ووصلت في اليوم الثاني لـ15 مدينة وقرية، ووصلت في اليوم الثالث إلى 30 مدينة، وتوسعت في اليوم الأحد، لتصل إلى 70 مدينة.

وذكرت الصحفية أن المواجهات بين الشرطة والمتظاهرين أودت بحياة 5 مما أدى إلى مواجهات مع الأمن والذين قاموا باستخدام القوة المفرطة والضرب بالعصي والهراوات والرصاص الحي مما أدى إلى ارتفاع عدد قتلى المتظاهرين إلى 5.

ونقلت الصحيفة البريطانية عن حبيب الله خوجاتهبور نائب حاكم إقليم لورستان، زعمه بأن أصابع خارجية وعملاء أجانب تعبث في إيران وتتسبب في قتل المتظاهرين.

وأشارت إلى أنّ المتظاهرين استطاعوا السيطرة على مراكز ومقرات ودوائر حكومية وبعض المناطق والأحياء في بعض المدن فضلا عن اقتحام لمقرات الحرس الثوري، ووسط الاشتباكات الدومية اصدرت عدة دول بيانات تحذيرية عن طريق وزارة الخارجية الخاصة بكل دولة منها وزارة الخارجية الروسية والتي أوصت الرعايا الروس بتجنب أماكن التجمعات والحشود في المدن الإيرانية التي تشهد تظاهرات احتجاجية مستمرة.

وأقدمت الحكومة الايرانية على غلق الصفحة الرئيسية التي دعت للتظاهرات ضد نظام الملالي على موقع التواصل الاجتماعي "تلجرام"، وهي صفحة آمدنيوز والتي لعبت دورا مهمًا في دعم المحتجين من خلال نشر الدعوات والعناوين وساعات التظاهر في المدن.

فيما هاجم تيد كروز السيناتور الجمهوري بعض التغطيات الإعلامية الأمريكية، ومنها شبكة سي إن إن بسبب تعتيمها على الاحتجاجات الايرانية، وبدت وكانها تدعم النظام؛ حين أبرزت تقريرا للتظاهرات المضادة والتي زج بها نظام الملالي لايهام الرأي العام بعكس حقيقة المشهد الآن.

وأوضحت صحيفة الجارديان البريطانية أن أكبر شريحة من المتظاهرين تمثلت في الطلاب والنساء الذين لم يهتموا للعنف والقوة وقنابل الغاز والرصاص الحي، ولفتت إلى هذه الاحتجاجات تعد أكبر عرض للشعب الايراني، ودليلا على السخط في ضد النظام منذ الحركة الخضراء عام 2009 ما أدى إلى سلسلة من التغريدات من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وضغط من الحكومة الإيرانية ومشهد لا يمكن تصوره قبل عقد من الزمن وهو رؤية متظاهرون يتحدون حكم المرشد الأعلى آية الله خامنئي.

ويقول الخبراء إنّ الإيرانيين غاضبون لأنهم توقعوا أن تتحسن الحياة عندما رفعت العقوبات الشديدة بعد التوصل إلى اتفاق في عام 2015 بين مجموعة الخمسة + 1 وإيران بشأن برنامجها النووي، ولكن لم يحدث ذلك.

وترى تريتا بارسي، رئيسة المجلس القومي الإيراني الوطني، إنّ سوء الإدارة الاقتصادية والفساد المستوطنين هو الأمر الذي أدى الى سرعة غليان الشعب الايراني.

وأعزى الخبراء الاحتجاجات إلى تركيز السلطات الإيرانية على القضايا الإقليمية على حساب القضايا الوطنية، وتورطها في الصراعات في المنطقة، ودعمها المادي والاسلحة للعديد من الجماعات الارهابية، فضلا عن غلاء الاسعار والفقر المنتشر في الدولة وزيادة البطالة، ونهب الأموال، وعدم دفع رواتب العمال، حيث انتفض الشعب الايراني، وقابل النظام غضب شعبي لم يقابله منذ عام 2009، يوم الخميس الماضي ولا زالت الاحتجاجات مستمرة في العديد من المدن.

وقال رضا مرشي، مدير الأبحاث في المجلس القومي الإيراني الوطني "لقد دفعت سنوات المظالم السياسية والاقتصادية والاجتماعية المواطنين للخروج إلى الشوارع في أكبر الاحتجاجات منذ عام 2009".

ومن جانبه قال علي رضا نادر، المحلل الدولي البارز وباحث في مؤسسة راند في واشنطن، إن الشعب الايراني فقد أيضا الثقة في الرئيس الإيراني حسن روحاني.

وقال كريم سادجادبور، وهو زميل كبير فى مؤسسة كارنيجي للسلام الدولى، إنّ النساء خرجت لانها تطالب بحقوق متساوية مع الرجال، موضحا أن النساء في إيران يقاتلن منذ عقود من أجل حقوق متساوية، ولكن بشكل خاص في السنوات القليلة الماضية، أصبح الدفع في هذا الاتجاه أقوى، وقال نيك روبرتسون، المحلل الدبلوماسي الدولي هذا أمر لم يحدث حتى في عام 2009.

فيما قال المحلل الأمريكي هولي داجريس إن أفضل شيء بالنسبة لباقي دول العالم هو الانتظار ورؤية ما سيحدث بعد ذلك في إيران، لان الححكومة الايرانية يمكنها ان تقمع الاحتجاجات الحالية ولكن الاستياء تجاه النظام سيبقى وسيعود في نهاية المطاف في المستقبل، حيث أن المجتمع الإيراني الشاب يسعى إلى دولة أكثر ليبرالية وتقدمية.