رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الوصفة السحرية لـ«365 يوم سعادة» في 2018

جريدة الدستور

مع اقتراب ٢٠١٨، يبرز تساؤل مهم يبحث عن إجابته الجميع لدى استقبالهم أى سنة جديدة، وهو: «كيف نعيش العام الجديد دون اكتئاب؟»، فالغالبية تبحث فى مختلف الأوقات عن الطريقة المثلى لـ «٣٦٥ يوم سعادة».
فى السطور التالية، قدم مجموعة من خبراء الطب النفسى، الأساليب التى يمكن من خلالها قضاء ٢٠١٨ بصحة نفسية جيدة.


ابدأ العام بـ«خطة واضحة».. غيّر طريقة حياتك.. وثق بأنه لا خبرة دون معاناة
قال الدكتور وليد الدماطى، الإخصائى النفسى، إنه لقضاء ٢٠١٨ بلا اكتئاب، ينبغى ألا تبدأ العام الجديد دون وضع خطة، سواءً على المستوى الشخصى أو على المستوى الوظيفى، ثم تبدأ العمل عليها بشكل مباشر لتحقيقها، مع حذف كل خطوة تمضيها من الخطة لتستعد للتالية.
وأضاف «الدماطى»: «عليك أن تعيد النظر مرة أخرى فى علاقاتك الشخصية المحيطة بك، فى العمل أو الصداقات سواءً بزيادة القرب أو البُعد، بتقييمها من منظور إيجابى شامل، فمن الممكن أن تحدد أشخاصًا معينين تبدأ معهم صفحة جديدة، مع تجنب إصدار الأحكام المطلقة على الأشخاص والأشياء».
وتابع: «من بداية العام الجديد، قرر أن تتبع أسلوبًا مختلفًا، سواءً فى طريقة تعاملك مع من حولك أو طريقة لبسك، حتى طريقة أكلك، والأماكن التى تزورها».
واستكمل الدكتور أحمد عبدالله، أستاذ الطب النفسى، تلك النصائح، بقوله: «خلال العام الجديد يحتاج المصريون أن يتسموا بالمرونة والقدرة على تقبل الأشياء والقرارات ومحاولة التأقلم والتعامل معها، بل ومحاولة العمل على اتخاذ طرق إبداعية لحل الأزمات إن وجدت».
وأضاف: «لا تندم على أى شىء مررت به خلال العام الماضى، فالخبرة لا تنتج إلا من رحم المعاناة، بل عليك أن تكون أقوى وأنضج، وليس العكس، ولا تكن من الأشخاص الذين يبكون على الماضى طوال عمرهم». «حاول أن يكون لك دور» هى النصيحة التالية، وأوضحها «عبدالله» بقوله: «لا تكن من الأشخاص السلبيين داخل المجتمع، بل عليك أن تكون شخصًا إيجابيًّا لديه رسالة يسعى لإيصالها داخل المجتمع، ولا بد أن تتخذ أسلوبًا عمليًا ممنهجًا فى العمل». واختتم: «عليك ممارسة العديد من الأنشطة فى حياتك، كممارسة رياضة تفضلها أو تنمية هواية معينة لديك وهكذا، وعليك مكافأة نفسك على ما ستحققه من نجاحات».


40% من المدمنين مصابون بـ«الاكتئاب»
أثبت آخر الإحصاءات أن نحو ٤٠٪ من المدمنين للمخدرات يعانون من الاكتئاب، مشيرًا إلى أنه فى بعض الأحيان يؤدى الاكتئاب إلى إدمان المخدرات، وأحيانًا العكس.
وأوضح علماء الطب النفسى، وفقًا لموقع «casapalmera» أن أعراض إدمان المخدرات والاكتئاب متشابهة جدًا، لدرجة أنه من الصعب معرفة إذا ما كان الشخص مصابًا بالاكتئاب أو بالإدمان.
ووضع الأطباء قائمة بأعراض الاكتئاب والإدمان، تتمثل فى عدم الاهتمام بالأنشطة التى كان المصاب يؤديها من قبل، بالإضافة إلى التهيج والغضب أو العداء، والتغير فى عادات الأكل والنوم، وعدم الارتياح، وانعدام الحماس والتحفيز، وفقدان الوزن، الشعور بالوحدة، وصعوبة التفكير وقلة التركيز، وتردد أفكار الانتحار والتخلص من الحياة.
والاكتئاب مرض عقلى يتسبب فى انعزال المريض عن المجتمع، الأمر الذى يتسبب فى الكثير من المشاكل النفسية التى تؤدى للانتحار. وأكد الباحثون، أن السبب وراء إدمان مريض الاكتئاب للمخدرات، هو رفع المعنويات الخاصة به، بالإضافة إلى رغبته فى إشعار من حوله بأنه موجود ومؤثر فى الحياة.
ووفقًا لما ذكره الموقع، فإن إدمان المخدرات يخلق تغييرات فسيولوجية فى دماغ وجسم الشخص، وأكد الأطباء أن بعض الذين يتعاطون المخدرات قد لا يدركون، حتى إنهم يعانون من الاكتئاب، لأن أعراض الإدمان والاكتئاب مشابهة جدًا. وقال الموقع إن العلاقة بين المخدرات والاكتئاب تشبه حلقة مفرغة نادرًا ما تنتهى إلا بعلاج مناسب لكل الاضطرابات.

بالأعراض.. كيف تعرف أنك مصاب بـ«الاكتئاب»؟
رغم أن «أنا مكتئب» عبارة تتكرر على لسان كثير من الناس، كلما شعروا بالضيق أو الحزن، أو تعرضوا لبعض المشكلات التى تؤثر فى حياتهم، لكن خبراء الطب النفسى يدعون للتفرقة بين حالات الضيق الطبيعية، وبين «الاكتئاب»، الذى يعد واحدًا من الأمراض النفسية التى لا يمكن تشخيصها إلا بواسطة خبراء متخصصين. ويرى الخبراء أن حالة الضيق والحزن التى تنتاب كثيرًا من الناس، ترجع إلى أسباب واضحة، ومشكلات وقتية، ثم تزول بزوال أسبابها، خلافًا لمرض «الاكتئاب»، الذى لا تزول أعراضه إلا بعد مرحلة طويلة من العلاج.
الدكتور محمد مهدى، أستاذ الطب النفسى، قال إن نسبة الإصابة بمرض الاكتئاب تصل لدى السيدات إلى ٢٩٪، أما عند الرجال فتصل إلى ١٥٪ فقط، مرجعًا هذا الاختلاف إلى كون المرأة أكثر عرضة لهذا المرض، بسبب التغير الهرمونى أثناء «الدورة الشهرية»، وتأثرها النفسى الشديد بجميع المتغيرات التى تحدث حولها، على عكس الرجال.
وأشار إلى أن تزايد ضغوط العمل يجعل الأشخاص أكثر عرضة للاكتئاب، مؤكدًا أن تناول المواد المخدرة يدفع بمريض الاكتئاب إلى الحدود القصوى، ويجعله أكثر ميلًا للانتحار. وفرق الخبير النفسى بين عدة مستويات لمرض الاكتئاب، منها ما يسمى «اضطراب توافق مع مزاج اكتئاب»، وهى حالة تحدث نتيجة التعرض لمؤثرات خارجية، مثل فقدان عزيز، أو فقد الوظيفة، وفى الغالب يكون تأثيرها متوسط الشدة.
أما النوع الثانى من المرض، فيسمى فى الطب النفسى باسم «الاكتئاب الجسيم»، وهو حالة لا تحدث بسبب المؤثرات الخارجية القوية، بل تحدث نتيجة أسباب بسيطة، وتتسبب فى تعرض الشخص لموجة اكتئابية عنيفة وتحدث له حالة صدمة غير مبررة. أما النوع الثالث، فيسمى بـ«الاكتئاب الموسمى»، وهى حالة تحدث غالبًا فى فصل الشتاء، نظرًا لتكاثف الغيوم، وقلة الحركة، ما يزيد من الشعور بالانقباض والوحدة، ويؤثر فى نفسية الأشخاص.
وأوضح أن الاكتئاب يظهر على المريض فى عدة صور، أهمها الشعور بالضيق طوال الوقت، وفقدان الاهتمام بجميع الأشياء المحيطة، مع اضطرابات النوم، سواءً بالزيادة أو النقصان، واضطراب الشهية فى الطعام، بالإضافة إلى زيادة الشعور بالذنب والدونية، والإحساس بانعدام القيمة فى الحياة، والميول الانتحارية فى بعض الأوقات.
كما لفت إلى ضرورة ظهور بعض الأعراض الأخرى على المريض، واجتماعها معًا، قبل تشخيص الحالة بأنها اكتئابية، ومنها: عدم القدرة على التركيز، وقلة المجهود، والإحساس السريع بالتعب، وفقدان القدرة على ممارسة الأنشطة الحركية.
وأضاف: «من يُعانى من الحزن وبدايات أعراض الاكتئاب، نكتفى كأطباء بعلاجه النفسى عبر الجلسات، والتحدث وتصحيح الأفكار المغلوطة، ونظرته للحياة، أما فى الحالات الشديدة، فيحتاج المريض لعلاج دوائى، مثل مضادات الاكتئاب».
واختتم: «ننصح المريض مع العلاج النفسى بتغيير نمط حياته، ونساعده على الانفتاح على الناس، وممارسة الرياضة، وزيارة بعض الأماكن التى يفضلها، لكن هناك حالات أخرى، تستدعى دخول المستشفى، خوفًا من الأفكار الانتحارية».