رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حلم زويل.. زيارة خاصة إلى «مدينة العلوم والتكنولوجيا»

مدينه زويل
مدينه زويل

زار وفد من لجنة التعليم والبحث العلمى فى مجلس النواب، قبل أيام، المقر الجديد لمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، الذى تم الانتقال إليه من المقر القديم الذى تم الحكم بأحقية «جامعة النيل» فيه. ورافقت «الدستور» الوفد البرلمانى، الذى ترأسه الدكتور جمال شيحة، رئيس لجنة التعليم والبحث العلمى، واستهدف تفقد سير العمل داخل المدينة، ومعرفة حقيقة ما يشاع حول وجود توجه لغلقها أو تغيير اسمها، إلى جانب الكشف عن معوقات الدراسة فيها، والاستماع لمسئوليها عن كل ما يتعلق بها من تمويل ونظام دراسة وطريقة قبول وإنجازات.

الرئيس التنفيذى: الإغلاق «شائعة».. والالتحاق لجميع الطلاب بشرط اجتياز الاختبارات
البداية كانت عند المهندس شريف صدقى، الرئيس التنفيذى للمدينة، الذى نفى ما تردد عن غلقها، موضحًا أن المدينة تعمل بكامل طاقتها، إذ تم الانتهاء من ١٠ براءات اختراع تطبيقية فى الفترة الأخيرة.
وقال «صدقى»، إن الالتحاق بالمدينة مفتوح لجميع الطلاب فى مصر، بشرط اجتياز الاختبارات الخاصة، نافيا أى إمكانية لاستخدام «الواسطة» فى ضم بعض الطلاب، نظرا لكون اختبارات القبول تعتمد على قياس مستويات الطلاب الحقيقية بشكل عملى.
■ بداية.. ما حقيقة الأنباء التى تتداول عن إغلاق «مدينة زويل»؟
- كلام عار تماما عن الصحة، فالمدينة قائمة، والطلبة موجودون بها، والمعامل بدأت العمل منذ فترة، كما أنه لا نية حتى لتغيير اسمها كما أشيع.
■ ما أسباب نقل المدينة إلى المنطقة الجديدة فى السادس من أكتوبر؟
- «جامعة النيل» رفعت قضية وتم الحكم لصالحها، وتدخلت الدولة لمنح «مدينة زويل» فترة انتقالية نتمكن فيها من نقل المعدات والأجهزة الخاصة بنا إلى المكان الجديد، الموجود بأول طريق الواحات فى السادس من أكتوبر.
■ متى تبدأ المدينة العمل من المنطقة الجديدة؟
- حصلنا على هذه الأرض فى ٢٠١٤، وتم نقل المدينة بأكملها إليها فى سبتمبر الماضى، ومازالت هناك أماكن كثيرة لم تكتمل بعد داخل المدينة، لذلك نحاول أن ننجز الأمر لننتهى منها فى أقرب وقت.
■ نمتلك عددا كبيرا من الجامعات.. فما الهدف الأساسى من تدشين «مدينة زويل»؟
- أن نغير منظومة التعليم العالى والبحث العلمى، ونتعامل مع الجيل الجديد بشكل يعطيه الفكر الناقد المبتكر ونوفر للموهوبين منهم بيئة مناسبة، وأجهزة ومعدات تساعدهم على الابتكار، وإتقان العلوم الأساسية، والتأثير بشكل إيجابى وفعال فى الاقتصاد المصرى من خلال براءات الاختراع، وإزالة العقبات التى تواجه المجتمع العلمى.
■ لماذا سميت مدينة لا جامعة؟
- سميت مدينة لأن بها أجزاء مختلفة من معامل وأبحاث، منها «جامعة العلوم والتكنولوجيا»، وهى مؤسسة ذات منهج مختلف عن باقى الجامعات الأخرى، ولا توجد بها كليات أو أقسام، بل برامج أكاديمية وتخصصات مختلفة، ومعاهد بحثية، ومدرسة وهرم التكنولوجيا، ومركز الدراسات.
■ من أين يتوافر التمويل؟
- المدينة قائمة على التمويل الذاتى، والموارد الأخرى من التبرعات وغيرها، لأنها لا تنفق من ميزانية الدولة، وهذا يمثل تحديا كبيرا.
■ كيف يلتحق الطلبة بهذه المدينة؟
- نستقبل الحاصلين على الثانوية بدءا من مجموع ٩٣٪، وفى المدينة السابقة كان لدينا ١٥٠ طالبًا، لكن خلال العام الدراسى ٢٠١٧ - ٢٠١٨ استقبلنا ٢٥٠ طالبا، نظرا للانتقال واتساع المساحة، وبصفة عامة نقبل أعدادا محدودة جدا، لتقديم خدمة تعليم جيدة.
■ ألا توجد استثناءات؟
- لا توجد حتى لا نفتح بابا لـ«الواسطة»، فالأمور تسير بشفافية، ولا يستطيع أحد أن يوصى بأى طالب، لأننا نعتمد على قياس قدرة وعقلية الطالب وتفوقه العلمى.
■ هل تقبلون طلبة من المحافظات؟
- الطلبة يمثلون ٢٤ محافظة، وينتمون فى الغالب لمحافظتى القاهرة والجيزة، تليهما الدقهلية والغربية والإسكندرية والمنوفية والفيوم والشرقية والبحيرة وبنى سويف، وأغلب المقبولين من الحاصلين على الثانوية العامة العادية، من أقسام علمى علوم بتقدير ٩٨.١٪، وعلمى رياضة ٩٨.٧٪، ولدينا طلاب من الدول العربية، وبعض الحاصلين على الثانوية الأزهرية، يشرف عليهم ٤٠ عضوًا هيئة التدريس من ذوى الخبرات المختلفة.
■ كم تبلغ نسبة قبول الطلبة من المدارس الحكومية؟
- نسبة القبول من المدارس الحكومية هى ٧٨٪، أما نسبة القبول من المدارس الخاصة فتصل إلى ١٧٪.
■ ما الطرق المتبعة للتدريس داخل المدينة؟
- نحن نهتم بالجزء العملى، ونقدم ١٦٠ «كورس» فى المعمل، وكل معمل يدخل الطالب ليطبق فيه ما درسه خلال الأسبوع بالتجربة، ولدينا معامل مجهزة بشكل تقنى كبير، كما أن هناك معدات من ألمانيا، تساعد الطلبة على إنجاز وتحقيق الاختراعات التى يسعون إليها، وفى نهاية الأسبوع نجرى التغييرات اللازمة على المعامل، لإجراء التجارب الجديدة، ومنها معامل متخصصة للبيولوجى والكيمياء والفيزياء والأرض، وما يميز المدينة هو ربط العملى بالنظرى فهناك تجارب تنفذ وسط شرح الأستاذ للطلبة حتى لا نعتمد على التلقين فقط.
■ أين يذهب طلابكم بعد تخرجهم؟
- أول دفعة ٦٠ طالبًا تخرجت فـى المدينة، منهم ٣٠ طالبًا استكملوا العمل فى «مدينة زويل»، وهناك ١٧٪ منهم ذهبوا لأداء الخدمة العسكرية، والباقون اتجهوا للخارج لاستكمال دراستهم عن طريق منح -تكون مقننة- حتى نستفيد منهم على المستوى العملى، إلى جانب ترويجهم للمدينة. وهناك ١٢ طالبًا سافروا للخارج على نفقتهم الشخصية، ومستقبلا نسعى أن توفر المدينة منحا أكبر، حتى يعود الطلاب لمصر من جديد لإفادتها.

بروتوكول لإنشاء بيت لحيوانات التجارب
قال الدكتور جمال شيحة، رئيس لجنة التعليم والبحث العلمى فى مجلس النواب، إن اللجنة بدأت بالفعل مناقشة مشروع قانون «حوافز دعم التكنولوجيا والبحث العلمى»، الذى يتلخص فى السماح لمراكز البحث العلمى والجامعات بإنشاء شركات وإقامة أنشطة لتسويق منتجاتها.
وقال «شيحة»، على هامش زيارته لـ «مدينة زويل»، إن المدينة مؤهلة لإخراج براءات الاختراع، والشراكة مع جهات عالمية، فى الإنتاج والتوفير للمستهلك العادى، مضيفًا: «أحلم أن تكون مدينة زويل أحد أهم مصادر الدخل القومى».
وأشار إلى أن تحويل مخرجات البحث العلمى لمنتجات يساهم فى دعم اقتصاد الدولة، معربًا عن تمنيه بأن تتحول مخرجات البحث العلمى إلى مساهم فى الاقتصاد والتقدم العلمى والاجتماعى، عبر القانون الذى تناقشه اللجنة. وأضاف «شيحة» أن «فكرة (البحث العلمى من أجل البحث العلمى فقط) أصبحت موضة قديمة، لأن البحث العلمى يخدم المجتمع ويحل جميع مشكلاته، ففى أغلب دول العالم يعد البحث العلمى من أهم مصادر الدخل القومى». وذكر أنه ستتم محاسبة «مدينة زويل» كل عام على مساهمتها فى الدخل القومى عبر الشراكات الدولية، وهو الهدف الأساسى الذى قامت من أجله المدينة.
فى سياق ذى صلة، وقعت المدينة بروتوكول تعاون علمى مع كلية الطب العسكرية، ومستشفى «٥٧٣٥٧»، لإنشاء بيت لحيوانات التجارب، وهو المشروع الأكبر والأول من نوعه فى الشرق الأوسط لتجارب الحيوانات.
ويهدف بروتوكول التعاون للاستفادة من الإمكانيات التكنولوجية والبشرية والمادية المتاحة لدى الأطراف المتضمنة فى بروتوكول التعاون، لإجراء أبحاث علمية مشتركة فى مختلف التخصصات الطبية مثل الجينوم (Genome)، والبروتيومات (Proteome)، وتقنية الجزيئات متناهية الصغر (Nano technology) والخلايا الجذعية (stem cells)، وغيــرها.
ويتضمن البروتوكول مشاركة الأطراف فى مشروع إنشاء بيت حيوانات التجارب (animal house) بداخل «مدينة زويل» طبقا للمعايير الدولية بما يخدم الأنشطة البحثية، ليكون المشروع هو الأكبر والأول من نوعه فى الشرق الأوسط ومن أفضلها عالميًا لتجارب الحيوانات.
ومن المقرر أن تصل استثمارات المشروع إلى ١٥٠ مليون جنيه، ويكون أكبر قبلة للأبحاث فى مختلف المجالات العلمية، كما سيعمل على تحفيز المستثمرين من مختلف دول العالم فى الاستثمار بقطاع صناعة الدواء فى مصر، ما يسهم فى توفير العملات الأجنبية والتوسع فى مجال صناعة الدواء، لما يمثله هذا القطاع من ارتفاع هائل فى حجم النمو يصل لـ ١٥٪، فضلًا عن القوة الشرائية فيه.
وقع البرتوكول الدكتور شريف صدقى الرئيس التنفيذى لمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، ولواء دكتور أيمن الشافعى مدير كلية الطب بالقوات المسلحة، والدكتور شريف أبوالنجا مدير عام مستشفى علاج سرطان الأطفال «٥٧٣٥٧».



حبوب بديلة لحقن الأنسولين وضمادة جروح لمرضى السكر
كشف الدكتور إبراهيم الشربينى، الأستاذ فى «مدينة زويل»، عن مجموعة من براءات الاختراع التى انتهى منها طلبة المدينة، باستخدام التقنيات الحديثة فى «النانو تكنولوجى»، ما سيسهم فى حل مشكلات عديدة داخل المجتمع.
وقال «الشربينى» إنه تم التوصل داخل المدينة إلى تقنية جديدة ضمن «هندسة الأنسجة»، تمنع عمليات سرقة الأعضاء، لافتًا إلى أنها تعتمد على تعويض الجزء التالف فى أى جزء من أجزاء الجسم، من خلال مادة ذكية تنتج من خلية من خلايا المريض نفسه، يتم تنميتها فى أحد أعضاء جسمه، تعطى انطباعًا للجسم بأنها فى مكانها الصحيح لتعوض الجزء التالف. وأشار إلى أنه بهذه الطريقة يمكن تخليق كلية أو رئة وكبد، دون الحاجة إلى سرقة الأعضاء، لأن الجزء الذى سيتم استزراعه يعتبر عضوًا عاديًا غير مستنسخ، بل تقوم الأنسجة بعد فترة بتكوينه من خلال المواد الجديدة وهو قيد التجربة.
وعن علاج الجروح، خاصة لمريض السكر الذى يتطلب وقتًا طويلا لالتئام جراحه، كشف «الشربينى» عن اختراع جديد بالمدينة من خلال «النانو تكنولوجى»، عبارة عن ضمادة جروح لاصقة توضع على الجرح لوقف النزيف فورًا وعلاجه وإخفاء ملامح التشوه.
وأضاف «تم ابتكار حبوب أنسولين لمرضى السكر بدلًا من الحقن التى تؤخذ بالوريد، التى بدورها تمتص مباشرة خلال الأمعاء الرفيعة، ولا يتم هضمها إلا بها»، كاشفًا عن محاولات لاختراع علاج لمرض السكر بالاستنشاق، بعيدًا عن الحبوب والحقن.
وكشف عن أن علماء «مدينة زويل» توصلوا إلى تركيب يوضع بديلًا للحشو، يُغرس داخل الضرس، ويعالج التسوس دون الحاجة إلى تغييره طوال العمر، مشيرًا إلى أن هذا الجزء يقوم مقام الجزء المفقود من الضرس كأنه ضرس حقيقى. وفيما يخص التنمية الزراعية، قال: «توصلنا إلى أسمدة يوريا من مواد طبيعية، ممتدة المفعول ورخيصة السعر، وقابلة للتحلل فى التربة»، مضيفًا أن «هناك تقنية أخرى يمكن من خلالها معالجة مياه الواحات، من خلال ما يشبه الفلتر ذا المرحلة الواحدة، بحيث تنزل المياه عبر هذا الفلتر نقية خالية من أى شوائب أو ميكروبات».