رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ذكريات «الكاسيت».. حنين إلى ماض وحب وأشياء أخرى

جريدة الدستور

                            

-      قصة 11 رسالة من مغتربين لم تصل إلى أهاليهم.. وحملة "أشرطة أزهرية" في الإسكندرية

-      2030 عام أرباح «تطبيقات الأغاني».. ولن يكون هناك موسيقى مجانية

-      «صوت القاهرة»: خطة لهيكلة شركات «الكاسيت».. ومصنع الشركة توقف تماما والأشرطة فرمناها

-      منتج "هاي كوالتي": «لو مشينا بالفكر القديم كنا قعدنا في البيت»

 

 


 

 

فتحت سمر محمد الرويني، صندوقا كان يحتفظ به والدها العائد من غربة طويلة في العراق أواخر الثمانينات، هناك وجدت أوراقا قديمة و11 "شريط كاسيت"، بعضها كتب عليها أسماء فنانين وأخرى بلا أي ملامح.في 2014 توفي والد سمر تاركًا "الكنز الصغير" كما تحب أن تسميه.

قبل هذه القصة بما يقرب 55 عامًا لم يكن يتوقع سكان هذا العالم التأثير الكبير الذي ستحدثه أشرطة صغيرة تسمى "الكاسيت" أو ارتباط الناس بها، والتي حلت محل صناعة عريقة سُميت "أشرطة الريل".

الثورة التي انطلقت في 1960، تركت في كل بيت قصة تُروى، إلا أن هذه القصص تحولت إلى ذكريات، بالتزامن مع انهيار كبير مؤخرا، لتحل محلة "تطبيقات" مختلفة.

"أصوات متداخلة تتحدث عن الحب والخوف من الموت عن اللقاء القريب الذي ربما لم يحدث أبدًا تقطعه أغنيات وتشويش.. تصف "سمر" ما استمعت إليه في هذه الأشرطة، تقول: "استطاع أبي العودة إلى مصر لكنه أصيب بمرض أقعده الفراش.. كان يقول إنه حمل مئات الأشرطة إلى ذوي زملائه في الغربة من محافظات مختلفة لكن 11 شريطا بقيت لم يصل إلى عناوين أصحابها".

 

1-    حكايات جيل الألفية الجديدة عن "الكاسيت": "لسّة الصوت مسموع"

لا تزال ذكريات "الشريط" في قلوب أجيال مختلفة، منها ما يمثل الحب ومنها ما يدعو للحزن و منها ما كان توثيقا لغربة.

 قصص من بين مئات القصص تروى من شباب الألفية الجديدة عن الذكريات المرتبطة بـ"الكاسيت"، الصناعة التي قاومت التطور الرقمي الهائل في السنوات العشر الأخيرة.

 "كاسيت وموبايل وإنترنت".. غربتان لـ"حسن" والمرسال مختلف

 "أخي سافر مرتين إلى الخارج، كلتاهما كانتا إلى ليبيا، الأولى إلى جماهيرية العقيد معمر القذافي والثانية بعد الثورة"، يروي محمد حسن قصة غربة أخيه وكيف كان "الكاسيت" مؤثرا فيها.

في 2007 تقريبا، انطلق الأخ في رحلته الأولى ظل نحو شهرين حتى سمع أفراد العائلة صوته في مكالمة هاتفية سريعة لم تستغرق إلا ثلاث دقائق تقريبًا، يصفها محمد: "الدقيقة الدولية غالية وقتها، لذلك لجأنا إلى التسجيل على شرائط الكاسيت".

يتجمع الأهل حول جهاز قديم لتشغيل الأشرطة يستمعون "أتذكر جيدا لمتنا حول جهاز قديم كنا نملكه، بعد أن نشتري شريط فارغ من بقال مجاور..  بالطبع - مثل كل الأمهات- كانت أمي تستحوذ على معظم الوقت لتبث صوتها إلى ابنها الذكر الأكبر.. لا أنسى صورتها وهي ممسكة بجهاز التسجيل بين يديها كما لو أنها تحتضنه، وتتحدث وتتحدث: "إزيك يا حبيبي؟.. متتأخرش علينا في الرد وابعتلنا شريط طمنا عليك"، ثم ترسل له السلامات بالاسم: "سلام لبريقع ومحمد ولاد عمتك، وسلام لكل اللي معاك في الغربة". وبدورنا نحن كنا ننقل له سلامات أصحابه في البلد".

يصف الحالة التي علقت في ذكراه حتى الآن: "كنا نمرر الجهاز بيننا بسرعة، كل واحدة ثلاث دقائق بالأكثر، بينما كان أبي يرمي السلام على ابنه بسرعة محتفظا بصورة الأب القوي غير العاطفي ولو ظاهريًا"

"في السفرية الثانية، بعد 2011، كان معه هاتف محمول، وكان عمله قريبا من مراكز الاتصالات وبالتالي أصبح سهلا أن يحدث الأسرة الصغيرة، يقول: "وقتها كان معنا في المنزل ثلاث هواتف، واحد معي وآخر في البيت وثالث مع آخي الذي يكبرني والذي سافر هو أيضا إلى الأردن قبل سنتين، وكنا نحدثه لايف عبر الإنترنت، عندما أصبحت الدنيا متطورة بالنسبة لنا وكان في يدنا هواتف حديثة".



في 2016.. حملة لجمع الأشرطة وتوزيعها على "الميكروباصات"

تنطلق بين الحين والآخر حملات على مواقع التواصل الاجتماعي لجمع أشرطة "الكاسيت القديمة"، للاحتفاظ بيها أو لإعداد أبحاث عن تطورها، أو لتذكر حالة معينة.

عمرو سعيد، طالب أزهري، قال إنه ومجموعة من الزملاء أطلقوا حملة لجمع "شرائط الكاسيت الدعوية"، موضحًا: "الدعوية الأزهرية التي لا تحمل أي تشدد أو غلو أو تطرف.. ووفقنا الله ونجحت وكان لها أثرا كبيرا".

تفاصيل الحملة يرويها قائلا: "استهدفنا كل من لا زال يستخدم شرائط الكاسيت في منطقتنا، في بعض القرى والمحافظات يعتبر الشريط هو المسيطر والشائع بين الناس وكذلك استهدفنا سائقي الميكروباص في المدن، فعامة السيارات لا يوجد بهاDVD أو مشغل أسطوانات.. وكان المتطوعون يحتفظون ببعض الشرائط في حقائبهم ويهدونها لسائقي السيارات".

حكاية ونس مجاهد بـ"الكاسيت"

أب يجمع أطفاله حوله يسجل الجلسات التي تجمعهم، حتى يتذكروها عندما يكبرون، تلك قصة أحمد مجاهد، الكاتب الصحفي، يقول: "لما كان عندي سنتين، في عيد ميلادي تحديدا، والدي عمل حاجة لطيفة جدا.. جاب شريط كاسيت وسجل عليه أجواء الاحتفال بالصوت، ومكانش قايل لأي حد إنه بيسجل، فطلع التسجيل طبيعي وعفوي جدا.. ساعة ونص من الجمال والحنين، بأصوات الحبايب والأهل وأطفالهم".

متعة خاصة، ورفيق كان مجاهد كلما يشعر بالحزن والوحدة يعود إليه "أشغل الكاسيت وأسيبه داير علشان أحس بالونس، وأوقات كتير كنت بسرح معاه وأتخيل كل المشاهد، وأقول ده فلان وكان واقف هنا، خصوصاً لحظة دخول أمي بالتورتة وبهجة العيال وأصوات الاحتفال، وكأني لسه هناك، معاهم، وكأن السنين ماجريتش ولا أثر السعادة زال".

ينصح زملاءه: "سيبوا لأولادكم ذكريات شبه دي يرجعولها، كما صورة للذكرى أو وردة جوه كتاب باقية -رغم الزمن- من قصة حلوة".

 

2-  متى بدأ انهيار صناعة الكاسيت؟

 

في 2008 بدأ الانهيار الفعلي لشركات إنتاج "الكاسيت"، توقف أغلبها، وأغلقت شركات أخرى أبوابها، نجا بعضها بتحويل النشاط إلى "الإنتاج السينمائي".

تقارير كثيرة تتحدث عن بدء خطة لهيكلة كل شركات "إنتاج الكاسيت" المتبقية منذ منتصف 2018، وإعادة هيكلة موظفيها ودمج إداراتها، أو تحويل نشاطها.

منذ أشهر، غادر المخرج محمد العمري، منصبه في رئاسة شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات، وذلك بعد انتهاء قرار التجديد له. العمري قال في تصريحات صحفية: "الشركة تعاني من خسائر ومديونيات منذ 2011 بسبب انعدام التمويل، وزيادة عدد العمالة، وتوقف النشاط الخاص بالإنتاج الدرامي وهو النشاط الذي أنشأت من أجله الشركة فضلا عن أن الشركة لم تحظ بأي تمويل من الهيئة الوطنية للإعلام".

في بيان رسمي، علّق عبدالرحمن رشاد، عضو الهيئة الوطنية للإعلام، قائلا: "إن لجنة رسمية برئاسة حسين زين رئيس الهيئة، لتسيير أعمال الشركة مؤقتا لحين توضيح الأمور المتعلقة بها في الفترة المقبلة".

3-    رئيس المبيعات بشركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات:

 

  وليد حافظ، رئيس قسم تنشيط المبيعات بشركة صوت القاهرة، وبإدارة التسويق بالقطاع الاقتصادي بالهيئة الوطنية للإعلام، أكد أن هناك خطة هيكلة يجرى تنفيذها بدأت بالهيئة الوطنية للإعلام وشركاته، وبدأت بشركة صوت القاهرة.

وأضاف لـ"الدستور"، أن الظروف التي مرت بها البلاد بعد ثورة ٢٥ يناير، ساهمت في التعجيل بهذه الخطة، إذ انخفضت مبيعات "الكاسيت" و"السي دي"، وزاد عدد المستخدمين لوسائل الإنترنت وأصبح التسويق رقميا "ديجيتال" عبر الإنترنت، كما أن بعض الشركات أبرمت عقودا مع "جوجل " لتسويق المحتوى.

وأكد أن نسب الإنتاج انخفضت بشكل كبير وأن العاملين بشركة صوت القاهرة أعيروا إلى قطاعات الهيئة الوطنية، وجار إعداد خطة لإعادة هيكلة الشركة وتطويرها، لكن القرارات كلها متأخر  جدًا، على حد قوله.

وأشار إلى أن الشركة كانت ناجحة منذ نشأتها في عهد مؤسسها وصاحبها الفنان محمد فوزي وتم تأميمها منه في عهد الرئيس جمال عبدالناصر ودا كان عام ١٩٧٧ حتى ٢٠١٠، وإنتاج الكاسيت كان جيد جدا وأعلى المبيعات وقتها. بعدها انخفضت المبيعات وبدأ الاتجاه للتسويق الرقمي.

وعن مصنع الشركة، قال: "لم يعد هناك مصانع للكاسيت في مصر.. مصنع صوت القاهرة بالإسكندرية توقف تماما وكان بيتم مؤخرا التخلص من أرصدة الأشرطة وتفكيكها وفرمها وإعادة تصنيعها علب بلاستيك DVD".

نتيجة بحث الصور عن مصنع صوت القاهرة للكاسيت

كما تحدث عن عدد العاملين بالشركة قائلا: "الهيكلة هدفها ضم الإدارات المتشابهة مثل صوت القاهرة بها قطاع إنتاج وماسبيرو به قطاع إنتاج هيتم ضمهما معا وكذلك التسويق للتسويق والإعلانات للإعلانات. محمد العمري رئيس الشركة، غادر منصبه لأن الشركة أصبحت تعمل بعدد ٢٠٠ موظف فقط، لكن للأسف مفيش حلول تانية لابد من إعادة الهيكلة ووضع الشخص المناسب بالمكان المناسب".

وأضاف: أسطوانات "البيك آب" التي انقرضت وحل محلها شريط الكاسيت أصبحت الآن عليها طلب بعد إعادة تصنيع جهاز الجرامافون التي تعمل عليه ومتوفر بالسوق"، متابعا: "أم كلثوم رقم واحد طبعًا، وهناك إقبال كذلك على شرائط عبدالحليم وعبدالوهاب ونجاة وفايزة أحمد، بالإضافة إلى التسجيلات الدينية لقراء الإذاعة والتلفزيون".

 وأكد أن مصنع صوت القاهرة في بداياته كان بيصنع أسطوانات البيك آب وصوت القاهرة كان اسمها صوت القاهرة للأسطوانات وبعدها تم التحديث بأشرطة الكاسيت وانقرضت الأسطوانات والكاسيت انتشر والآن انقرض الكاسيت ويوجد طلب على أسطوانات البيك آب.

وليد حافظ رئيس قسم تنشيط المبيعات

 

4-    جولة في تاريخ نجوم "الكاسيت".. ومؤسس "هاي كوالتي": "اللي مطورش نفسه وقع"

في كتاب "صنايعية مصر" – نشر في 2017- يروي الكاتب الكبير عمر طاهر، بدايات "الكاسيت"، يشير إلى أن المنتج عاطف منتصر الذي وصه بـ"صنايعي الكاسيت"، ورحل عن عالمنا في أبريل 2018، نقل سوق الغناء فى مصر من منطقة الأسطوانات إلى منطقة شرائط الكاسيت.

لم يكن نصيب عاطف منتصر من (الصنعة) أنه نقل سوق الغناء فى مصر من منطقة الأسطوانات إلى منطقة شرائط الكاسيت فقط، لكن الشكل الفنى الذى اخترعه ليناسب شرائط الكاسيت غير كثيرا فى شكل الغناء فى مصر، ساهم فى ذلك أشياء من نوعية رحيل حليم، و ساهم فيها نجيب محفوظ بشكل أو بآخر، ولا يمكن فى الوقت نفسه إغفال دور أحمد عدوية أحد أهم اكتشافات منتصر، على حد تعبيره.


نتيجة بحث الصور عن عمر طاهر

المنتجون أنواع يعددهم طاهر "هناك منتج دوره الإنفاق على تسجيل الأغنيات و طبعها، وهناك المنتج الفنان الذى يفتش عن الفكرة و الصوت، و يستمتع هو شخصيا بما يقدمه، ينتمى عاطف منتصر إلى النوع الأخير، المشغول بالفن أكثر من السوق، بدليل أن كتالوج إنتاج شركته لا يضم – بلغة السوق- « نمرة تشبه الأخري»، فمثلما اكتشف متقال القناوى اكتشف مدحت صالح، اكتشف محمد فؤاد و قدمه ب (يالا بينا يالا) ليصبح مطرب جيله مثلما قدم هانى شاكر ب( كدة برضة يا قمر) ليصبح مطرب جيله أيضا، سجل لـ (عمر خيرت) موسيقاه، كما القرآن الكريم بصوت الشيخ الطبلاوي، و دخل بفايزة أحمد و شادية و نجاة إلى عالم الكاسيت، و قدم تراث سيد درويش باكتشافه إيمان البحر درويش".

لحق "منتصر" بفترة التغيير، وعلق عليها قائلا: "قلبت شغل الكاسيت سى دهات.. هاعمل إيه يعني؟!".

 

المنتج طارق عبدالله: "لو هنمشي بالفكر القديم هنقعد في البيت"

"التدرج في فترة الانهيار كانت طويلة وكان هناك منتجين عليهم أن ينظروا لذلك"، هكذا كان المنتج طارق عبدالله، صاحب شركة "هاي كوالتي" للإنتاج الفني والتوزيع، يرى هذه الفترة العصيبة يقول إنه رغم الانهيار الكبير الذي حدث في صناعة "الكاسيت"، إلا أنه كان يرى أن التطوير لا بد أن يحدث، "اللي مطورش نفسه وقع".

بدأ "عبدالله" في اكتشاف عوامل الانهيار منذ انتشار أعمال قرصنة الشرائط على الإنترنت، حيث بدأت المبيعات في الانخفاض، حتى حدث كل شيء، يوضح: "بعد اندثار الكاسيت حصل دروب لمدة 3 سنين كان الإنتاج تقريبا صفر".

باع المنتج مصنع الشركة لـ"بياعين الروبابيكيا"، لكنه كان يعتقد أن الأمور لا يمكن أن تستمر بنفس المنوال، "الغنوة مش هتموت أبدا والناس مش هتبطل تسمع يعني.. لكن هناك فجوة هائلة بين الكاسيت والعصر الحالي".

وأكد أن مواقع الإنترنت والقرصنة ساهمت في انهيار شركات عريقة، لذلك بدأن في التطوير والبحث عما يحتاجه الجمهور والشباب: "لإن لو هتمشي بالفكر القديم هتقعد في البيت".

اتجه طارق إلى عالم التطوير كما يقول وبحث كيف تعامل الأوروبيون مع هذه الازمة "في جيل جديد ميعرفش يعني إيه كاسيت ميعرفش يشتري أغنية.. بيعرف يجيبها منين. فكان لازم نعمل حسابه.. وبيحب يسمع إيه وننتجله الحاجة اللي تناسبه.. أنا بحب مهنتي مقدرش يعدي عليا يوم إلا لما اشتغلها".

يتذكر أمجاد الشركة: "عملت مع معظم النجوم منهمهاني شاكر، ومصطفى كامل، ومحمد محيي، وحمادة هلال، وحسام حسني، إضافة إلى فنانين كثر في الخليج منهم عبدالله الرويشد ونبيل شعيل".

 

ورغم التطور الرقمي الهائل، إلا أن شباب الألفية الجديدة، لديهم ارتباط كبير بـ"أشرطة الكاسيت".. الحكايات تروى عند سماع مقطع موسيقي قديم أو رؤية صور من الثمانينات، هنا تركت الجدة وصيتها تسمع بعد صوت الشيخ محمود الطبلاوي، وهذه رسالة من الأب، وشريط آخر يحمل جلسة أنس بين الأصدقاء.

حالة يرى كثيرون ومنهم الكاتب عمر طاهر إنها من طبائع الإنسانية، فليس "الكاسيت" فقط من يخلقها، وإن تأثر به كثيرون، يقول لـ"الدستور": "الأغاني بتتسمع كومبو مش بس موسيقى بتتسمع بظروف الواحد ساعتها ومشاكله وأزمات وقته وريحة الجو والناس اللى حواليه. فلما تيجي تسمعها تاني كل دول بيكونوا موجودين".

وتابع: "ده مش حكر على زمن. كل حاجة ليها الذكرى بتاعها الشريط والفلاشة وفايل الأغاني على اللاب توب ووصلة العربية".


صورة ذات صلة

5-    2030 عام الأرباح لتطبيقات الأغاني.. واختفاء فكرة "الألبوم"

 

اتجه فنانون كثر في الفترة الأخيرة إلى طرح أغنياتهم قبل نشر "الألبوم" كاملا على تطبيقات الأغاني على مواقع الإنرنت، خاصة بعد انهيار "سوق الكاسيت"، وزيادة عدد المشتركين في "السوشيل ميديا" والإنترنت عمومًا.

تقارير إعلامية رجحت اختفاء مصطلح "ألبوم"، وحل "أغاني السينجل" محله من أجل مواجهة هذا الانهيار وتقليل حجم الخسائر.

المنتج محسن جابر، رأى أنه بعد ثورة 25 يناير ارتفع عدد مستخدمي الإنترنت حتى تجاوز 30 مليون مواطن، وأن ذلك الانتشار الواسع ساهم في انهيار "صناعة الكاسيت"، إذ كثرت القرصنة ومنصات عرض الأعمال الفنية على تطبيقات الهاتف

"الخسارة بدأت بالتدريج منذ سنوات وكان على المنتجين البحث عن بديل"، مؤكدًا أن هناك منتجين خسروا كل ما يملكون لإصرارهم على صناعة الكاسيت".

"تطبيقات الأغاني" أو ما يسمى تقنية البث على الإنترنت ظهرت في أوروبا منذ سنوات، وأحدثت تغييرًا كبيرا في صناعة الموسيقى، وفي العالم العربي انطلقت بعد ثورة 25 يناير على أثر زيادة وسائط التشغيل ما ساهم في ترويجها وسيطرها على المجال، بحسب المنتج محمد صبري.

كل شيء تغير في عالم الموسيقى بحسب صبري، "الإنترنت أصبح متاحا للجميع بسرعات عالية وتغير وعي الناس ولم تعد هناك حاجة للذهاب إلى السوق لشرائط شريط ماولكن مجرد البحث عنه ستجده بمقابل أو دون مقابل".

وأشار إلى بيان نشرته جولدمان ساكس، مؤسسة مصرفية في أمركيا، في أواخر 2016 ذكرت فيه أن مبيعات تطبيقات الأغاني ستزيد 3 أضعاف في 2030، مقارنة بمبيعات الكاسيت في أشهر سنواته وهي التسعينات".

واستشهد على ثورة التغيير التي أحدثتها تطبيقات الأغاني بإطلاق جائزة (جرامي) مسابقة للأغنيات التي لم تطرح على شكل أسطوانات.

وعدد مميزات هذه التطبيقات، قائلا: "ساهمت في تعزيز قدرة المستمع على الحصول عليها مباشرة من أي مكان يتواجد فيه فضلا عن بعض المواقع والتطبيقات تمتلك مكتبات حصرية، كما تعطي مساحات لفرق الأندرجراوند والفنانين المستقلين، كما تمتلك تقنياتلتقديم موسيقىبجودة سمع عالية".

"أنغامي" يعتبر الأول في الشرق الأوسط، ويحتوي على موسوعة هائلة تتجاوز25 مليون أغنية، وفقا لصبري، متنبئا بأن المستقبل لن تكون فيه "موسيقى مجانية"، لأن الشركات التي تمتلك هذه البرامج تعطي نسب للفنان ولشركات الإنتاج مقابل الحصول على أغنايتهم، وهذا ينهي الشكل التقليدي للإنتاج الفني، على حد تعبيره.

( إحصائية: 60% زيادة في نسبة مستخدمي الإنترنت منذ 2011

كشف تقرير موجز عن مؤشرات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، عن وصول حجم الاشتراكات في الهاتف المحمول 99.82 مليون، متجاوزا عدد السكان حتى أكتوبر 2017، بنسبة انتشار بلغت 110.37%، في حين وصل مستخدمو الإنترنت عن طريق المحمول 27.49 مليون مستخدم.

وذكر التقرير أن عدد مستخدمي الإنترنت وصل إلى نحو 33.7 مليون مستخدم، بنسبة انتشار بلغت نحو 41.3%، فيما بلغ عدد مستخدمي الـ   Modem USB 3.24 مليون مستخدم. وبلغ عدد مستخدمي الانترنت عن طريق المحمول من إجمالي مشتركي المحمول إلى 32.96% حتى ديسمبر 2017، مقارنة بـ27.54% في أكتوبر من نفس العام.


6-    أقدم بائع "كاسيت" في الدقي: 3 شرائط فقط في 2018

نصف للشرائط والآخر للجرائد والتسالي، هنا أقدم محل لبيع "الكاسيت" في منطقة الدقي- القاهرة، أشرطة قديمة تغطيها الأتربة، داخل "فاترينة"، لم تنظف من سنوات، تلاحظ غلافات أشرطة للفنانين أم كلثوم، محمد عبدالوهاب، عبدالحليم حافظ، محمد عبده، طلال مداح.

"مليش في السياسة".. أول كلمة قالها عم محمد أيمن، صاحب المتجر، موضحًا أنه لا يرغب في الحديث عن أي موقف سياسي في الفترة الأخيرة.

عن تجارة "الكاسيت" تحدث قائلا: "كانت هوايتي منذ الصغر وتحولت إلى تجارة.. نمت في فترة التسعينات"، مؤكدًا أن يمنيين كثر وشباب من دول الخليج يشترون منه، وكان يتعاقد مع شركات لجلب الأشرطة "الماستر".

"المحل الآن أشبه ببازار.. يتضمن أشرطة قديمة لكن لم يعد لها زبون في الفترة الأخيرة"، يتحدث بحزن موضحًا أنه باع  3 أشرطة فقط في 2018".

يضيف: "أن أكثر الأشرطة التي كانت تباع هي لأم كلثوم وعبدالحليم حافظ، وهاني شاكر، وبعض الخطابات الرئاسية للزعيم جمال عبدالناصر والرئيس أنور السادات".

نتيجة بحث الصور عن محل كاسيت كوبري الدقي

7-    رجل أعمال أردني: كنت أستورد الأشرطة بالملايين من مصر.. وبعت المصنع في 2018

اضطر محمد الإمام، رجل أعمال أردني، إلى بيع مصنع "أشرطة الكاسيت" الذي يملكه منذ 14 عامًا، بعد انهيار المهنة، يقول بحسرة: "كنا مثل نجوم الطرب في المهنة، نجاح الفنان كان نجاحا لنا، كل زيادة في النسخ يزيد من الأرباح، لكن التطور قتل كل شيء".

"المصنع كان يعتمد على مؤسسات مصرية في استيراد الأغلفة البلاستيكية، عظم الكاسيت"، يوضح طبيعة عمله قائلا: "نستورد من مصر بعض أغلفة الشرائط وعظمها، ونصنع الشرائط البنية المغناطيسية، وندمجها ونطبعها ثم نغلقها"، مشيرًا إلى أن بعد انهيار الصناعة في مصر، عُرض المصنع للبيع.

قرر "الإمام عرض مصنعه للبيع بـ 5 ملايين جنيه مصري إذ كان ينتج يوميا 20 ألف شريط وقبل الانهيار في 2008 كان ينتج 5 آلاف شريط فقط، إلا أنه وبعد 3 سنوات اضطر إلى تخفيض سعره إلى النصف. وقال: "أنا تاجر وأعلم أن هذه طبيعة الحياة، كل تطوير يقضي على ما قبله، ولا بد أن يكون هناك نظرة مستقبلية دائما لما يحدث خاصة في الدول الأوروبية، لأن أغلب الدول العربية تتطور ببطء وبشكل تابع للغرب".

لا زال يحتفظ رجل الأعمال ببعض الشرائط، "هي عشرة العمر وتاريخ طويل من النجاح".