رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شاهد.. زكي طليمات في مناظرة مع يوسف بك وهبي

 زكي طليمات
زكي طليمات

لأكثر من جيل ما زال يردد جملته الأثيرة :"في ليلة أقل جمالاً من ليلتنا هذه ستأتين راكعة إلى خيمتي"٬ التي صب فيها غضبه الجامح٬ من تمنع "فرجينيا" جميلة الجميلات عليه٬ أنه العميد المؤسس لمعهد فن التمثيل العربي٬ العملاق "زكي طليمات" والذي تحل اليوم ذكري ميلاده الثالثة والعشرين بعد المائة(123).

في الكتاب الذي تناول سيرتها الفنية٬ تذكر الفنانة الكبيرة"زينات صدقي" عن لقائها بطليمات :" بعد انتهاء تعاقدي مع تياترو مونت كارلو، رأيت إعلانا عن افتتاح معهد أنصار التمثيل والخيالة بمنطقة رشدي، وستبدأ الدراسة فى الخامس من نوفمبر ١٩٣٠. تنتظم زينات فى المعهد إلا أن الرياح تأتى بما لا تشتهى السفن، حيث تقرر الدولة إغلاق المعهد صيف ١٩٣١ بحجة مخالفته للآداب، فتزعمت زينب الطلاب الذين راحوا يهتفون ضد الحكومة ويطالبون بإسقاطها، وخطب طليمات فى الطلاب منددا بموقف الحكومة ومدللا على قيمة الفن والفنانين والعلاقة السرية بين أهل الفن وأهل السياسة، ليس هذا فقط، إنما أسس جمعية لدعم الحركة المسرحية وأطلق عليها اسم "جمعية الحمير" تحديا للقصر الملكي، مشيرا إلى أن الحمار أكثرا قدرة على التحمل وأن الجمعية وأعضاءها مستعدون للتحمل مثله، وربما أكثر منه فى سبيل أن تصل رسالتهم من أجل الفن والمسرح، وضمت الجمعية فى عضويتها كتابا وفنانين منهم: طه حسين، العقاد، توفيق الحكيم، وغيرهم ممن تعاملوا مع الجمعية بجدية كبيرة.

وفي عام 1934 عين طليمات مديرا لاتحاد الممثلين الذي ألف بدعم من الدولة لحل أزمة المسرح، ولكن الفرقة لم تستمر طويلا حيث كانت الدسائس والوقيعة سببا في فشل الفرقة وحلها حتى تم إنشاء الفرقة القومية المصرية -أول فرقة مسرحية تشرف عليها الدولة- عام 1935م وعُين مخرجا وعضوا للجنة الإشراف على الفرقة.كما عُين مديرا فنيا للفرقة المصرية للتمثيل والموسيقى التي حلت محل الفرقة القومية في أغسطس من عام 1942م، وفى نفس العام أفتتح المعهد العالي لفن التمثيل العربي وعين طليمات أول عميدا له.

وشارك رائد المسرح المصري في العديد من الإنجازات خلال مشواره الأدبي حيث سافر عام 1954م إلى تونس بدعوة من حكومتها للمشاركة في تأسيس الفرقة القومية، كما شارك في إنشاء معهد الفنون المسرحية بتونس، وفي عام 1961م عهدت إليه حكومة الكويت بتأسيس مسرحها القومي حيث عُين مشرفا عاما على مؤسسة المسرح والفنون بها، وبعد عودته من الكويت عام 1971م عين مستشارا فنيا للهيئة العامة للسينما والمسرح والموسيقي.إلى جانب الكتابة الأدبية والصحفية، أخرج طليمات عددا من المسرحيات ومن أشهرها: أهل الكهف، تاجر البندقية، السيد، نشيد الهوى، الفاكهة المحرمة، الشيخ متلوف، مدرسة الأزواج، أوبريت يوم القيامة .كما قدم العديد من الأعمال السينمائية، ومن أبرزها من اجل امرأة ، بهية، يوم من عمري٬ الناصر صلاح الدين٬ نشيد الأمل٬ عام 1937 بمشاركة محمود ذو الفقار وعزيزة أمير٬ وفيه قام بدور"إسماعيل" الذي يطلق زوجته آمال، تاركاً إياها وحيدة لتقاسي مصاعب الحياة مع ابنتها سلوى، ويسوق لها القدر الطبيب عاصم الذي يقوم بعلاج ابنتها، ويكتشف موهبة آمال المتميزة في الغناء، فيساعدها على أن تجد لنفسها عملاً مستغلة فيه موهبتها، ولكن إسماعيل يخرج من السجن ليلاحقها ويبتزها.

حصل علي العديد من الجوائز، أهمها: نيشان الافتخار من درجة كوماندور من الحكومة التونسية في عام 1950م، وجائزة الدولة التشجيعية في الفنون من المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية عام 1961م، إضافة إلى جائزة الدولة التقديرية في الفنون من المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية عام 1975، ودرجة الدكتوراه الفخرية في نفس العام، وتوفي الفنان العملاق في 22 ديسمبر من عام 1982 عن عمر يناهز 88 عام.