رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لماذا تنتحل الشخصيات صفة الطبيب النفسي؟.. إليك 3 أسباب

خبيرة ازياء تدعي
خبيرة ازياء تدعي ان استشاري طب نفسي

انتشرت في الآونة الأخيرة بعض الشخصيات التي تظهر على الساحة الإعلامية وتلصق باسمها وظيفة أخصائي نفسي أو طبيب نفسي، ويتم استضافته داخل البرامج ويصرح عبر الجرائد الهامة مما يعد ذلك انتحال لشخصية ليست من حقه، ويجعلنا نتساءل لماذا تُقدم هذه الشخصيات على انتحال صفة الطبيب النفسي بل والعمل على تصديق أنفسهم إلى حد كبير.

من جانبه؛ قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أن هناك العديد من الشخصيات التي تعمل على انتحال صفة طبيب نفسي، بل يتطور بها الأمر إلى تصديق هذا الوضع وتعمل على إعطاء نصائح للمرضى وغالبا يعتمد الكثير منهم على العلاج بالموسيقي فهو أسهل رد بالنسبة لهم.

وأضاف "فرويز"، في تصريحات خاصة لـ «الدستور»، أن هناك عدة تخصصات للمرض النفسي فهناك الإخصائي خريج كلية الآداب فهو تقتصر مهمته على اجراء اختبارات وتحديد المشكلة من خلالها، أما خريج التربية فهو يعمل على إعطاء مواعظ للجمهور ويهدى الناس للطريق الصحيح، أما تخصص الطب النفسي فهو مهمته معالجة الأزمة.

ـ حب الظهور والتباهي
وأشار "فرويز"، إلى الأسباب التي تدفع هؤلاء لذلك نجد هو حب الظهور والتباهي أمام عائلته وأصدقائه باستضافته بالبرامج، وكذلك لفهمه المهنة بشكل خاطئ، وبمجرد أن يتلقى محاضرة أو دورة تدريبية يصبح بذلك أخصائي نفسي.

وأوضح أن الإعلام هو شريك بالجريمة حيث عمل على الترويج لهم من خلال استضافتهم، وتلقي تصريحات منهم، الأمر الذي يضر بالمهنة ولا ينفعها.

ـ الفوضي الإعلامية
في سياق متصل؛ قال الدكتور خالد سمير، عضو مجلس نقابة الأطباء وأستاذ جراحة القلب، أن إحتيال البعض لشخصيات الآخرين يرجع إلى الفوضى الإعلامية، حيث يتمركز هدفها إلى تحقيق أعلى نسبة من الإعلانات والإعلاء في نسبة المشاهدة.

وأوضح سمير، في تصريح خاص لـ «الدستور»، أن السبب الرئيسي في إنتشار هذه الظاهرة ترجع إلى قلة المستوى التعليمي والفكري عند المواطنين، حيث أعتادوا على تلقي المعلومة دون التفكير في صحتها أو خطأها، مضيفا أن كل الوظائف الآن تتم من خلال الواسطة، فمن لديه واسطة في مجال الإعلام يصبح خبير في المجال الذى يريده.

وأشار إلى أن غياب القوانين وانتشار الفساد تساعد في تلك الظاهرة، حيث يسعى الفرد في استغلال الظروف من أجل تحقيق الذات على حساب المواطنين، فهناك العديد من القضايا التي يتم اختلاف الآراء فيها من قبل أفراد غير متخصصين لتحقيق أهداف سياسية أو شخصية معينة.

وأكد من خلال تصريحه، أن هذه الفوضي هى السبب الرئيسي لوجود الإرهاب، خاصة أن الحكومه تعمل على حرمان المواطن للتمييز ما بين الصح والخطأ من خلال تقديم المعلومات لكى يستقبلونها فقط دون التفكير فيها، ولكن لم تدرك أن هناك عناصر أخرى تستغل عقولهم وتسيطر عليها في ظل عدم قدرتهم لفهم الأمور.

وشدد "سمير"، على ضرورة وجود انضباط إعلامي وتحديد الوظائف بدقة فالمذيع يجب أن يعرض "السى في" الخاص بضيفه لتأكيد مصداقية كلامه للجمهور، كما أن المعد هو المسئول عن إعداد أسئله الحوار، حيث يجب على كل فرد أن يعمل في مجال تخصصه.

ـ غياب القوانين
وذكر الدكتور محمد عاطف، استشارى الطب النفسي، أن الهدف الأساسي لهذه الظاهره هو غياب الضوابط والقوانين من قبل الحكومة، كما أن هناك العديد من الوظائف التى ليس لها مسمى أو نقابات تخضع لها، موضحا أن الإعلام له دور في ذلك من خلال السماح لغير المختصصين بالتحدث وإبداء رأيه.

وأشار استشارى الطب النفسي، في تصريحه لـ «الدستور»، أن إنتحال شخصيات الآخرين يمكن أن ترجع لمرض نفسي، حيث يسعي الفرد إلى تحقيق الذات أو التخلص من التوتر الذي ينتج عن عدم قدرته للتعلم خاصة إذا كان لديه لباقه في التحدث، فيبدأ التعامل على أنه خبير، مؤكدا أن هناك أفراد يستغلون الظروف والفساد التي تمر بها البلد من أجل الشهرة.

وشدد على أهمية وضع معايير لدور الإعلام، وتحديد هوية المتحدثين في الإعلام، ولابد أن يكون هناك جهات مختصة لكل الشهادات المتواجدة في المجتمع، بالإضافة إلى أنه لابد من حسن اختيار الضيوف الإعلامية بدقة من قبل فريق الإعداد.