رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الدستور» تنفرد بنشر قصيدة أثر الموتى لـ«شعبان البوق»

الشاعر والمسرحي شعبان
الشاعر والمسرحي شعبان البوقي

حصل الشاعر والمسرحي شعبان البوقي بالمركز الثالث في مسابقة أخبار الأدب، شعبة الفصحى، عن ديوانه «ملاك رجيم وشيطان مبارك».

وتجدر الإشارة إلى أن البوقي سبق أن فاز بجائزة الشارقة للإبداع، عن مسرحيته الشعرية «ليلة عبد الله»، كما فاز الشاعر بجائزة الفجيرة في المونودراما المسرحية، عن نص «طاهي الثلج»، عن ديوانه «ملاك رجيم وشيطان مبارك»، قال البوقي: «أنا لست معنيا بالجمال في كتابتي ولا بالحب، أنا معني بتفسير الشيطان داخلي، وأدخل قصيدتي متحرشا لا أمنحها سلاما مني، أشعر أن الملاك الرجيم كتاب مثل حفرة حفرتها بأظافري على ورقة الكون تطلبكم جميعا السقوط في عتمتها».

ولفت البوقى إلى أنه لو لم اكتب هذا الديوان كنت اغتصبت الكثير من حقوقكم علنا أو أصبحت مجرما خطيرا.

وأكد البوقى أن كتابة الملاك الرجيم كتابة عدوانية تستمتع بقضم مشاعر المتلقي، وتفل لحمة على الأرض حضر فيها قبح العالم في زي الملاك استمتع فيها بقتل قارئ، وانتشي حين أراه يذبح نفسه على ورقتي بسعادة.

وختم البوقى بقوله إن «الملاك الرجيم» رحلة سنوات من الغربة، والتطلع لذبح دمى العالم في وجهه ليشعر كم كان فظا وهو يمليني الشعر.

«أثر الموتى»

ترى كيف اختارت الذكريات أثر الموتى
معشر المارين بي تمهلوا
اقترفوا الدمع سريعا
ربما يحرق الوقت نفسه فوق أقدامكم
ولن استطيع أن أعيدكم للوراء
فقد مضى زمن الأنبياء
أنا لم تغني لي فيروز ولا أحمد منيب
فقط علقت تميمة تمنع الحسد على منازل الطين
كما يرسم فنان فطري «خمسة وخميسة»
لي مالكم وأزيد عليكم في الخديعة
ربما لأنني حينما كشفت بلقيس عن ساقها
نظرت بشهوة ولم أراع الجلوس بحضرة نبي
يعرف منطق العفاريت
يستاء مني الملوك ولا أحب رابطة العنق
وألبس حذائي بلا جورب
وأدخل فراشي بأظافر طويلة يملأها الطين والغبار
متلف كل الكلام الجميل على شفتي
لم تعلق واحدة منهن صورتي فوق جيدها
ولم تلتقط لي صورة مع الخيل
حينما عوَلت علي الأغاني صمت
فعاقبتني بالبعد عن صوت أمي
أنام وأصحو على غربتي
تعصرني شوارع أرمنت
كعود قصب في مراجل السكر
مطلوب مني أن أخرج عنوان طفولتي كلما اتهمت بالخراب
رأتني ماريا في ساحة ابي الحجاج فتفلت فوق وجهي
وصاحت
لست يا أسود الوجه من أبتغيه
وكنا تواعدنا على الهاتف الجوال من قبل
أرى نفسي بقرة مسلوخة يعلقها جزار في أبي الجود
فمالي أنا والصليب
يؤلمني لمس النسيم عروقي
يضحض حجتي في الحياة التداعي
ويحرم قلبي دخول الكنيسة هذا الشراب
يعبد الله بجبر الخواطر خلي
فيرفق بي
يقول بأني أجيد اختصار اليمام
وأحسن صنع الزهول
يحدثني عن نايه كأني مزامير داوود
آآه لو تكلمون المسافات لي
أو توقفون ساعاتكم كي أعود
أتعبني دور المسيح
تقلب وجهي كثيرا في أسامي البلاد
مللت التطلع في وجوه العباد
انتظار امتلاء المقاعد بالراكبين
مللت عد الرؤس
اصطفاف أعناقها من الخلف تحت رؤس العبيد
مللت مرايا السائقين
ودفع النقود مقابلا للاغاني
جري الأشجار للخلف
كلموا العمر إني أعاني
قبل أن ارى هؤلاء العساكر
على أجسادكم واقفين