رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تفاصيل أخطر 60 دقيقة بين رأسي الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذكسية

البابا فرنسيس
البابا فرنسيس

تحمل زيارة البابا فرنسيس الأول، بابا الفاتيكان، غدا، إلى القاهرة أكثر من رسالة على المستويين السياسى والدينى، وهو ما يضفى عليها أهمية كبرى ويجعل منها زيارة تاريخية بكل المقاييس، خاصة فى ظل التوقيت الذى تأتى فيه، والظرف التاريخى الذى تمر به المنطقة، وتلك المرحلة الفارقة من عمر الصراع الدائر فيها.

اختيار البابا القاهرة لتوجيه رسالته للعالم وإصراره على زيارتها رغم تفجيرات الكنيستين الأخيرة، يعكس أهمية الزيارة، وجدول اللقاءات وموضوعها يؤكد تاريخيتها، فهو سوف يلتقى الرئيس عبدالفتاح السيسى والدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، فاتحًا صفحة جديدة فى العلاقة بين الأزهر والفاتيكان، كما يلتقى رأس الكنيسة الأرثوذكسية البابا تواضروس الثانى لبحث كثير من الملفات الشائكة والمعلقة بين الكنيستين الشرقية والغربية منذ عقود.

على مدار 60 دقيقة يجتمع رأسا الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذكسية، غدا، بالمقر البابوى بكاتدرائية العباسية، لبحث عدد من الملفات الخلافية عبر تاريخ العلاقة بين الكنيستين، وهو اللقاء الذى يسبقه لقاء بين ممثلى الكنيستين، للتفاهم والتباحث حول الملفات المتوقع مناقشتها أثناء الاجتماع.

ويضم اللقاء الأول ممثلين عن الكنيسة الأرثوذكسية المصرية من المطارنة والأساقفة، أعضاء المجمع المقدس، بينما يتشكل الوفد الثانى من قيادات الكنيسة الكاثوليكية الفاتيكانية، للنقاش حول بعض الملفات المشتركة، وتمهيد جو الود والتآخى بين الكنيستين استعدادا للقاء رأسى الكنيستين.

توحيد مواقيت الأعياد

يعتبر ملف توحيد الأعياد المسيحية، خصوصًا عيد القيامة المجيد، من أهم الملفات المقرر مناقشتها بين رأسى الكنيستين، ففى عام 2014 كلَّف البابا تواضروس الثانى، الأنبا بيشوى، مطران دمياط وكفر الشيخ، بإعداد دراسة كاملة عن ملف توحيد الأعياد المسيحية، كما أرسل بابا الإسكندرية خطابا إلى بابا الفاتيكان، لدعوته لمناقشة القضية.

ودعا البابا تواضروس فى 2014 إلى توحيد الأعياد فى تصريحاته لمجلة «حامل الرسالة» الناطقة باسم الكنيسة الكاثوليكية فى مصر، قائلا: إن اختلاف موعد عيد القيامة بين الكنيستين، هو اختلاف «تقويمى فلكى»، وليس «لاهوتيا».

بحث أحوال أقباط مصر

بعد التفجيرات الأخيرة لكنيستى طنطا والإسكندرية، فمن المرجح أن يشمل الاجتماع مناقشات حول أوضاع الأقباط فى مصر والشرق الأوسط بشكل عام، إذ يسعى بابا الفاتيكان للاطمئنان على أوضاع المسيحيين الكاثوليك، والأرثوذكس أيضًا، والتعرف على حقيقة الأوضاع على الأرض بعيدا عن المبالغات الإعلامية.

ومن ناحية البابا تواضروس، فمن المتوقع أن يستغل الفرصة لتأكيد مقولاته الوطنية حول حقيقة استهداف مصر بإشعال ملف الأقباط، وتحسن الوضع العام فى مصر منذ تولى الرئيس السيسى مهام الرئاسة.

التعريف بـ«إنجازات تواضروس»

من المتوقع أن يشمل الاجتماع تعريفًا واسعًا بتاريخ الكنيسة الأرثوذكسية، وأعمالها، وهيكلها التنظيمى، ونجاحها فى الحفاظ على الإيمان فى وجه الاضطهاد الرومانى. كما سيشمل الملف التعريفى نقل صورة دقيقة حول رعاية الشعب المسيحى بمصر، والنهضة الروحية التى يمر بها، بالإضافة إلى إنجازات البابا تواضروس، والمكتسبات القانونية التى نجحت الكنيسة فى تحقيقها خلال الأشهر الأخيرة، إذ استطاع البابا تواضروس التواصل مع قيادات الدولة بإصدار قانون الكنائس الذى كان حبيسًا فى الأدراج.

تحديد آلية لتبادل الزيارات العلمية

فى إطار خطته للعمل على التقريب بين الكنائس المسيحية فى الداخل المصرى، من المنتظر أن تشمل الزيارة مناقشات حول قنوات الاتصال بين الكنائس المختلفة، وطبيعة الدور الذى يقوم به مجلس كنائس مصر. ومن المقرر أيضا أن يُطلع البابا تواضروس الثانى، شقيقه الكاثوليكى على الدور الخدمى للكنيسة الأرثوذكسية بمصر، وأوجه التعاون بينها وبين الكنيسة الكاثوليكية، التى تهتم كثيرا بالخدمات الاجتماعية، بالإضافة إلى إيجاد آلية لتبادل الزيارات العلمية، والمناقشات اللاهوتية، فى المواضيع الجدلية بين الكنيستين.

خطوات مشتركة لإيقاف الحروب

رغم صعوبة فتح ملفات سياسية معقدة مثل القضية السورية، فمن المتوقع أن تشمل النقاشات بين البابوين استعراضا لجهودهما المشتركة لتحقيق السلام فى الشرق الأوسط والعالم. ومن المنتظر أن يتوج اللقاء بين رأسى الكنيستين بمزيد من التنسيق بين جهودهما الدبلوماسية، ووساطتهما السياسية لدفع كثير من الملفات الساخنة فى اتجاه السلام، وتأكيدهما اتخاذ خطوات مشتركة لإيقاف الحروب والنزاعات والمجاعات فى كثير من أنحاء العالم.