رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الدعوة السلفية.. المجلس الأعلى لتصدير الإرهاب من الإسكندرية

محمود عباس
محمود عباس

شهدت الجمعية العمومية لحزب النور السلفى الذراع السياسية للدعوة السلفية بالإسكندرية، لاختيار أعضاء الهيئة العليا، وسكرتارية الجمعية العمومية، والرئيس، مساء أمس الأول الثلاثاء، تجديد الثقة فى يونس مخيون رئيسًا للحزب لدورة جديدة. وأكدت نتائج انتخابات الهيئة العليا صحة التصريحات التى طالما أدلى بها المنشقون عن «الدعوة السلفية» وحزبها السياسى، عن عدم وجود تداول للسلطة بالحزب، وتحكم قيادات الدعوة، وتحديدًا ياسر برهامى، فى كل كبيرة وصغيرة فيه. والتقت «الدستور» بمجموعة من منشقى الحزب، فى حوارات كشفوا خلالها عن مجموعة من الأسرار والكواليس التى تشهدها الغرف المغلقة داخل «النور» و«الدعوة السلفية».


محمود عباس: يونس مخيون لعبة فى يد «الديكتاتور برهامى»
يعرف محمود عباس، القيادى السلفى المنشق عن حزب «النور»، الكثير من أسرار وخبايا الكيان السلفى، وكيفية إدارة الأمور واتخاذ القرارات فيه، ويرجع ذلك إلى بقائه فترة كبيرة فى الهيئة العليا للحزب.

ووصف «عباس»، انتخابات حزب «النور» الأخيرة بـ«التمثيلية»، متهماً ياسر برهامى، نائب رئيس «الدعوة السلفية» بتفكيك الدعوة وإفشال الحزب.


■ بصفتك عضوا سابقا فى «الهيئة العليا».. كيف تدار الأمور داخل «النور»؟

- «النور» كان له قيادة ظاهرة هى رئيس الحزب، وقيادة باطنة هى «الدعوة السلفية» متمثلة فى الدكتور ياسر برهامى، مع وجود اتفاق على التعاون بين الجهتين يقضى بأن يكون «الرئيس» هو صاحب القرار الإدارى، والمرجعية الدينية لـ«الدعوة» و«برهامى»، ومن خلفه مجلس أمنائها.

ورغم هذا الاتفاق إلا أن دور «برهامى» تغول وأصبح يتدخل إداريا فى كل شىء.

■ هل تؤثر «الدعوة السلفية» على القرار داخل الحزب؟

- طبعا هى المتحكمة فى قرار الحزب، وكانت القرارات تأتى مكتوبة فى ورقة يقدمها «أسامة رشاد»، أحد رجال «برهامى»، إلى الهيئة العليا، للإيحاء بأن القرارات صادرة عنها، وذلك فى الأمور الكبيرة والمهمة، أما الأمور الصغيرة فيتم تركها لمسئولى الحزب.

أما الآن فأصبح العكس هو السائد، أى أن الحزب هو المتحكم فى «الدعوة السلفية» بعد أن أصبح رجالة «برهامى» يمثلون أكثر من نصف عدد مجلس إدارة جمعية الدعاة الخيرية -الدعوة السلفية سابقا وتحول الحزب من ذراع لـ«الدعوة السلفية» إلى أن تكون «الدعوة» هى الذراع الدينية للحزب يحرك أعضاءها كيف يشاء، ويحركهم جميعا «برهامى».

■ ما أسباب فشل «النور» مؤخرًا وتراجع شعبيته؟

- الحزب أصبح مفككًا منذ حدوث أول تدخل سافر من قبل «برهامى» فى الأمور الإدارية، وجاءت استقالة رئيسه الأول «عماد عبدالغفور» لتوثق ذلك التفكك، ومقالاتى فى الجرائد والمواقع كررت فيها أن الحزب سيفشل بسبب «ديكتاتورية برهامى وسيطرته على كل شىء فى الحزب».

انفض الأعضاء المؤسسون وغير المؤسسين عن الحزب بسبب هذه «الديكتاتورية»، ما تسبب فى تراجع شعبية الحزب ثم إخفاقه فى الانتخابات وحصوله على 12 مقعدا فقط من إجمالى 570 مقعدا بمجلس النواب الحالى، بما يوازى 2% فقط.

■ من هم رجال ياسر برهامى داخل الحزب.. وما هو دورهم؟

- هناك مجموعة مقربة من «برهامى» وبمثابة ذراعه اليمنى، التى يحرك بها الحزب والدعوة السلفية، ويطلق عليهم «السبعة المبشرون»، وهم «أحمد عبدالحميد، محمد شريف، غريب أبو الحسن، أسامة رشاد، محمد القاضى، سيد عبدالهادى، أحمد الشحات». هؤلاء السبعة هم الدائرة الأولى التى تكون حول «برهامى» تنفذ ما يريد، ثم تأتى مجموعة أخرى من الشخصيات، أمثال «محمود عبدالحميد، عبدالمنعم الشحات، أشرف ثابت، يونس مخيون، محمد إبراهيم».

ويستعين «برهامى» بالمجموعتين لمواصلة التحكم فى الحزب و الدعوة، والباقى لا يخرج عن دوره المرسوم، و إلا سيكون مآله الاستبعاد من الحزب والدعوة ويكون مغضوبا عليه، مع الأخذ فى الاعتبار استبعاد كل القيادات المؤسسة للدعوة السلفية.

■ كيف رأيت الانتخابات الداخلية الأخيرة للحزب؟

- هى «تمثيلية» مكونة من مجموعة حلقات تنتهى ببطلها يعتلى كرسى الحزب، وهو البطل الذى أعده سلفا «برهامى» دون الخروج عن نص الدور المرسوم لكل واحد من القيادات.

■ ما تقييمك لأداء نواب حزب النور فى البرلمان؟

- كل وقتهم يحاولون تقديم خدمات لأهل دوائرهم، وأصبح وجودهم فى المجلس هو والعدم سواء، بل هم أقرب إلى عضو المجلس المحلى.

ياسر عبدالتواب: شورى السلفيين «شكلية».. والأتباع يرون الشيوخ مؤيدين من الله
قال الدكتور ياسر عبدالتواب، القيادى السابق بالدعوة السلفية، إن الشورى داخل الدعوة السلفية «شكلية»، ولا تنم عن تشاور حقيقى، مشيرا إلى أن الدكتور ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة، يدير حوارات منفردة مع البعض منهم لإقناعهم بوجهة نظره، لينتهى الأمر باتخاذ القرار الذى يريده.

■ كيف تدار الأمور داخل الدعوة السلفية وحزب النور؟
- بداية، أود أن ألفت النظر إلى أنه وبرغم تعاونى الوثيق مع الدعوة السلفية لفترة امتدت منذ بداية التحاقى بالجامعة ثم انقطعت لسفرى الطويل ثم اتصلت نسبيًا بعد عودتى فى أعقاب ثورة 25 يناير إلا أننى لم أعد نفسى كادرا من كوادرها بشكل أساسى، بمعنى أننى كنت أتعاون مع أى جهة أو شخص أرى أنه على خير ومن باب التعاون على البر والتقوى.

لكن أستطيع أن أقول إن العلاقة بين الدعوة السلفية وحزب النور إشكالية كثيرًا ما أثار غضب الأعضاء، فمثلًا كثيرًا ما تذمر أعضاء من القاهرة والجيزة وطنطا وغيرها حين رأوا تقريب «السكندريين»، وتسليطهم على غيرهم دون صفة، وأكرر دون صفة «وهو من مبادئ المؤسسية» ودون أيضا موهبة مع الأسف الشديد.

العامل الوحيد فى وجود السكندريين هو قربهم من شيوخ الدعوة المؤسسين ولا سيما د. برهامى فى الإسكندرية.

الفكرة أنه فى داخل أى تجمع إنسانى منظم يجب أن يكون التفكير بمنطق ومؤسسية وليس بالطريقة «الأبوية» وفى حالة الدعوة يتم التصرف بافتراض أن الشيوخ «وفى رواية العلماء بارك الله فيهم» يعلمون المصلحة وأنهم مؤيدون من الله تعالى نظرا لما أسدوه من سابق جهد وعلم ودعوة، وهذه هى العقلية التى تدير الأمر، ما نتج عنه تسلط.

داخل الدعوة والحزب لا يحدث تبادل للآراء بشكل حر أو تقدير للواجبات بل حتى المبادئ وعلى رأسها «المصالح والمفاسد»، وأتصور أن أكبر مشكلة للسلفيين والسكندريين منهم على وجه الخصوص هى عدم المواءمة بين تلك الأمور الأربعة: الواجبات وكيف تطبق دون إخلال بـ«المصالح»، «والنظر فى المفاسد» دون أيضا إضرار بالمبادئ.

■ كيف ترى دور الدكتور ياسر برهامى فى الأحداث الجارية؟

- رغم أنهم يدعون صدور قراراتهم عن شورى لكنى أجزم بأنها «شكلية»، وأن الأمور تدار من خلال الدكتور ياسر برهامى، وإقناعه الآخرين بوجهة نظره قبل أى تصويت، ومن ثم تتم الشورى لتصل فى النهاية لما يريد هو ومن يقربهم، وليس عن تشاور حقيقى مكتمل الأركان.

محمد جويلى: رموز «الدعوة» تحولوا إلى «كهنة» ما دخلوا مكانًا إلا أفسدوه
أعرب محمد جويلى، شيخ الدعوة السلفية السابق فى مطروح، عن رفضه تصرفات مشايخ الدعوة السلفية وقيادات حزب «النور» التى حولت الدعوة إلى كيان مظلم، وأصبحت مجرد حركة حزبية مقيتة. وذكر جويلى أن اعتزاله العمل السياسى جاء بسبب تحول أنصار الدعوة إلى أحزاب متفرقة، وشيع تحتكر الفهم السلفى.
■ ما أسباب انفصالك عن حزب النور السلفى؟

- الأسباب كثيرة ومتعددة، ولكنى أود أن أوضح أنى اعتزلت العمل السياسى بشكل كامل، ومن يفهم المعنى الصحيح للدعوة السلفية يعلم أنها لا علاقة لها بالعمل السياسى أو الحزبى.

■ لماذا اتخذت قرار الاعتزال بدلا من الإصلاح من الداخل؟

- لا مكان لى فى ظل كيان اعتمد أهله على التحزب وتفرقة الناس واللهث خلف المصالح والمنافع السياسية، والعمل الحزبى مُخالفٌ لنهج السلف.

■ ما تقييمك لأداء الدعوة السلفية وحزب النور فى الوقت الحالى؟

- الدعوة السلفية تحولت بسبب تصرفات بعض المشايخ إلى كيان مظلم، يستعمل الترغيب والترهيب، وسياسة العصا والجزرة، وتجاهل بعض رموزها أو نسوا عقيدة أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك، وأن الأمور بالمقادير، وظهرت عيوبهم بشكل كبير.

■ ما هذه العيوب من وجهة نظرك؟

- الدعوة السلفية بالإسكندرية صارت تدعو إلى حزبية مقيتة، ورموزها تحولوا إلى كهنوت ما دخلوا مكانًا إلا أفسدوه، وحولوا أهله إلى أحزاب متفرقة وشيع.

■ وما الحل لتجاوز هذه العيوب من وجهة نظرك؟

- أطالبهم بألا يحتكروا السلفية فى شخص معين، فهى منهج للمسلمين كلهم على مر العصور.

■ ماذا تقصد باحتكار السلفية؟

- العقول المُغلقة لا تزال تُشَخْصِن الدعوة السلفية فى أحزاب أو جماعات أو أشخاص، رغم أنهم يصيبون ويخطئون، ويجعلونهم فى منزلة ليست لهم، ويُلبسونهم ثياب العلم زُورًا وبهتانًا.

■ من تقصد بالذين يرتدون ثياب العلماء؟

- أقصد هؤلاء الأشخاص الذين لم تصح عدالتهم، ولم تثبت فى العلم إمامتهم، بل ثبت عنهم الكذب والتدليس والمراوغة، وهذا واضح للقاصى والدانى، فلا خير فى شيخ أو داعية لا يقبل النصيحة من غيره.

■ هل تقصد الدكتور ياسر برهامى؟

- ليس لدىّ خلاف مع شخص بعينه، ولكن الأزمة أن بعض مشايخ الدعوة أفسدوها، وليس بنا شخص معصوم، والتسليم الأعمى ليس من مبادئ الإسلام الذى يدعو للتفكير دومًا، وشيوخ السلفية لا يليق بهم أن يبحثوا عن منفعة شخصية أو منصب أو مصلحة خاصة.