رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أستاذ فقه مقارن: المسابقات الهاتفية لا تجوز شرعاً

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

قال الدكتور مراد محمود حيدر، أستاذ الفقه المقارن بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، إن بعض شركات الهاتف المحمول ترسل رسالة لكثير من العملاء، وهذا نصها "لو عايز تدخل سحب على جايزة كذا..."، مؤكداً أنه لا يجوز شرعا الإشتراك في مثل هذه المسابقات لأنها مشتملة على قمار وميسر حرمه الله تعالى، وجعله قرين شرب الخمر، وذلك في قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ".

وأضاف حيدر، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، الميسر هو "كل معاملة دائرة بين الغرم والغنم، ولا يدري فيها المعامل، هل يكون غانماً أو غارماً؟ والغانم فيه يغنم في غير مقابل، أو في مقابل ضئيل"، وهنا يغرم المشترك ثمن اتصاله الهاتفي على أمل أن يغنم آلافا أو مليوناً، وقد لا يغنم شيئاً، وهذا هو الميسر.

وناشد حيدر الشعب أن ما يجنيه هؤلاء من قيمة الاتصالات الهاتفية يفوق ما يبذلونه من جوائز، كما ذكر فهي طريقة ماكرة للربح المحرم، وأكل أموال الناس بالباطل.

وتابع: قد بينَّا في فتاوى سابقة أن جمهور العلماء اتفق على أن المسابقات بعوض لا تجوز ولو كان الباذل للعوض طرفًا آخر غير المتسابقين إلا فيما ورد به النص، وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا سبَق إلا في نصل، أو خف، أو حافر". أخرجه أبو داود، وابن حبان في صحيحه.

واستكمل: إن في كلام بعض فقهاء المذاهب ما قد يفهم منه عدم تحريم المسابقات بعوض في غير ما ورد في النص، إذا كان الباذل غير المتسابقين، وقد جاء في حاشية الدسوقي على الشرح الكبير: "وقد حكى الزناتي قولين بالكراهة، والحرمة فيمن تطوع بإخراج شيء للمتصارعين، أو المتسابقين على أرجلهما، أو على حماريهما، أو غير ذلك مما لم يرد فيه نص السنة". اهـ.

وأوضح أن هذا النص محتمل أن يكون المراد به المسابقات التي في معنى المنصوص، ويحتمل أن يكون المراد به عموم المسابقات المباحة، وما قلناه هو مذهب الحنفية، والمالكية، والشافعية، والحنابلة، وابن حزم من الظاهرية.