رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رأي الدكتور فتحي الشرقاوي أستاذ علم النفس السياسي في مبادرة اسأل الرئيس

الدكتور فتحي الشرقاوي
الدكتور فتحي الشرقاوي

تابعت باهتمام بالغ المبادرة التي أطلقتها مؤسسة الرئاسة تحت عنوان «اسأل الرئيس».. تلك المبادرة التي أراها خطوة شديدة الإيجابية في تواصل شباب مصر مع قيادتهم السياسية بشكل مباشر.. ممثله في شخص رئيس الجمهورية.. وعلى الرغم من الواجهة التي تحملها الفكرة .. إلا أن التعامل معها إجرائيا وتفعيلها في حاجة إلى عدة خطوات عمليه.. حتى تحقق المبادرة أهدافها التي أطلقت من أجلها... خاصة أنه من المتوقع وصول الآلاف من الرسائل الإلكترونية.. إن لم يكن الملايين عبر الموقع الذي أعلن عنه.

أولا. مرحلة تصنيف الأسئلة:

في هذه المرحلة يتم تصنيف الأسئلة المرسلة من الشباب في صورة مجالات محدده في إطارها العام.. ولتكن المجال التعليمي.. الاقتصادي.. السياسي.. الديني.. ثم داخل كل فئة تصنيفها يتم تصنيف فرعي آخر..مثل التعليم (ماقبل الجامعة/جامعي/مابعد الجامعي.. إلخ).

أن هذا التصنيف وفقا لطبيعة الأسئلة الواردة لمؤسسة الرئاسة.. سيتضح في الإطار العام أي مجال يشغل اهتمامات الشباب.. وما أكثر الموضوعات استحواذا على أفكارهم في فترة زمنية محددة.

ثانيا. مرحلة إعداد الردود

وهذه المرحلة تنقسم بدورها إلى مرحلتين فرعيتين.

الأولى.. إعداد الردود العامة لمجموعة من استفسارات الشباب.. وهذه الردود لابد من ابتعادها عن المصطلحات النظرية.. وإنما تتضمن حقائق وبيانات وبراهين وأدله.. بحيث أن تلك البيانات المقدمة من مؤسسة الرئاسة تتضمن إجابة منطقية وعقولهم.. يمكن للشاب التعامل معها.. بوصفها صادرة من مؤسسة موضوعية وبياناتها تتسم بالشفافية والصدق.

الثانية.. بعض الردود الخاصة على بعض الاستفسارات.. والتي يطلب فيها الشاب استفسارات أو طلب إيضاح عن مشكله معينه.. حينئذ وجب الرد عليه واحترام رغبته في تعميق الاتصال والتواصل مع مؤسسه بلاده السياسية.. لأن تجاهل الرد أو المماطلة في الاستجابة.. قد تؤدي بمرور الوقت إلى ترسيخ مفاهيم سلبية في الصورة الذهنية للشباب عن المبادرة وأهدافها والقائمين عليها.

ثالثا. مرحلة المتابعة:

لا ينبغي أن يقف الأمر عن حد سؤال الشاب.. وتلقي الرد.. وإنما لابد أن تكون هناك آليه محددة ودقيقة من مؤسسة الرئاسة في كيفية التواصل مع الرسائل إجرائيا.. (إعداد الردود) خاصة تلك الرسائل التي تتضمن رسائل الشباب عن التعسف الذي يمارس ضدهم في كافة مجالات الحياة.. مثل قضايا الواسطه والمحسوبية وعدم الحصول العادل على الحقوق.. أن هذه الأسئلة لا تتطلب ردود مكتوبة فقط.. وإنما لابد من وجود فريق عمل في مؤسسة الرئاسة لمتابعة ماذا حدث في شكوى الشاب.. والاتصال بكافة الجهات لتذليلها وحلها في ضوء الإمكانات المتاحة.. هنا تصبح وسيلة الاتصال ناجحة.. لأنها ارتبطت بحلول إجرائية فعليه على أرض الواقع.

مبادرة اسأل الرئيس.. مبادرة إيجابية.. نتمنى أن يكتب لها النجاح.. إذا أخذنا في الاعتبار أنها في حاجة لفكر خارج الصندوق.. رصدا وتحليلا ومتابعة.. وهذا ما نتوقعه من القائمين على أمر تلك المبادرة الرائعة.

أ. د. فتحي الشرقاوي
أستاذ علم النفس جامعة عين شمس