رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبراء: مبادرة الجماعة الإسلامية تعطي الإرهابيين فرصة لالتقاط الأنفاس

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

أطلق حزب البناء والتنمية، الذراع السياسية لتنظيم الجماعة الإسلامية، أمس، مبادرة أسماها «مبادرة وقف الإرهاب فى سيناء»، وذلك بعد 4 سنوات من ممارسة الأعمال الإرهابية ضد رجال الجيش والشرطة، ما أثار استنكار وتساؤل كثيرين من خبراء ملف الإسلام السياسى، حول دوافع طرح المبادرة وتوقيتها.

نص المبادرة

نصت المبادرة التى أطلقها الحزب، على دعوة جماعات العنف فى سيناء إلى اتخاذ قرار بإعلان وقف العمليات ضد مؤسسات الدولة المصرية، فى ذكرى عيد تحرير سيناء.

وتضمنت المبادرة اجتياز 4 مراحل على الترتيب، تتضمن الأولى وقف التدهور واحتواء الأزمة وتهيئة الأجواء لحلها، والثانية وهى مرحلة الحوار من أجل تحديد المشكلات وطرح الحلول، والثالثة مرحلة وضع خطة شاملة تتضمن توقيتات لحل المشكلات، وأخيرًا مرحلة التنفيذ انتهاء بالمصالحة الوطنية.

وقال الحزب فى البيان الذى أصدره، أمس، إنه «فى ظل تفاقم الأزمة ينبغى أن يكون الهدف الأول هو منع مزيد من التدهور، وهو ما يتطلب إجراءات متوازية من الأطراف الرئيسية».

وأشار البيان إلى أن الإجراءات تتضمن إعلان المجموعات المسلحة بسيناء وقف العمليات اعتبارًا من اليوم (25/4)، الموافق لذكرى عيد تحرير سيناء، وأن تتوقف الحكومة المصرية عن المداهمات والملاحقات الأمنية لهذه المجموعات، اعتبارًا من ذات التاريخ.

وتضمنت التوصيات التى وردت بالبيان إعادة المهجرين من أهل سيناء، مسلمين ومسيحيين، إلى ديارهم، والدعوة والإعداد إلى مؤتمر وطنى جامع يضم القبائل السيناوية، وجميع الأطراف المؤثرة للدخول فى حوار مفتوح، والإعلان عن إسقاط التهم عن كل من يلتزم بقرارات هذا الحوار.

الزمر: ليست متأخرة

قال عبود الزمر، أحد مؤسسى الجماعة الإسلامية، لـ«الدستور»، إن المبادرة نتجت عن مشاورات عديدة بين قيادات الجماعة، وتهدف لتحقيق استقرار للأوضاع فى سيناء، لأن مكافحة الإرهاب هى الحل فى القضاء على كل الأزمات التى يمر بها الوطن فى الوقت الراهن، ولابد أن تكون محور ارتكاز عمل جميع الجهات والمسئولين.

وأوضح الزمر، أن المبادرة لم تتأخر، لكن سبقتها عدة دعوات لوقف العمليات الإرهابية فى سيناء، مؤكدًا أن الجماعة الإسلامية استنكرت وأدانت عمليات العنف منذ أن بدأت قبل سنوات، إلى أن باتت هناك ضرورة لإطلاق مبادرة متكاملة فى ظل تدهور الأوضاع الراهنة، وتزايد وتيرة الإرهاب التى بدأت تصل إلى مراكز ومؤسسات حيوية فى القاهرة والمحافظات.

وأشار الزمر إلى أن قيادات الجماعة الإسلامية مستعدون للمشاركة فى تنظيم مؤتمر عالمى للحوار فى سيناء، يضم شيوخ القبائل والمفكرين والعلماء وشيخ الأزهر، لبحث حلول الأزمة من أجل وقف العمليات الإرهابية، وعودة الأهالى المهجرين من سيناء.

إبراهيم: التوقيت خطأ
قال الدكتور ناجح إبراهيم، المفكر الإسلامى، إن الوضع فى سيناء متشابك وأكثر تعقيدًا من مجرد إعلان مبادرة لاحتوائه، ولكنه يحتاج إلى خطوات وإجراءات كثيرة، أهمها مشاركة كل مؤسسات الدولة ورجالها ومفكريها فى هذا الملف.

وأوضح لـ«الدستور» أن مبادرة الجماعة الإسلامية تأتى فى الوقت الخطأ، مرجحًا أن يكون السبب وراء إطلاق المبادرة هو رغبة حزب البناء والتنمية، فى تمرير انتخاباته بسلام.


البرش: تخدم الإرهاب

وليد البرش، القيادى المنشق عن الجماعة الإسلامية، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، أشار إلى أن المبادرة لها هدفان، الأول هو خداع ومراوغة الدولة لخلق جيل جديد من الإرهابيين، والثانى الحفاظ على ما تبقى من فلول العناصر الإرهابية فى سيناء، خاصة أن الفترة الماضية شهدت ضربات متلاحقة قضت على بؤر إرهابية قوية، أهمها جبل الحلال فى سيناء، وأدت إلى تراجع التمركزات الإرهابية بشكل كبير، لذلك فإن مبادرة وقف القتال فى سيناء فى الوقت الحالى تخدم الإرهاب، وتهدف إلى إعطائهم فرصة لالتقاط الأنفاس، خاصة فى هذا التوقيت الذى يعانون فيه من الحصار.

وتساءل «البرش»: «لماذا لم تعلن الجماعة الإسلامية عن مبادرة لإنقاذ سيناء منذ سنوات طويلة تكبد الجيش المصرى فيها خسائر بشرية غالية ومادية تقدر بالملايين؟»، مؤكدًا أنه لا يوجد خلاف بين صقور الجماعة الموجودين بالخارج، وأبرزهم طارق الزمر، رئيس حزب البناء والتنمية الحالى، وعاصم عبدالماجد، ومن يطلقون على أنفسهم الحمائم الموجودين بالقاهرة.

ولفت «البرش» إلى أن التنسيق بين الجبهتين الداخلية والخارجية للجماعة يتم على قدم وساق، لتحقيق أجندة تصب فى النهاية فى مصلحة الإخوان وكل حلفائهم من التيارات الإسلامية المتطرفة.