رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أرض الملوك.. «الدستور» تقضي 48 ساعة فى مدينة «أبوالحجاج»

مدينة «أبوالحجاج»
مدينة «أبوالحجاج»

بكل لغات العالم يمكنك الكتابة والحديث عن الأقصر، هى أرض الأساطير والتاريخ والحضارة والملوك والنيل وثلث آثار العالم، فلا حديث عن مصر من قبل أى أجنبى دون ذكرها، ولا إشارة إلى حضارات وتاريخ إنسانى فى أى بقعة حول العالم من دون الإشارة إليها.

«الدستور» تصحبكم فى رحلة للأرض التى سكنها ملوك علموا الدنيا معنى الحضارة، وسطروا بإنجازاتهم المعمارية والإنسانية فصولاً فى كتب التاريخ، نبدأها بلقاء مجموعة من الأجانب جذبتهم «نداهة» طيبة، فلم يتمكنوا من أن يبرحوا سحرها، فقرروا ترك بلدانهم الأصلية والمجىء إليها، والسكن فى «البر الغربى».

سفير فرنسا فى القاهرة أندريه باران، كان له نصيب من الرحلة، إذ التقيناه على هامشها فى حوار شدد خلاله على أن العالم بأسره ضحية للإرهاب، فى الوقت الذى كشف فيه الدكتور محمد بدر، محافظ الأقصر، فى حوار ثان عن تحسن نسب الإشغال والحجوزات مقارنة بأبريل من العام الماضى.

هذا إلى جانب لقاءات أخرى مع عدد من المشتغلين بالسياحة، للتعرف، فى «فضفضة موجزة»، على أبرز ما يعانونه.

أوجاع العاملين بالسياحة

سائقو التاكسى
الكثيرون اتجهوا للمصانع انتظارًا لتحسن الأوضاع

ذكر أشرف محمد، سائق تاكسى فى البر الشرقى لمحافظة الأقصر، أن 90% من سكان المحافظة يعملون فى السياحة، و10% فقط يشغلون وظائف حكومية.

وأضاف: «نشعر بتأثير الهجمات الإرهابية بشكل مباشر، لكن بعد انتشار الهجمات فى مختلف بلدان العالم أصبح التأثير أقل.. نتابع أخبار العالم بشكل يومى، ونرى أن مصر برغم ما مرت به فإنها تبقى من أكثر مدن العالم أمانا، لكن هناك حملات ممنهجة لتشويه صورتها فى الخارج».

وتابع: «نحن مع الرئيس فى محاربة الإرهاب الذى خرب بيوتنا ولن نسمح بدخول أى غريب بيننا»، لافتا إلى أن الأقصر بها ما يقرب من ألف سائق تاكسى، أغلبهم يعمل على سيارته الخاصة، لكن مع تراجع السياحة وزيادة أسعار قطع غيار السيارات والبنزين أصبح الوضع صعبا للغاية، مضيفا: «منا من أوقف سيارته لعدم مقدرته على الصرف على أسرته واتجه للعمل بالمصانع فى المحافظات المجاورة».

سائقو الحنطور
المصريون يدفعون ١٠ جنيهات لا تكفى لإطعام «حصان»

قال «الريس محمد»، سائق «حنطور» فى البر الغربى، يعمل على «حنطور» والده منذ 50 عاما، «إن أعداد السائحين انخفضت بنسبة 80% بعد ثورة 25 يناير، وخلال الفترة الحالية عادت للارتفاع بنحو 5% مقارنة بالعامين الماضيين»، مضيفًا: «مستوانا المعيشى كان حلو جدا قبل تضرر السياحة».

وذكر «محمد»، أن الأقصر بها 340 «حنطور مرخص» تعمل فى مختلف أنحائها، وتعتمد هذه «الحناطير» على بعض زيارات المصريين للمحافظة، التى لا تعود بالنفع الكامل لهم، حسب قوله.

وأوضح أن «مشكلة المصريين أنهم عايزين يدفعوا 10 أو 20 جنيه، وهذا لا يكفى ثمنا لإطعام الحصان، فضلا عن الصرف على عوائلنا.. الحمد لله بنمشى بستر ربنا».

أصحاب البازارات
البعض غير نشاطه بسبب ضعف الإقبال

اعتبر أبو بسام، صاحب «بازار» سياحى فى شارع «السوق القديم»، أن الفرق بين فترة ما قبل ثورة 25 يناير فيما يتعلق بالإقبال السياحى وبعدها «شاسع» ولا يمكن المقارنة بينهما، موضحا أن نسبة الإشغال بالمنطقة كانت 100%، لكنها لا تتعدى حاليا 15%.


وأضاف «أبو بسام»، الذى يعمل فى «البازار» منذ 30 عاما، وورثه عن والده، إن الهجمات التى حدثت فى مصر الفترة الماضية أثرت بشكل كبير على عودة السياحة مرة أخرى، مشيرا إلى أن هناك مئات «البازارات» ومحال الهدايا المنتشرة بالمحافظة، أغلق بعضها، والبعض الآخر حول نشاطه، ومنها ما زال يعمل على أمل عودة السياحة للمحافظة مرة أخرى إلى معدلاتها السابقة.

وعبر «أبوبسام» عن حزنه نتيجة جلوس ابنتيه الاثنتين بالمنزل لعدم وجود عمل لهما، مضيفا: «شجعت ابنتىّ على دراسة السياحة والآثار لتعملا بها، خاصة أن كلًا منهما تتحدث 3 لغات».

مصانع الألباستر
٧٠% انخفاضا فى المبيعات لكن لن نغلق أبوابنا


قال رمضان الخضرى، الذى يعمل فى مجال تصنيع التماثيل من «الألباستر» منذ 28 عاماً، إن تراجع معدلات السياحة أثر بشكل كبير فى نشاط مصانع «الألباستر» البالغ عددها أكثر من 65 مصنعا.

وأوضح «الخضرى»، أن منتجات هذه المصانع من التماثيل والنماذج الأثرية المصنوعة من حجر «الألباستر» القادم من أسيوط والمنيا كانت تباع للسائحين المتوافدين لزيارة آثار البر الغربى، إلا أنها تباع الآن للمصريين الذين يأتون فى الإجازات وبعض الأجانب، وهو ما نتج عنه انخفاض نحو 70% فى مبيعاتها.

وأضاف: «مبيعات هذه المصانع كانت مرتفعة جدا قبل تراجع السياحة، وكان هناك إقبال كبير من السائحين لشراء منتجات المصانع كهدايا لأصدقائهم فى مواطنهم»، مشددًا على أنه «مهما تواصل تراجع السياحة فلن نغلق مصانعنا، لأن أهالى الأقصر على يقين من عودة السياحة لمعدلاتها الطبيعية فى النهاية».

المراكبية

مبيجيش غير الصينيين اللى مبيشتروش قشاية

كشف الريس على كمال، صاحب مركب شراع بين البرين الشرقى والغربى، ويعمل فى قيادة المراكب منذ 40 عاما، أن الضربات الإرهابية تتسبب فى إلغاء حجوزات شركات السياحة، لذلك فإن العمل يقتصر على رحلات المصريين الذين لا يدفعون سوى 50 جنيها فى الساعة، التى يراها غير كافية، خاصة مع ارتفاع أسعار المنتجات البترولية، مضيفا: «مبيجيش دلوقتى غير الصينيين اللى مبيشتروش قشاية ولا بيعبروا حد بجنيه، فين أيام الأوروبيين والإنجليز؟».

وذكر أن المحافظة بها 210 مراكب يعمل على الواحد منها فردان، وقال: «الأقصر لا يوجد بها مصانع أو شركات يعمل بها أبناء المحافظة، والاعتماد الرئيسى قبل الثورة كان على السياحة.. دلوقتى كل بيت فى الأقصر يعمل به فرد أو اثنان على الأكثر فى السياحة، ومن لا يجد عمل بيروح يعمل شيال أو عامل».

الفنادق
تسريح 40% من العمالة.. والتحسن «تدريجى»

أكد محمد طايع، كابتن مطعم فى أحد الفنادق السياحية، أن السياحة فى الأقصر توقفت بشكل كامل خلال السنوات الخمس الماضية، لكنها تتحسن الآن بشكل تدريجى، مضيفا: «الفنادق سرحت ما يقرب من 40% من عمالتها نتيجة انخفاض عدد النزلاء».

وأضاف «طايع»، أن العديد من أقاربه العاملين فى السياحة بالمحافظة اتجهوا للسفر إلى القاهرة للبحث عن عمل بعد أن أغلقت أبواب رزقهم، مشيرا إلى أن الغالبية العظمى من السائحين القادمين إلى مصر زاروها من قبل وأتوا مرة أخرى لأنهم يعلمون استقرار وضعها الأمنى، لكن السائحين الجدد يخافون مما تتناقله الصحف الأجنبية عن الهجمات الإرهابية.
وتابع: «المحافظة تشهد توافدا للسياحة العربية فى الفترة الأخيرة، خاصة بعد اختيار الأقصر عاصمة للثقافة العربية، وبالنسبة للجنسيات الأجنبية فأغلب الزوار من الصين واليابان».